أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضي السماك - كيف أصبحت سويسرا في مواجهة الإسلام؟ (1 3)














المزيد.....

كيف أصبحت سويسرا في مواجهة الإسلام؟ (1 3)


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 21:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على امتداد نحو قرن ونيف منذ الهجرات الأولية للعرب والمسلمين إلى أوروبا وأمريكا لم يشكل وجودهم في البلدان الغربية أزمة في التعايش والاندماج في مجتمعاتها وكفالة حرية ممارسة معتقداتهم الدينية كما شكله تدريجيا خلال الثلاثة العقود الماضية، ويمكن القول ان العرب والمسلمين المهاجرين المقيمين في الغرب حتى بالرغم من تدني نسبتهم السكانية مقارنة بالنسبة التي أضحوا عليها اليوم كانوا يعيشون في وئام تام مع المجتمعات الأوروبية والغربية التي كانت تستضيفهم حتى أوائل ثمانينيات القرن الماضي.
ومنذاك الوقت وعلى امتداد الـ30 عاما اللاحقة أخذت العلاقات بين الطرفين تختلف تدريجيا شيئا فشيئا حتى بلغت أوج تأزمها خلال سنوات العقد الحالي من الألفية الجديدة، وتحديدا منذ ما بات يُعرف بـ "أحداث سبتمبر 2001" التي شهدت ضرب برجي التجارة في نيويورك ومبنى البنتاجون في واشنطون، والتي انطلقت على اثرها الحملة الأمريكية المسعورة الحاقدة التي شنها صقور اليمين الجمهوري الحاكم المتطرف على الإسلام والمسلمين تحت غطاء الحرب على الإرهاب، وأصبح كل مسلم بوجه عام وعربي بوجه خاص مدانا بالجينات لوصمه بالإرهاب حتى يثبت براءته في عُرف الأوساط والقوى اليمينية الأمريكية المتطرفة وفي عرف سائر الأوساط والقوى الغربية والأوروبية اليمينية العنصرية بوجه عام، ووظفت تلك القوى والدوائر كل ما تملكه من ترسانة وسائل إعلام مختلفة لنفث سمومها الحاقدة ضد العرب والإسلام والمسلمين بغية تشويه صورة هؤلاء في عيون الشعوب الأوروبية والغربية عامة.
وكان لممارسات ومسلكيات الأجيال الجديدة من المهاجرين العرب والمسلمين التي تتسم بمظاهر الغلو والتشدد الدينيين في المجتمعات الأوروبية الغربية التي تستضيفهم وعدم تقيدهم واحترامهم لقوانينها دور كبير في مساعدة تلك الحملات اليمينية العنصرية لتبرير هجماتها المسعورة على الإسلام والعرب والمسلمين، وكان أخطرها ما ارتكبته الجماعات الإسلامية المتطرفة من عمليات إرهابية طاولت آلافا من الأبرياء الأوروبيين والأمريكيين، لا أعتقد أننا بحاجة في هذه العجالة إلى التذكير بها وبتواريخها.
ومما لا يخلو من مغزى ودلالة أن الأجيال العربية والإسلامية الجديدة المهاجرة إلى أوروبا التي يتسم سلوك معظم أبنائها بالتزمت والغلو الدينيين بدأت تتوافد الى أوروبا بالضبط بالتزامن مع بدايات صعود المد الإسلامي أوائل الثمانينيات في المجتمعات العربية الإسلامية وانحسار المشاريع الوطنية والقومية، وعلى العكس من ذلك لم تشهد علاقات أجيال المهاجرين العرب والمسلمين المتعاقبة مع المجتمعات الأوروبية والغربية التي احتضنتهم طوال ما يقرب من قرن ونصف القرن منذ أواسط القرن الـ19م حتى الربع الأخير من القرن العشرين.. نقول لم تشهد هذا التأزم والريبة المتبادلة كالتي تشهدها علاقات الأجيال الجديدة من المهاجرين العرب والمسلمين منذ أوائل ثمانينيات القرن الفائت حتى يومنا هذا، والتي بات يدفع ثمنها ليسوا هم وحدهم بل حتى الأجيال المقيمة المهاجرة الأقدم منهم التي عرفت بوسطيتها وتمسكها المستنير المعتدل بثقافتها وتقاليدها الإسلامية وعاداتها الشرقية مما أسهم في نظرة الكثير من الأوروبيين والغربيين الى العرب والمسلمين نظرة ملؤها الإعجاب والمحبة بحضارة العرب والمسلمين وتراثهم وبدينهم الإسلامي الحنيف، هذا الى جانب خلق جو صحي من التسامح والتواد ساعد على استقطاب العديد من فئاتهم في الوقوف مع قضايا العرب والمسلمين المصيرية الراهنة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
