أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حافظ سيف فاضل - ارهاب القنابل الموقوتة















المزيد.....

ارهاب القنابل الموقوتة


حافظ سيف فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 645 - 2003 / 11 / 7 - 00:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



شئ جيد ان يدان كل من يفكر ان يدس قنبلة موقوتة كعمل جبان في طائرة ركاب مدنية يسافر ركابها بامان في كل انحاء العالم. من منا لم ينتابه الشعور بالخوف وهاجس السقوط اوالانفجار وهو يسافر ويلامس السحب على مرتفعات عليا من الطائرة, والغريب في الامر وبشكل شخصي كنت كلما اهم بالسفر في العطل او الاجازات السنوية عائدا الى بلدي او الى بلد اخر, تقوم الفضائيات مشكورة بنقل اخبار وقوع الطائرات وحوادثها على شكل متواصل ومنغص وتصور الاشلاء البشرية وبقائيا حطام الطائرات متناثرة على البحار او الصحاري اوالغابات. كان هذا شعور مسافر يرغب بلقاء اهله وصور كهذه تتكرر على مخيلته وهو يرى الارض من علو وهذه تعد احساسات طبيعية وليست "اكروفوبيا" المرض النفسي "خواف المرتفعات". وهنا نتحدث عن الكوارث الطبيعية حين يكون سببها الخلل الالي او الخطأ البشري في الطائرة. ولكن ان يتعدى الامر حادث القضاء والقدر الى الانتقام السياسي ويزين بالديكور الثوري القومجي لتزرع قنبلة موقوتة في امتعة المسافرين الامنيين فذلك يعد من الاعمال النكراء الشنيعة والتي تخلو من اي قيمة انسانية يجب ان تدان ويدان مرتكبيها ويجرجر من ورائها الى تخوم المحاكم الجنائية الدولية مهما بلغ قوة محرضيها من السلطة والنفوذ. اٍن مبلغ التعويضات في جريمة لوكربي والذي بلغ مليارين وسبعمائة مليون دولار اي مايعادل عشرة مليون لكل ضحية مبلغ كبير ومبالغ فيه ولكنه يحوي في طياته الكثير من العبر وسيجعل كل فصيل ارهابي او دولة راعية للارهاب او غيرها من مصنفات موضة العصر "الجهادية", ان تعيد النظر والتفكير في ان تقدم على عمل ارعن كهذا سيتسبب في ملاحقتها قضائيا وملاحقة مرتكبيها حتى ولو بعد حين وفي اي بقعة جغرافية على الارض. ولا اخفي القول انني بدأت افكر من باب "الدعابة" ان افتح باب للاستثمار مادامت الضحية تبلغ عشرة مليون دولار فلدي قريب (كريه المنظر وسمج الطبع) ممكن ان استثمر فيه قيمة تذاكر ذهاب واياب ورحلات جو وعلى الطائرات المستهدفة واركز رحلاته من خلال مطارات البلدان التي لاتعني كثيرا على امن المسافرين وهي معروفة لعلنا نحصد مبلغ معتبر مربح ويعيد لنا خسارة الترحال ولكن مشكلة هذا النوع من الاستثمار يكمن في كم تبلغ قيمة الانسان اليمني او قريبي هذا؟ وهل ستمتلك اليمن الالية القانونية وقوة الضغط السياسي لالزامية الدفع, فاذا كان المواطن الفرنسي قد سويت ضحيته او قاربت اسوة بالضحية الامريكي.. فكم تساوي قيمة المواطن العربي؟ قد نرى ذلك املين قريبا عندما تطالب اسر ضحايا مصريين وليبيين بالتعويض جراء اسقاط اسرائيل طائرة تابعة للخطوط الجوية الليبية في عام 1973والمعروفة بطائرة الاعلامية الراحلة (سلوى حجازي) خاصة وقد اصبحت سابقة وفتح هذا الباب مما ييسر على اسر الضحايا رفع دعوى دولية ضد دولة اسرائيل.                   