أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ماذا أنجزت الأحزاب الفلسطينية حتى تحيي ذكرى انطلاقتها بهذه البهرجة الكاذبة؟














المزيد.....

ماذا أنجزت الأحزاب الفلسطينية حتى تحيي ذكرى انطلاقتها بهذه البهرجة الكاذبة؟


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 16:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثيرة هي مفارقات المشهد السياسي الفلسطيني،التي تحتاج لتفسير من علماء الاجتماع السياسي بعيدا عن التبريريات والتفسيرات التي يروجها اللاعبون في المشهد السياسي عن ادوارهم. مثلا ما يلفت الانتباه في الفترة الأخيرة التركيز الكبير للأحزاب والحركات السياسية- حركتا فتح وحماس على وجه الخصوص_ على إحياء ذكرى انطلاقتها،فهناك جهد غير مسبوق للقوى السياسية في إحياء مناسبات إنطلاقتها ،حيث تتسابق في حشد اكبر عدد من الجمهور وكل منها يتباهي بأنه حَشَد مئات الآلاف بمناسبة إنطلاقته،في هذه المناسبات ترفع الشعارات الكبيرة التي لا تعبر عن واقع الحزب ولا عن الواقع الوطني بشكل عام ،وفيها تهرق الاموال بدون حساب،المهم أن تصور كاميرات التلفاز جموع هادرة وان يقال إنها مسيرة مليونية،أو قريبة من المليون إن تواضع الحزب أو الحركة.ليس المهم إن كانت غزة تحت الحصار والضفة مختنقة بالاحتلال والاستيطان ،ليس المهم حتى إنتشار وباء أنفلونزا الخنازير ،حيث أفتى بعضهم – وما أكثر المفتون عندنا -في غزة بأن مَن يحضر مهرجان حماس ويصاب بالمرض ويموت فهو شهيد!،المهم أن يقال بأن مهرجان حركة فتح أكبر من مهرجان حركة حماس أو العكس.

