أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - تقديم براءة ، كتابة تعهد ، الإعلان بالبراءة !!















المزيد.....

تقديم براءة ، كتابة تعهد ، الإعلان بالبراءة !!


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 20:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحداث التي تلت قرارات هيئة المساءلة والعدالة والضجة حول ظافر العاني وما أعلن عن نشر براءته من حزب البعثصدامي ثم نفيه أن يكون قد وقع على مثل هذه البراءة وتصريحه للسومرية "لو كنت بعثياً لتنصلت من حزب البعث، أما غير البعثي فكيف يتنصل من حزب لم يكن عضوا فيه " وهو يدين كل الجرائم التي مورست ضد الشعب قبل عام 2003 أو بعده وكذلك ما تناقل عن تطبيق مثل هذا الإجراء من قبل هيئة المساءلة والعدالة وادعائها " بأنها قانونية تهدف إلى حماية الدستور العراقي" وما نقل على لسان حسين الصدر القيادي في الائتلاف الوطني العراقي عن ضرورة من شملهم قرار الإبعاد بإعلان براءتهم من حزب البعث وإدانتهم لجرائمه التي ارتكبها وما تناقلته وسائل الإعلام بان الحكومة العراقية بخصوص الممنوعين من الانتخابات " إعلان براءتهم وإدانتهم لجرائم البعث" وتحدث كامل الدباغ المتحدث الرسمي باسم الحكومة "على البعثيين الذين وردت أسماءهم في قائمة هيئة المساءلة والعدالة أن يعلنوا براءتهم وإدانتهم لجرائم وآثام نظام صدام حسين وحزب البعث ألصدامي" يذكرنا هذا الاسلوب بما كان معمول به في العهد الملكي من تقديم براءة من الأفكار الشيوعية والانتماء للحزب الشيوعي العراقي وكان ذلك يعتبر إسقاطاً سياسياً وحزبياً إذا كان منتمي للحزب المذكور وفي الحال تتخذ إجراءات انضباطية من قبل الحزب بالابتعاد عن المتبرئ وحتى غير الحزبي كان يشعر بالخجل من نفسه باعتبار إعلان براءته بهذا الشكل القسري ( التعذيب الجسدي والنفسي ) إهانة لكرامته المجروحة والحط من رجولته ومواقفه أمام عائلته وأصدقائه وكل من يعرفه وكأن الجميع يشيرون بأصابعهم إليه " هذا صاحب البراءة " بعد ثورة تموز رفض هذا الاسلوب الرديء اللاأخلاقي واعتبر إهانة لإنسانية الإنسان فلا يجوز أبداً الحط من قيمته بالبراءة مما يفكر لكن سرعان ما عاد نهج تقديم البراءة بعد انقلاب ( 8 شباط الدموي) الذي راح ضحيته مئات من الشهداء وامتلأت السجون بعشرات الآلاف من المواطنين ومن مختلف مكونات الشعب التي رفضت الانقلاب وعند سقوط ذلك النظام المأفون استمر النظام العراقي على المنوال نفسه حيث طلب من السجناء المتواجدين وهم بالآلاف تقديم البراءة وهو صك لخروجهم من الاعتقال والسجون وبالمناسبة كانت قصيدة الشاعر مظفر النواب رداً على الطريقة وشدّ عزيمة من ارتخى من السجناء والموقوفين بقصيدة سميت على ما أتذكر " براءة الأم وبراءة الأخت " ويقول في الأولى " يا ابني ابن الجلب يرضع من حليبي ــ ولا ابن يشمر لي خبزة من البراءة ــ يا بني يا كلني الجرب عظم ولحم وتموت عيني ولا الدناءة" ويستمر قائلا " يا ابني لا تلثم شرفنا ــ يا بني يا وليدي البراءة تظل مدى الأيام عفنة ــ تدري يا ابني بكل براءة كل شهيد من الشعب ينعاد دفنه " أما القصيدة الثانية فيقول" جنت ارضى تدوس بعظامي وكلك حيل رضها ــ جنت ارضى تذبح أبطني جنيني ــ ولا براءة عار تتبركع اتجيني " إلى أن يقول " مثل ما تبريت من شعبك تبرينا من اسمك ــ يا شعب هذا ألتشوفه موش ابنا "
