أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبد العزيز - على باب الأسئلة المتوالدة قراءة في شعر حبيب السامر















المزيد.....

على باب الأسئلة المتوالدة قراءة في شعر حبيب السامر


وجدان عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 10:39
المحور: الادب والفن
    



الشعر أسئلة متوالدة واذا جاز لي التعبير هو أسئلة وجودية في بحث مستمر عن ما هو جميل في الحياة .. في شلالات الطبيعة ، في المساءات والصباحات وكذلك في النفس ونزوعها نحو التألق والاشراق ...
وانا المتلقي في حقيقة الامر كنت عبر طريق باضوية خافتة اتنصت وقع اقدامي فقط ونجمة بهدوء عميق تلوح لي بين رماد الاسئلة ، لذا حملت نفسي بكبرياء البحث عن الحب ودخلت اتملق صمت الفراغات عند الشاعر حبيب السامر الذي احال الاسئلة الى رماد تذروها رياح الشعر ، غير انه بين هذه الاسئلة ودون وعي منه تناسلت اسئلة اخرى ابت الرضوخ امام عنفوان اليأس والاحباط ، فانتصبت تتناسل من جديد في براهين لاتقبل غير النتيجة التي قد نستخلصها من قلق الشاعر نفسه وارتعاشه امام الحبيبة حتى انه ..
(بخجله المعتاد
مازح الندى
شفاه الورد )
صورة جمالية جعلته يتعالى ويسمو عن ماهو حسي ..
(في المرآة
انا شكل اخر
لايشبهني)
لينتصب السؤال من جديد ..
(ينبغي ان اعيش
في رماد الالهة
كم ينبغي ؟)
(انا ام انا
من ينتظر الاخر؟)
هذا القلق صعد من توالد الاسئلة واحرق ذات الشاعر لتكون رمادا يذروه في طريق الاخطاء ..
(سترقد في مكابدات صنائعك الواهنة
ما جدواك؟
ايها المتعثر بالاخطاء )
هذا البحث المستمر والاستغراق في التفكر لايجاد الحلول اثار المتلقي في سلسلة لانهائية الاسئلة وايضا جعلنا نتضامن مع الشاعر على الامارة بقوله : (.. لا اطمئنان الى شكل شعري مادامت ذات الشاعر قد امتدت بمجساتها الى حدود الزمن مستوحية هذا البحث الدائم من محاولة الانفلات من سلطة المخاطب وان كان هذا المخاطب متلقيا يتفاعل مع النص ويحاول ان يخلقه من جديد بالتحليق في فضائه) ..
اقول ما العنونة التي اتى بها السامر الا اثارة اغبرة لتكدير الرؤية ب(رماد الاسئلة) من اجل اسئلة اخرى ..
(نبوءاتهم
لاتجف
مثل سمرة الرغيف الاول)
فهو يستعير اشياء المحيط ، ليصعد من لهجة البحث عن النقاء والحب والجمال تراه يقول في موضع اخر :
(انت
ثانية
وثالثة ... واخرى
قدماك واهنتان
تقودان خطاك نحوك)
لكنك (تحلم
تحط على شرفة الكلمات )
اذن الاشكال والحل في خضم هذه الاسئلة هو (... شرفة الكلمات) والبحث عن معنى المعنى كما يقول الجرجاني وضمن مسار الحياة يبقى السامر وفيا لحبله السري وهو يطرز مشاعر الولاء لابيه بصور شعرية اختزلت حكاية مكانها القص وهذه كما اسلفت في مقالات غير هذه هي عبور الحدود بين الاجناس بتأشيرات حمل المعنى يقول الشاعر :
(الداكير ـ يا ابي ـ
تنوس
في صدغيه الفصول
من يحمل مطرقتك الآن؟
قالتها الشطآن
ونسجت جثة المدى)
(على ـ ماء الحب ـ
صيوان في دوامة
خبأ ضحكته
الصفائح .....
يا ابي
طوعتها .... رصفتها ....
صيرتها مركبا )
وهكذا يبقى الشاعر في دوامة البحث سواء لوحده ام في مركب ابيه يحمل رسالة في ديوانه (رماد الاسئلة) قوامها علامة استفهام استفحلت على بياض الورقة واحالته الى رماد من قلق مستمر ..
