أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - البرادعي علي منضدة الفاشية المصرية














المزيد.....

البرادعي علي منضدة الفاشية المصرية


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 09:14
المحور: المجتمع المدني
    


حديث السياسة واضح في بيانه ودلالته لأنه يخاطب مصالح مجتمع , وتحميله بأكثر مما يحتمل بمثابة خيانة للمجتمع , وحديث السياسة في مصر غالباً لاتتبدي منه دلالة المصالح الإجتماعية , لأنه هارب إلي الماضي وتراكماته وأزماته وإعادة إنتاج تلك الأزمات للمجتمع في صيغ جديدة مأزومة مغلفة بغلاف المصالح القومية والدينية المتوهمة التي غالباً ماتنحي تجاه الفاشية لتنتج مناخ سياسي عقيم و فاسد واستبدادي .
لايمكن إنجاز عمل كبير بدون رجال كبار , وقد أصبح هؤلاء كذلك لأنهم أرادوه لأنفسهم , هكذا قال شارل ديجول .
من اللحظات الهامة في حياتي والتي وصفتها بأنها فصلة تاريخية في تاريخ مصر السياسي , أنني كنت من ضمن المستقبلين للدكتور محمد البرادعي بصالة الإستقبال بمطار القاهرة , والذي أثلج صدري مشهد الشباب والشابات الذين حضروا تلك اللحظة الفصلة .
كان مشهد إستقبال الدكتور البرادعي لاتطاق روعته في عيون مستقبليه الناظرين لحلم التغيير في أفق يحتاج فقط إلي طموح واضح في معالمه ومطالبه لتحقيق هذا الحلم المصري , ولأن العمل الكبير يحتاج إلي رجال كبار فقد كان الدكتور البرادعي مؤهلاً لهذا العمل .
ثارت بداخلي الظنون وارتابت نفسي بعد يوم واحد فقط من إستقبال الدكتور البرادعي عندما استقبل مجموعة من المصريين بتوجهاتهم المختلفة حيث كان المشهد متناقضاَ تمام التناقض , وإن كنت ألتمس الأعذار للدكتور البرادعي في عدم معرفته بتاريخ بعض من أفراد تلك المجموعة التي التقاها بمنزله والتي تشكلت منها نواة الجمعية الوطنية للتغيير . فمنهم من إحتج علي الإشراف الدولي علي الإنتخابات المصرية , ومنهم من وقف ضد قرار البرلمان الأوروبي بإدانة النظام المصري في الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان والأقليات الدينية , ومنهم من وقف ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف طاغية السودان عمر البشير , ومنهم من وقف ضد تقرير ديتليف ميلتس في إدانة بشار الأسد طاغية سوريا في قضية إغتيال رفيق الحريري وجرائم البعث في لبنان , ومنهم وقف بجرأة وشجاعة ضد عمل المرأة بالقضاء وإتخاذه موقفاً صلباً متوهماً , ومنهم من أدار صراعات قومانية عربية متوهمة أيضاً وحارب طواحين الهواء متمثلة في الصراع ضد الإمبيريالية والصهيونية العالمية ليغطي خياباته وعجزه وقصوره في مواجهة الطغيان المصري , وغير ذلك من المسائل التي تكرث للإستبداد والطغيان والفساد , وتكرث للفاشية السياسية والفاشية الدينية في المجتمع المصري , وكأنني أري الدكتور البرادعي جالساً مشبكاً أصابعه علي منضدة الفاشية , وهو لايريد أن يكون للفاشية مجال أو حيز بإعتبارها معوقة للتغيير , ولكن من إلتف حوله يريدوا له أن يكون كذلك .
بيان الدكتور البرادعي بشأن تعذيب أحد أنصار الجمعية الوطنية للتغيير , كان شديد في عباراته وتلويحه لتقديم المسؤلين عن هذه الجريمة للمحاكمة الوطنية أو الدولية وجاء البيان محمولاً علي حقيقة مفرداته اللغوية حينما يقرر بعد تحذيره للأجهزة الأمنية ووصفها بإستخدام الأساليب القمعية ضد أنصاره وضد المطالبين بتغيير الأوضاع السياسية في مصر ويؤكد أن هذه الأساليب غير المتحضرة انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية ، وتعرض مرتكبيها للمساءلة أمام المحاكم.
وسياق كلام الدكتور البرادعي يحتمل تقديم المجرمين إلي المحاكم الدولية أوالمحاكم الوطنية .
الغريب في الأمر أن صحيفة المصري اليوم الغير بعيدة عن الأجهزة أوردت البيان كما جاء علي لسان الدكتور البرادعي إلا أن منسق الجمعية الوطنية للتغيير الدكتور حسن نافعة , أعاد إنتاج هذا البيان في صورة من صور المسخ , وحول كلمة الدولية إلي الوطنية وهذا في مقاله بالصفحة الخامسة بالمصري اليوم عدد الجمعة 12 مارس 2010, وكأنه يستبعد تقديم مجرمي النظام المصري إلي المحاكمة الدولية , في حالة من حالات إعادة إخراج بيان الدكتور البرادعي ولكن بمفردات مصرية محلية أو قومية أو ناصرية , فهل إعادة إنتاج بيان البرادعي بمثابة إعادة إنتاجه فاشياً , والإبتعاد به عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان في ظلال حلم الدولة المدنية عدوة الفاشية السياسية والفاشية الدينية !!
أعتقد أن المهام الكبري تحتاج رجال ونساء كبار !!
والسؤال الهام , من المستفيد من تحويل كرسي الدكتور البرادعي ووضعه أمام منضدة الفاشية ؟!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرادعي .. مطالبه ورفاقه !!
- كنا في إستقبال الرئيس البرادعي : ومن لم يكن ؟!!
- الأجهزة الأمنية , والغرائز السياسية
- مصر ليست عزبة , وحركة كفاية كذلك !!
- مجزرة نجع حمادي : يد من التي قتلت العيد ؟!!
- غزة .. في ذكري الصمت
- أسر الأفكار
- يا أيها الإنسان العربي !!
- يابلادي
- الجبهة المصرية ضد التوريث : من يعمل لصالح من ؟!!
- إضراب قبطي لماذا؟!
- قانون لدور العبادة : قانون لعمارة الآخرة
- توظيف الإستبداد للفاشية الدينية : دراسة
- ثنائيةالإرهاب والإستبداد
- عن عقلي المحتجز : رد عقلي
- النذير والبشير : أزمة الشرعية بين الوطني والدولي
- شيخ الأزهر وشيمون بيريز : أصداء المصافحة مازالت مستمرة .
- تسفيه واذدراء الأديان : من المستفيد ؟!
- الكنيسة المصرية وزيارة أيمن نور: هل تكيل بمكيالين ؟
- زغلول النجار وصمويل العشاي : الإنتصار للمقدس علي حساب الإنسا ...


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - البرادعي علي منضدة الفاشية المصرية