أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - جارتي مسرح العمر قصير














المزيد.....

جارتي مسرح العمر قصير


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 18:38
المحور: الادب والفن
    


كلما بيني وبينِكْ
من حديثٍ ساحِرٍ
يا حَبيبةْ..
صارَ همساً ثم نبْضاً
صارَ أختاماً لأوراقٍ رقيقةْ
صار َخمْراً
يتسللْ داخلي طيراً مهاجر
مثل ألوان المسارات التي تخطو السماء
مثل نجمٍ ضائعٍ
في تجاويف الفضاء
صرتَ أنتِ البلسم الشافي
غصن زيتونٍ يعيش الحلم يغفو في النهار
نخلة التمر التي في دارنا
تتغزلْ بهدوءٍ في العيون
عندما تأتي النجوم
من جنوب الأرض تجلس في الشمال
وصدى العزف على قلبي كمانٌ
يرسل اللحن الشفيف
............
............
لم يكن بيني وبين
الوجه إلا لحظتين
وعيون ساهرة
جارتي جاءتْ على سرج المساءْ
بالتخفي والغنوج
وسليل الوجد منها خلوتين
وأريج الزهر فيها قامتين
وبها المسْك يناغي المهجتين
وشميم الخصلتين
يتباهى في الكفوف
والعهود الغابرة
وسؤالٌ فيه نظرة
تتمنى النطق عبرةْ
ـــ أيها الصامت عني
كن شفاه العطر مني وتنفسْ نغمي الشدو الشفيف
مقلتي صارتْ تباريحاً وأنات الكمان
جارتي لم يكن بيني وبينكْ
من سدودٍ أو صدودٍ أو حدود
بل عَبَرْتُ الشارع الخلفي
أتوكأْ في دهاء
في انتظامٍ.. بين أن أبقى قريباً أو أعود
حائرٌ بين المسافة
بين خطوةْ.. خطوتين
بين لحظـةْ.. لحظتين
بين نظــرةْ.. نظرتين
وعيون حائرة
فإذا القلب ينادي بالسماح
قاب قوسين من اللمس ومن صوت السؤال
أنْ تعال..
جارتي كيف العبور!
لم يكن بيني وبين اللمس إلا رمشة
لا رقيب ، لا حسيب
هكذا الدنيا علينا
ثم قلنا مسرعين
فلنلهو ما لدينا بالتراضي
تارةً.. نسهر الليل ونسقي حلمنا
شوقاً عناق
ولنصحو ونغني
تارةً..عندما يأتي الصباح
عندها في غفلة العمر المجففْ
نتسلى بالتواصلْ
نتبارى في أحاسيس اللقاء
ثم نرجعْ حائرين
نتذكرْ وجدنا
كلما فينا يغني
ذلك الصوت الرخيم
" يا حبيباً زرت يوماً أيكه
طائر الشوق أغني ألمي" *
وأنادي فيك لمساً ساحراً
ثم نسرحْ
في دبيبٍ من سكون
.............
.............
كلما بيني وبينِكْ
من إشاراتٍ خفيةْ
أو حكاياتٍ من الشعر المغنى
يا حبيبةْ..
صارَ ومضاً ثم نبضاً
صارَ حلماً
وتعطرْ بالأماني
صارَ أرقاماً من الماضي
وغدى حلم الأماسي كالرجيف
بعدما جاء الخريفْ
ثم شاختْ شتلة الزيتون عند الباب
وتعرتْ نخلة التمر التي كانت تظللْ
مسرح العمر الصغير
رعشة النبض العسير
جارتي مسرح العمر قصيرٌ
باغْتراب الروح في صمت الرحيل
عندما جاء الفراق
بعذاب الهجر والهم الطويل
وانتظار النجم في ليلٍ سقيم
وانتظار وهبَ القلب أوجاع البعاد
1/3 /2010
*المقطع قصيدة للشاعر إبراهيم ناجي "الأطلال" غنتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين ذهبت أصوات حوالي 6 .37% وأصوات الخارج (7. 85%) ؟
- الإجحاف يلاحق المرأة العراقية والعاملة بالذات
- لابد من التغيير وإلا......
- فتاوى لإيقاف عجلة التطور ولإعاقة تقدم المرأة في الحياة
- علامات البداية في الخرق الدعائي والانتخابي
- الثامن من شباط الممتلئ بالظلام
- قائمة اتحاد الشعب تمثل طموح ومصالح الشعب العراقي
- النرويج دون مركز انتخابي بينما في السويد ( 7 ) محطات انتخابي ...
- ذكرى الشهيد عبد الجبار وهبي - أبو سعيد -
- تهويل عودة البعثيين دعاية رائجة للانتخابات القادمة
- الوطنية تعني رفض الوصاية الخارجية والتدخل الإيراني
- تاريخ نضالي قدم الشهداء و ما زال معطاء
- تقديم براءة ، كتابة تعهد ، الإعلان بالبراءة !!
- كلما أمد قامتي إلى العراق تطول
- الاجتثاث بمعناه القلع لا يصلح في العمل السياسي
- حسن الجوار وصداقة بدلاً من عداء دائم بفرض الأمر الواقع
- قصيدة شعبية مملوءة بالحقد الفايروسي الشوفيني ضد الكرد
- أزمة القرار المتأخر
- الخروقات الانتخابية من قبل بعض الأحزاب والكتل
- من ينحت المجد في التاريخ الذي تصنعه الجماهير؟


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - جارتي مسرح العمر قصير