أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ سيف فاضل - مجموعة خيبات امل















المزيد.....

مجموعة خيبات امل


حافظ سيف فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 860 - 2004 / 6 / 10 - 06:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفرق بين خيبتا امل.. خيبة الامل الامريكية وخيبة الامل السعودية, ان الخيبة الامريكية تعتقد ان الاعتقالات للاكاديميين السعوديين الذين يطالبون بالاصلاحات العامة في البلاد وضرورة تحديد سقفها الزمني, خطوة الى الخلف, وهي مناهضة لحقوق الانسان وقمعه في حقه عن التعبير وصد للمطالبة بالانفتاح وعثرة في طريق اقامة المجتمع المدني. وجاءت خيبة الامل السعودية ان الامريكيين لم يستشيروا الجانب السعودي حول ماحدث قبل ان تعلن التصريحات وان الاصلاحيين المعتقلين اثاروا الفتنة في وقت مواجهة الارهاب واعتبرت ان ماحصل شأن داخلي !!. ومن طبيعة الانظمة العربية عندما يكون الامر شأن داخلي يصبح هذا (الشأن) مبررا لقمع المواطن وارهاب النخب والاكاديميين ووضع الكمامة على افواه الاصلاحيين والزامهم بكتابة التعهدات بالكف عما اقدموا عليه, وهذا مااعتبرته الحكومة السعودية زعزعة للوحدة الوطنية ومخالفة للشريعة الاسلامية.
كيف يتم القياس والتعرف على ان النظام الاسلامي كمنهج حكم في حياة الشعوب ادى الى نتائج ومحصلة ايجابية على مدى سنوات تطبيقه, ام ادى الى نتائج عكسية؟
بعد انتقال عدوى الديموقراطية في الارجاء المعمورة ووعي شعوب الارض قاطبها بأهمية حضورها وجعلها نموذج حياة وتربية وسلوك لامناص من تطبيقه على الاقل في الزمن المنظور كون النظام الديموقراطي يعد الافضل لما توصل اليه الانسان المعاصر, طالت عدوى الديموقراطية الشعوب التي ترزح تحت الانظمة الشمولية والملكية (الغير دستورية) ولذلك علت الصيحات الطبيعية مطالبة بالاصلاحات السياسية واشراك المرأة في العمل السياسي وحرية العقيدة واقامة البرلمانات المنتخبة مباشرة من قبل الشعوب وجعلها حقيقية لا صورية (ديكور). وكان من البديهي ان تطال رياح التغيير وهبات الاصلاح المملكة السعودية كنتاج وعامل طبيعي وحق انساني, تسعى من خلاله قطاعات عريضة من مثقفيها وكتابها بالمطالب الاصلاحية الملحة الضرورية العادلة والتي تندرج ضمن حقوق الانسان في ابسط صورها, فاستجابت القيادة السعودية لرياح المتغيرات الدولية والاقليمية والتوجه مع الموجة الكونية واعدة بالاصلاح ولكن ضمن مبرر (الشريعة الاسلامية) المكرر وفي اطاره. وكأن ماسبق منذ قيام الدولة حتى اشتداد الازمة والمطالب الاصلاحية وزلة الاعتقالات السياسية لم تكن الشريعة الاسلامية هي الحكم, لتبتدئ المملكة بالاصلاحات مجددا ووفق باب (الشريعة) من جديد وهكذا في حلقة لاتنتهي !!.
لماذا لايستوعب القادة العرب الاسلوب العلمي والمنهجية الهادئة الخالية من التعصب في تحديد النظام والالية الافضل في الطريقة التي تحكم بها الشعوب بعد فشل التجارب السياسية والانظمة الحالية, وان يكون الامر مستوحى ولو حتى (مستورد) من التجربة الانسانية التي مرت بها شعوب العالم والتي تحكم بانظمة حكم مرنة (ذاتية التغيير) كالنظام الديموقراطي مثلا. بعد ان افضت انظمة الحكم العربية الى الفشل الذريع في تردي حقوق الانسان والاستحواذ على السلطة ومركزية القرار السياسي وانعدام الحريات العامة والخاصة وتضييق حرية التعبير والفكر وجمود مناهج التعليم والتخلف على صعيد النهضة الصناعية والتيكنولوجية ناهيك عن التخلف الاجتماعي.
