أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - رياض مثنى - لقاء مع اشهر سجين سياسي في العراق الجزء الثاني















المزيد.....

لقاء مع اشهر سجين سياسي في العراق الجزء الثاني


رياض مثنى

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 03:38
المحور: مقابلات و حوارات
    



افتخر بماضيي رغم الاسى و الحزن..افتخر به و لست نادما على الطريق الذي سلكته بالرغم من قساوته كوني دافعت
عن حقيقة امنت بها....بهذ الكلمات ابتدأ نشات حديثه :
س: ما سبب اعتقالك او ان صح التعبير اختطافك؟
ج:في اعوام 1978-1980 كنت ممثل الحزب الشيوعي العراقي في مدينتي في بلغراد و كنت بالاضافة الى ذلك نشط في المجال الطلابي..و في هذة الفترة كما يعلم الجميع بدأت اشرس حملة على الشيوعيين و اصدقاءهم و بدات عمليات التصفية الجسدية و الاعتقالات العشوائية و كنا وقتها نتابع عبر نشرات الحزب و ادبياته ضرواة هذة الحملة..لذا لم يهدأ لنا بال و قمنا بحملة لفضح ممارسات النظام عبر كل الوسائل سواءا بالندوات او ايصال البيانات او اللقاءات و بمختلف اللغات و طبعا هذا اغاض النظام ممثلا بسفارته في يوغسلافيا.
س: عمليا كيف تم اختطافك؟
ج: يعرف الجميع ان من واجب اي سفارة هو تسهيل امور رعاياها في اي بلد تتواجد فيه و اقصد بذلك امور البعثات او تجديد الجوازات و الامور الاخرى و لكن ما يميز سفارات النظام البائد هو جعلها وكر للمخابرات و التجسس على العراقيين و هذا ما حصل معنا فبعد ان فضحنا سلوك النظام في التعامل مع معارضيه بدأت السفارة تنشط باتجاه سياسة الترغيب و الترهيب و مارست سياسة الضغط على الطلبة الشيوعيين بشكل وقح و سافر و للاسف يبدو انها حصلت على الضوء الاخضر من الحكومة اليوغسلافية..لهذا كان الحذر عنواننا في كل تحرك المرة الوحيدة التي للاسف لم اكن على حذر هي التي اوقعتني في هذا المأزق اذ ذهبت الى السفارة للاستفسار عن امر يخصنا كطلبة..ما ان دخلت حتى تم وضع الجامعات(الكلبجات) في يدي و ادخالي الى غرفة لحين وصول سيارة ادخلوني بها و طبعا هذا تم بمساعدة رجل المخابرات اليوغسلافي (برانكو) و الذي كانت تربطه علاقة متينة مع رجل المخابرات الاول في السفارة العراقية و يدعى(ابو سحر) و كان هذا الشخص احد افراد حمايات صدام و يقال الان يعيش في سوريا و كل ذلك حصل في حزيران عام 1980 و تم نقلي بشكل مباشر الى زوم الطائرة..يعني الملفت للنظر ان السيارة لم تمر باي نقطة تفتيش و الادهى من ذلك اجراءات السفر تمت بطريقة مريبة لم يشاهدني احد او حتى ينظرون الى جوازي فمباشرة الىالطائرة حتى لا زلت اذكر ما قاله احد المرافقين و( بنشوة النصر) ثلاث او اربع ساعات و ستكون في بغداد..و ينتهي وضعك و ينتهي عالمك..بعد ذلك التقاني فاضل البراك و قال لي كلمته التي لا زالت ترن في اذني(لم نقتلك و لكنك ستتمنى الموت كل يوم)و بالفعل في احيان كثيرة تمنيت الخلاص فعشرون عاما ليست بالامر الهين مع نظام لا يعرف الرحمة حتى مع اقرب المقربين اليه فكيف بمعارضيه.بعد ان امضيت فترة في دائرة المخابرات السيئة الصيت تمت احالتي الى محكمة الثورة و حكمت بالمؤبد و بقرار استثنائي بعدم شمولي باي قرار عفو سواءا عام او خاص الا بقرار من رئيس الدولة و بالفعل (تم استثنائي من كل قرارات العفو على مدى سنوات حكمي).
و ابتدأت رحلتك مع سجن ابو غريب
نعم ابتدأت الرحلة القاسية
س: كيف تصف لنا هذه الرحلة في سجن ابو غريب؟
