أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - تشكيل حكومة البرادعي ضرورة وطنية















المزيد.....

تشكيل حكومة البرادعي ضرورة وطنية


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2934 - 2010 / 3 / 4 - 19:35
المحور: حقوق الانسان
    


أوسلو في 04 مارس 2010

شراسة الطاغيةِ لا تعادلها إلا شراسة الطغاة الصغار الذين يسبغ عليهم نِعَمَه، ويتولوّن حمايته!

في أقل قليلا من ثلاثة عقود تمكن الرئيس حسني مبارك من تكوين عشرات من الميني طغاة الذين تسمح لهم امكانياتهم التي صنعتها تربية القصر من الجمع بين الديكتاتورية والاستبداد والنهب والقسوة والاحتيال، فضلا عن عشرات الممنوعات والجرائم غير المرئية ، وهؤلاء هم خط الدفاع الأول عن جرائم كبيرهِم، وخط الهجوم الأول على كل مصري يؤمن أن له حقوقا في جمهورية مبارك، وأن فيه نفخة من روح الله في عصر هذه الأسرة التي سعت بكل قوة ووحشية لمساواة المصريين بالحشرات، وجعل الوطن الكبير سجناً أكبر.

لم أشعر بقرف في حياتي مثلما شعرت به هذه الأيام وأنا أقرأ وأتابع تصريحات وكتابات مصريين، من معارضة قزمية، ومحررين مملوكيين لا يدري المرءُ إنْ كانوا فلولا من الرقيق، أو كانوا جواسيس نائمين أغضبهم من جاء ينبههم بالكف الغليظة التي تهوي على أقفيتهم.

رئيس تحرير أكبر صحيفة قومية يشير إلى أن الدكتور البرادعي ومناصريه قطاع طرُق، وشخص آخر يتولى رئاسة حزب لا تراه بالعين المجردة يطالب بعقد محاكمة للدكتور البرادعي، وحزبي ثانٍ أشك في أنه يعرف القراءة والكتابة قال بأن ( البرادعي لديه أحاسيس أمريكية) وهي جملة جديدة أزعم أنها ستنقلب لاحقاً إلى تهمة تشبه ما تطلق عليه أجهزة الاستخبارات السورية ( النيّل من هيبة الدولة)، وما يسميه حماة العقيد المجاهد ضد سويسرا ( التعاطف مع الكلاب الضالة)، وما يراه قاتيو الرئيس علي عبد الله صالح( أعداء الوحدة اليمنية)، وكذلك التشابه مع التهمة الأمنية التونسية بأنها(التعاون مع أعداء الحرية في جمهورية بن علي)!

الدكتور البرادعي يرى أن نيوب الليث بارزة، فهل هو حقا يظن أن الليث يبتسم؟

مبارك لن يترك السلطة، فالطاغية لم يعد قادرا على التحكم في أفكاره، وتحركاته، وعضلات وجهه، والمونتاج الذي يقوم ابنه بعمله قبل بثه على الهواء إثر كل لقاء جماهيري يتم فيه اقتطاع تسعة أعشاره حتى يبدو العُشر الباقي كأن الرئيس لا يزال حياً، وأن عزرائيل على مسافة عشرين ألف فرسخ تحت الماء!

القضاة والفنانون وأساتذة الجامعات والمثقفون وأكثر الإعلاميين والمحامون حسموا خيارَهم تقريبا، وانحازوا للطاغية ضد الشعب.

أما كبار الكتاب الذين كانت مقالاتهم تزلزل الأرض من تحت أقدام لصوص العهد المباركي فقد صكّ كل منهم وجهه، وتملكته الحيرة بين عهد ديمقراطي لا يعلم عنه شيئا، وبين زمن أغبر جعل مصر تلامس تراب الأرض فقراً وجوعاً وعِلماً وتقدماً، وتهبط تحت الأرض إنْ تعلق الأمر بحقوق الإنسان وكرامة المواطن.

