أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - قراءة متأنية في قضية اغتيال المبحوح















المزيد.....

قراءة متأنية في قضية اغتيال المبحوح


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 2927 - 2010 / 2 / 25 - 01:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


إسرائيل اغتالت المبحوح ولكن القضية تحولت لخلاف جديد بين فتح وحماس وبين حماس ودبي،ولا يبدو أن العرب وليس فقط الفلسطينيين استخلصوا درسا من عملية الاغتيال،فالمكان والزمان يجعلا القضية أكبر من مجرد قتل مسؤول في تنظيم فلسطيني !.
اغتيال الموساد الإسرائيلي لقيادات فلسطينية ليس بالأمر المستحدث، فهناك عشرات المناضلين الفلسطينيين الذين أغتالهم الموساد خارج فلسطين كقادة فتح الثلاثة -أبو يوسف النجار وكمال عدون وكمال ناصر- في شارع فردان في بيروت عام 1973 واغتيال الهمشري في باريس وزعيتر في روما والشقاقي في مالطا وأبو جهاد وابو إياد وأبو الهول في تونس الخ ،وقيادات تم اغتيالها داخل الوطن ومنهم مؤسسون كالشيخ ياسين والرنتيسي وأبو على مصطفى وأخرهم الرئيس أبو عمار .فما الجديد في قضية اغتيال المبحوح في دبي؟هل لأنه أهم من سابقيه من القادة الشهداء؟أم أن طبيعة المرحلة وخصوصا الانقسام الفلسطيني السبب في هذا الاهتمام؟ أم أنه أمر مقصود تضخيم الواقعة للتغطية على أمور أكثر أهمية كتهويد القدس والاستيطان في الضفة وطي ملف تقرير جولدستون ألخ ؟ .
من الطبيعي أن تنكر إسرائيل مسؤولية الموساد عن اغتيال المبحوح أما غير الطبيعي الاعتراف بذلك ،وبالتالي فالجدل حول مسؤولية الموساد جدل عقيم فلم يحدث أن اعترفت إسرائيل أو أي جهاز مخابرات في العالم بمسؤوليته عن اغيتال معارضين أو أعداء خارج بلدانهم لأن الاغتيالات الخارجية مرفوضة بالقانون الدولي وستثير حساسيات وتوتر في العلاقات مع الغير وخصوصا إن كانت الدول التي حدثت فيها الاغتيالات أو التي استعملت أراضيها للمرور أو استعملت جوازات سفرها دول صديقة ،وبالتالي سيكون من العبث أن ننتظر اعترافا رسميا إسرائيليا بالجريمة ،وإن كانت قطر والدول الأوروبية ستنتظر حتى تعترف إسرائيل أو تجد أدلة مادية دامغة وحاسمة في اتهام الموساد حتى تتخذ إجراءات ضد إسرائيل ،فهذا الأمر لن يحدث.ومن جهة ثانية لماذا يستغرب البعض استعمال الموساد لجوازت سفر أوروبية سواء كانت حقيقية أم مزورة ؟يبدو أننا ننسى أن بريطانيا والمانيا وايرلندا وفرنسا دول ذات علاقات استراتيجية مع إسرائيل وتربطهم اتفاقات أمنية تنص على تقديم تسهيلات لبعضهم البعض لمحاربة الإرهاب وهي اتفاقات لا تقتصر على دول أوروبا وإسرائيل بل تشمل أيضا دولا عربية ،وهذا التنسيق الأمني تعزز بعد احداث 11 سبتمبر 2001،ومن هنا نلاحظ انه في لقاء ليبرمان وزير خارجية إسرائيل مع وزراء خارجية أوروبا لم توجه أي اتهامات لإسرائيل عن مقتل المبحوح ليس لأن ليبرمان انكر المسؤولية بل لأن أوروبا تعرف أن الموساد هو القاتل ولكنها تعتبر ذلك سلوكا طبيعيا ومبررا لإسرائيل. الأوروبيون الذين يدعمون إسرائيل في كل نهجها العدواني ضد الشعب الفلسطيني ويصمتوا على قتل الأطفال والمدنيين واستعمال الاسلحة المحرمة دوليا في غزة ويشاركون واشنطن حربها العدوانية في العراق وافغانستان لا يمكنهم إدانة قتل فلسطيني من حركة تعتبرها أوروبا إرهابية أو معادية للسلام .