نخلص الى نتيجة مفادها ان هناك امكانية ليست بالمستحيلة في ان يستبدل نظام حكم مترهل بأخر ناجح له تجربته الرائدة مجرب على الساحة الدولية وبمطلب شعبي.
وهناك وجه أخر لخيبة الامل, قد اعلنته الحكومة السورية اثر احداث القامشلي والاشتباكات بين الاكراد والعرب محولة بذلك ازمتها الداخلية والخارجية الى نشاطات اجنبية محركة ومستفيدة لاوضاع الشغب المتفاقمة من جراء (ماتش) كروي ماكانت لتحدث لو لبيت حقوق الاكراد القومية واثبات هويتهم الذاتية والثقافية وحرية التعبير عن مطالبهم الاصلاحية والتي لاتقل شأنا عن مطالب عامة الجمهور العربي السوري في الانفتاح السياسي والاقتصادي والتبادل السلمي للسلطة بمعنى اخر المطالبة بديموقراطية حقيقية.
اما خيبة الامل اللبنانية, لم تأتي باحسن حالا من خيبة الامل السورية, فقد جاءت على لسان رئيس الجمهورية اميل لحود لصالح بقاء القوات السورية في لبنان لحفظ الامن وعامل استقرار, وتأتي ردا على الولايات المتحدة واغلب القوى الوطنية السياسية اللبنانية المطالبة بخروج الوجود السوري من لبنان وبعد قمع مظاهرات الطلبة والعونيون في هذا الشأن.
ولا غرابة الا في خيبة الامل الايرانية التي اعتبرت قرار الهيئة الدولية للطاقة الذرية مخيبا للامال الذي ادان ايران لاخفائها اجزاء من مشروع برنامجها النووي مما حدا بايران الى استلال (كرت نظرية المؤامرة) الجاهز والتهديد بمقاطعة الهيئة والعودة الى محاولة تخصيب اليورانيوم ولكن سرعان ماتراجعت وقبلت بالتفتيش واستمعت لصوت العقل.
ومن خيبات الامل العجيبة خيبة امل حركة طالبان من الملاحقة المستعرة ضدها وضد تنظيم القاعدة على الحدود الباكستانية الافغانية في وزير ستان من قبل القوات الباكستانية وكأن حركة طالبان فاقدة للوعي ولاتدرك ماذا جرى من احداث ولماذا تم اسقاطها وما طبيعة الحرب على الارهاب, واعتبرت ذلك في تصريح للملا حكيمي "ان باكستان خدعت طالبان بشكل لن ينساه التاريخ". بينما خاب امل القبائل الباكستانية من عمليات الجيش في وزير ستان المطلة على افغانستان مهددة بالجهاد ضد الجيش. ومأسي الجهاد كثيرة ومنها صراع الاخوة الاعداء الافغاني (جهاد الجهاد) وما اقترفته افون السياسة من جرائم انسانية بحق الشعب الافغاني وعلى حساب تنميته ورخائه والتي لايزال يعاني من تبعاتها. وفي الواقع لم تكن هناك خيبة امل حقيقية الا عندما عبر رجالات الدين الباكستاني عن ادانتهم لما يقوم به الجيش من ملاحقة للقاعدة وطالبان فيما لم يفصح رجال الدين هؤلاء عن ادانتهم لما يحدث من استهداف للشيعة في باكستان او العراق او ماحدث لقطارات مدريد وسفك دماء الابرياء !!.
