أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - البرادعي .. مطالبه ورفاقه !!














المزيد.....

البرادعي .. مطالبه ورفاقه !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 07:59
المحور: المجتمع المدني
    


وكأن قدر المصريين أن لايتنسموا الحرية طوال تاريخهم الطويل المديد , وكأن النيل وروافده هو سبب تلك المآسي التي يعيشها المصريين , وي كأن هذا النيل هو الذي أنشأ الدولة المركزية التي بنيت علي فكرة الحاكم الإله , وكأنه الواحد الأحد , الفرد الصمد في حكمه وقدرته ومشيئته , ولما لا !!

ألم يدعي فرعون مصر الألوهية , وادعي أنه يحيي ويميت كما هو مسطور في الكتب الدينية , حينما قال : لي ملك مصر , وأن الأنهار التي تجري من تحته هي له كذلك !!

علي هذا المنوال كان تاريخ المصريين المعبأ بأحداث وأحاديث رائدها العبودية والإستغلال ونهب خيرات المصريين إن وجدت وبدت علي سطح أرض مصر .

مازالت أزمة المصريين كامنة تحت لواء الدولة المركزية الشمولية المقرونة دائماً بإيديولوجية السلطة المطلقة التي هي في ذات الوقت مفسدة مطلقة .

غالبية نضالات المصريين لم تكن من أجل الحرية , وذلك علي مدار تاريخهم المليئ بالمآسي والأحزان اللذين هما علي الدوام من منتجات الإستبداد والطغيان والفساد , ذلك الثالوث المدنس الذي أراد طواغيت مصر أن يحكموا به المصريين , ومن ثم كان الشوق والنضال من أجل العدل , وكان ومازال طلب العدل من الطواغيت المفسدين الظالمين للمصريين غير مجد علي الإطلاق , إذ كيف يتم طلب رد الأمانة من الخائن , أو رد المسروق من اللص , ومن ثم لاتجدي مطالبة الظالم بالعدل , ولأن العدل والحرية قرناء , فقد كانت معظم مطالب المصريين تبوء بالفشل , ويستمر مسلسل الطغيان والإستبداد إلي يومنا هذا .

مصر المصريين دائماً مأزومة بوصايات رجال الدين خدام السلطة السياسية علي الدوام , تلك السلطة التي تعمل علي إيجاد رديف مساند للإستبداد والطغيان ومنتجات الواقع المأساوي هي الدليل علي ذلك , لأنه لايوجد أفضل من رجال الدين الذين ديدنهم منصوب بزعم راية الله وراية رسله وأنبياؤه , فكل حديث أو قول لديهم منسوب لإرادة الله ومشيئته , فمن يقدر أن يعترض علي الإرادة والمشيئة الإلهية العلوية التي يراها رجال الدين في مخيلتهم ويجبروا الناس علي أنها إرادة الله ؟

أزمة المصريين في ميراث العبودية والذل والإستبداد , وهذا الميراث المصري أحدث حالات متعددة من حالات الإنحطاط الإجتماعي التي أفرزت بدورها حالات متدنية من الإفرازات الإجتماعية بأبعادها الدينية والسياسية الحاكمة فيما بعد للسلوك العام للمصريين , وتم توظيف هذا الإنحطاط بإفرازاته الدينية والسياسية المشوهة لتكونا الحاكمتين للمشهد المصري علي مدار سنوات طويلة في التاريخ وفي إمتداداته في الحاضر المعاش بإفرازت مشوهة جعلت المصريين في مؤخرة الركب التنموي / الديمقراطي , والعلمي / الحضاري .
عاد الدكتور البرادعي لمصر التي لم يقدر أحد من المصريين أن يقود مسيرة التغيير الديمقراطي / التنموي , لأن قدرهم كان متحفزاً لهم علي الدوام بعداءات للصهيونية العالمية وحليفتها الإمبريالية العالمية علي الدوام , علي خلفيات إستعمارية بغيضة ومجرمة , وعلي الرأس من هذه الأولويات القضية الفلسطينية , وأزمة السلام مع الدولة العبرية , وكان قدر المصريين المصنوع بإرادة فاعلة للبعد عن القضايا المصرية المصيرية كالديمقراطية والحريات وقضايا التنمية المرتبطة بمناخ الحريات والديمقراطية , والسلام الذي لم يستفيد منه سوي النظام المصري حصرياً , بل ويلوح لإرادة الإستبداد بكراهية المصريين للسلام ورغبتهم الأكيدة في تأجيج نار الصراع مع الدولة العبرية بعنصرية اليمين الإسرائيلي وإجرامه , ورفضه لأي تسويات عادلة للقضية الفلسطينية .