على اي جهاز لاي نظام عربي ان يدرك عواقب التصرفات الفردية واتخاذ القرارت الارتجالية ففي القضايا والتي تعتبر وطنية ومن الثوابت لابد من ايجاد فيها مساحة للمناورة السياسية وعدم التصلب وضرورة نسج شعرة معاوية للحفاظ على حقوق الشعوب وعدم اقحامها في حروب لاطائل منها سوى حصد الشعارات الممجوجة الملتهبة ومهما كان الحق وقدسيته لابد من حساب قيمة الفاتورة المكلفة في المقابل والتي كما ندرك ان الشعوب من ستدفع كلفتها الباهظة والجديد في هذا الامر انه بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر افاقت القوة العظمى واعادت حساباتها وقيمت حلفائها واصدقائها وصار لها قائمة طلبات هي اقرب لمتطلبات الشعوب المضطهدة وكما صرح العقيد معمر القذافي ان الولايات المتحدة الامريكية هي التي عرجت الى خطه وطريقه الثوري واصبحت تعلن عزمها على محاربة الحكومات الثيوقراطية والعائلية والرجعية وارساء قيم ومبادئ الديموقراطية وحقوق الانسان. وهناك مثل بولندي يقول "افضل ان تأتي متاخرا على ان لاتأتي البتة" وسواء كان المتأخر قائد ثورة الفاتح او كانت الولايات المتحدة, في المحصلة الاخيرة هناك نتيجة ايجابية في عودة الوئام والتنمية الاجتماعية والانفتاح على المجتمع الدولي لكل الاطراف.                                                                                                  ان ام البلاء هو تفريخ مجتمع منغلق يسير وفق سياسة احادية يعمل الاعلام الحكومي على استنساخه وتشكله جماعات الضغط السياسي من خلال تداخلها في ثناياه. لم يكن المجتمع العربي واليمني خصوصا ليتظاهر او يتجمهر من اجل حقوقه السياسية او الاجتماعية او لتحسين ظروفه التعليمية والصحية او من اجل غلاء المعيشة وارتفاع قيمة الخبز ولكن نجده دوما يتظاهر لدعم "طاغوت" متجبر كان ائيل للسقوط او لسفك دم في كشمير او لعربدة اخوان الجهاد الافغاني او لزئرات شيشانية. اصبح المجتمع مهووسا لمنظر الدم الاحمر ويستثيره كما يثار الثور الهائج في حلبة الصراع الاسباني حال هز الخرقة الحمراء الوهمية. لقد فقد المجتمع المقدرة على التمييز بين الاولويات والمتطلبات الملحة في بناء كيانه ووضعه ومكانته بين الشعوب والامم. هناك حاجة ماسة الى اعادة دراسة الاوضاع عامة وبناء مجتمع مثقف واعي وعلى اسس علمية تتبناها السلطة السياسية ومؤسسات المجتمع المدني, فالحكومة وحقائبها هي فقط "للتكنوقراط"      
وليست للمحسوبين على من يمتلك ورقة الضغط السياسي او القبلي او الديني.                             قد يقال ان هذا الحديث من باب التنظير, وعلينا تقديم الاليات والحلول بدل اللطم على الخدود.. فاذا صح ذلك واعتباره من مهام كل من يكتب في جريدة او صحيفة بنية الاشارة لموطن الخلل.                     
فماهي مهام رجل الحكومة اٍذن؟! ان ما نعلنه ونكتبه هو صرخة عليها ان تكون المؤشر والمقياس لصاحب القرار ورجال المهام الصعبة في السلطة لايجاد السبل بقدر ما يمتلكونه من الامكانيات ومايخوله لهم القانون ووضع الخطط الاستراتيجية بعيدة النظر في خلق مجتمع مشاع فيه قيمة التسامح وفتح افق الوعي والثقافة بلاحدود والغاء الخطوط الحمر وتشييد التنمية في شتى المجالات وبدون ديموقراطية حقيقية لا اساس لتلك القيم ولا معنى للاصلاحات.                                                                                            



#حافظ_سيف_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعوبة العقلية العربية
- قليلا من الكلام في حرية المرأة
- الاعلام وقضية علوني.. (!)


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حافظ سيف فاضل - ارهاب القنابل الموقوتة