أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ سيف فاضل - -نحن نستاهل-














المزيد.....

-نحن نستاهل-


حافظ سيف فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 887 - 2004 / 7 / 7 - 07:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الحالة التعبيرية التي يحاول ان يقوم بها الفنان ويعرضها لتصوير او رسم واقع المجتمع او الحالة المعيشية المتردية تعد غاية نبيلة ورسالة سامية في حد ذاتها.
في اوروبا الشرقية وتحديدا بولندا لم يكن بالامر الهين زمن النظام الشيوعي, ان يُنتقد النظام اوالسلطة اوالتطرق الى انتقاد حالة الفرد, المقموعة طموحه في النماء والثراء والذي كان يعمل جل جهده لصالح الدولة والتي تكاد تنعدم فيها تحقيق ذاته الشخصية والحد من غريزة التملك البشرية. ولكن بمجرد تحرك حركة العمال (سوليدارنوش) "التضامن" بزعامة عامل الكهرباء في حوض السفن في مدينة (غدانسك) البحرية السيد (ليخ فاوينسا) وبدعم الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان ومن البابا البولندي نفسه (يان بافوالثاني) ايضا من خلال اذاعة (صوت اوروبا الحرة) المدعومة من المنظومة الغربية منذ زمن المواجهة والحرب الباردة. سقط النظام الشيوعي بزعامة السكرتير الاول للحزب الشيوعي انذاك الجنرال (فويتشخ ياروزلسكي). لم يستغرق التحول من الشيوعية الى الرأسمالية سوى سنتين اثنتين حتى امكن للمواطن والمقيم والزائر ان يلمس حركة التطور والتغير الجذري السريعة ابتداء من بث الالوان الزاهية في الشوارع والمحلات والمعارض الكبيرة والحافلات العامة وتغيير الشعارات ولون بزة رجال الشرطة والامن مرورا بتنوع الماكولات وامتلاء السوبر ماركات بانواع وفيره من شتى اصناف الطلبات والمواد التي دوما كانت شحيحة او توزع بكروت دعم, انتهاء بتغيير الالفاظ الاشتراكية من "المواطن الرفيق" الى "السيد" وتغيير القوانين عامة والغاء عقوبة الاعدام وطرح النهج الديموقراطي وحرية التعبير والكلمة والمساواة امام القانون. فالتغيير السريع الذي حصل نم عن حس لشعب راقي بمجرد ان رفعت عنه القبضة الحديدية حتى عاد الى جذوره الى زمن ماقبل الحقبة الشيوعية وتقبل "الاوربة والامركة" دون عُقد مسبقة وتعامل معها بحرية طبيعية كونه جزء من القارة الام اوروبا وفي شهر (مايو) القادم سيتم اعتماد بولندا من ضمن دول الاتحاد الاوروبي بعد ان تم قبولها في حلف الاطلسي. فور سقوط الشيوعية ظهر برنامج في التلفزيون البولندي على القناة الاولى يسمى بالبولندية (بولسكي زوو) اي "حديقة الحيوان البولندية" وكان عبارة عن دمى او انصاف دمى واجساد لحيوانات وجوهها ملبسة من رئيس الدولة الى رئيس وزراء ووزراء ومسؤلين سياسيين ومشاهير. فكان وجه رئيس الدولة المنتخب بعد رحيل الشيوعية (ليخ فاوينسا) على هيئة اسد ورئيس وزرائه انذاك شكل سيد قشطة وهناك من كانوا على هيئة طيور وتمساح, واخذ هذا البرنامج الساخر بالتندر على الحكومة وعلى رئيس الجمهورية وعلى قرارت سياسية او اقتصادية وهجوم لاذع, برنامج كهذا يدلل على مصداقية ان البلد فعلا تحول وتغير من الشمولية ودولة الخوف الى الديموقراطية وجمهورية الشعب. الجمهورية اليمنية تتحدث عن دولة الشعب والنظام الجمهوري الديموقراطي ويفهم من هذا على انه نظام يكفل حرية التعبير دون الخشية من "زوار الليل". خاصة وان التعبير المستهل في "انا استاهل" الذي عنى به الفنان الساخر (فهد القرني) موجها نقدا لاذعا للحكومة بسبب استمرارها في تنفيذ الجرع السعرية التي ادت الى ارتفاع نسبة الفقر. المخالفة في هذا العمل الفني هي عدم وجود رخصة وزارة الثقافة على (الكاسيت) مما يتيح لنيابة المطبوعات والصحف الحق في الملاحقة هذا من الناحية القانونية وليست من مهام جهاز الامن السياسي (المخابرات) ولاينبغي تجاوز حدوده في دولة ديموقراطية.