ولأن إسرائيل معروفة ببراعتها في العمل الأمني وفي التآمر فقد قصدت أن يكون ضمن القتلة فتاة فاتنة حتى تثير شكوكا اخلاقية في الموضوع،وربما عملت على استدراج فلسطينيين من حركة فتح ليكونوا في موقع الجريمة دون أن يكون لهم علاقة بالجريمة لتثير فتنة بين فتح وحماس وقد نجحت في ذلك ،ثم جاء اتهام دبي لحركة حماس بوجود مشارك في الجريمة من داخل الحماس ليزيد الأمور تعقيدا. ونعتقد ان هناك كثيرا من الأمور التي قد تنكشف لاحقا وبعضها حاضر ويحتاج لتفسير،مثلا العدد الكبير من المتهمين ،فقد أعلنت دبي بداية عن اسماء 11 متهما يحملون جوازات أجنبية ثم اضافت 4 آخرين ثم أضافت 15 آخرين ،فهل معقول لجهاز مخابرات أن يغامر بهذا العدد من أعضائه- حوالي 26- وهو عدد قابل للزيادة للقيام بعملية إغتال شخص واحد؟وهل هؤلاء هم القتلة بالفعل،أم ان وجودهم وتسهيل كشفهم مجرد تغطية على القاتل الحقيقي؟ وهل بالفعل توجد علاقة بين هؤلاء وجريمة الاغتيال أم أن المقصود تمييع القضية وخلط الأوراق؟ وهل الموساد الإسرائيلي المقيم منذ فترة في دبي ودول الخليج ،يجهل وجود كاميرات تصوير ومراقبة في مطار دبي وفنادقها وشوارعها،وبالتالي كانت مفاجأة له انكشاف أسماء وصور المتهمين؟وهل العملية تعتبر فشلا للموساد كما ذهب البعض؟بالإضافة إلى أسئلة أخرى حول المغدور نفسه، مثلا ماذا كان يفعل في دبي ؟وهل تم اغتياله بسبب ماضيه النضالي في غزة أم بسبب نشاطات حالية يقوم بها؟.
لا شك أن إسرائيل هي القاتل ليس فقط من خلال القاعدة القانونية التي تقول (إبحث عن المستفيد من الجريمة )،بل انطلاقا من كل تصريحات القادة والجمهور الإسرائيلي التي تعبر عن السعادة عن قتل المبحوح والتي لا تخلو من غرور وتبجح دون ان تصل لدرجة الاعتراف الصريح بقتله،ولا شك بوجود تنسيق أمني ومخابراتي مكثف بين إسرائيل ودول أوروبا ،ولا نعتقد ان هذه الأخيرة وخصوصا التي استُعمِلت جوازات سفرها ستقوم بأي إجراء عقابي ضد إسرائيل ،لأن ما بينها وبين إسرائيل أكبر من ان تؤثر عليه مثل هذه الأمور،وستضيع القضية مع مرور الزمن وفي تلافيف تحقيقات لن تنتهي لنتيجة حاسمة ،وستضاف الجريمة لسلسلة الجرائم التي ارتكبها الموساد ضد الفلسطينيين وغير الفلسطينيين كاغتيال مغنية في دمشق.
إن كان الواقع والعقل يقولان بأن إسرائيل هي القاتل والمجرم ،فإن الواقع المصطنع والمُعبر عنه من خلال الخطاب السياسي الفلسطيني والعربي المتعامل مع القضية أخرج القضية عن حقيقتها بحيث تحولت لخلاف بين فتح وحماس ولإتهامات متبادلة بين الطرفين صبت مزيدا من الزيت على الخلافات القائمة أصلا وجعلت المصالحة أكثر صعوبة ،بالإضافة إلى توتر العلاقة ما بين حماس ودبي ولم تنج مصر من شظايا الاتهام .كان من المفترض لو توفر الحس الوطني العاقل أن تُفهم عملية الاغتيال وتوقيتها والمكان الذي جرت فيه بطريقة مغايرة.أن تتم الجريمة في دبي وقبلها جريمة مقتل مغنية في دمشق والاغتيالات والتفجيرات في لبنان ومهاجمة شاحنات محملة بالأسلحة في السودان الخ ،معناه أن إسرائيل تنتهك سيادة كل الدول العربية ومعناه أيضا أن هذه الدول أعجز من أن ترد على إسرائيل،ومعناه أيضا أن هناك اختراق أمني كبير داخل حركة حماس وعلى حماس أن لا تستمر بالمكابرة والمعاندة وتعترف بأن اعضاءها بشر قابلون للاختراق، فليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها شكوك حول اختراقات أمنية ادت لمقتل قادة في حماس ،وممارسات حماس عندما تحولت لسلطة في غزة تُظهر كم عناصر حماس بعيدون عن الصورة الطهرية المروجة عنهم. أيضا كان يفترض أن تفهم الجريمة في سياق العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني في الخارج وفي القدس وفي الضفة ،فتوقيت الجريمة غير منفصل عن تزايد الهجمة الاستيطانية في القدس والضفة ،وليس غريبا أن تستغل إسرائيل الانشغال بقضية االمبحوح لتعلن أن الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم جزء من التراث اليهودي.
وعود على بدء نقول بأن واقع جريمة الاغتيال يؤكد أن إسرائيل تعلنها حربا شاملة على الفلسطينيين وعلى الأمن القومي العربي،الأمر الذي يحتم على الأقل وجود تنسيق أمني عربي لمواجهة هذا الخطر،فمن غير المعقول وجود تنسيق أمني متطور بين إسرائيل والدول الأوروبية ودول عربية وإسلامية بما فيها السلطة الفلسطينية ولا يوجد مثله بين الدول العربية والفلسطينيين! ولماذا لا يكون تنسيق بين حكومة دبي وحركة حماس والسلطة بل و تشكيل لجنة مشتركة للبحث في قضية اغتيال المبحوح؟.