صحيح أنه مازالت ثمة أوساط وقوى وفئات غربية تنظر الى الإسلام والمسلمين والعرب نظرة تقدير واحترام، وصحيح أيضاً ان هنالك شرائح تعلن اعتناقها الإسلام حتى على الرغم من الجو الموبوء الذي يخيم على العلاقة ما بين الطرفين لكن لنتخيل وضع العرب والمسلمين ومدى قوة علاقتهم مع المجتمعات الغربية التي تحتضنهم وتستضيفهم لو لم يتشكل ذلك المناخ الموبوء، الذي بينا قبل قليل أسباب تشكله، ولم تكن الدوائر الصهيونية الدولية بطبيعة الحال بعيدة عن ممارسة أدوارها الخلفية في استغلال كل ما من شأنه تأزيم وتسميم العلاقة بين الطرفين.
لقد باتت هذه العلاقة على درجة من التأزم بحيث لا يكاد يمر عام من دون ان تتفجر أزمة يكون سببها إساءة متعمدة أو جاهلة للإسلام والمسلمين، تارة على سبيل المثال بإنتاج فيلم هولندي يتضمن هذه الإساءة، وتارة من خلال الإمعان في تشكيل رسوم مسيئة إلى نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتارة بالهجوم على مقابر المسلمين ومساجدهم، وأطواراً عديدة بابتداع أشكال عديدة ومتنوعة لاستفزاز وجرح المشاعر الدينية للعرب والمسلمين المقيمين في أوروبا وفي سائر أنحاء العالم.
وكما قلنا فإن الكثير من مظاهر الغلو والتطرف الدينيين التي يصر العديد من المهاجرين العرب والمسلمين الجدد وأبنائهم على ممارستها وخرق قوانين الدول والمجتمعات الأوروبية التي تستضيفهم وتفتح أبوابها لهم والتي لا شأن لها بحرية العقيدة تلعب دورا سلبيا هي الأخرى في تغذية مشاعر الكراهية العنصرية الأوروبية تجاه الجاليات العربية والمسلمة، وهي المشاعر التي تؤججها، كما نعلم، القوى اليمينية العنصرية بالتحالف مع اللوبيات والدوائر العنصرية الصهيونية في تلك البلدان.
لقد غدت العلاقة بين الطرفين من التسمم بما يصح بالفعل ان يطلق على حال فزع الغرب والأوروبيين المرَضي من الإسلام والمسلمين بـ "الإسلام فوبيا"، ولعل آخر حدث بالغ الأهمية ومفيد للعرب والمسلمين لاستخلاص دروسه وعبره الثمينة اذا ما قرِئ جيدا يتمثل في التداعيات وردود الفعل العالمية على نتيجة الاستفتاء الشعبي السويسري بمنع المآذن.





#رضي_السماك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكن الجوع صناعة رأسمالية
- الجمهوريات العربية وإشكالية التوريث
- تقرير جولدستون.. هل يتم إجهاضه مجددا؟
- أوباما و-نوبل-.. وآفاق التغيير
- تقرير جولدستون.. وفساد -السلطة-
- دروس هزيمة فاروق حسني
- تضحيات السوفييت في حرب أكتوبر
- كوارث العالم.. وإنفلونزا الخنازير سياسيا
- الصين بعد 60 عاما من الاشتراكية
- بازار تسليع المرأة سياسيا
- العمامة والسياسة
- المقرحي والغرب.. وحقوق الإنسان
- المثقف والسلطة.. سولجنستين نموذجا
- انقلاب جنبلاط على -14 آذار-
- شهادات في هزيمة يونيو 67 (1)
- هل نودع عصر الكاريكاتير والكتابة الساخرة؟
- ثورة يوليو بين النكسة والثورة المضادة
- بين زنوج البصرة.. وزنوج أمريكا
- إيران.. وحلم التغيير المجهض
- الإلحاد بين الماركسية والداروينية


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضي السماك - كيف أصبحت سويسرا في مواجهة الإسلام؟ (1 3)