ج: بطبيعة الحال لا يمكن اختزال عشرون عاما ببضعة اسطر ( صدقني بعض الاحيان اشعر برغبة عارمة لزيارة كل مكان في السجن) و لا ابالغ اذا قلت لك اول رحلة لي بعد سقوط النظام زيارة السجن و التجول في اقسامه..مرة اخرى اقول ساختصر حديثي عن السجن بابرز المحطات..
تقصد اقساها
نعم اقساها كوني تعرضت مع مجموعة من رفاقي الشيوعيين الى عملية خسيسة و ملفقة من قبل الجهاز الامني المشرف على السجن في اب 1988 و في ذرورة احتفالات العراقيين بوقف اطلاق النار مع ايران بعد تطبيق قرار 598 كانت هناك عملية مدبرة من قبل الرائد طارق و بالتعاون مع احد العملاء على تصفية الشيوعيين في السجن و الحصول على ترفيع من قبل الجهات العليا..و هذا ماحصل بالفعل اذ اتهمونا بتشكيل تنظيم داخل السجن يرتبط مباشرة بالسليمانية عبر بريد حزبي يصل الى السجن بواسطة الزوار اثناء المواجهة و هذه التهمة كانت محكمة بشكل دقيق و منظم من قبل ضباط الامن و وقتها تم استدعاء 14 رفيق مع بعض الزوار من زوجات و اقارب رفاقنا..استمر التحقيق معنا لمدة شهر و مورست ابشع انواع التعذيب (لم يتوانوا عن استخدام اقذر و احط الوسائل) و لكن الصمود البطولي للمجموعة احال دون تحقيق حلمهم و لا يفوتني ان اذكر الرفاق الابطال خضير مطيلج(ابو يوسف) و مهدي حسين الربيعي(ابو ماجد من قرية الجيزان في ديالى) على موقفهم الاسطوري في تحمل اقسى العذابات.. اساليب لا يمكن لي ان اوجزها بكلمات اذ تم توقيف زوجاتهم (ابو يوسف و ابو ماجد)على امل اضعافهم و اعترافهم بهذه التهمة و لكنهم كانوا اقوى مما تصور الجلادين ابوا ان يفرطوا برفاقهم و بشيوعيتهم(حتى زوجات رفاقنا كانوا بقدر المسؤولية العالية) ..و كذلك لنا رفيق بعمر الورود صغير بالعمر و لكنه كبير بموقفه اذ بعد تهديده بالاعتداء عليه ما لم يعترف على رفاقه اقدم على عمل بطولي لا يمكن لي ان انساه ما حييت اذ اقدم الشيوعي البطل عبد الستار حسين(من اهالي بعقوبة) على الانتحار مفضلا الموت على خذلان رفاقه و قد ساهم هذا الموقف الرائع في افشال ما راهنوا عليه بلاضافة الى موقف الاحبة وجيه جبارو سمير شمعون و كل المجموعة الرائعة ( امانة في اعناقنا جميعا ان نتكلم عن هذه الموقعة بكل تفصيل و موقف الرفاق فيها)كانت الحفلات كما يسموها تبتدأ مساءا بعد العشاء مباشرة و تستمر لساعات تمتد حتى الصباح و هذا ما حدث مع الرفيق العزيز مالك(ابو سلام) من الديوانية عندما علقوه بسقف المروحة و تركوه ليوم كامل حتى خلع كتفة من شدة الاعياء)..و اما بالنسبة الى الرائدطارق فكان يكرر امامي دوما عبارة هذه المرة لن تفلتوا مني و بالذات انت يا نشأت (لن اجعل احدا يلف الحبل على رقبنك سواي..اقسم باني من سينفذ مهمة اعدامك).. و كذلك كان له حقد مضاعف على الرفيق الغالي فرات حسين و الذي اشرف نفس المحقق على تعذيبه في امن الكاظمية و لم يحصل منه على شئ . ولا يمكن ان اتجاهل الموقف البطولي لرفاقي الاخرين في هذه القضية بالذات كل من (حسين صالح و رياض مثنى و كامل صبار و رزاق سعد)و الشئ الملفت للنظر هو خوف الجلادين من ضحاياهم اذكر باثناء التحقيق في هذه القضية و في احدى جولات التعذيب لم يعصب الجلاد عيني بشكل دقيق وقد سقطت قطعة القماش اثناء الضرب استفز الرائد و اخذ يعنف الجلادين على هذه الهفوة علما انه يعلم باني اعرفه حق المعرفة و لكن لا اعرف سبب لهذا الخوف . و مقابل ذلك و بعد يأسهم من الحصول على اعتراف واحد يؤيد ما يبتغوه من جريمتهم تلك و صدور قرارات العفو العام للاكراد و الخاص للاخرين (و الذي استثنيت منه مع مجموعة من رفاقي المخفضين من الاعدام) تصور لم يلتقينا الرائد و بعث من ينوب عنه و شعر بهزيمة كونه لم يحقق هدفه و هذا طبعا بفعل الصمود البطولي للشيوعيين خاصة و انهم شيعوا باننا سنعدم قريبا ..اشياء كثيرة حدثت في السجن كما اشرت لا يمكن اختزالها بهذا اللقاء...طبعا استمر هذا الحال لحين اطلاق سراحي عام 2000 اي اتممت المدة زائد شهرين و بضعة ايام.
