أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - راوية رياض الصمادي - للرجل والمرأة خمس حواس لا سيما للمرأة فهي ترى بينما الرجل ما زال يبحث















المزيد.....

للرجل والمرأة خمس حواس لا سيما للمرأة فهي ترى بينما الرجل ما زال يبحث


راوية رياض الصمادي

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 15:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


التنقلات البعيدة، وضع الأستراتيجيات، تحديد الموقع في مكان مجهول، التركيز على هدف واحد وغاية واحدة، التمتع بالقوة والشجاعة والمقاومة والأستخفاف بالخطر حتى حمل الغذاء إلى المنزل، وتسجيل الأنتصارات: هذه هي حصة الرجل في الحياة.

التنقلات القريبة، مراقبة المحيط القريب، ضرورة ملاحظة التغييرات البسيطة في الديكور وفي الهواء وفي الجو، واستباقها، القيام بأشغال عدة في الوقت نفسه، نظراً لتنوع المهام التي ينبغي تنفيذها، تطوير العلاقات الإنسانية الجيدة مع صديقاتها في الكهف نفسه، نظراً بلأختلاط الذي لا مفر منه معهن: هذا هو قدر المرأة.

عاش الرجل والمرأة، طوال ملايين السنين، في المحيط نفسه، لكنهما لم يعيشا الحياة نفسها. ونتج عن ذلك جنس واحد، ونوعان: الأنثى والذكر. وهكذا، حبت الطبيعة حواس الرجل والمرأة قدرات ساعدتهما على ضمان استمرارية جنسهما البشري. وبالنظر إلى الخطر الذي كان الرجل يتعرض له في بداية حياته على هذه الأرض، من المنطقي جداً أن نفترض أن حواسه كانت أفضل حال ممكنة، لتساعده على فهم ما يحيط به والتعامل معه. لكن العكس هو الصحيح في الواقع. لماذا؟ لأنه لم يكن لدى الرجل سوى مهمة وحيدة حتى وإن كانت حاسمة. أما المرأة فكانت، منذ ذاك الوقت، تتحمل مسؤوليات متنوعة وعديدة.

ويترجم هذا الواقع، حالياً، كما يلي: كافة الدراسات التي أجريت نتذ أكثر من عشرين سنة تؤكد تفوق المرأة في ما يتعلق بالإدراك. فهي قادرة على اكتشاف أي تغيير، وإن كان طفيفاً، في محيطها، بواسطة حواسها الخمس. وهذا ما يعرف "بالحدس الأنثوي" ولعل هذا ما يدفع الرجال إلى نعت النساء بالساحرات؛ لأنهم لا يتمتعون هم بالقدرات الإدراكية نفسها. إنها، في جميع الأحوال، حقيقة يجب أن نرضى ونقنع بها.

هناك حقائق قد تدهشك، النساء يتصلن أكثر من الرجال ويمضين وقتاً أطول على الهاتف ... أظهرت نتيجة دراسة أجريت في ألمانيا والمملكة النتحدة، وإيطاليا واسبانيا وفرنسا أن النساء هن اللواتي يستخدمن الهاتف أكثر في العائلات التي طرح عليها السؤال ... في الواقع، لا يستخدم الرجل والمرأة الهاتف للهدف نفسه. فبحسب الباحث جيرار كليس: "اتصال المرأة الهاتفي لا يهدف غالباً إلا للتواصل ما بين الأشخاص، فهو إذن هاتف - كلام. أما اتصال الرجال فله هدف معين، كتنظيم جدول أعماله أو نشاطاته، فهو إذن هاتف - وسيلة".

ما من امرأة لم تواجه هذا الموقف مراراً: تسمعين من الغرفة المجاورة شكوى مستاءة تقطع عليك لذة قراءة مجلتك: "ألا يمكنكِ أن تتركي الأغراض في مكانها؟ لا أجد علبة اللبن. أتتعمدين ذلك؟". أما الشاكي فهو الزوج أو الأخ أو الأب، لكنه رجل بالتأكيد. رجل تود المرأة لو تصفعه بدون تفكير. تضعين المجلة جانباً وتقفين. تتوجهين إليه وتعطينه علبة اللبن وأنت تصرين على أسنانك. وأين كانت العلبة؟ في مكانها، بالطبع. في هذه المرحلة، نحن أمام شخصين في أوج غضبهما، وأحدهما مخطىء بالطبع أليس كذلك؟ لكن هذا لا يمنعه من إطلاق تنهيدة انزعاج طويلة. المشكلة الحقيقية هي أنه أزعجها من دون داع، إنما تبريره الحقيقي هو أنه لم ير علبة اللبن فعلاً، بالرغم من بحثه عنها، لماذا؟ ..... لأن الرجل لا يرى ما تراه المرأة.

