أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - خلوة مع النفس ... إلى من لا همَّ له غير ذاته!! 3














المزيد.....

خلوة مع النفس ... إلى من لا همَّ له غير ذاته!! 3


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أيام قليلة صادفت عدداً من الأصدقاء القدامى, سألني أحدهم عن صحتي فأجبته شاكراً بأنها أفضل قليلاً منذ خروجي القريب من المستشفى. والجديد إني فقدت ستة كيلوغرامات من وزني. انبرى صديق بجواره قائلاً لازم عندك هموم! لم أجبه إذ شعرت بأنه غير جاد بما خرج من فمه دون تفكير, في حين كان صاحب السؤال جاداً في الاستفسار عن صحتي لمعرفته بالذبحة الصدرية التي أعاني منها وبالفقرات المشدودة بعدد من قضبان مادة التيتان وبالركبتين الاصطناعيتين اللتين أحملهما معي ليحملا ما تبقى من هذا الجسد ولما تبقى من سني العمر.
حين ابتعدت عن المجموعة الطيبة وجلست في القاعة التي احتفلت بها قائمة اتحاد الشعب ببرلين بدعوة كريمة من منظمي الحفل, سرحت مع نفسي بعيداً عن القاعة أفكر بالجملة التي نطق بها هذا الشخص "لازم عندك هموم!" إذ أهملت الإجابة واكتفيت بابتسامة فيها شيء من المرارة.
سألت نفسي في خلوة معها, رغم ضجيج القاعة, وكأن ليس فيها من ضجيج: هل هذا السؤال من شخص عاقل معقول حقاً في أوضاع العراق الراهنة؟ ألا يعيش هذا الرجل هموم العراق, ألا يرى الموت الذي يخطف العشرات من البشر والخراب الاقتصادي والبؤس الثقافي الذي يعم والجهل الذي يُستثمر ويُستغل من قبل قوى وأحزاب سياسية للحصول أصوات الناخبين وبالتالي على مقاعد في البرلمان دون وجه حق, إذ لم تبرهن على صواب وجودها في المجلس؟ ألا يعيش وضع المرأة العراقية والأرامل اللواتي يزداد عددهن وبؤسهن يومياً, ألا يدرك وجود أطفال خارج صفوف الدراسة يتسكعون في الشوارع يجمعون أعقاب السجاير أو يحملون أكياس النايلون ليتنفسوا بها, أطفال مشردون يتسكعون بين القبور في مدينة كربلاء مثلا, هذه المقبرة التي سرق كل طابوقها والتي أصبحت في وسط المدينة ولم تبق فيها شواهد على من في القبور إلا ما ندر, يبيعون زجاجات الماء أو يتسولون من أجل عدد من الدنانير للعيش بها.
ألا يرى أولئك الذين يستغلون هذه الحالة في الكثير من مدن العراق ليغتصبوا الصبية أو يشتروا من أفراد عائلاتهم بعض أجزاء هؤلاء الأطفال أو يختطفونهم بصيغ مختلفة.
ألا يحس بالفجوة المتسعة بين الفقراء والأغنياء, بين المتخمين والجياع, بين الغنى والفاقة, ألا يحس بآلام أولئك الين ينامون على الطوى جوعاً, ألا يرى النظام المحاصصي الطائفي الذي قسم المجتمع وشدد بذرة الصراع والنزاع والرغبة في تشديد الاستقطاب من قبل القوى والأحزاب الطائفية رغم رفض وإدانة الدستور العراقي للطائفية.
هل وحدي أنا المهموم بأوضاع العراق, أم الغالبية العظمى من سكان العراق, من هو غير المهموم من العراقيين حول أوضاع العراق؟ إنهم الإرهابيون والقتلة والمجرمون, إنهم الفاسدون والمفسدون وسرّاق قوت الشعب , إنهم الذين يأكلون السحت الحرام, تلك الأموال التي يفترض أن توجه لبناء المدارس وصفوف الدراسة وبناء المستوصفات والمستشفيات وإقامة شبكات الكهرباء والماء وتأمين الأمن والاستقرار في البلاد.
إن الهموم التي تسحقني يومياً تسحق الكثير من البشر في العراق وخارج العراق, من جانبي أحاول تصريف بعض هذه الهموم عبر الكتابة, عبر مقالات شبه يومية أكتبها وأنشرها مجاناً, إنها عصارة حياتي وما تبقى من هذا العمر الذي أحمل ثقله على كتفيي, إنها غضبي المكبوت, إنه كظم الغيظ, وهو الأسلوب الذي يجعلني اشعر بأدميتي وبعراقيتي لأن شعب العراق يسحق بالصراعات الطائفية والحزبية الضيقة يومياً.
