أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - كلما تأخرت المصالحة كلما أصبحت اكثر صعوبة















المزيد.....

كلما تأخرت المصالحة كلما أصبحت اكثر صعوبة


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 22:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


العودة لطاولة المفاوضات قبل المصالحة الوطنية سيؤدي لتسوية تؤسس على واقع الأنقسام أو ستضفي شرعية عليه.كما أن أية محاولة للتعامل مع المصالحة الفلسطينية بمعزل عن الأزمة الأستراتيجية – البنيوية والوظيفية- للنظام السياسي سيكون مصيرها الفشل،وأية مصالحة تتعامل مع الخلاف أو الانقسام وكأنه وُجِد مع سيطرة حماس على قطاع غزة في منتصف يونيو 2007 سيكون أيضا مصيرها الفشل.سيطرة حماس على قطاع غزة وأزمة الحكومة والأجهزة الامنية والانتخابات هي تداعيات ونتائج لخلافات تراكمت عبر السنين وادت لمأزق استراتيجي للنظام السياسي وللمشروع الوطني برمته.قبل أن تصبح حركة حماس وانقلابها في غزة عنوان الانقسام وتحميلها مسؤولية أزمة النظام السياسي ،كان هذا الأخير بشقيه المفاوض والمساوم مأزوما.بسبب المكابرة والمعاندة والتدخلات الخارجية والارتباطات المصلحية لم تحدث مراجعة لأزمة النظام السياسي ولم تنجز مصالحة وطنية في بدايات ظهور أزمة الثقة وأختلاف البرامج ما بين حركتي فتح وحماس ، أكثر من محطة من محطات الارتكاسات التي مر بها النظام السياسي كانت تستوجب المراجعة والتوصل للمصالحة الوطنية ، لأن الهزائم احيانا توحد الشعب أحيانا اكثر من الانتصارات .لو جرت مراجعات ومصالحات قبل ذلك ما وصلت الأمور لما هي عليه الحال من سوء الحال،وعليه إن لم تحدث المصالحة الآن فستكون أكثر صعوبة مستقبلا لأن واقع الانقسام يولد ديناميات تعززه ويُوجد مبررات لشرعنته.
إذن،محطات كثيرة كانت تستوجب التوقف عندها وعمل مراجعة إستراتيجية ولو حدث ذلك ما تفاقمت الأزمة ووصلت إلى ما هي عليه اليوم.ويمكن سرد اهم المحطات التي كانت تستوجب المراجعة والمصالحة :-
1- كان من المفروض أن تكون وقفة المراجعة والمصالحة في منتصف مايو 1999 عندما انتهت المرحلة الانتقالية للحكم الذاتي دون دفع إسرائيل ما عليها من استحقاقات بموجب اتفاقية أوسلو التي تقول بأن مدة سلطة الحكم الذاتي خمس سنوات بعدها تبدأ مفاوضات الوضع النهائي التي ستؤدي لإنهاء الاحتلال،آنذاك كان من المفروض أن يتم الإعلان عن تجسيد قيام الدولة،ولكن التحذيرات بل والتهديدات التي انهالت على الرئيس أبو عمار دفعته للتراجع عن قرار كان سيتخذه بهذا الشأن ،وللأسف فإن التحذيرات والضغوطات جاءت من دول عربية وخصوصا مصر وليس فقط من إسرائيل وواشنطن.
2- وكان يُفترض أن تحدث المراجعة الإستراتيجية بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد الثانية عندما تم تهديد الرئيس أبو عمار إن لم يوقع على ما عرضه عليه الأمريكيون والإسرائيليون،ولكن أبو عمار لجأ لمراجعة بطريقته الخاصة وبغياب إستراتيجية وطنية ونقصد بذلك انتفاضة الأقصى ،وحركة حماس استغلت أزمة السلطة لتعزز من وجودها السياسي والعسكري وتهيء نفسها لتحل محل السلطة بدلا من مد يدها للرئيس أبو عمار وتدعمه في صموده.
3- كان من الممكن أن تحدث المراجعة والمصالحة عندما بدات الانتفاضة تدخل في نفق مظلم وخطير بعد عامها الاول ،فبدلا من أن تشكل انتفاضة الأقصى منطلقا لمراجعة تؤسس لحالة نضالية جديدة فاقمت من أزمة النظام السياسي عندما تحولت لحالة من الفوضى والفلتان الأمني،وانتهت الانتفاضة بالانقسام دون أن ينعيها احد،لقد جرى مع انتفاضة الأقصى ما جرى مع انتفاضة 1987،هذه الأخيرة أنتهت بتوقيع اتفاقات أوسلو أو كانت نتيجتها تسوية أوسلو!،وأنتفاضة الأقصى أنتهت بالإنقسام.فهل كانت الانتفاضتان عفويتين أم موجهتين ومخطط لهما؟إن كانتا عفويتين فيمكن تفهم ما جرى لهما وبالتالي لا نحمل القيادات السياسية مسؤولية مآلهما ولكن القيادات والفصائل تقول بأن الانتفاضتين كانتا موجهتين من قبلهما ،معنى هذا أن الفصائل وخصوصا حركتا فتح وحماس وجهتا أو وظفتا الجماهير المنتفضة لهذه النهاية ،حركة فتح وجهت انتفاضة 1987 لتمرير نهج التسوية وتوقيع اتفاقية أوسلو ،وحركة حماس وجهت انتفاضة الأقصى للانقلاب على النظام السياسي ولتسيطر على قطاع غزة.
4- وكانت المراجعة واجبة عندما اقتحم الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية في أوج انتفاضة الأقصى في مارس 2002 ومحاصرة الرئيس بالمقاطعة وهي محاصرة شاركت فيها الأنظمة العربية عندما حالت بينه وبين مخاطبة شعبه والعرب والعالم عبر الهاتف أثناء القمة العربية في بيروت،بل وحوصر الرئيس ونهجه من أطراف فلسطينية أيضا.
5- وكانت المراجعة واجبة عندما قامت إسرائيل باغتيال الرئيس أبو عمار بالسم في نوفمبر 2004 ومن شاركوا في اغتياله كانوا على رأس مشيعيه،وبعد ذلك اغتالت قيادات حركة حماس وعلى رأسهم الشيخ ياسين ،آنذاك لم يفهم الطرفان بأن الكل الفلسطيني مستهدف:القائلون بالسلام والتسوية السلمية والقائلون بالمقاومة.
6- كما كانت المراجعة الإستراتيجية واجبة عندما عم الانفلات الأمني مناطق السلطة خلال عامي 2005 و2006 ثم حدث الانقسام والحرب الأهليةوكُسرت قاعدة أو مبدأ (الدم الفلسطيني على الفلسطيني حرام ) وأصبح قتل الفلسطيني الآخر واجبا دينيا !.
7- وكانت المراجعة والمصالحة واجبة بعد العدوان الأخير على غزة،فهذا العدوان الذي دمر وقتل الاف المواطنين في ظل عجز فصائل المقاومة في غزة والوقوف موقف المتفرج للفصائل والسلطة في الضفة ،فهذا العدوان بدلا من أن يدفع الطرفين للمراجعة ،تشبت كل طرف بمواقفه واستمر في مكابرته ،حيث تحدثت حركة حماس وما تزال تتحدث عن النصر المكين وترفض أية مراجعة لما جرى،وفي نفس الوقت تخرج اصوات من الضفة لا تخلو من نبرة شماتة لما جرى في القطاع.
8- و كانت المراجعة واجبة عندما قامت إسرائيل بأكبر عمليات استيطان في الضفة وتهويد القدس خلال العام الجاري.
9- واليوم أصبحت المراجعة والمصالحة ضرورة حياتية للشعب الفلسطيني وحتى للنخب الحاكمة في الضفة وغزة بعد أن وصل خيار التسوية السلمية لطريق مسدود وكذا خيار المقاومة ،وأصبحت الحالة السياسية تعيش ضعفا و تيها سياسيا يفتحا الطريق لكل الخيارات غير الوطنية.