المستفيد من تلك العداءات الصورية هم اصحاب الإيديولوجيات السياسية والدينية ومن قبلهم إيديولوجيا الإستبداد والفساد والطغيان التي يعمل لديها حملة لواء الإيديولوجيا الدينية والسياسية خدام بجارة وامتياز , سواء علموا بذلك أو لم يعلموا .

المصريين في حاجة ماسة كغيرهم إلي مناخات الحرية التي تنتج علي الدوام مناخ الديمقراطية التي تعمل كفرازة طبيعية منتجة لأسس وقواعد المجتمع المدني المنعدم الوصايات السياسية والدينية والخاضع لوصاية واحدة فقط هي وصاية القانون وقواعده الآمرة والناهية .
هالني تلك التشكيلة التي إلتفت حول الدكتور البرادعي , والتي تشكل منها الأعضاء المؤسسين للجمعية الوطنية للتغيير , أو المنضمة له بالتوكيل الشعبي , وكان أن تبادر إلي ذهني تلك الصورة الأولي للحركة المصرية من أجل التغيير كفاية , وبدر إلي ذهني أن الذي تغير هو الإسم فقط , فبدلاً من الحركة تم كتابة الجمعية , وبدلاً من المصرية تم كتابة الوطنية , الأشخاص هم الأشخاص , والعقول هي العقول اللهم إلا إذا كان قد زاد عليها إسم الدكتور البرادعي وأسماء أخري !!

الدكتور البرادعي وكأنه من أول وهلة قد تم نصب الشباك , او قل بلغة المؤامرة المصرية بجدارة , قد تم نصب الفخاخ لأهدافه المعلنة , لكي يتم صيد الأهداف وجعل خطواتها تتجه بمسيرتها في إتجاه بعيد عن المنحي الوطني المصري وكأننا نعود بالذاكرة إلي منتجات البيان التأسيسي للحركة المصرية من أجل التغيير كفاية !!

طموح الإنسان المصري بصفة عامة هو العدالة الإجتماعية , والعدالة القضائية , في ظل دولة مدنية ديمقراطية , وبعض من حملة لواء الجمعية الوطنية للتغيير , لسان حالهم ينطق بالوصاية الإيديولوجية السياسية , والدينية , وهذه الوصايات المفرضة , والمضللة تكون علي الدوام ضد الدولة المدنية .

أخشي ما أخشاه تلك التجميعة بفرزها الطائفي التي من الممكن أن تلتف حول الإيديولوجيا التي تحركها وتعمل من أجلها , وتبتعد عن المطالب الإجتماعية التي يتحرق لها المصريون شوقاً . وأن يهتموا للصراخ والصياح من أجل قضايا جانبية غير قضية الدستور والديمقراطية , والمجتمع المدني والحريات , حيث أننا نريد رئيساً للحريات .

فــ إلي أي طريق ستتجه مسيرة الدكتور البرادعي ورفاقه , نحو الدولة المدنية / الديمقراطية , أم نحو الدولة المركزية الشمولية بأبعادها القومية , أوامتدادتها المتوهمة دينيا /أو أممياً ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنا في إستقبال الرئيس البرادعي : ومن لم يكن ؟!!
- الأجهزة الأمنية , والغرائز السياسية
- مصر ليست عزبة , وحركة كفاية كذلك !!
- مجزرة نجع حمادي : يد من التي قتلت العيد ؟!!
- غزة .. في ذكري الصمت
- أسر الأفكار
- يا أيها الإنسان العربي !!
- يابلادي
- الجبهة المصرية ضد التوريث : من يعمل لصالح من ؟!!
- إضراب قبطي لماذا؟!
- قانون لدور العبادة : قانون لعمارة الآخرة
- توظيف الإستبداد للفاشية الدينية : دراسة
- ثنائيةالإرهاب والإستبداد
- عن عقلي المحتجز : رد عقلي
- النذير والبشير : أزمة الشرعية بين الوطني والدولي
- شيخ الأزهر وشيمون بيريز : أصداء المصافحة مازالت مستمرة .
- تسفيه واذدراء الأديان : من المستفيد ؟!
- الكنيسة المصرية وزيارة أيمن نور: هل تكيل بمكيالين ؟
- زغلول النجار وصمويل العشاي : الإنتصار للمقدس علي حساب الإنسا ...
- عذراً يا إنسان !!


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - البرادعي .. مطالبه ورفاقه !!