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة تجسيد سلطوي مكثف للطبيعة البشرية
- أزمة ديمقراطية أم أزمة مشروع وطني؟
- الديمقراطية وسؤال الأزمة في العالم العربي
- العودة للمفاوضات الآن أخطر من استمرارها سابقا
- الفلسطينيون بين تزايد التأييد الخارجي وانهيار الوضع الداخلي
- زيارة نبيل شعت لغزة وتعدد مداخل المصالحة الوطنية
- المشهد الثقافي الفلسطيني بين الأمس واليوم
- لماذا لا تُثمر الجهود السلمية للرئيس الفلسطيني؟
- هل فشل ميتشل بمهمته بالفعل؟
- الأحزاب السياسية الفلسطينية :فشل أم تغير في الوظائف؟
- خلفيات وأبعاد التحرك الرسمي العربي الأخير
- كلما تأخرت المصالحة كلما أصبحت اكثر صعوبة
- وماذا لو امتلكت إيران السلاح النووي؟
- حصيلة عام 2009: سقوط مراهنات وإضاعة فرص
- العدوان على غزة كان الأبشع ولكنه ليس الأول
- تقاسم وظيفي وطني وإستراتيجية وطنية جديدة
- ماذا أنجزت الأحزاب الفلسطينية حتى تحيي ذكرى انطلاقتها بهذه ا ...
- حول مطالبة السلطة الفلسطينية بترسيم الحدود والبيان الأوروبي
- التيه السياسي الفلسطيني الجديد
- إشكالية العلاقة بين الانتخابات والمصالحة الوطنية والتسوية ال ...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - قراءة متأنية في قضية اغتيال المبحوح