لقد لاحظنا ما جرى مع احتفال حركة فتح في الضفة الغربية بعيد انطلاقتها ،ونشاهد اليوم ما يجرى مع احتفال حركة حماس بعيد إنطلاقتها ،نعتقد أن هذه الظاهرة ليست صحية بل تعبر عن حالة مرضية سياسية،إنها تشبه حالة المعلول الذي يخفي علته الداخليه بالتأنق الخارجي في اللباس والتزين وإدعاء القوة والصحة،هذه المسيرات والحشود لا تعكس قوة حقيقية للحزب بل هي تعبير انعكاسي لإحساس داخلي بالهزيمة والفشل في تحقيق الأهداف الحقيقية للحزب،وكأن قيادة هذه الأحزاب تريد القول من خلال مهرجانات وبهرجات إنطلاقتها بأن الحزب ما زل قويا وله شعبية واسعة!. وتتناسى هذه الأحزاب أنها لم تخلق لتسيير مظاهرات وتحشيد جموع في المناسبات بل لأهداف وطنية وفي الحالة الفلسطينية لهدف تحرير الوطن من الاحتلال.
لقد تم إختزل الوطن بالحزب وأصبح الحزب هدفا بحد ذاته،لم يعد مهما بالنسبة للأحزاب ما تصير إليه القضية الوطنية،ليس مهم أن يُقسم الوطن ويُحاصر الشعب،ليس مهم أن تتسرب الأرض من بين أيدينا لليهود شيرا شبرا وتهود القدس بيتا بيتا ,وحجرا حجرا،ليس مهم أن يقتل جيش العدو في كل جولة من جولات عدوانه ألفا ويأسر آلافا ويدمر آلافا من المنازل،هذه تفاصيل الحياة اليومية الفلسطينية التي لا تُسأل ولا تسأل عنها الأحزاب... المهم أن الأحزاب باقية وصامدة ،تنمو وتترعرع وتحتفل كل عام بعيد إنطلاقتها، العشرون أو الثلاثون أو الأربعون ،أطال الله في عمرها وفي عمر قادتها !.
ضمن نفس المفارقة، ما نلاحظه من تضخم لأحزاب سياسية:تضخم مالي وتضخم في الشعارات والإعلام في ظل الإنقسام والخراب المعمم للوطن،فهل وجدت الأحزاب والنخب لمصلحة القضية الوطنية أم بالعكس؟ يبدو أن بعض الأحزاب والقوى توظف القضية الوطنية ومعاناة الشعب لتعلي من شأن برنامجها وايديولوجيتها،المهم بالنسبة لها هو الحزب والحركة نفسها اما الوطن والشعب فلهما رب يحميهما أو يُترك مصيرهما للأجيال القادمة ،وبالتالي يصبح هدف بعض نخب الاحزاب والحركات السياسية يقتصر على كيفية توضيف معاناة الشعب لتغتني وتُسمن وتضمن حياة كريمة لأبنائهم وذويهم.
ولأن بعض الأحزاب السياسية باتت تعتقد بأن الشعب والقضية الوطنية وجدا من أجلها وليس العكس،فقد بتنا نشاهد احزابا تتحدث عن انتصارات وتحتفل بإنتصارات فيما المشروع الوطني والقضية الوطنية برمتها تنهار !فكيف يمكن أن ينتصر حزب وينهزم وطن؟.كيف يمكن فهم وتفسير قدرة أحزاب وحركات على إخراج مليون شخص في مسيرة تمجد الحزب وترفع شعارات مستفزة ضد عدوها الداخلي (الوطني)ولا تستطيع /أو ترغب في تسيير مظاهرة بعُشر هذا العدد لمواجهة العدو الحقيقي القابع وسطنا في الضفة أو على مرمى حجر منا في غزة؟.
مقابل هذه المهرجانات والبهرجات الحزبية،تتراجع وتتضاءل الإحتفالات بالمناسبات الوطنية التي يشارك فيها الجميع كما كان يحدث سابقا.فأين المظاهرات والمسيرات بمناسبة يوم الارض؟أين الاحتفالات والمسيرات بمناسبة وعد بلفور ؟أين الاحتفالات والمسيرات بمناسبة النكبة؟الخ.ولا نريد أن نتعمق أكثر ونتحدث عن كون هذا الإحتفالات الحزبية تكرس عملية الإنقسام ،حيث تُمنع حركة حماس من الاحتفال بإنطلاقتها في الضفة ،وتُمنع حركة فتح من الإحتفال بإنطلاقتها في غزة،حتى بالنسبة للقوى الأخرى يمكننا ان نتساءل لماذا تُحيي الجبهة الشعبية ذكرى إنطلاقتها في غزة ولا تقوم بذلك في الضفة بنفس الحجم والاهتمام ؟نفس الأمر بالنسبة للجهاد الإسلامي مع تلمس الوضع الخاص للجهاد في الضفة.
‏14‏/12‏/2009
[email protected]
www.palnation.org







#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مطالبة السلطة الفلسطينية بترسيم الحدود والبيان الأوروبي
- التيه السياسي الفلسطيني الجديد
- إشكالية العلاقة بين الانتخابات والمصالحة الوطنية والتسوية ال ...
- نحو مفهوم جديد للمصالحة والشراكة السياسية
- السياسة لا تقاس بالنوايا ولكن بالممارسات-منح جائزة نوبل للسل ...
- نعم أخطأ الرئيس أبو مازن ،ولكن ماذا بالنسبة للآخرين؟
- تداعيات متشعبة لتأجيل مناقشة تقرير جولدستون
- خطورة تاجيل بحث تقرير جولدنستون
- نعم لدولة فلسطينية منزوعة السلاح
- لماذا الآن تشترط حماس المصالحة قبل الانتخابات ولم تشترط ذلك ...
- الإصرار على إجراء الانتخابات الفلسطينية في موعدها
- نحو صياغة مشروع وطني فلسطيني جديد
- مَن الذي سيملأ فراغ سقوط (الشرعيات) في يناير القادم؟
- لا مشروع وطني بدون حركة فتح ولا فتح بدون غزة
- هل فقد مؤتمر حركة فتح أهميته فبل أن ينعقد؟
- الفضائيات وسياسة الفوضى البناءة
- هل سيكون مؤتمر حركة فتح سببا في إعاقة المصالحة الوطنية والتس ...
- هل أصبحت حركة فتح كالهرة التي تأكل أولادها:قراءة في تصريحات ...
- هل تستحق السلطة كل هذا الثمن؟
- ما وراء استهداف الرئاسة الفلسطينية


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ماذا أنجزت الأحزاب الفلسطينية حتى تحيي ذكرى انطلاقتها بهذه البهرجة الكاذبة؟