|
أيران الملالي وطموح الدولة الأقليمية العظمى ...!
حبيب محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2909 - 2010 / 2 / 6 - 15:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أحتلال العراق ، الذي ترتب عليه كتحصيل حاصل ، خروجه من الواجهة والمواجهة . من معادلة التوازن المعقدة . كقوة عربية أقليمية فاعلة في المنطقة . وخضوع معظم الأنظمة العربية ، للأرادة والهيمنة الأمريكية . والتي بدورها عمقت من ضعف هذه الأنظمة . ويظهر ذلك جليا ، في البون الشاسع بين هذه الأنظمة وشعوبها . زد على ذلك ، الممارسات والسياسات الأسرائلية المتغطرسة . للشعوب ولهيبة تلك الأنظمة . وأنشغال باكستان بالكامل في حربها الداخلية ، والتي لأمريكا وأيران اليد الطولى فيها . والغياب التركي عن المشهد ، والأنشغال شبه الكامل بالشأن الداخلي ، وبموضوعة الأنضمام الى الاتحاد الأوربي التي بشر بها أتاتورك المؤسس للدولة التركية الحديثة . هذه العوامل مجتمعة ، تركت فراغا كبير في المنطقة . أتاح ويتيح لأيران الملالي ، أن تسعى جاهدة لأملاءه . فأيران الملالي ، تعمل وتدفع بأتجاه فرض هيمنتها . كقوة قومية أقليمية عظمى . وتخطو بخطى حثيثة لأنتزاع الأعتراف الدولي بها . والتعاطي معها على هذا الأساس . ولتجسيد هذا الهدف الأستراتيجي كواقع قائم . عمدت أيران الملالي على اللعب ، بكل البيادق المتاحة لها ، على رقعة الشطرنج الشرق أوسطية وحتى منها الخارج تلك الرقعة . بدءًا ببيادق التنظيمات والحركات الأسلامية الموالية والذيلية . سواء تلك التي بذرت بذورها ، في أنحاء متفرقة من الأقليم ، ورفدتها وماتزال ترفدها أيران . ماديا ومعنويا وعسكريا . أو تلك التنظيمات والحركات التي كانت مزروعة أصلا . وتم لاحقا أستمالتها أيرانيا ، بواسطة ضخ الأموال والدعم ألامتناهي والمغري لها . كل ذلك بهدف زرع قواعد وركائز سياسية وعسكرية لها في المنطقة.. وهذا ما نجحت في زرعه أيران ، خصوصا في المناطق الساخنة والفاعلة منها في الأقليم . لتشكل في النهاية ، هذه القوى والأحزاب التابعة مجتمعة . جبهة أمامية لنفوذها ، ورأس حربة لمخططاتها وأجنداتها . وللعب بها كأوراق ضاغطة لفرض تسيدها . ومرورا بالملف النووي والقدرات الصاروخية متوسطة وبعيدة المدى . والضاغطة بنفس المنحى ، على أمريكا وحلفائها . وقد وجدت أيران من مصلحتها ، طرح هذا الملف للمناورة والمساومة ، على طاولة الأبتزاز السياسي الدولي . مقابل ثمن الأعتراف الأمريكي والغربي بها . كقوة أقليمية عظمى ، يرتكن أليها في أعادة تقسيم الكعكة الأقليمية .
أن مساعي أيران المحمومة ، لتبوء هذا الموقع وأستمرارها فيه . لن يكتب له النجاح . حتى وأن رضخت أمريكا وحلفائها ، في الدخول بمساومة عليه . لحزمة من الأسباب والعوامل . أبرزها وأهمها العامل الداخلي :
إذ أن نظام الملالي ، نظاما فاقدا للمصداقية . سواء مع نفسه أو مع شعبه . نظام عجز عن تحقيق مكاسب وأنجازات داخلية ، تأمن حياة حرة و كريمة لشعبه . فهو نظام هش غير متماسك ومتوازن . ولا يمتلك شرعية أو قاعدة جماهيرية عريضة ، كما كان في أيامه الأولى ، التي تشدق فيها بشعارات المظلومية والنقاء الديني والمذهبي وحتى الثوري .
فالمواطن الأيراني ، يعيش اليوم في حالة أغتراب سياسي حاد . فهو يرفض هذا النظام ، ولايشعر بأي أنتماء سياسي أو عقائدي له . خصوصا بعد أن لمس هذا المواطن ، من غلو وتطرف هذا النظام ، في تبديد خيراته وموارده وأمواله . وفي مشاريع توسعية ، زادت من شقائه وبؤسه . ومست هويته وأنتمائه . ولمس نفس المواطن وطوال تلك الأعوام الثقيلة والمنصرمة من عمر النظام . كيف أن أدلجت الدين والمذهب ، قد تحول الى كابوس رهيب ، من الطغيان والأستبداد الذي يهدد حياته ويخاطر بمستقبله . لذلك كله نستشعر بالغليان الذي يفعل فعله بهذا المواطن ، ويقوده الى حراك ، نجد أوضح صوره ، في تجليات الشارع الأيراني المتنامية والواعدة والتي لن تتوقف حتى أزاحت العمائم البرغماتية الأصولية ، نهائيا ودون عودة الى المشهد السياسي الداخلي والأقليمي .
#حبيب_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعر / حبة أسبرين ...!
-
التحرير والأعمار والديمقرطية ، ومفردات الحصة التموينية الأجر
...
-
شعر / مطعون قبل الطعن...!
-
وزارة الهجرة و المهجرين : أقطاعية وطنية المظهر ، طائفية فاسد
...
-
أحلام عاشق...!
-
تيه...!
-
جورج غالوي : شوكة مضافة الى حزمة الأشواك الكثر في رمق ثقافة
...
-
آتٍ إليكِ...!
-
هل أحتلال العراق هو الحلقة الأخيرة من مسلسل الأنحطاط...؟؟
-
مكفول لكِ أن تبكي
-
قصيدة غرائزية : في زمن صحراوي قاحل...!
-
أحوازنا البابلية سجينة في رحم الآحزان...!
-
فساد متجذر وأصلاح متعذر في ظل تفرد عائلتي البرزاني والطالبان
...
-
الشيعة : وسياسة تفريس المذهب ...!
-
أوقفوا أعدام الوطن...!
-
عربستان : الأقليم العربي العراقي الجذور والهوى . وحق تقرير ا
...
-
عرس الفرات المؤجل...!
-
تعاطي حكومة بغداد مع ملف ( معسكر أشرف ) ينم عن تفريط صارخ لم
...
-
تسكن طفولتي...!
-
حزورة باليرة : من هو شارون بشتاشان ؟ وأين منه المحكمة الجنائ
...
المزيد.....
-
السعودية.. القبض على مصريين لـ-نشرهما حملات حج وهمية بغرض ال
...
-
أمريكا: لا يوجد مؤشر على عملية إسرائيلية -واسعة النطاق- في ر
...
-
شهداء في قصف مكثف على رفح وشمال القطاع
-
محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي
...
-
حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
-
-حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو
...
-
أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
-
روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول
...
-
10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة
...
-
إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|