أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - رسالة مفتوحة إلى الدكتور محمد البرادعي















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الدكتور محمد البرادعي


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 02:10
المحور: حقوق الانسان
    



أوسلو في 10 ديسمبر 2009
الطريقُ من الطاقة الذرية إلى الطاقة البشرية ليس مُعَبّدًا بالرغبةِ الشعبية بقدر ما هو ممهور بتوقيعِ الرجل الذي سَيَعْبُره!
أوجه التشابه بين المفاعل النووي وقصر الرئاسة قليلة جدا، فتستخدم أياً منهما في السلام والحرب، في البناء أو الهدم، في التخصيب أو التمدير.
الآن وقد وضعت أصغر أصابعك في فم الضبع، ماذا كانت النتيجة؟
توجيهات من كلاب القصر إلى قرود القلم بتزييف تاريخك، والحط من شأنك، والتهكم على شروطك، والتشكيك في مصريتك بعدما كانوا يمتدحون في كل كلمة تتفوه بها، ويعتبر كل منهم أن جائزة نوبل فخر لكل محرر في الصحيفة التي انقلبت عليك.
كل هذا وأنت لم ترشح نفسَك بعد، ولم تنخرط في عضوية حزب، ولم تناهض الحكم، ولم تفضح جرائمه رغم معرفتك بتفاصيل جحيم المصريين!
بضع كلمات منك جعلت المصريين يتعاملون معك كأنك الرئيس القادم، وجعلت زبانية مبارك يصوّبون نحّوَك سهام الحقد والكراهية لأنك تهدد بقاءهم!
ومع ذلك فأنت لا تزال في المربع صفر، وشروطك مرفوضة من الطاغية، والدستور تم تغييره ليصبح في خدمة العصابة الحاكمة، وقام مبارك بصناعة حزب، وملايين المهووسين، وسَدّ منافذ الوصول للقصر لأي شخص غير ابنه، وأطعم أصحابَ القلم مع التلويح بنزع لقمة العيش من أفواههم، ونزع أظافرهم من أيديهم!
المربع صفر، سيدي الدكتور محمد البرادعي، هو المكان الذي يحتوي الشيء ونقيضه، ولا تنتصر فيه الملائكة أو الشياطين، وتستطيع أن تطلق رصاصا مطاطياً في كل الاتجاهات فيظنك الجميع عدوا لهم، ويظنك الجميع صديقا لهم!
فجأة تسابق المصريون لترشيحك في انتخابات 2011، وانبثق أمل في نفوس أبناء شعب كاد اليأس من اقصاء مبارك أو ابنه يتحول إلى ما يشبه الهواء الملوث في الرئتين.
السلطة، سيدي الدكتور البرادعي، ليست مطالب شعبية أو رسائل غزل، ولكنها انتزاع الحكم من أنياب وحوش كاسرة ظلت محتفظة به لثلاثة عقود.
لو بعث الله نبيه، موسى عليه السلام، مرة أخرى إلى مصر فلن ينجح في انتخابات الرئاسة أمام مبارك، وسيقول له المصريون إن البقر تشابه علينا!
ولو بعث، سبحانه وتعالى، نبيه يوسف الصديق عليه السلام لينافس عزيز مصر وامرأته وابنهما، فسيعلن اللواء حبيب العادلي أن ابن يعقوب لم يتمكن من النجاح في أي دائرة، وأن اخوة يوسف صوتوا لصالح مبارك أو ابنه، وأن النسوة في القاهرة قطعن أيديهن لما رأين جمالاً!
أيها العالم الجليل،
أنت أمام حلين لا ثالث لهما: إما أن تنتظر المصريين وهم ينتظرونك، أو تحارب التنّين فيلتفون حولك!
الفارس لا يضع شروطه على أرض المعركة، وأنت الرجل الوحيد الذي أتيحت له فرصة لم تتح لمصري منذ أن سقط مبارك من على مقعده في العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981، ولو أردت أن تكون رئيسَ مصر القادم فمصباح علاء الدين بين يديك، فافركه، وتقدم إلى القصر.
أنت لست في حاجة لأكثر من مؤتمر صحفي مطول تتناقله وكلات الأنباء، وتبثه فضائيات الدنيا، ثم تخرج مصر كلها تلبي النداء، فالمصريون يحتاجون فقط إلى من يقوم بالخطوة الأولى لتحريرهم من مبارك، ونظام الأسرة الحاكمة الفاسدة الذي لن يتحمل نفخة واحدة فيتهاوى كما تسقط قصور الرمال التي يبنيها الأطفال على الشواطيء.
ستتعجب أن مصر كلها ستؤازرك، وأن الجيش سيقف محايدا، وأن أجهزة الأمن والمخابرات التي تعرف خفايا عفن أسرة مبارك ستحجم عن اعتراض المصريين وهم يتظاهرون، وأنه لن يمر يومان بعد مؤتمرك الصحفي حتى يهرب مبارك وأسرته وزكريا عزمي وأحمد عز وأحمد فتحي سرور وحبيب العادلي وأنس الفقي، وستعرف حينئذ أن نمرَنا من ورق.
قدّم برنامجك، ولا تتوجه إلى الطاغية بشروطك لترشيح نفسك، وقل لشعب مصر بأنك تضع نفسك في خدمته، ولحظتئذ سيتغير الدستور، ولن تكون هناك مادة لمزدوجي الجنسية، وستعود إلى مصر محمولا على الأكتاف، وسيتوارى عارا وخجلا وخوفا رؤساء تحرير الصحف القومية.
أما المربع صفر فهو استجداء السلطة غير الشرعية، وهذه ليست فروسية أو بطولة أو نضالا، فلا تترك المصريين في حيرة.
بقدر ما أنت معروف للجميع، بقدر ما أنت مجهول لدى الجميع، وعليك الآن مسؤولية التعريف بنفسك، ورؤيتك لمستقبل مصر، ونظام الحكم، ووضع حلول لأزمات ومشاكل البلد.
المصريون لن ينتزعوا السلطة ليسلموكها، لكن مهمتك أن تنتزعها عنوة لتسلمهم إياها، ولا تكرر غلطة الدكتور أيمن نور عندما ظن أن اللعب مع الكبار في ملعبهم يحمل احتمال النصر والهزيمة، فالترشح أمام مبارك أو ابنه دعم للطاغية، ومنحه الشرعية في ديمقراطية مزيفة، يتحكم في صناديق الاقتراع بلطجية، وسيعترف العالم بفوز مبارك، الأب أو الابن، حتى لو أطلق الرصاص على جميع الناخبين.
إما أن تقول بأنك ضد مبارك ونظامه، وأن لديك حلولا لمعظم مشاكل مصر، أو تصارح الشعب بأنك خائف، وأنك مثل عمرو موسى ، أي مع وضد في نفس الوقت!
إذا أردت أن تصبح رئيسا لمصر فيمكنك تجنيد الشعب كله في عصيان مدني أو انتفاضة وأنت بعيد، وتأثيرك أكبر من تأثير كل قوى المعارضة في الداخل، وعندما تعود، وتقول للذئاب بأنك ستلعب معهم السباق حتى النهاية، فقد وضعت نهايتك بيدك، وحجزت لنفسك زنزانة مَرَّ عليها الدكتور أيمن نور والدكتور سعد الدين ابراهيم وسيمر عليها قريبا الدكتور عبد الحليم قنديل والدكتور محمد مهدي عاكف!
الأستاذ الدكتور محمد البرادعي،
أنت الأقوى في الخارج، والأضعف في الداخل!
أنت الآن على مرمى حجر من تولّى رئاسة مصر شريطة أن لا تضع شروطا، وأن تنأى بنفسك عن لعبة الانتخابات القذرة، وعليك في مؤتمر صحفي يشاهده كل المصريين وقيادات الجيش والمخابرات والأمن أن تعلن بصراحة، كما أعلنها آية الله الخوميني منذ ثلاثين عاما، بأنك عائد برغبة شعبية لتولي الحكم، وأن تهيب بالجيش وأمن الدولة وشرفاء الشرطة أن يقفوا على الحياد، وأنك تطلب من مصر كلها الخروج في يوم محدد لتعلن رغبتها في عودتك، ورفضها ديكتاتور مصر الذي يحكمها بقانون الطواريء منذ ثلاثة عقود.
لا أعرف حتى الآن إن كنت أختلف أو أتفق معك، لكنني أعرف أن طريقك للوصول إلى القصر أقصر من حبل الوريد.
لا تكترث لخفافيش الصحافة القومية التي تهاجمك فهي تأكل من فتات السلطة، وتعمل لحساب وزارة الداخلية وليس وزارة الاعلام.
اللعب مع الكبار يحرق الاثنين معا: الضعيف الشريف و .. الشعب!
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
[email protected]