لو جرت مراجعات دورية ولو جرت مصالحة بعد أية من المحطات المشار إليها وخصوصا في المراحل الأولى لكان من الممكن تدارك الوضع وما كان وصل الحال لهذا المأزق المعمم،.هذا لا يعني أن المصالحة عليها حل كل القضايا العالقة دفعة واحدة بل يمكنها البدء بقضايا عاجلة وملحة يساعد حلها على خلق أجواء ثقة تمهد للانتقال للقضايا الأكثر تعقيدا .واليوم نحذر من أن يكون الحديث عن العودة للمفاوضات اعتمادا على وعود امريكية بمبادرة جديدة وورقة ضمانات للفلسطينيين،محاولة لتأخير المصالحة ،والخشية الأكبر ان تؤسس المبادرة الأمريكية الجديدة على واقع فصل غزة عن الضفة،وإعادة ربط غزة بمصر وما سيتبقى من الضفة بالأردن.
غزة:‏10‏/01‏/2010



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا لو امتلكت إيران السلاح النووي؟
- حصيلة عام 2009: سقوط مراهنات وإضاعة فرص
- العدوان على غزة كان الأبشع ولكنه ليس الأول
- تقاسم وظيفي وطني وإستراتيجية وطنية جديدة
- ماذا أنجزت الأحزاب الفلسطينية حتى تحيي ذكرى انطلاقتها بهذه ا ...
- حول مطالبة السلطة الفلسطينية بترسيم الحدود والبيان الأوروبي
- التيه السياسي الفلسطيني الجديد
- إشكالية العلاقة بين الانتخابات والمصالحة الوطنية والتسوية ال ...
- نحو مفهوم جديد للمصالحة والشراكة السياسية
- السياسة لا تقاس بالنوايا ولكن بالممارسات-منح جائزة نوبل للسل ...
- نعم أخطأ الرئيس أبو مازن ،ولكن ماذا بالنسبة للآخرين؟
- تداعيات متشعبة لتأجيل مناقشة تقرير جولدستون
- خطورة تاجيل بحث تقرير جولدنستون
- نعم لدولة فلسطينية منزوعة السلاح
- لماذا الآن تشترط حماس المصالحة قبل الانتخابات ولم تشترط ذلك ...
- الإصرار على إجراء الانتخابات الفلسطينية في موعدها
- نحو صياغة مشروع وطني فلسطيني جديد
- مَن الذي سيملأ فراغ سقوط (الشرعيات) في يناير القادم؟
- لا مشروع وطني بدون حركة فتح ولا فتح بدون غزة
- هل فقد مؤتمر حركة فتح أهميته فبل أن ينعقد؟


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - كلما تأخرت المصالحة كلما أصبحت اكثر صعوبة