كنت سعيداً حين ابتعدت عن الدخول مع السائل بنقاش غير مجدٍ, أو الإساءة إليه بكلمة جوابية جارحة, إذ أن الكلمة التي تخرج من فم الإنسان لا يمكن إعادتها للفم.
قطع خلوتي صوت السيدة وفاء, عريفة الحفل, تدعوني لإلقاء كلمة بمناسبة الدعاية الانتخابية لقائمة اتحاد الشعب, هذه القائمة التي تعاني من نقص شديد بالمال لإعلامها وتعاني من صعوبة الظهور على شاشة القنوات الفضائية التي ترفع من أسعار الدقائق التي تظهر الدعاية, فالأغنياء من الأحزاب الحاكمة والقوى التي تحصل على دعم خارجي لا مانع لديها من دفع عشرات بل مئات الألوف من أجل هذه الدعاية, وليس هناك من يسأل هذه القوى من أين جاءت بهذه الأموال الكثيرة. إنها قضية النعجة التي خلفت في فترة قصيرة من الزمن ثلاث ألاف نعجة, كما حدثنا بها خالد القشطيني في أحد مقالاته الأخيرة, فهل هذا ممكن؟ وإلا فمن أين جاءت إليه؟
نسيت دعابة الرجل السمجة "لازم عندك هموم!", وتوجهت لأحدث المستمعين ومن يمكن أن يقرأوا كلمتي من على منصة هذا الحفل وأنا أدعو لانتخاب قائمة اتحاد الشعب ومرشحيها أهمية أن يحكّم الإنسان ضميره قبل أن يكتب اسم القائمة أو اسم المرشح في صندوق الاقتراع. الضمير الذي ينبغي أن لا يباع ويشترى, فمن يبيع ضميره يفقد الكثير جداً من إنسانيته وكرامته, يفقد شيئاً أساسياً منه, ومن يشتري الصوت سيفتضح أمره كما افتضح أمر أولئك الذين وزعوا البطانيات ومدافئ علاء الدين وغيرها, إذ أن حبل الكذب قصير.
كم أتمنى أن تقرأ البرامج الانتخابية ليدركوا أهمية هذا البرنامج الوطني الديمقراطي الذي وضعته وتبنته وطرحته القوى المؤتلفة بقائمة اتحاد الشعب لكي يجدوا الفارق بين الوعود الطنانة والرنانة, وغالباً ما تكون مثالية أو فارغة, وبين البرنامج الواقعي الذي طرحته قائمة اتحاد الشعب.
23/2/2010 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة الدولة وأساليب حكم نظام البعث في العراق 3-3
- احتفالية قائمة اتحاد الشعب ببرلين
- خلوة مع النفس حول تصرفات من يحتل موقعاً مهماً في أجهزة الدول ...
- زكية خليفة المناضلة المقدامة والشخصية الدافئة
- طبيعة الدولة وأساليب حكم نظام البعث في العراق 2-3
- طبيعة الدولة وأساليب حكم نظام البعث في العراق 1-3
- 1 : إذا كان الكلام من ... فالسكوت من ذهب يا من لم تكن بهياً ...
- صوتي هو ضميري فإلى من يرشدني لأدلي به؟
- هل الدكتور بارق شبّر على حق في موقفه من اللبرالية الجديدة؟- ...
- هل الدكتور بارق شبّر على حق في موقفه من اللبرالية الجديدة؟-ا ...
- خلوة مع النفس والتفكير بصوت مرتفع حول واقعنا الراهن في العرا ...
- هل الدكتور بارق شبّر على حق في موقفه من اللبرالية الجديدة؟-ا ...
- في الذكرى أل 31 للثورة الشعبية المسروقة في إيران _ هل ستكون ...
- في الذكرى السنوية لانقلاب شباط الفاشي 1963 / 1 - 2, 2-2/ الك ...
- هل الدكتور بارق شبر على حق في موقفه من اللبرالية الجديدة؟- ا ...
- ماذا تريد إسرائيل؟ وإلى اين تدفع بالأمور؟
- مسقط رأسي يعيش حزناً قاهراً, ينزف دماً, يصرخ وجعا عارماً!!, ...
- حوار مع السيد الدكتور بارق شبر/ هل الدكتور بارق شبر على حق ف ...
- هل من عمليات عسكرية جديدة محتملة في منقطة الخليج ؟
- رسالة مفتوحة إلى الصديق العزيز الكاتب والفنان التشكيلي الأست ...


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - خلوة مع النفس ... إلى من لا همَّ له غير ذاته!! 3