أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - تلازم الإصلاحين السياسي والاقتصادي














المزيد.....

تلازم الإصلاحين السياسي والاقتصادي


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 30 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من العرض السابق الذي بسطناه في مقال يوم أمس، والمتعلق ببدائل رفع أسعار السلع، نستنتج أن الإصلاح السياسي في أي دولة من دول العالم، كائنا ما يكون نظامها السياسي، لا يمكن ان يتحقق بمعزل عن الإصلاح الاقتصادي القائم على التنمية الحقيقية المستدامة التي يشعر بثمارها، على نحو ملموس، كل فئات وطبقات المجتمع ولو بحد أدنى من تلك الثمار، وبخاصة فيما يتعلق بالطبقات الوسطى والدنيا.
وكل إصلاحات سياسية تتم بمعزل عن الإصلاحات الاقتصادية تعد فاشلة وعديمة الجدوى بكل المقاييس، فلا إصلاح سياسي في ظل خراب اقتصادي والخراب الاقتصادي يفضي حتما الى الخراب السياسي والعكس بالعكس، بل لطالما جاء الخراب الأول إفرازاً ونتيجة للخراب الثاني.
وبقدر ما تخطو الدولة خطوة حقيقية ملموسة ودائمة باتجاه الإصلاح السياسي فإنها تُهيئ الجو عمليا وموضوعيا لتحقيق الإصلاح الاقتصادي والعكس صحيح، إن غياب كلا الإصلاحيين هو الذي يؤدي الى الاختلالات الحادة والانفجارات الاجتماعية ويقوض الأمن والسلم الأهليين الوطنيين، ويهيئ التربة لتفقيس وانتشار الأوبئة الطائفية والمذهبية والعرقية وخلافها حيث تكون هذه الأوبئة الغطاءات التي يتدثر بها المستفيدون من التوزيع غير العادل للثروة لمنع الاصطفافات الطبقية الحقيقية، فهل سمعتم بحرب أهلية أو نزاع أهلي قائم في الظاهر على أسس طائفية أو قبلية أو مذهبية يعيش شعبه بمختلف فئاته في بحبوبة من العيش ولو بشكل متفاوت بين فئاته؟
بعبارة أخرى فإن الصراعات الدينية والنزاعات الطائفية من النادر جدا ان تظهر أو تتفجر في مجتمعات الدول التي تأخذ بالإصلاحين معاً: السياسي والاقتصادي، وبخاصة تلك التي قطعت شوطاً في تجاربها الديمقراطية كالدول الغربية.
ولئن كانت الدول الخليجية تفتقر إلى مشاريع اقتصادية علمية مخططة، فضلاً عن تغييبها المشاريع الإصلاحية السياسية فإن ما يخفف من وطأة ذلك التغييب ويرجئ حدوث الانفجارات الاجتماعية فيها، هو أن الله سبحانه وتعالى أفاء عليها بثروات نفطية هائلة لم يعدم الاستفادة منها بدرجة أو بأخرى حتى معظم فئات شعوبها، ومازالت هذه الفئات تنعم بما تبقى من تلك الثروات الهائلة حتى في ظل ما لحق بها من تآكل بفعل الأزمة المالية العالمية، وحتى في ظل ما لحق بها من نضوب بفعل فساد ذوي النفوذ والمتنفذين، ممن يتحكمون في تلك الثروات.
وهنا بالضبط مربط الفرس في تفسير بطء الوعي السياسي لدى غالبية المجتمعات الخليجية، ولكن ما أن تتبدد تلك الثروات وتعجز حكومات دول الخليج عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه للمحافظة على رغيف الفئات الأكثر تضررا من الأزمة المالية والفساد والتوزيع غير العادل للثروات فإنها غير محالة لن تكون بمأمن من تعرضها للهزات والانفجارات الاجتماعية.