س:عام 2000 بداية قرن جديد كيف استقبلته بعد عشرون عاما خلف القضبان؟
ج: للاسف سرقت هذه الفرحة ي بل اصبحت عبأ جديد يضاف الى اعبائي الاخرى...اضطررت الى تغيير موقع سكني لكي لا اضيف متاعب الى اهلي..اذ يكفيهم سنوات السجن و ما تعرضوا له من مهانة ..انتقلت الى سكن اخر محاولا جهد الامكان التخفي عن عيون السلطات هكذا كانت فرحت بحريتي بعد فقدانها عشرون عاما!!
س: اكيد اتعبتك رحلة السجون و المعتقلات دعنا الان ننتقل الى عالم اخر فيه اصرار عجيب في تحدي الظروف القاسية و اقصد بذلك كيف تسنى لك ان تدرس و تتفوق و تحصل على مقعد دراسي في كلية الادارة و الاقتصاد؟
ج :لهذا الموضوع حكاية ذات صلة بما تحدثنا به اذ بعد سقوط النظام عام 2003 اعادني الحنين الى الحصول على البكالوريس في الهندسة اذ كما تعلم كنت في الصف الثالث هندسة مدني و اعتقلوني..و لكن الظرف كان قاسي جدا و اقصد الوضع الاقتصادي و كذلك الفوضى التي صاحبت عملية التغيير كل هذا اجل مشروع تفكيري باكمال دراستي
س: و لكن كيف واتتك الفكرة مجددا؟
ج. نعم بعد تعييني في احدى دوائر الدولة و متابعتي للنسق الوظيفي شعرت بالم كبير اني لم احصل على شهادة تؤهلني للحصول على موقع يناسب على الاقل قدراتي المهنية..لذا صممت على الدراسة و هذه المرة اخترت معهد الادارة و بالفعل درست في المساء و في النهار اعمل في الوظيفة يعني يوميا 12 ساعة انا مشغول ما بين العمل و الدراسة و كنت حريص على التفوق و بالفعل حصلت على درجة الطلبة المتفوقين مما اهلني ان ادخل الجامعة و انا حاليا طالب في الصف الثاني ادارة و اقتصاد و اكبر الطلبة سنا.
س: هناك ومضة في حياة نشأت فرج تتمثل بهذة العائلة الجميلة
ج: قاطعني و اخذ( يضحك) نعم هذا اجمل ما حصدته في سنوات نضالي.. العذابات و سنوات الشقاء لم تجعلني افكر بوضعي الخاص الا في وقت متأخر المهم انا سعيد جدا باطفالي و هم مع زوجتي بلسم لكل جراحاتي لدي طفلان (عادل و وئام) و هم املي المرتجى...و الايام الجميلة التي في انتظارنا كما قال الشاعر التركي الرائع ناظم حكمت
س: ماذا يعني لك هذا الماضي او لنقل الذكريات الاليمة؟
ج:الذكريات او الماضي يعني لي الشئ الكثير اعتبره عامل محفز للايام اللاحقة..صدقني لم اندم يوما على ماضيي بالعكس فانا افتخر كوني دافعت عن حقيقة امنت بها ..لم اشعر باسى او حزن على الذي فاتني..و انا انظر الى الماضي كونه جزء من حقيقة الانسان سواءا كان هذا الماضي جميل او مؤلم كما و اعتبره جزء مهم من تاريخ العراقيين الذين عانوا الامرين من نظام استبدادي لا يعرف الرحمة.
س: هل من كلمة اخيرة تود قولها؟
ج.في ظل الفوضى التي حدثت بعد سقوط النظام ضاعت حقائق و وقائع و معالم ناس كثيرة اتمنى من كل قلبي ان يلتفت المعنييون و لا اقصد( الجهات الحكومية فقط) و انما كل اصحاب الضمائر الحية ان يدونوا هذه المرحلة بكل تفاصيلها لكي لا تتكرر المأساة مجددا.





#رياض_مثنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقا مع اشهر سجين سياسي في العراق
- ماذا لو....
- قصة قصيرة


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - رياض مثنى - لقاء مع اشهر سجين سياسي في العراق الجزء الثاني