اما خيبة امل ابن لادن لم يكن لها مثيل فمن بطل قومي ومدافع عن القضية الاسلامية ضد المد الشيوعي الى مطاردة وهروب من جحر الى كهف في واد وسهل وجبل تحت حماية شيوخ القبائل في صورة تفتقر الى البطولة والتضحية وضرب المثل لاتباعه ومريديه في براعة وروعة الاستشهاد. تماما كما فعل اخوه (في العروبة والدين) في عاصمة الرشيد عندما تم انتشاله من جحر لاعنوان له بعد طمسه ولن يذكره التاريخ. خيبة الامل هذه جاءت جراء تعاون الدول العربية والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية التي ساعدت في انتشار العقيدة (اللادنية) في يوم كانت المصالح فيه مشتركة. وانقلب بعدها السحر على الساحر وخرج المارد العجيب من قمقمه. وبدأت الحرب الكونية على الارهاب معالجة الاخطاء والاوضاع ومحاصرة المارد في بقاع عديده من العالم ولملمته واعادته الى زجاجته.
ان الكيفية التي تعبر عنها كل جهة بمجموعة (خيبات الامل) الوارد ذكرها باتت خاضعة الى معايير خاصة وفق مفاهيم وثقافة كل جهة او حكومة او افراد. فالجمع العربي والاسلامي يعبر عن خيبة امله ويتسابق بطرحها دون النظر الى محتواها وفحوى جدواها وعدالة طرحها. سيبقى التغيير مطلبا ملحا للشعوب كافة ومهمة حميدة في اعناق صناع الحياة المجتازين سلم التفوق محققي الحضارة الانسانية, ان يعدوا ويحملوا تباشير الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالحسنى او بالغلظة فالامر سيان مادام ان الهدف الاسمى هو انتشال الوضع العربي والمواطن العربي من حلقة العجز والتخلف الى سلسلة المشاركات في صنع الحياة والحضارة الانسانية ذات القيم المشتركة.
ان القيم الانسانية هي قيم مشتركة بين كافة شعوب الارض وحقوق الانسان نابعة من تلك القيم والحرية تعتبر المظلة التي ترعى وتحفظ كرامة الانسان. وما الدين والعرق واللون والجنس الا جزء من منظومة تلك القيم الانسانية الكبرى المشتركة.
ومن هذا المنطلق, اي نظام حكم يستند الى منظومة تلك القيم المشتركة الانسانية سيسهم في ردم الفجوة والتضييق على كثير من الخلافات والاشكاليات البشرية وسيخفف من حالات الحروب والنزاعات. والديموقراطية نظام ذو قابلية تطبيقية لجميع ساكني الارض بينما المعتقدات الدينية ستظل محل خلاف واختلاف لاينتهي, وعليه اضحى من الواجب المراجعة واعادة النظر في كثير من الاطروحات العربية المستهلكة وتمزيق (كارت) نظرية المؤامرة.



ـــــــــــــــ
* باحث اكاديمي



#حافظ_سيف_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب من المنظور النفسي
- الاعلام وتشكيل الوعي المزيف
- الايدز ليس رعبا.. مرعب مادمنا نجهله
- من ابو غريب الى دار البشائر
- الآم المسيح
- الخطاب المأزوم
- كنت اتسائل.. (!؟)
- مقترحات للحد من ظاهرة حمل السلاح /في الحالة اليمنية
- انظمة العقد القادم والبقاء للاصلح
- ولايات من ورق !!
- الماورائيات
- المطلوب من الاشقاء العرب تجاه العراق
- ارهاب القنابل الموقوتة
- صعوبة العقلية العربية
- قليلا من الكلام في حرية المرأة
- الاعلام وقضية علوني.. (!)


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخضع -ميتا- للتحقيق.. ويوضح السبب
- مدينة طنجة المغربية تستضيف يوم الجاز العالمي
- ?? مباشر: آمال التوصل إلى هدنة في غزة تنتعش بعد نحو سبعة أشه ...
- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ سيف فاضل - مجموعة خيبات امل