وبالرغم من كل ما يطرح اليوم من انتقادات علنية وتبرمات متفاوتة من بطء العملية الإصلاحية السياسية في بلادنا أو تراجعات في هذا الجانب أو ذلك الجانب من جوانبها فإن لا أحد يستطيع أن يماري في وجود مستويات معينة على الأقل للإصلاح السياسي. أما حين يجري الحديث أو النقاش والتقييم فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي فلا تعجب إذا ما وجدت الكثيرين من يماري في وجوده، بل لا تتعجب إذا ما سمعت الكثيرين من معظم فئات وشرائح قاع الهرم الاجتماعي يترحمون على الحالة المعيشية والاقتصادية التي كانوا عليها قبل نحو عشر سنوات ونيف خلت.
ما معنى ذلك كله؟ معنى ذلك بكل بساطة انه اذا كان كثيرون يشكون على صفحات الصحف وفي الندوات والمحاضرات وفي المسيرات العلنية المشروعة من بطء المسار السياسي للمشروع الإصلاحي أو تراجعه في هذا الجانب أو ذاك فإن من يشكون من بطء المسار الاقتصادي هم أكثر، ومعنى ذلك أيضا أن المسار السياسي، حتى مع التسليم ببطئه وتراجعه، فإنه متقدم كثيرا على المسار الاقتصادي.
لذا ينبغي الاعتراف تأسيسا على ما تقدم بالحاجة الماسة العاجلة إلى تحقيق انجازات ملموسة لدى كل فئات المجتمع لا بعضها في الإصلاحات الاقتصادية المعلنة.
ان الناس لا تعنيها لغة وفلسفة الاقتصاد وقوانينه سواء لتبرير المفاعيل السلبية للأزمة المالية العالمية أم لزيادة الطلب على العرض أم لانخفاص وزيادة سعر برميل النفط، أم لانخفاض أو ارتفاع الدولار أم للتضخم. الناس العادية لا تفهم الاقتصاد الجيد إلا الاقتصاد الذي لا ينتزع لقمة العيش من أفواههم، وان الاقتصاد الجيد هو الذي لا يطلق الحرية لأرباب العمل لقطع أرزاقها أو لرفع أسعار المواد الضرورية كما يشاءون تارة بمبررات وجيهة وتارات عديدة بمبررات مختلفة لركوب موجة الأزمة العالمية، والاقتصاد الجيد لدى الناس هو الذي يحقق مطالبهم المشروعة في رفع الأجور ولو بأدنى الممكن كلما ارتفعت الأسعار والتهمت بأنيابها قروشهم الشحيحة.
من هنا يمكن فهم القلق الذي استبد بالناس حينما ترددت أنباء بوجود مجرد "دراسة" لرفع أسعار البنزين، وكان أسوأ ما في توقيت تسريب خبر تلك "الدراسة" انه جاء بعد أيام قليلة والبلاد تعيش أجواء أفراح العيد الوطني وعشية العام الجديد وحيث كانت تنتظر المزيد من مكرمات جلالة الملك.
وبعد، فهل نقبل على مراجعة عاجلة تقويمية موضوعية لحصاد المسار الاقتصادي للمشروع الإصلاحي جنباً الى جنب مع مراجعة تقويمية للمسار السياسي؟



#رضي_السماك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الإنسان العربي والإفلات من العقاب
- كيف أصبحت سويسرا في مواجهة الإسلام؟ (1 3)
- لكن الجوع صناعة رأسمالية
- الجمهوريات العربية وإشكالية التوريث
- تقرير جولدستون.. هل يتم إجهاضه مجددا؟
- أوباما و-نوبل-.. وآفاق التغيير
- تقرير جولدستون.. وفساد -السلطة-
- دروس هزيمة فاروق حسني
- تضحيات السوفييت في حرب أكتوبر
- كوارث العالم.. وإنفلونزا الخنازير سياسيا
- الصين بعد 60 عاما من الاشتراكية
- بازار تسليع المرأة سياسيا
- العمامة والسياسة
- المقرحي والغرب.. وحقوق الإنسان
- المثقف والسلطة.. سولجنستين نموذجا
- انقلاب جنبلاط على -14 آذار-
- شهادات في هزيمة يونيو 67 (1)
- هل نودع عصر الكاريكاتير والكتابة الساخرة؟
- ثورة يوليو بين النكسة والثورة المضادة
- بين زنوج البصرة.. وزنوج أمريكا


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - تلازم الإصلاحين السياسي والاقتصادي