أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبد العزيز - نجوى عبد الله وجماليات الشعر















المزيد.....

نجوى عبد الله وجماليات الشعر


وجدان عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2568 - 2009 / 2 / 25 - 09:10
المحور: الادب والفن
    



تجولت في حقل الملامح ، قرب حديقة مترعة بالشمس ، لم أغض النظر بل تمعنت جيدا بوجهها الدائري ، حاولت أن افشي أسراري لكن خجلها وحزنها المبدع حال دون ذلك ، فأخذتني إلى الأعماق التساؤلات ولا أدري أني في غرفتي الضيقة أتنسم عطر كلماتها المبثوثة على ورقة قبالتي ... كانت أخيلة ، شلالات أنهمرت أمامي ، طقوس الأستحضار ، نوافذ الرؤية ، جماليات الحرف ، عناق الجمل ، أراجيز الشعر الراقصة في خصر الكلمات . اصبحت لاشك هي البحث عن مخفيات امرأة أسميتها عذراء الشعر ثم سرعان ما أصابني التردد .. أن أكون منغمساَ في بحر الكلمات أم أرسو على شواطئ المعنى ، هكذا حتى دلفت بين ظلال المعنى بتوسل وتزلف ، فكانت الشاعرة نجوى عبدالله ، هذا السكن المسحور عند منطقة الشعر تعانق الأفق من بعيد على أوراقي ، حتى أني مكثت منشدا يحاصرني السفر بين الملامح الجذابة وجماليات منطقة الشعر ، أفترض الدخول الى أحداهما وعينيّ على الأخرى أمزج حزن الملامح بفرح الحدائق ، غير أن إبتسامات الشعر لحاملتها الشاعرة نفسها قد ترضي الفضول للدخول الى عوالمها كون الشعر هو بحث دائم عن معاني الجمال في الحياة ، فهو أعادة تركيب لوحدات الذات الراحلة بعيدا في هذا ...
وأيضا كونه تلوين وتخفي واستعاضة تقول :

( أسمع وقع خطواتك
داخل جسدي
...............
متى تصلني ؟
كي أطلقك بشعاع الظل )
فهو داخل جسدها ثم تثير تساؤل (( متى تصلني ؟ )) . هناك ابتعاد وأقتراب أي تناقض يثير التوتر والشد ثم تخفف هذا التوتر بكلمات شفافة تدل على شاعرية صادقة تقول :

( لاتخش يا ابتِ
على ولدي
أنه يغني في الأعماق ))
نرى الشاعرة هنا تمتطي صهوات البحث برحلات واحدة تلو الأخرى متجهة نحو طيف اللقاء بنقطة غير محددة في خارطة السفر ونقاطها المختلفة هي الأنوثة بجمالها الساحر ، الأمومة بحنانها ، الطفولة ببراءتها ، الوطن بأعماق الغربة ، ثم الأعماق التي تصدح بأستمرارية السفر نحو أنخذال ما هو قبيح بملامح الجمال تقول :

( عندما أستيقظ
وجد نفسه ميتا )

لأن ( الأراجبح تشتاق
أحيانــــــــــا
الى هواء ساكن )

كي تضئ الشاعرة المسافة المظلمة بين افتراض اللقاء والتحليق في سموات السفر المفعمة بحيوية الحركة بمقابل السكون / الحياة بمقابل الموت
النهاية شبه المجهولة تقول :

( مازال واقفا في الحزن
يفتش عن ارجوحة رأسه )

فهي تعيش هنا أجواء ظاهرة للعيان ... بيد أنها سرعان ما تصاب بهلوسة لا واعية تهرب من نفسها بمفارقات لغوية خالقة لا شك متعة جمالية ثم تفضي أجوبة شبه مقنعة قد ترضي ذات الشاعرة في وعي اللحظة تقول :

( نحن معا
سفينة وميناء
التلة ستبقى شامخة
بأقدامك
وصاحبة الفستان الأزرق
تبصرنا بصمت الأشتياق
سنلتقي نحن الثلاثة
كما كنا
سماء ونجم وغيمة متمردة .. )

وهنا زحفت الشاعرة كلية بعملية اشتراك وإشراك أي أهتمام بأرهاصات الآخر وهي تستبدل بالأستعاضة التي تظهر أنها باقية في بودقة الذات الباحثة

( على حافة قلبي
رمت نفسها
تحتضر ...
وعلى حافة قلب .. سألت
لماذا .. أنا .. أنا .. )

حتى تؤكد من خلال هذا القلق أن غاية بحثها هو صيرورة الجمال بالدخول الى أعماق الذات

( على حافة نظرة
التفتت ..
صار العالم الجميل
وراءها .. )
أي أنها دخلت المساحة ، حتى الحب هذه العاطفة الجميلة الصادقة ليس لها مكان سوى أنها [ قصيدة أثرية ] تسندها بمتوالية أتساقا مع قولها :

( كلما ..............
كلما ............... )
الجواب
( لأنك أنت .. لأني أنا
حتما نكون معا .. )
افتراض ثم دلائل حتى الوصول الا نتيجة هي التوحد بعد بحث مضني في زمن مظلم لولا اضاءات الجمال في مساحات الشعر التي تؤدي بالوصول الى حقيقة ما تقول الشاعرة :

( لاعبني
كيفما
تريد
بأسماء الأطفال
وكبرياء الشعراء
لكن لا تلاعبني
بالثلج .. )

هكذا ترفض المواقف المتقلبة لأنها في حالة أستغراق للتوحد في المواقف

( أسجنك
وراء قضباني
لأحميك
من عاصفتي .. )

اذن ليس هناك فجوات في موقفها سوى هواجس الثانئية الموجودة افتراضا
التي اشرت لها سابقا والا فأن الواقع الحقيقي هو هذا التوحد (( حتما نكون معا )) هذه اللوحات الجمالية تؤكد بلا أدنى شك سعي الأنسان نحو اكتمال الحقيقة المثالية وهذا ما تؤكده الشاعرة بطريقة خطوات الأفتراض كون مركبها الشعر هذا العالم السحري الغير قار ..
والشاعرة بانهماك ترسم لوحتها وبانهماك تحملها ملامح البحث ثم سرعان ماتتوجه الى ضفة المغادرة وهي على علم بالأشارات المضيئة التي قد تلفت الآخر أو لا تثير اهتمامه ولكن الشاعرة تقف في خطواتها على الحياد .


/ قصائد : إمرأة الرشيد تحتضر ،اعماق ، مجيء اخر ، الى ابي هذه المرة ، الشرفة النائمة ، ثلج ، الموصد


الشطرة أواخر 2008






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة بدون علامات استفهام ديوان (قديما مثل هيباشيا) أنموذجا


المزيد.....




- دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العر ...
- مخرج فيلم -سوبرمان- يقول إنه وجد -أعظم نجم في العالم-
- “متوفر قريباً” موعد إعلان تنسيق الدبلومات الفنية 2025 جميع ا ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور صدورها عبر ...
- صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثي ...
- أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
- تامر حسني مُعلقًا على حريق سنترال رمسيس: -فيلم ريستارت يتحقق ...
- رابط رسمي نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول عقب ظهورها ...
- من الركام إلى الولادة.. إعادة تعريف التمثيل الوطني الفلسطيني ...
- من الجرح نصنع الحياة.. كيف تشفي الكتابة الإبداعية والمسرح أر ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبد العزيز - نجوى عبد الله وجماليات الشعر