أن نظرة الرجل محدودة بينما نظرة المرأة شاملة .... منذ كان الرجل صياداً، طور قداراته البصرية بشكل محدد وبعيد المدى. فأصبح مجال النظر لديه بحيث يرى الطريدة، ولا تغيب عن ناظريه حتى يصيبها ويحملها بعد ذلك إلى أسرته. لهذا، عندما يحاول الرجل أن يحدد محتويات خزانة ما، يتأملها من اليمين إلى اليسار ومن ثم من الأعلى إلى الأصفل، مع تحريك الوجه كله. أما مهمة المرأة، ومنذ القدم، فهي حماية محيطها القريب كله. أي تفصيل صغير يجب أن يستنفرها، لهذا طورت مجال رؤية واسعة وشاملة. وهكذا، تزودت المرأة بقدرة تسمح لها برؤية من زاوية 45 درجة من ناحيتي الوجه، فضلاً عن زاوية 90 درجة أمامها، أي ما يعادل 180 درجة تقريباً في طرفة عين. النتيجة: يمكن للمرأة أن تحدد محتويات الخزانة بنظرة واحدة من دون أن تحرك عينيها أو بالكاد تحركهما!. لهذا إذا كنت امرأة، وإذا لم ير أحد الرجال من محيطك ما هو تحت ناظريه، فتسلحي بالصبر قبل أن تصفيه بالعاجز، وأجيبيه: "هل نظرت في أعلى الخزانة، إلى اليمين؟". بعد أن تعطيه هذه المعلومات المحددة، سيشغل نظره المحدد وسيجد ما يبحث عنه.

أن نظر الرجل مباشر. لكن ماذا عن نظر المرأة؟ .... لهذا الفرق في الإدراك آثاره على كافة نواحي الحياة. فاستناداً إلى شركات التأمين، مثلاُ، المرأة أقل تعرضاً لحوادث السير عند مفترقات الطرق. وهذا أمر طبيعي، لأنها ترى الجوانب بصورة آلية. لكنها، من جهة أخرى، أكثر عرضة للأصطدام عند ركن سيارتها بين سيارتين. طبعاً فلكل منا نقاط ضعف ونقاط قوة ... من ناحية أخرى، يفسر هذا الفرق واقع أن المرأة تضبط زوجها دائماً بالجرم المشهود حين يتأمل قوام امرأة أخرى، إذ يستحيل ألا تلاحظ نظراته الثابتة والمركزة. لا أقول أن المرأة لا يغريها النظر إلى شيء أو إلى أحد إلا أنها تستطيع أن تحقق رغبتها بتكتم شديد، فتفلت من العقاب. هل يذكركم هذا بالخبث؟

الرجل يسخر من التفاصيل ... وينطبق الأمر نفسه على التفاصيل والألوان. فعندما نطلب من رجل أن يصف لنا لباساً ما أو قطعة أثاث أو مشهداً ما نظن أنه يكتفي بالحد الأدنى من التفاصيل عن سوء نية. لكنه، في الواقع، عاجز عن تقديم ما هو أفضل من ذلك. يهزأ دماغ الرجل بالتفاصيل، فيتجاهلها ببساطة وهدوء، ويعيش من دونها عيشة هنيئة. دماغ الرجل يركز على الأمور المهمة، وفق سلم القيم الذي ورثه. أن يكون على الماموص (فيل ضخم منقرض بقعة أو اثنتان، أو أن يكون قرنه متضرراً بعض الشيء، أمر لا يهم الرجل، بل يطرح على نفسه أسئلة عما إذا كان يؤكل، وعن إمكانية صيده، وبأسرع وقت ممكن، كي يعود سريعاً إلى منزله، حيث الدفء؟. إذاً يطلب الرجل من دماغه، أن يقيم سرعة الحيوان ووجهته، ليطلق النار ويصيبه ويحمله كغنيمة إلى منزله.

