أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبد القادر الحوت - خبث الرأسمالية الطائفية














المزيد.....

خبث الرأسمالية الطائفية


عبد القادر الحوت

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 03:04
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تشكلت حكومة الوحدة الوطنية في لبنان بعد عدة سنوات من الصراع الطائفي و السياسي. تقاتلوا في بيروت و الجبل. شتموا بعضهم البعض على شاشات التلفزيون. حرّضوا الناس على بعضها طائفيًا حتى جعلوها تتقاتل. سقط مئات القتلى. تم إهدار ملايين الدولارات على الصراع و شراء الأسلحة و المحكمة الدولية و غيرها من وسائل الترفيه الطائفية لدى الحكام.

ثم أتت الإنتخابات النيابية و تم صرف ما يقارب المليار دولار في شراء الأصوات و الحملات الإعلانية و التحريضية.
تم أيضا إستقدام أكثر من مئة ألف مغترب لبناني كانوا هاجروا بلدهم في وقت الشدّة، ليعودوا و يقلبوا نتيجة الإنتخابات ثم يرحلوا من لبنان و يتركون المقيمين يتحملون نتيجة التصويت وحدهم.

بعدها بأشهر، بعد أن إتفقت سوريا و السعودية على الحصص، تم تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة مواطن سعودي يعاني صعوبة في تهجئة الحروف العربية.
الآن، بعدما أن توصل الأفرقاء اللبنانيين إلى توقيع هدنة فيما بينهم، كما هدنة الطائف، حان الوقت إلى تقاسم قالب الحلوى اللبناني.
فبدأت المحاصصات الطائفية بين الأحزاب، و بدأت المشاورات لتقسيم عائدات الضرائب بين الزعماء.

من جملة ما يتم إقتراحه هو رفع الضريبة على القيمة المضافة (TVA) من 10% إلى 15%، مما سيؤدي إلى زيادة نسبة الفقر من حوالي 30% إلى ما يقارب الـ50%!
طبعا الإقتراح ما زال فكرة تراود وزيرة المال و معها الحزب الرأسمالي المُسمّى "تيار المستقبل"، و لكن العمل جار على ترويض الشعب لقبول الفكرة.
أو، إذا ما تعذر ترويضه، فعلى إلهائه بشيء آخر ليتسنّى لحكومة الوحدة الوطنية أن تمرر الزيادة سرًا.

يتآمر جميع أركان الحكومة في إفقار الشعب. فمنهم من يستفيقون فجأة بعد عشرين عام على ضرورةة تطبيق كل بنود إتفاق الطائف، فيشغلون المواطنين بموضوع الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية الذي، حسب إعترافهم هم أنفسهم، لن تحقق شيء إلا بعد عشرين عام... على الأقل!

منهم أيضا من يتفاجأ بأن عدد الشباب ما دون الـ21 و فوق الـ18، يستطيع أن يقلب المعادلة الإنتخابية. فيعمل على تعطيل مشروع تعديل الدستور للسماح للشباب بالتصويت، فيلتهي الناس بالموضع فيما يقومون بالخفاء بتمرير موازنة جديدة تزيد الضرائب على الفقراء و الطبقة المتوسطة.

آخرون يتذكرون، بعد سقوط الطائرة الأثيوبية، أن هناك مغتربين يسافرون من و إلى لبنان خارج الموسم الإنتخابي في الصيف.
فهناك مغتربين يسافرون في الشتاء أيضًا. فيعمدون إما إلى تعليق كل التعديلات الدستورية في موضوع إعطاء الجنسية للمغتربين... إما إلى تجاهلهم نظرًا إلى أن معظمهم غير مستعد أن يعود في الربيع للإنتخاب في إنتخابات بلدية لا أثر سياسي لها.

تتآمر الأحزاب الطائفية الحاكمة، و جميعها أحزاب يمينة (رأسمالية أو دينية)، للقضاء على الشعب اللبناني و عيشه الكريم و حريته في وطنه.
فتعمد إلى إفقاره و تهجيره إلى الخارج و لا تأبه بما يحل بالمغترب، إلا إذا كان مغتربا غنيًا يستعمر البلاد الفقيرة في أفريقيا و يسرق ذهبها و ألماسها. فهذا المستعمر اللبناني، العنصري أيضًا، يستحق وحده الحداد الرسمي أو بكاء المسؤولين أو فتاوى الشهادة و دخول الجنة المؤكد.

أما اللبناني الفقير.. ذاك الذي كان يسكن في حيّ السلم و قُتل برصاصات الغدر الطائفية. فلا حداد رسمي له و لا بكاء و هو حتمًا بنظرهم ليس شهيد. بل هو مشاغب و مخرّب، عميل للسفارة الأمريكية و لا يستحق حتى تذكره، فما بالك بدمعة من المسؤولين؟!

لبنان هو نموذج ما تستطيع تحقيقه الرأسمالية بالإشتراك مع الطائفية و كهنة الأديان. إنه نموذج لطغيان المال على الإنسان، لسلطة القمع على الفكر، للعنصرية و التمييز على الحرية و العدالة.
و هو ما يستوجب، من دون تردد، ثورة من الشعب ضد النظام، ضد جميع حكامه و أحزابه.



#عبد_القادر_الحوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعمة الإنقلابات العسكرية
- هل بنادق العسكريين مختلفة في الضاحية؟
- لول يا رجال الدين... لول!
- إنتحار شيوعي (قصة قصيرة)
- صدق المنجمون و إن كذبوا
- أختاه...
- لا لإختيارية الزواج المدني
- دروس كوريا الشمالية
- وهم إلغاء الطائفية السياسية
- الحركات الإسلامية، نقاط الخلاف الأساسية
- إلى اليسار اللبناني... إقتراحات


المزيد.....




- البيان الختام للمؤتمر 22 للاتحاد الجهوي لنقابات فاس
- التجديد متاح هنا.. تجديد منحة البطالة 2024 في الجزائر والشرو ...
- استعلم هنا الآن.. كيفية الاستعلام عن وضعية منحة البطالة 2024 ...
- تغطية القناة الأولى لفعاليات مؤتمر الاتحاد الجهوي لنقابات فا ...
- WFTU solidarity statement with the National Strike in Greece ...
- نقابة الصحفيين: 105جرائم وانتهاكات في آذار بينها 6 شهداء و9 ...
- Greece: April 17 Greece National Strike
- EUROF: WITH STRIKING GREEK WORKERS ORGANISED BY PAME
- ” الحكومة عاملة مفاجأة للمتقاعدين????” العراق تعلن عن رواتب ...
- رابط التسجيل في منحة البطالة بالجزائر 2024.. طريقة التقديم ف ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عبد القادر الحوت - خبث الرأسمالية الطائفية