أعترف بأنَّ حزني كان جَمّاً على الزميل عادل حمودة، الإعلامي والكاتب المثقف وصاحب المعارك الوطنية ضد لصوص مصر، والمتابع الجيد الذي يملك أسلوبا يُعَصْرن فيه المازني، وأحيانا يتفوق عليه، عندما وقف ضد ( البرادعي الذي جاء ليأكل الديك الرومي جاهزاً)، وكأن الزميل لا يعرف أن الديك الرومي في بطن الطاغية منذ ثمانية وعشرين عاماً ولم تتقدم قوى المعارضة قيد شعرة من الاطاحة بديكتاتورها، ويشهد ميدان التحرير أنه خلا تماما من أقطاب المعارضة عندما سلطت كلاب السلطة بلطجية النظام وقبضاته على شباب زي الورد آمنوا بالكبار، فلما خرجوا إلى الشوارع خذلهم القضاة وأقطاب المعارضة، وبحثوا عن مصر الغاضبة فقيل لهم بأن الوطن نائم، وأن المصريين يُطمئنون النظام بشخيرهم الذي تفرح بها جنبات القصر و .. جدران السجون والمعتقلات.

أعيد فأكرر بأن الفترة الممتدة إلى انتخابات عام 2011 لن تكون في صالح الدكتور البرادعي، فالطاغية يملك الأرض والبحر والجو والجيش وأجهزة الأمن والمخابرات والاعلام ، وأن الفنانين مِلكُ يمينه، وأن السلطة القضائية تحكم بهواه، وأن السلطة التشريعية تحت حذائه، وأن وجبة من قيادات الإخوان المسلمين يغيبها خلف القضبان مرة في كل شهر أو شهرين تقزم الجماعة فلا تملك بعدها إلا أن تقول : حسبي الله ونعم الوكيل!

مبارك والطغاة الصغار نفخوا في بوق الحرب، والمستبد يستعد لهدم الوطن على رؤوس الجميع إنْ تعرضت مِلكيته الخاصة لعزبة مصر لتهديد من الداخل أو من الخارج، وقبل أن تتشوه صورة الدكتور البرادعي بفضل آلةٍ إعلامية حمقاء تطارد عيون وآذان المصريين آناء الليل وأطراف النهار، فعلى الرجل أن يضيف إلى هدوئه قليلا من غضب الجماهير، فالحماس ليس حالة عقلانية أو تأملا فلسفيا أو وصفا ساكنا لمياه هادرة، إنما هو أيضا صلة وصل بين القائد والجماهير، والخطيب الهاديء الذي تبتسم له الجماهير في أول الخطبة، تتثاءب في نهايتها، ومن أراد دفع مئة ألف مواطن لشوارع العاصمة المصرية فعليه أن يصرخ فيها، ويهاجم سجّانيها، ويتوعد منتهكي حرماتها بالويل والثبور، ويكشف سوءات الطغاة الصغار، ويقلل من شأن ابن الرئيس، ويرفع من شأن نفسه، ويجعل أمانيه أحلاماً مصفوفة أمام الجماهير.

إنهم نفس جماهير الكرة المسحورين بضربة الجزاء، فاللاعب الذي لا يصرخ تتوجه الأنظار لقدم أخرى تطارد الكرة بشراسة كأنها في أرض معركة حربية، والدكتور البرادعي هو المحرك للعصيان المدني، والانتفاضة الشعبية، والثورة، والغضب الجماهيري، وعمال المحلة وكفر الدوار، وملايين من الطلاب والتلاميذ، وعدة ملايين من سكان العشوائيات والمقابر، وتسعة ملايين تهينهم صباح كل يوم بطالة تمسح دورهم في الحياة والأسرة.

الخطوة القادمة ينبغي أن تكون اجتماعا مع قوى المعارضة في الخارج، والخروج بتوصيات تقرّب الدكتور البرادعي من رئاسة الدولة.

أما الخطوة الأهم والأخيرة والعاجلة فهي الدعوة للاثنين معا: خروج الجماهير للشارع، وخروج الرئيس من القصر.

أنا أرى أن محاكمة الرئيس مبارك تعادل في أهميتها محبتنا لمصر، ففي المحاكمة ستتكشف حقائق عن جرائم القرن وكل القرون، وسنخجل جميعا من أنفسنا وصمتنا.

الدكتور البرادعي لا يعرف، ربما، أن النظام يستطيع كأي حكم طغياني في العالم أن يعثر على قرود تقفز، وتصرخ، وتصوّت له، وتهاجم خصومه، ولو طلب منها احراق مصر فلن تتردد لحظة واحدة.

لقد أثبتت الأسابيع الماضية أن مصر لا يصلح لها إلا من قضى سنوات طويلة في الخارج، وأن غياب المنقذ في الداخل الذي ترك لمبارك الحُكم لخمس خمس ولايات ستعقبها السادسة قبل أن يقترب عمره من التسعين عاماً سيمتد في صراع المعارضة وعجزها إلى ربع قرن قادم، وربما إلى حفيد الطاغية الذي لن يجد شيئا يبيعه من وطن انقرض، وبلد يستعد المؤرخون لوضعه مع الأمم البائدة.