ماذا عن الألوان؟ تضم العين حوالي 100 مليون خلية مستطيلة، تميز الأبيض والأسود، و10 ملايين خلية مخروطية الشكل تميز الألوان الأخرى. ومن يؤمن الخلايا المخروطية؟ الصبغة X طبعاً. ومن الذي يتمتع بعدد أكبر من هذه الصبغة؟ المرأة طبعاً. ومن الذي يتحدث دائماً عن اللون الأزرق؟ الرجل بالطبع. لكن من يحدد قائلاً: أزرق فاتح، أزرق فيروزي، أزرق سماوي؟ ... نلاحظ أن الرجل، المبرمجة عيناه ليرى عن بعد، يضطر دائماً إلى إعادة ضبط نظره ليستطيع الرؤية عن قرب مما يسبب له تعباً في النظر. وعدم قدرة على تأدية الأعمال الدقيقة باتقان، وتدوم هذه الحالة وقتاً طويلاً نسبياً. أيهمل سريعاً المهمة التي توكل إليه على الكمبيوتر؟ ليس الذنب ذنبه، وهو لا يتعمد القيام بذلك، إنها مسألة نظر وحسب ....

المرأة تتكلم بعينيها أيضاً ... أخيراً، إذا ما لا حظنا أن عيني الرجل أكبر من عيني المرأة، بسبب ما ضيه كصياد، حيث كانت عيناه تشكلان المنظار الذي يسمح له بأن يرى عن بعد وبوضوح، فنلاحظ أيضاً أن بياض عينيه أصغر من بياض عيني المرأة. ويفسر هذا الأمر بحاجة النساء إلى التواصل عن قرب، لا سيما في علاقة الأم بطفلها: بياض العين الواسع يسمح بالتعبير عن مجموعة كبيرة من الأحاسيس والمشاعر وبإرسال إشارات متنوعة وكثيرة. ما هو الدليل؟ بياض العين لدى الحيوانات التي لا تستخدم هذا النوع من التواصل، كالطيور مثلاً، يكاد يكون معدوماً. أحياناً، ولحسن الحظ، يسجل الرجل بعض النقاط. لقد ثبت مثلاً أن الرجل يرى أفضل من المرأة ليلاً عن بعد. وإذا ما ربطنا هذا الأمر بقدرته المكانية، نجد أن بإمكانه أن يقود السيارة بسهولة ليلاً، في حين أن المرأة تعترف، في الظروف نفسها، بعدم قدرتها على تمييز حتى وجهة السير، إن لم تستعن بالأضواء. إذا ما قررتما القيام برحلة طويلة ليلاً، فدعيه يقود!.



#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاماً لمن أحبنى وبكي
- كأي غصنٍ على شجرٍ لجلال برجس بانوراما الحلم
- يجب التعود عليه واحترامه منذ الطفولة .... سوء استغلال الوقت ...
- وكأن الأيام تكتب عني
- الإعلانات الموجهه .. كيف يمكن الإستفادة منها ؟
- الدكتور عدنان الطوباسي والدكتور صالح الحربي يدعون إلى دراسة ...
- مجانبة الصواب في القصة الأخبارية والخروج عن السياق
- هجر
- مجموعة «المعلمة» لصالح القاسم *
- إلى شباب اليوم هل كانت لديكم رؤية للعالم شديدة التباين لدرجة ...
- لماذا الشباب لا يتثقفون عن العقوبات التي قد يقترفونها عقوبة ...


المزيد.....




- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- يوسف بلايلي يُغضب الجزائريين بسبب سوء تصرفه مع حكم (امرأة)
- إعدام سعودي قتل امرأة دهسا بالسيارة
- لماذا خلعت هذه الممرضة حذاءها وقدمته لمريض في مستشفى بأمريكا ...
- شركاء في الصحة فقط.. رجال يتركون شريكاتهم بسبب السرطان 
- عاملات المنازل يتعرضن للاتجار بالبشر في سلطنة عمان
- 3 أطعمة تساعد النساء في سن اليأس على إنقاص الوزن
- إطلاق أول مسابقة لـ-ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - راوية رياض الصمادي - للرجل والمرأة خمس حواس لا سيما للمرأة فهي ترى بينما الرجل ما زال يبحث