محمود الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 16:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس هذا وطن , بل ساحات حرب عصابات إجرامية منظمة , متناثرة كوباء طال كل شيء , وطال كل القيم , والمعايير الإنسانية والأديان , وانبسط بإجرام متعمد علي روح الإنسان ذاته !!
هؤلاء ليسوا مؤمنين , بل مجرمين إرتدوا عن عمد ثوب الدين لتحقيق مصالح الدنيا الخاصة بهم وحدهم , فكانوا نواباً ووكلاءاً عن الله في أرض الله بإرادة المصلحة , لتصير أقوالهم ومأثوراتهم , وكأنها أوامر صادرة مباشرة من الله للتنفيذ , بلا مناقشة , وبلا مجادلة , وبلا حوار , فكانت وكأنها عقاقير مخدرة تحرم الناس من جنة الدنيا , لتكون لهؤلاء المجرمين أدعياء الإنابة والوكالة عن الله في أرض الله , وتكون الدنيا ناراً لهم , والجنة مؤجلة لهم للآخرة !!
هؤلاء ليسوا مواطنين , بل مجرمين , إرتدوا ثوب الوطنية , وتحدثوا نيابة عن الوطن والمواطن , وهم لصوص الوطن وسارقي وقاتلي المواطنين بالإستبداد والطغيان , والفقر والجوع والمرض , هم تجار الأوطان بدعوي الوطنية !
أيادي من تلك الأيادي الآثمة المجرمة , والوجوه القميئة القبيحة , والقلوب السوداء المظلمة بنيران الحقد والغل والكراهية والأنانية المفرطة لحد القتل والتي حولت العيد لمأتم , والفرح لحزن , والسعادة لشقاء , واستبدلت الخوف بالأمان , ولطخت دور العبادة بالدم في يوم العيد بديلاً عن الورد ؟!!
كيف يترك مسجل خطر علي الأمان , والطمأنينة , وليس الأمن , فالأمن يعرفهم , ويوظفهم في أدوار إجرامية تخدم علي المنظومة الأمنية , التي تقوم بدور الخادم لأمن النظام الحاكم , وليس لأمن المجتمع .
إنها أيادي تنتسب لمنتجات أفهام سقيمة , وعقول مريضة , إعتقدت حينما تحمل سكيناً أو خنجراً , أو بندقية أومسدساً , أن أياديهم هي يد الله التي تقتل , ويد أنبياؤه التي تغتال وتنتقم تارة بالقتل , وتارة بالحرق , وتارة أخري بالإتلاف والتبديد , وحينما تدعو ألسنتهم وتبتهل بالدعاء باللعنات والهلاك والتبرئة من المغايرين لهم في الدين , يعتقدون أن لسان الله هو الذي يدعو , وألسنة أنبياؤه هي التي تبتهل بأدعية الهلاك لغيرهم في الدين , واسألوا ماتم الإتفاق علي تسميته بعقيدة الولاء والبراء !!
إسألوا المقررات الدراسية في التعليم بشقيه الديني / الأزهري , والعام , وفتشوا في النصوص والكتب لتجدوا ولتتعرفوا علي اليد القاتلة المجرمة الإرهابية , الكافرة بالوطن !
فتشوا عن خطباء المساجد ووعاظها وراجعوا أبواب الفقه والحديث , وكتب التفسير والعقيدة , واهل الذمة , والجزية , والمفاهيم الدينية العتيقة المتوارثة , والتي يتم التعامل مع نصوصها لتنتج لغة القتل , والعنف والإرهاب , أوالكراهية والإذدراء والتحقير علي أقل وأبسط تقدير !!
فتشوا عن اللغة الدينية الرسمية التي يتحدث بها رجال الدين من موظفي الدولة , والتي تحمل أكثر من معني في آن واحد , فهمي تحمل معاني السلام الإجتماعي , وفي ذات الوقت تحمل معاني القتل والإرهاب .