#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الذي أحلم به رئيساً لمصر!
- الإنسان قِرْدٌ تلفزيوني!
- مؤتمر القمة العربي للتوريث!
- لكن الخاسر هو نور الشريف!
- خادم الحرمين الشريفين ..معذرة، فلا فائدة في الجامعة!
- كارت أخضر لعبد الحليم قنديل
- تأييدك لجمال مبارك تجسس لحساب إسرائيل!
- نعم، لقتل سيد القمني!
- أيامي في المستشفى .. وماذا عن الآخرين؟
- ولكن جمال مبارك ليس مواطنا!
- العروسة-باربي- تغطي وجهها !
- برونتو .. العقيد في ايطاليا!
- سيدي جمال مبارك .. الآن يمكنك أن تعتلي عرش مصر!
- أحفاد الرئيس لهم الجنة، وأطفالنا ولاد ستين ألف كلب!
- رسالة غاضبة إلى قائد عسكري مصري
- ..... فينا جميعا!
- البيان النهائي قبل انتصار ثورة شباب 6 ابريل
- سقوط مبارك مرهون بسقوط أقسام الشرطة
- الغضب ليوم واحد مصيدة لصالح الطاغية مبارك!
- تحرير مصر بأيدي شباب 6 ابريل


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي ينتظر بناء الممر البحري للمباشرة بنقل ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والأمراض تنهك النازحين بالقطاع
- الأمم المتحدة: الآلاف بمدينة الفاشر السودانية في -خطر شديد- ...
- بينهم نتنياهو.. هل تخشى إسرائيل مذكرات اعتقال دولية بحق قادت ...
- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - رسالة مفتوحة إلى الدكتور محمد البرادعي