كلنا شاهد (داوديات) و(ارهابيات) و(قرقعان) او غيرها لاعمال داوود حسين في رمضان نجد اغاني عربية وغيرها محورة بشكل كوميدي ساخر دون ان تصل القضية الى ملاحقات واعتقالات في دول اقل من اليمن ديموقراطية وحرية رأي (!!).
لقد سبق وذكرنا المثال البولندي في البرامج التلفزيونية الساخرة (وحيونة) الكادر السياسي من برلمانه حتى اعلى قمة في الهرم السياسي دون ان يستفز الحزب الحاكم او الرئيس المنتخب او يتحرك خفافيش الظلام, ولكن مايفرق بين المثال البولندي والموضوع اليمني لـ"انا استاهل" هو ان البولندي قائم على اسس فنية وعمل واخراج فني صرف, وهو مجبول بالابداع والنكتة السياسية الصافية, بينما عمل (القرني) كان لدوافع واجندة سياسية ونكاية حزبية من قبل حزب الاصلاح "الاسلامي" والذي يجمع الاصوات ايام الانتخابات بكيس دقيق وسكر او معونات غذائية مستغلا حاجة الناس الماسة, والترصد في المساجد وتحويل رسالته السمحة الى منابر سياسية تخدم اهدافه الخاصة.
لقد كان حزب الاصلاح شريكا في السلطة فماذا قدم (!؟). ان الوضع اليمني غاية في التعقيد وقضايا مكافحة الفساد المالي والاداري, وانتشار السلاح بيد المواطن والقبائل المتنفذة, واستقلالية القضاء, والعمل على خفض خط الفقر, ورفع مستوى المعيشة والتعليم, يتطلب ميزانية كبيرة وتكاتف الجهود الحكومية مع المعارضة الحزبية ووعي جماهيري عام وحس وطني, لن يتمكن حزب بعينه ان يتغلب على مجموع التحديات الآفوية هذه, بل سيضاف للمواطنين هماً وغماً جديدين فيما لو استلم حزب الاصلاح "الاسلامي" السلطة كاملة وهو "هوس" هذه التيارات المعروفة بمعاداتها لكل ماهو حداثي ومنع للموسيقى والطرب والزام خروج المرأة بمحرم ناهيك عن سفرها, وفرض "الحملات الايمانية" الصارمة واستحداث وزارة "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" سيئة الصيت.. حينها عينك ماتشوف الا "سوط" المطوع مع كل اذان. وعندها سنغني جميعا "نحن نستاهل" (!!).



ـــــــــــــــــ
* باحث اكاديمي



#حافظ_سيف_فاضل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظيفة التسول
- الحرة فلانة بنت فلان
- نبية من هذا الزمان
- مقترح لتطوير العملة اليمنية
- خديجة والنقاب
- اعادة صياغة الثقافة العسكرية
- اكذوبة الاصلاح من الداخل
- مجموعة خيبات امل
- الارهاب من المنظور النفسي
- الاعلام وتشكيل الوعي المزيف
- الايدز ليس رعبا.. مرعب مادمنا نجهله
- من ابو غريب الى دار البشائر
- الآم المسيح
- الخطاب المأزوم
- كنت اتسائل.. (!؟)
- مقترحات للحد من ظاهرة حمل السلاح /في الحالة اليمنية
- انظمة العقد القادم والبقاء للاصلح
- ولايات من ورق !!
- الماورائيات
- المطلوب من الاشقاء العرب تجاه العراق


المزيد.....




- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- مراسل فرانس24 في طهران في قلب مراسم تشييع قتلى الحرب بين إسر ...
- ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس ...
- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ سيف فاضل - -نحن نستاهل-