(ونحن نتساءل
من سيفيق في الخط الاخير؟)
(ايها الرأس
انت المترنح فوق رقبتي)
وكأن هناك حوار مفترض يقول الشاعر:
(اختلس انحناءة الافق
فوق وجهك
كم تحيرت فيك؟
استدل بارتعاشة خطاك)
ليوجد حالة بالمقلوب لشدة طغيان امور الحياة الغير طبيعية أي خارج سياقات القانون الطبيعي كان مدعاة لتأمله واستغراقه ..
(كم ينبغي لي
لاصلك؟
وانت كعادتك
الغموض يعتريك
هذا انا )
هذه الازاحة ثم بعد ذلك الاستعاضة كلها تمثل شفرات الشاعر في رحلته من اجل هدف جمالي يقول:
(لاترسم خطا واحدا
على ملامح الورق
لانه حتما
سيبحث عن خطوط اخرى
ليشكل
لونا هندسيا
قد يتوازى
او يلتقي
او ربما
يظل وحيدا ... مثلي ...)
خالقا حالة توتر باسئلة ضمنية ف(الكون في نعاس دائم) لكني (ادرك لحظاتي
بفراغ الاسئلة) حتى انه يحاول تخفيف احباطاته وانخذالات الحرب بمراثي البنفسج ويبقى هو كالجبل مهما تمرد عليه السفح لا يمكن النيل منه ... بفلسفة امتاز بها الشاعر حبيب السامر في رؤيته للحياة فهو يقول :
(وحده
الفراغ
استوعبني)
(ما الذي يطرق نافذة الفراغ؟)
(تبهرني
اللحظة
اسبقها
وكان الحلم قد استدرجني)
حتى استدرجنا الشاعر في مشاركته الانسان الاخر على مستوى كل الاحاسيس بما فيها حاسة الذوق وهي حالة تأملية بالاستغراق في توتر المتناقضات المتجاورة ..
(النساء يرتشفن القهوة
وانا اتلذذ
بمرارتها)
وظل السامر يركب موجة التخفي والظهور ويعاني الوحدة التي فرضها على نفسه باللاوعي يقول :
(غائرة
مثل اللذة
وانا استغرق
بفزع الصمت
وحدي ايضا)
وهكذا لون وحدته بالوان يبدو عليها بعض التنافر لون الصمت وقبل هذا لون الضجيج ..
(وان وحدي
اتكاثر في الضجيج)
عكس بلا ادنى شك القلق المتصاعد والذي يحيط الشاعر حتى توجه بقصيدة (انجذاب) حيث التأرجح والحيرة ..
(ولست انا
اول الباكين
على اطلال
جلجامش ...
وزنوبيا ...
ولا ....
اول الضاحكين
على ذقون
الصمت)
هذا القلق المستمر في اجتياح السامر جعله ينزل من علياء البحث المضني كي يتلذذ (بالشاي ورغيف الخبز) لان في قرارة نفسه الحقيقية يقول :
(انا لا ابغي من زمني
أي شيء
سوى لحظة
اقف بها امام اطفالي)
والظاهر انه (مصلوبا على خشبة الوداع) ب(ارجوحة الضوء) لان
(الاشياء ذاتها
تتكرر
تتنافر
تلتقي
بوهج هابط
صاعد
كاراجيح الضوء)
هذه الاشكالية جعلت الشاعر في بحث دائم ومسيرة حافلة بمحاولة اخفاء الاسئلة المتوالدة من الرماد وهو يردد :
(وانا
افيق افيق افيق
من مرايا الحرف
في غياهب الحبر)
من هنا ظلت رحلته تنبض بالحياة وحيوية الافاقة من عالم اللاوعي تطرزها اسئلة وجودية بين الخط الفاصل بين الحياة وبين الموت ...

/ ديوان (رماد الاسئلة) الشاعر حبيب السامر
اصدارات اتحاد الادباء والكتاب العراقيين
في البصرة 14



#وجدان_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة نقدية لمجموعة صمت الغرانيق القصصية
- نجوى عبد الله وجماليات الشعر
- أسئلة بدون علامات استفهام ديوان (قديما مثل هيباشيا) أنموذجا


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبد العزيز - على باب الأسئلة المتوالدة قراءة في شعر حبيب السامر