بالطبع هناك فرق بين أولئك المناضلين الشرفاء الذين ذاقوا كل أنواع العذاب والإعدامات والتعذيب والسجون والمعتقلات العلنية والسرية والهجرة والتهجير وكانوا لا يملكون إلا الفكرة الوطنية والإخلاص للشعب والكلمة الحرة وبين القاتلين والمجرمين من إرهابيين بعثيين وتكفيريين أو في المليشيات الخاصة وهناك فرق آخر بين تلك العهود والعهد الحالي، وبخاصة عهد البعثصدامي فهذا الأخير اخترع بدلاً من تقديم البراءة " كتابة تعهد خطي " وهو اختراع لا ينطوي على إذلال الإنسان بشكل علني بل بشكل مخفي ، وكان أسلوب التحقيقات الجنائية في زمن النظام الملكي ونظامي الأخوين عارف المطالبة بنشر البراءة في الجرائد العراقية وبشكل علني وبالأسماء الحقيقية وهي إهانة لذات الإنسان أما في زمن البعثصدامي وبخاصة بعد عام 1977 فكان المطلوب كتابة تعهد خطي بعدم العمل مع أي حزب ما عدا حزبهم وهناك عقوبات تتلاحق وصولاً إلى الإعدام والاعتقال في أقبية الأمن العامة والمخابرات أو تلفيق تهم ضد من يرفض التوقيع وقد استخدموا التعهد على طريقتين ، الأولى: يبقى أمر الموقعين مستوراً بعض الوقت ويستخدم بعد ذلك ضد الموقع وقد يطلب منه العمل كوكيل أو كرجل أمن أو التجسس على الآخرين ويبقى تهديده كعقاب صارم يحدد من حركته ليس السياسية فحسب بل الاجتماعية أيضاً والثانية: نشر أمر التوقيع على المعارف والأقارب والأصدقاء ومحل السكن ليتم تسقيط الشخص الموقع وعزله والابتعاد عنه بالاتهام انه أصبح شرطي سري! بعد سقوط النظام انتهى نظام التعهد السيئ الصيت وبهذا الانتهاء انتهت حقب من تاريخ البراءات والتعهدات هكذا بدا الأمر لكن فجأة ظهر الاسلوب نفسه في هذه الأيام ويُفسر بان هذا النهج ممكن إعادته واستمراره وتطويره واليوم إذا كان ذلك ضد فلان وعلان أو جهة سياسية وأخرى بحجة البعثصدامي أو الإرهاب فمن يضمن غداً ماذا يكون! ولماذا لا؟ وقد يأتي يوم إذا تمكن الأحفاد المبشرين بالجنة والنار أن يعمم قضايا متنوعة ويطلب من الذين يتهمون بشرب الخمر أن يوقعوا صك البراءة والبائعين تعهد خطي بعدم البيع والتبادل فيه أو غيرها من القضايا وحسب الأمزجة وهناك مثال لم يزل طرياً وهو أن محافظة البصرة والبعض من المناطق التي حرمت شرب وبيع المشروبات الروحية بحجة الإسلام والشريعة كما طالبت أحدى النائبات في البرلمان نسيت اسمها بإقرار قانون من قبل البرلمان قبل انتهاء دورته يمنع بيع وشرب الخمور في العراق لا اعرف كيف يطبق في الإقليم!! ومثل ثاني مدينة الثورة والبعض من المناطق منعت الدارسة المختلطة وعندما سئلت وزارة التربية الصدرية قالت كل محافظة وكل منطقة تقرر ما هو مناسب لها " وطزين وليش مو عشرة بالناس " وغداً لا نعرف ماذا سيحدث فبالحجة نفسها ربما يقوم من يعلن وقد يكون مسؤولاً كبيراً في الحكومة القادمة أو بعدها وقائداً لحزب " متنمر " أصبح مشهوراً ـــ أن الشيوعية كفر وإلحاد والحزب الشيوعي كافر وإن أعضائه ملحدون والديمقراطية غربية كافرة ونحن لا شرقية ولا غربية وعلى من ينْكر التهمة فليوقع وثيقة إعلان يقول " فيها أنا فلان ابن فلان جدي فلان من العشيرة الفلانية اقر أنني مسلم أو مسيحي أو آزيدي أو صابئي أشهد أنني مؤمن ولست بملحد أو بكافر وأنا غير ديمقراطي وضد الديمقراطية الغربية والشرقية " رجاءً لن اقبل بقول من يقول لي "لا يستطيعون" فتراثهم والفتوى موجودة والحمد لله من زمن محسن الحكيم الله يرحمه للعلم نقول ذلك ولا نريد نبش ذلك التراث الذي قام على أسسه انقلاب ( 8 شباط 1963 البعثرجعقومي ) وليس بالدفاع عن ظافر العاني ولا عن صالح المطلك ولا عن البعثصدامي ومن تلطخت دمائهم سابقاً ولا حقاً بدم العراقيين بل من اجل التوضيح والتحذير من هذا الاسلوب غير المشرف وغير القانوني والإنساني فالاتهام يبقى اتهام حتى يدان صاحبه وعليه بدلاً من هذا الاسلوب النكرة الذي عفا عنه الزمن وإدانته الأخلاق والعرف السياسي والقانوني علينا أن نطبق القانون والدستور ضد من كان مجرماً وما زال مصراً على إجرامه ولا نطلب منه صك براءة أو صك تقديم تعهد أو أي نوع آخر فذلك يعني أن الأحفاد مازالوا يمنون النفس بالماضي ويريدونه حاضراً ليس كشكل بل كأسلوب جديد بشعارات جديدة، العودة للدستور بالرغم من نواقصه هو أفضل طريقة بدلاً من الاجتهادات والتصريحات الشخصية وإذا ما التزم الجميع به فذلك هو الطريق الأسلم في الظروف الراهنة





