أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آلان كيكاني - ضريبة الزقوم














المزيد.....

ضريبة الزقوم


آلان كيكاني

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 02:17
المحور: الادب والفن
    



بعدَ عملياتِ جمعٍ وطرحٍ وجدنا , أنا وزوجتي , نحن الموظفان من الفئة الأولى لدى الدوائرِ الرسميةِ في الدولة , أن لدينا من راتبينا فائضاً , من بضعِ لويرات , يكفينا للترفيهِ عن نفسينا قليلاً . حملنا وحيدتنا والتي منّ الله بها علينا بعد زواجنا بعشرِ سنوات صرفنا فيها ما نملكُ بغيةَ الإنجاب ومشينا راجلين باتجاه الحديقة العامة , مررنا في الطريقِ بمطعمِ وابتعنا دجاجةً مشويةً , ثم بخمارةٍ طلبتُ من صاحبها أن يفرغَ لي بعضَ البيرةِ في قنينةِ كولا درءاً للفضيحة , في زاويةٍ هادئةٍ من الحديقةِ فرشنا متاعنا وجلسنا نتبادلُ الحديثَ وقطعَ الدجاجِ اللذيذةِ نمررها بين فكينا بنهمٍ وشهوة , بينما راحت زهرتنا ذات البتلات الثلاث تلعبُ من حولنا مثلَ فراشةٍ تدورُ حولَ مصباحٍ . رشفتُ من البيرةِ وأشعلتُ سيكارةً مالبورو شاهقاً منها نفساً عميقاً وقبلَ أن أنفثَ دخانَها صرختْ صغيرتُنا صرخةً مدويةً جعلتْ كلينا نثبُ مذعورين , أسرعت باتجاهِها فوجدتُها مستلقيةً هامدةً بجانبِ عمودِ إنارةٍ في أسفله طاقةٌ مفتوحةٌ مليئةٌ بأسلاكٍ عاريةٍ تقدحُ ناراً حينَ تحتكُ ببعضِها , أسعفتُها جرياً على قدميّ إلى مستشفىً قريبٍ وتلحقني أمُها مولولةً , التمّتْ عليها المآزرُ البيضاء بارتباكٍ واضحٍ زادنا ذعراً , إلا أن الأطباء وبعد إجراء الفحوصِ طمأنونا بعدَ أن نهبونا نصفَ راتبينا .
عدنا إلى البيت نلهثُ تعباً ورعباً وحزناً , نلعن الرفاهيةَ ونلومُ نفسينا على التفكير بها . أردتُ تلطيفَ الأجواءِ الكئيبة فقلتُ :
للرفاهيةِ ضريبتُها , يا حبيبتي , شاءُ اللهُ وما قدرَ فعلَ , والحمدُ للهِ البنتُ بخيرٍ , وهذا هو الأهمُ , أليسَ كذلك ؟
إلا أنها ردتْ بانفعالٍ وقالت :
أكانَ من الضروري أن تشربَ ذلكَ الزقوم ليعاقبنا اللهُ بهذهِ الصورة ؟!!

الروبوت

للوهلةِ الأولى فرحتُ عندما رأيتُ حاويةَ القمامةِ ذاتَ الدواليبِ الثلاثةِ التي يستخدمُها عمالُ البلديةِ تسيرُ باتجاهي في الشارعِ ذاتياً دونَ أن يدفُعها أحدٌ , إذ خالَ لي أن بلديةَ مدينتنا أنتجتْ روبوتات لتنظيفِ الشوارعِ , إلا أنّ ظني خابَ عندما لمحتُ من تحتِ الحاويةِ قدميه الصغيرتين والتي برزت أصابعهما من خلال شقوقٍ وتمزقاتٍ في فردتي الحذاء البلاستيكي , ثم رويداً رويداً بانَ رأسُه كلما اقتربَ . بالكادِ أكملَ العشرةَ . أبطأتُ خطايَ إذْ وقفَ يتفرسُ في شعارٍ مكتوبٍ على حائطِ سورِ مدرسةٍ على الرصيفِ الآخر , سمعته يقول محاولا القراءة :
لااا حيييااااة فييي هاااذاااا البلد . ....
وهمّ بتهجئةِ الشطر الثاني إلا أني تدخلتُ قائلاً :
وصلت الفكرةُ يا ولدي , لا داعي للشطرِ الثاني .



#آلان_كيكاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرديستوفر كوردلومبس يكتشف جزيرة كوردسيكا *
- ريح الشمال
- آه يا مصطفى
- أنا وجدي
- حين ينمو الجسد وتتوقف الشخصية عن النمو
- يوم خجلت كوني طبيباً
- عيشو وجانيت
- حديث شيوخ


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آلان كيكاني - ضريبة الزقوم