نظام مبارك لا يملك ذرة من حياء، وقد يقوم بأي جريمة يساعده فيها الموساد والاستخبارات الأمريكية، وقد يقوم بتصفية الدكتور البرادعي، أو اسقاط طائرته على طريقتي البشير وصدام حسين مع خصومهما، أو فضيحة أخلاقية كما يفعل الرئيس التونسي مع خصومه، أو حادث دهس بالسيارة وأكثر طغاتنا بارعون في تدبير حوادث السيارات.

أمام الدكتور محمد البرادعي باب يوصله إلى أقصر الطرق الشرعية في مواجهة حكم غير شرعي: أن ينظم دعوة للانتفاضة الشعبية والعصيان المدني، ثم يطلب من مبارك وأسرته مغادرة القصر في خلال ساعات معدودة.

مازلت مؤمنا أن نظام مبارك نمر من ورق، وأن سقوطه أسهل من سقوط تمثال صدام حسين في قلب بغداد، وأن قصره أكثر هشاشة من خيمة العقيد، وأن ابنه أضعف من بيت العنكبوت.

أعداء مصر الحقيقيون في الداخل، والمنقذ في الخارج!

أعداء مصر الحقيقيون عارضوه عندما كانت المعارضة لا تمثل خطرا على النظام، وعندما اكتشف مناهضو السلطة أن الأمر جدّ خطير، وأن طاغية مصر يمكن أن يفقد العرش والسوط والكلاب شعروا بخطر غيابه، فأكل العيش تتساوى فيه أحيانا اللا والنعم!

إذا لم يسقط مبارك قبل نهاية العام الحالي فستظل أسرته تقبض على رقاب المصريين لثلاثة عقود قادمة!

الشابي كان يقول إذا الشعب يوما أراد الحياة، لكنه لم يسأل إذا كان الشعب لا يريد الحياة، فهل سيستجيب القدر؟

هل المصريون في حيرة حقاً بين القاتل والمنقذ؟

الغلبة لمن: عشاق الحرية أم .. المستعذبون بالذل؟

 



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك والبرادعي .. ليس هناك خيار ثالث!
- المصريون والبرادعي بين الحلم و .. الوهم!
- حوار بين جاهل و .. مثقف
- خطاب الرئاسة الأول لجمال مبارك
- رسالة تحريض إلى أبطال العبور
- الجنس في الذهنية السعودية!
- أيها المسلمون، ماذا فعلتم بأقباطنا؟
- حوار بين عزرائيل و .. الرئيس حسني مبارك!
- رسالة مفتوحة إلى الدكتور محمد البرادعي
- الرجل الذي أحلم به رئيساً لمصر!
- الإنسان قِرْدٌ تلفزيوني!
- مؤتمر القمة العربي للتوريث!
- لكن الخاسر هو نور الشريف!
- خادم الحرمين الشريفين ..معذرة، فلا فائدة في الجامعة!
- كارت أخضر لعبد الحليم قنديل
- تأييدك لجمال مبارك تجسس لحساب إسرائيل!
- نعم، لقتل سيد القمني!
- أيامي في المستشفى .. وماذا عن الآخرين؟
- ولكن جمال مبارك ليس مواطنا!
- العروسة-باربي- تغطي وجهها !


المزيد.....




- حملة ترمب تركز على -المهاجرين- لتضليل الناخبين
- صحة غزة تطالب محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق في تعذيب واغتي ...
- جنوب السودان يلغي الضرائب التي أدت إلى تعليق عمليات الإنزال ...
- برنامج الأغذية العالمي: الجماعة تتجه نحو جنوب قطاع غزة
- الأمم المتحدة تحذر الأطراف المتحاربة في السودان بشأن دارفور ...
- الانتفاضة الطلابية.. حرية التعبير تدعس في حرم أرقى جامعات ال ...
- الغذاء العالمي: المجاعة واسعة في شمال غزة وتتجه نحو الجنوب
- تونس.. إجلاء قسري لمئات المهاجرين ونقلهم للحدود الجزائرية
- تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و ...
- إسرائيل تبلغ منظمات الإغاثة بخطط إجلاء رفح وواشنطن تؤكد: لم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - تشكيل حكومة البرادعي ضرورة وطنية