#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلما أمد قامتي إلى العراق تطول
- الاجتثاث بمعناه القلع لا يصلح في العمل السياسي
- حسن الجوار وصداقة بدلاً من عداء دائم بفرض الأمر الواقع
- قصيدة شعبية مملوءة بالحقد الفايروسي الشوفيني ضد الكرد
- أزمة القرار المتأخر
- الخروقات الانتخابية من قبل بعض الأحزاب والكتل
- من ينحت المجد في التاريخ الذي تصنعه الجماهير؟
- عام 2010 والأمنيات الملحة
- أحبّك يا روعة الإحساس
- هل الحل في حرب جديدة مع إيران وفق -وامعتصماه -؟
- جريمة تفجير الكنائس واغتيال المواطنين المسيحيين
- المعارضة الإيرانية الواسعة واتهامات السيد خامنئي
- بيان عن تفجيرات الثلاثاء لدولة العراق الإسلامية البعثية
- تعديل قانون الانتخابات - تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي-!
- الحوار المتمدن نقلة نوعية لتطوير الوعي العلماني
- لماذا يسعى حكام طهران لامتلاك السلاح النووي؟
- قرار مجلس محافظة الكوت يحط من قدر وقيمة المرأة العراقية
- بكتريا الحليب في ذي قار وأنفلونزا الخنازير H1N1 في كل مكان . ...
- الفساد المالي والإداري والانتخابي الذي ينخر جسد العراق
- ماذا بَعْدَ أن ادخلوها في مأزق هل سيؤجل موعد الانتخابات؟


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - تقديم براءة ، كتابة تعهد ، الإعلان بالبراءة !!