أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - عشية الانهيار التام للنظام الاقتصادي العالمي















المزيد.....

عشية الانهيار التام للنظام الاقتصادي العالمي


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالرغم من جميع المساعي المحمومة التي قامت بها حتى الان الدول والمؤسسات المالية والتكتلات المالية العالمية الكبرى، وانفاق آلاف مليارات الدولارات التي ذهبت هباء منثورا، لوضع حواجز امام الازمة المالية العالمية المنطلقة كالزلزال، وبالرغم من كل ادعاءات "الماركسيين السابقين" الذين كانوا يدعون بالامس الى حقن النظام"الاشتركي" السوفياتي السابق بحقن تقوم على وصفات رأسمالية، وهم يدّعون الان ان الرأسمالية قادرة على حل مشاكها نفسها بنفسها، بالرغم من ذلك فإن الازمة لا تزال تنطلق في موجة تسونامي دائرية عارمة متزايدة الارتفاع، تنطلق من "المركز" الغني وتتجه نحو الوسط الاقل غنى، وفي نهاية المطاف ستكتسح البلدان الفقيرة، ذات السدود والاستحكامات الاقتصادية المنخفضة، اي ذات القدرات الفقيرة والضعيفة القريبة من الصفر.وحينذاك لن يقتصر الامر على تغيير مدير هنا ووزير هناك، وحكومة هنا ورئيس جمهورية هناك، بل سنحتاج الى كل انبياء الرأسمالية المشؤومة للتنبؤ بما سيحدث من كوارث طبيعية واقتصادية وسياسية وامنية وعسكرية في العالم الفقير اولا، وسيبدأ الصراخ وصرير الاسنان، في مشهد "ابوكاليبسي" تماما، حينما يرتد التسونامي من جديد من العالم الفقير باتجاه العالم الغني، وحينما لن يقتصر الزحف على الحسابات المنهارة والافلاسات، المحسوبة بألوف المليارات، بل حينما يزحف مليارات من الجوعى والمعاقين واليتامى والثكالى الذين لا يردعهم شيء ولا يلوون على شيء، والذين يصم صراخهم اذان السماء ذاتها.
ومع ذلك فإن اساتذة الجامعات وخبراء الاقتصاد الرأسمالي لا يزالون، في منابرهم الجامعية وغرفهم الدافئة ومقاعدهم الوثيرة، يبحثون في الحلول الجزئية لانقاذ الاقتصاد الرأسمالي الغربي، بمعزل عن الاقتصاد العالمي.
من ذلك ان البلدان الاوروبية الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، التي تنبأت منذ فترة وجيزة بنهاية عصر الدولار، اخذت منذ الان تبدي قلقها من الشائعات حول احتمالات دفن اليورو ايضا وهو لا يزال في "عز شبابه". وليس من شك ان "تصفير" العملتين العالميتين الرئيسيتين (الدولار واليورو) من شأنه ان يفرغ جيوب لا اقل من مليار انسان. وليس هذا كل شيء، وهو اول الغيث...
ان اول من زرع هذا القلق الاوروبي، كما هو معروف، هو الاقتصادي من جامعة نيويورك الحائز على جائزة نوبل السير نورييك روبيني. وفي المنتدى الاقتصادي الذي عقد منذ وقت وجيز في دافوس، ادلى روبيني بتصريح مثير قال فيه: ان العملة الاوروبية المشتركة ستختفي من الوجود بعد سنتين!
ويبدو ان التهديد الاساسي الموجه الى اليورو يتأتى من الوضع المالي غير المستقر لاسبانيا واليونان، وجزئيا البرتغال. حيث سجل في هذه البلدان هبوط في القدرة التزاحمية للسلع، وارتفاع للبطالة وعجز الميزانية. وبما ان هذه البلدان توجد داخل منطقة اليورو، فإن الامر لا يمكن ان يعالج بتخفيض قيمة (devalvation) لبعض العملات المنفردة. وأهون سبيل لانقاذ اليورو هو ان يتم فصل البلدان الثلاثة الضعيفة اقتصاديا من الاتحاد الاوروبي. ولكن هذا لم يعد ممكنا الان لاعتبارات سياسية: ففصل الاعضاء سوف يسيء بشكل جدي الى سمعة الاتحاد الاوروبي ـ المنظمة العالمية التي تطمح الى السيادة ليس فقط في اوروبا. وعلى الارجح فإن البلدان الاوروبية سوف تكون مضطرة لان توافق على اصدار طبعة جديدة للعملة (اي زيادة حجم النقود في الدورة المالية).
ماذا سينتج عن ذلك؟
بدلا من المعادلة المشهورة: "عملة ـ سلع ـ عملة"، ستحل معادلة اخرى هي: "عملة ـ هواء ـ عملة". وفي هذه الحالة فإن تنبؤ السير روبيني يمكن ان يتجسد حقا: فإن الزيادة المصطنعة لكتلة اليورو (كما ولكتلة الدولار سواء بسواء) سوف تؤدي الى تخفيض سعرهما الواقعي. ومن المعلوم للجميع ان السند الاخير للعملة هو الانتاج (البضاعة). وهذا الواقع يؤكده ليس فقط مؤسس الماركسية، بل واكده اخيرا عالم الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل فريدريك فون هايك: ان النقود هي ضرورية قبل كل شيء كحامل للمعلوماتية الاقتصادية، وضرورية للمنتجين (وللمستهلكين) لاجل اتخاذ القرارات الامثل. ولا ننسى انه في الحساب الاخير فإن جميع الازمات المالية تتولد من عدم المطابقة بين كمية العملة والسلع. ان الاموال الفائضة تولد علامات ـ اشارات كاذبة، تخرب الاقتصاد ككل وفروعا اقتصادية كاملة بالاخص. ولذلك فإن المخرج يمكن ان يكون مخرجا وحيدا فقط وهو: ان آلة طبع العملة ينبغي ان تتوقف. وكلما كان ذلك ابكر، كلما كان افضل. وبدلا من المضاعفة المدمرة للوريقات النقدية، يجب ادخال النظام في جميع فروع الاقتصاد. هل هذا ممكن؟ انه ممكن نظريا فقط. اما عمليا فإن البنك المركزي الاوروبي لا يمكن ان يتخلى عن هذه الممارسة السيئة التي يلجأ اليها منذ وقت بعيد الفديرال ريزيرف الاميركي (الذي، بعد اندلاع الازمة العالمية، سمي "امبراطورية الشر والنهب").
من المؤكد انه من الصدفة انه كتب باللغة الانجليزية على الدولار من فئة المليون ما يلي: "This note is not legal tender for any debts, public or private" (اي: "هذه ليست وسيلة دفع قانونية"). للاسف ان النقود الاسمية الاميركية (التي رفعت عنها التغطية الذهبية منذ عهد روزفلت، ثم فصلت عن المعادلة مع الذهب منذ عهد نيكسون) لا تستند الى اي قيمة واقعية (انتاجية)، الا اذا استثنينا الان انتاج المخدرات! وفيما عدا ذلك فإن مطابع العم سام انما تطبع نماذج لفنون تكنولوجية، وبكلمات ادق ـ تطبع تذكارات ورقية. فهل ستصاب القارة القديمة هي ايضا بعدوى طباعة التذكارات الورقية؟ ان هذه الكذبة لن تستمر طويلا. ولكن ماذا سيحدث اذا قال لنا الدولار واليورو وداعا؟
الجواب هو واضح: ان دولا وشعوبا بأسرها ستكون ضحية لنهب لا سابق له، وسيتم الاستبدال التام للعملات الورقية بالعملات الالكترونية. والعملات العالمية الجديدة ستكون ليس فقط وسائل جديدة للدفع. بل هذه ستكون "حضارة" جديدة، وطريقة مراقبة وسيطرة جديدة على الجماهير. فبالرغم من جميع جهود السلطات الضرائبية، فإن مداخيل الناس لم تكن تخضع للمتابعة التامة. والمجتمع والدولة كانا يغمضان العينين ويتظاهران انهما لا يريان كيف انه في كل مكان، فإن الطبقات غير العاملة تعيش عيشة الملوك. ولكن في ظروف العملة المضمنة في البطاقات الالكترونية فإن كل شيء سيتغير: اذا لم يكن في حسابك نقود، فأنت محكوم عليك بالموت جوعا. من هنا بدأ يتكون انطباع بأن التوتاليتارية الالكترونية ليست طوباوية، بل هي الجزء الاهم من مخطط "السجن الرقمي العالمي". والسجناء سيكونون كل سكان الكرة الارضية. وسيكون السجانون هم انفسهم طابعو العملة الالكرونية، الذين هم انفسهم مالكو زراعة المخدرات في افغانستان وموزعو المخدرات في العالم، اي "شعب الله المختار"، الذين تدخل في خدمتهم لانجاز كل "الاعمال القذرة"، بكل سرور، وكما يبدو من المعطيات الراهنة، بقايا العصابات المافياوية "المسيحية" و"الاسلامية": الايطالية والالبانية و"القاعدية" والشيشانية.
ـــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية الاميركية تخطئ الحساب!
- الصعود الى الهاوية: أميركا... دولة مافيا!
- التحول الدمقراطي: حملة صليبية غربية جديدة لاجل عثمنة البلقان
- بلغاريا قبل وبعد -الانقلاب الدمقراطي- في 10 تشرين الثاني 198 ...
- شعب الله المختار والتحول المافياوي لتركيبة الدولة الاميركية
- الدولار وشعب الله المختار:التغطية التوراتية للدولار
- كابوس الدولار
- العنف الامبريالي الصهيوني أعلى مراتب الحيوانية
- حزب الله... والأزمة الوجودية للكيان الطائفي اللبناني!
- افغانستان في الجيوبوليتيكا الدولية لاميركا
- الجيوبوليتيكا تؤخر تشكيل الوزارة اللبنانية
- الجرائم ضد الانسانية والسقوط الاخلاقي لمؤسسات -العدالة الدول ...
- رئيس الموساد السابق داني ياطوم مفوض سام غير رسمي في بلغاريا
- اليهود الروس بين النقيضين: الصهيونية والشيوعية
- المخدرات في الستراتيجية العالمية للامبريالية الاميركية الصه ...
- الناخب البلغاري -يعاقب- جميع احزاب -التحول الدمقراطي-
- افغانستان وامبراطورية المخدرات العالمية لاميركا
- الصراع الروسي اليهودي (الصهيوني) حتى عشية الثورة الاشتراكية
- حتمية المعركة التاريخية الفاصلة بين روسيا والصهيونية العالمي ...
- التناقض الوجودي بين روسيا والطغمة الدينية المالية اليهودية


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - عشية الانهيار التام للنظام الاقتصادي العالمي