أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد القادر الحوت - صدق المنجمون و إن كذبوا














المزيد.....

صدق المنجمون و إن كذبوا


عبد القادر الحوت

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 07:44
المحور: حقوق الانسان
    


ماذا نسمّي شعوبًا ما زالت تؤمن بقصص الجن و العفاريت و تصدّق أن هناك سحرة في هذا العالم؟
ماذا نصف شعوبًَا أغرتها أموال الرجعية و دعاياتها، و إحتضنت في كنفها مصدقة مشعوذي الطلاسم السحرية و قرّاء المستقبل في فنجان القهوة؟

أن نستمع و نشاهد، على سبيل التسلية و الترفية، بعضًا من العرّافة أو محترفي الإطلالات التلفزيونية و مطلقي التنبؤات المستقبلية، ليس إطلاقا أمرًا خاطئًا أو جرمًا أو دليل تخلف و رجعية.
و لكن أن نؤمن بما يقوله هؤلاء المشعوذين على أنه حقائق مبينة أو أنباء ستتحقق، هو التخلف و الرجعية بنفسها.

و اللوم هنا لا يقع على هؤلاء المبصّرين، بل أساسًا على هذا الشعب الذي يخلق بيئة مناسبة لهم.
أليس من يؤمن بالجن و بقدراتهم الخارقة و ينشر قصص و أحيانًا صور عنهم، هو نفسه من يفتح الطريق أمام ظهور دجّالين يدّعون قدرتهم على التواصل مع هذه الكائنات الخيالية؟
أليس من يبشّر بقصص نهاية العالم و ظهور المنتظرين و عودة الغائبين و ظهور مخلوقات خرافية (يأجوج و مأجوج) و إنتصار أمم و هزيمة أخرى... هو نفسه من يخلق التبرير الإجتماعي و الديني لظهور ناس يستغلون غيبة الناس العقلية كي يسلوبهم أموال رزقهم؟

منذ أكثر من سنة، إعتقلت شرطة محاكم التفتيش السعودية، مواطنًا لبنانيًا يُدعى علي سباط، من عائلة فقيرة من البقاع، و إتهمته بالسحر و الشعوذة، و حكمت عليه مؤخرًا بالإعدام عبر قطع الرأس.
تهمته الوحيدة هي الظهور على قناة شهرزاد (التي أغلقت) في برنامج لإدلاء تنبؤات و نصائح للمتصلين.
قناة شهرزاد، قناة فضائية كانت تبث من لبنان، و ظهر علي عليها إنطلاقًا من مكاتبها في بيروت.
أي إختصارًا، و إذا إعتبرنا ما قام به جرم (و هو ليس كذلك في القوانين اللبنانية)، فإن الجرم حصل خارج الأراضي السعودية من قبل مواطن غير سعودي...
أي أن أجنبي قام بفعل مشروع في بلد أجنبي، يُعاقب اليوم بالإعدام في السعودية!

هل أصبحت قوانين السعودية تنطبق في كل زمان و مكان؟
و منذ متى تُعاقب السعودية الأجانب الذين يقومون بأمور مخالفة لقوانين السعودية، في دولة أجنبية؟

و أين هي الحكومة اللبنانية لتدافع عن المعتقل اللبناني، الذي سيُعدم ظُلمًا في بلد أجنبي؟ هل أصبحت حياة اللبنانيين رخيصة كي لا تهتم بها الحكومة أو كي ننتظر منّة من رئيسها؟
و أين هي أحزاب "المعارضة" الطائفية التي كادت أن تحرق البلد بحجة الدفاع عن أبناءه؟
أين هو ميشيل عون الذي كان يدافع بشراسة عن عودة عملاء لحد عام 2005، كي يدافع عن هذا المعتقل البريء و المظلوم؟
أين هو سمير جعجع و أمين الجميل و وليد جنبلاط و باقي قادة ما كان يُعرف بـ14 آذار، ليدافعوا عن المواطنين اللبنانيين و سيادة لبنان الذي يبدأ بسيادة قوانينه على أرضه و ليس قوانين السعودية؟
أين هو ذاك الذي كان يصيح "لبنان أولاً"، سعد الحريري، كي يتحرك، لا بصفته الشخصية كمواطن سعودي، و لكن بصفته رئيس حكومة لبنان؟
أين هو السيد حسن نصرالله الذي يردد دومًا أن هدفه حماية لبنان و شعبه، كي يدافع عن أحد أبناء هذا الشعب، أحد "أشرف الناس" الذين يقبعون ظلما في زنزانة رجعية في السعودية؟
أين هو الأمين العام لأقدم حزب لبناني، الحزب الشيوعي، لكي يدافع عن أحد الفقراء الكادحين، الذين ظلمهم هذا النظام الطائفي و رأسماليته الغازية؟
أين هو رئيس الجمهورية، حامي الوطن، كي يحمي أحد أطفال الوطن من ظلم الغباء و التخلف؟
أين هم؟




#عبد_القادر_الحوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أختاه...
- لا لإختيارية الزواج المدني
- دروس كوريا الشمالية
- وهم إلغاء الطائفية السياسية
- الحركات الإسلامية، نقاط الخلاف الأساسية
- إلى اليسار اللبناني... إقتراحات


المزيد.....




- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد القادر الحوت - صدق المنجمون و إن كذبوا