فتشوا في المناسبات التي يتقابل فيها رجال الأديان , مع أن الأديان ليس لها رجال ولا نساء , ولكن الأديان لها مؤمنين وفقط , شاهدوهم وهم يعانقوا بعضهم البعض عناقات حارة , لا تتوافر حتي للأوفياء في الحب والوجد والعشق والغرام , فتشوا عنهم وهم تحت مظلة واحدة تستظلهم بالفساد والإستبداد والطغيان والظلم , وهم لاينصاعوا لهموم المواطنين , وإنما ينصاعوا لإرضاء هذه السلطة الظالمة المتجبرة , وإرضاء مصالحهم .
فتشوا عن أهواء وأغراض ومصالح نظام الإستبداد في توظيفاته السياسية حتي للجماعات الدينية الإرهابية , وتوظيفات هذا النظام لهذه الجماعات ليقوموا بالدور البديل لأمراء الأمن , وتفعيل إستثمارات أمراء الجهاد للتلويح بها للغرب علي أن رحيل هذا النظام سيكون البديل عنه هو المجازر لغير المسلمين , وانتشار جثثهم علي سطح النيل !!
فتشوا عن الدورالأمني البديل لدورالقضاء في حل وإنهاء النزاعات الإجرامية التي تنتهي غالباً بقرارات أمنية , وليس بأحكام قضائية !!
فتشوا عن رجال الكنيسة المصرية , ومدي توافقها الظاهري مع منظومة الطغيان والإستبداد والقتل , والتي تبارك هذه المنظومة وتؤيدها ظاهرياً وتدعوا الأقباط المسيحيين لتأييد هذه المنظومة الطاغية ظاهرياً كذلك , والوقوف خلفها وتأييدها في مواجهة المجتمع المصري , حال كون الكنائس لاتخلو من الأمن والعسس ليس للحفاظ علي الكنائس ومرتاديها من المؤمنين , ولكن للتجسس وإملاء الشروط السياسية بلغة أمنية قميئة , والكنيسة المصرية لاتستطيع إلا أن تماري وتجاري .
فتشوا عن دور بعض أقباط المهجر ومدي الموائمات التي يصطنعوها حتي مع النظام الحاكم بدعوي الحوار , وتفعيل المصلحة الوطنية , وزيارة مبارك الأب للولايات المتحدة الأمريكية , ومدي فشل الوقفات الإحتجاجية والتظاهرات حتي في أمريكا بلد الحريات , وإلي أي مدي وصلوا في عدم الإتفاق علي قرار , وكان هذا الفشل راجع لأسباب مردودها إلي الكنيسة المصرية التي يتم التلويح لها بالعصا السياسية الثقيلة علي كاهل الكنيسة المصرية , وشعب الكنيسة !!
فتشوا عن أحوالنا , وكيف رضيت القيادات الدينية , والنخب والكاريزما والمثقفين , الذين آثر معظمهم الصمت عن تلك الجرائم , وحاربوا طواحين الهواء مع الغرب وأمريكا وإسرائيل , وعملوا علي محاربة إتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية بأبعادها المخجلة وشروطها المذلة , وناضلوا من أجل الجدار العازل في فلسطين المحتلة , والجدار الفولاذي في مصر المحتلة من النظام الذي ينسب إلي الوطن مصر , ولم ينفعلوا لفرض إتفاقية للسلام الإجتماعي المصري بين المواطنين المصريين .
فتشوا في أنفسكم وحاكموها , حاكموا الآخر الداخلي , والأنا الغرائزية المصلحية التي ترتفع علي المجتمع وتؤثر ذاتها علي ذات المجتمع !!
فمن القاتل إذاً ؟!!
القاتل الحقيقي هو من قدم الأمة الإسلامية أو الأمة العربية علي الأمة المصرية .
القاتل الحقيقي هو من أمم الدين ومؤسساته لمصلحة بقائه ووظف أتباعه وجعل منهم رجاله وعملائه .
القاتل الحقيقي هو من جعل من الأقباط المسيحين رهينة , يساوم ويفاوض عليها في إستمرار منظومة بقاؤه في الإستبداد والفساد والطغيان.
القاتل الحقيقي هو النظام المصري الحاكم بأذرعه الأمنية والدينية علي السواء .
فيد من إذاً التي قتلت العيد وأغتالت أفراحه في موقعة نجع حمادي , أو غزوة دشنا ؟!!
#محمود_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