أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشيباني - من يصون الوطن؟














المزيد.....

من يصون الوطن؟


رشاد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 01:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ستة سنوات أو أكثر بقليل شاهدت من على أحدى الفضائيات العربية مقابلة أجريت مع أحد الفنانين السوريين لايحظرني إسمه . لم يتكلم هذا الفنان في الفن فقط بل أخذ الحديث حيزاً لابأس به في الشؤون السياسية والإجتماعية . بالحقيقة لاأتذكرتاريخ المقابلة ولا موضوعها ولا شكل المذيع وإسمه لابل حتى شكل الفنان نفسه ، إنما أتذكر شيء واحد فقط أضحكني جداً ومازلت أفعل كلما إخترق وحدتي أو حديثي حتى ساعة طباعة هذا الموضوع ، إذ صرح هذا الخبيربعد دراسة مستفيضة بعلوم الإجتماع والسياسة والتحليل النفسي والتبحر بعلوم الدين عدا القانون والفلسفة قائلاً بعد وضع مقارنة بين الدول العربية والغربية " أن الدول الغربية بإنضباطها تعتمد على القانون ، إن رفع القانون منها تعم الفوضى ، بينما في الدول العربية إن رفع القانون هناك العشائر والدين ".هذا كل ماأتذكره وألله على ماأقوله شهيد .
قبل أيام نورني أحد فلاسفة هذا العصر ومثقفيها وفطاحلها بنفس الحقيقة بعد أن غابت عن ذهني لفترة بسيطة مع بعض البراهين على ذلك وهي براهين لم أفهم كيف فهمها على أساس إن الأعراف في الدول العربية هي النموذج الأصلح لتنظيم المجتمع .
سمعت تصريح الفنان الخطير بعد احتلال العراق من قبل أغلب دول العالم الغربي والعربي وفي الوقت الذي عمت فيه الفوضى ، قتل يومي بالعشرات ، خطف , سلب ، تفجير ، كهرباء ماكو ، ماي ماكو ، فلوس ماكو ، والأهم امان ماكو وكل ذلك لأن القانون ( ماكو ) وشكو ماكو ( كلشي ماكو بس الخربطة أكو ) وحارة كلمن إيدو إلو هو وضع العراق اليومى ، الكل مع القوي ضد الحق . وسمعت التصريح الأخطر الثاني قبل أسابيع ، أي بعد أن تأكدنا 100% بأن العراق سوف لم يرى السلام ولا العيش الكريم وكل يوم هو أسوأ من الذي قبله .
فأين العشائر والأعراف ؟ وأين التعايش السلمي الذي توصيه به الأديان ؟
في زمن صدام سمعنا عن حالة غريبة بعد أن بدأت تنموا وتتزايد عمليات السرقة المنظمة لتصل لدرجة عندما يريد أي شخص أن ينام مرتاح فعليه أن يصُفّ سيارته قرب الحائط ويرفع دواليب الجهة الثانية البعيدة عن الحائط ويخبئها في بيته مع البطارية ويعيدها في اليوم التالي ، ومن ثم وضعوا حمايات من حديد على كل المداخل والنوافذ ولم يأمنوا . وعندما كان يدافع صاحب الدار عن أملاكه ليضطر إلى قتل أو جرح السارق تأتي عشيرة السارق إلى صاحب الدار مهددة لتأخذ منه التعويض ( الفصل ) . فبأي عرف وبأي قانون عشائري يُطالبْ بفدية عن السارق الذي يسيل دمه في مكان جريمته ؟ أليس من المفروض أن يتم تبرأة العشيرة من هذا الذي لطخ إسمها وجلب لها العار ويعتذروا لصاحب الدار المسروق ؟ هذا غيض من فيض لما آلت إليه بعض العشائر ( وليس جميعها ) ناهيك عن موالاتهم النفعية للسلطة ، والعشيرة القوية هي التي تحوي على أكبر عدد من عناصر أمن الدولة ومخابراتها وحماية أفراد السلطة . في عراق اليوم وما تجري به من أحداث دامية من قتل وتفخيخ وإلغاء هوية وإبادة أقليات ، فأين هي الأعراف والتقاليد من حق المواطنة بحرية لكل افراد المجتمع بإختلاف أفكارهم وأنتماءهم ؟
والدين ، ألم يصبح ستار لدى البعض وبإسم الدين تقترف المذابح ؟ والسلطة الدينية في كل الطوائف والأديان ، ألم تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا الدمار الذي يصيب ارض الحضارات ؟ ماذا كسبنا من مواقفهم ؟ إستنكار ، إستهجان ، رفع شعارات التعايش السلمي ، بيانات ، زيارات مجاملة يقوم بها بعض رؤساء الطوائف فيما بينهم ؟ ماذا يخدم العراقيين من وراء ذلك ؟ لاشيء بل يزيد الطين بلة ، والسبب هو عدم وجود مواقف صلبة تجاه مايحدث وكل المواقف الإيجابية لغرض الإعلام والإعلام فقط ، ولا يوجد إلى الآن دراسة جادة لإنقاذ العراقيين من مأزقهم . بمقارنة بسيطة مع كندا هذه الدولة التي نعيش تحت كنفها ، قبل ثلاثة سنوات عندما قطعت الكهرباء عن مدن أونتاريو وتعطلت الإشارات المرورية ، ذهلني سائقي السيارات عندما نظموا أنفسهم في المسير لتصبح وجود الإشارات علامة وقوف لجميع الإتجاهات ولم تذكر حوادث بالرغم من عدم توافر رجال الشرطة في التقاطعات . ماذا يعلمنا هذا ؟ يعلمنا بأن القانون الحقيقي هو الذي يخدم الشعب وينظمه حتى بغيابه وكل دولة تعاني خلل في تطبيق القانون تغمرها الحروب وخاصة الحروب القبلية والعشائرية والدينية وبدل الدليل يوجد العشرات . ويكفي أن أقول بأن فضائيات الدول العربية برمتها تقتات على مشاكل الشرق الدينية والعشائرية والقبلية . والحياة كريمة في أي مجتمع تصان وتحفظ من قبل قانون مدني عادل وسليم فقط .



#رشاد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك امة قد خلت!
- ايها العراقيون لاتنتخبوا ...
- احلى وطن
- العراق بين مطرقتين
- عجيب امرك ياوطن
- لماذا سقطت بغداد؟
- من يملك انتاركتيكا؟
- لماذا يا امام الحرب؟
- لغز عبد الكريم قاسم
- اين حقوق شهداء العراق؟
- المقاومة العميلة
- قالوا في الامام الحسين (ع)
- ماذا بعد قرارات هيئة التمييز العراقية؟
- انظروا لاصحاب العمائم
- اعترافات ابراهيم الغالبي
- اسرائيل تلوم امريكا
- اللعبة الامريكية الايرانية في العراق


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشيباني - من يصون الوطن؟