أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض مثنى - قصة قصيرة














المزيد.....

قصة قصيرة


رياض مثنى

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 02:20
المحور: الادب والفن
    


حكاية من سوق الشورجة

باتت حكايا حسن الحمال تستهوي الجميع الكل متلهف لموعد الغداء و هو الموعد الذي يجمع حسن بالحمالين الاخرين ليسرد لهم اخر نوادره...
في هذا الوقت يفترش الحضور زوادتهم و يبدأون بمضغها منتظرين حسن الذي يعرف ما يجول برؤوسهم، قبل ان ينهي حسن طعامه يسارع احد الحضور الى المقهى طالبا عددا من اقداح الشاي...مع اول رشفة يبدأ حسن حكايته ، و لكي يعطي لشخصه مهابة يوزع نظراته متفحصا الحضور ثم ياخذ نفسا من سيكارته.هذه المرة كانت البداية ليست كسابقاتها اذ تنهد فاركا عينيه...ضاغطا على اسفل ظهره..اتعرفون ماذا اشترت لي الوالدة امس
لم ينتظر الاجابة
اشترت لي كرسي هزاز.....و اشارت الى الخادمة ان تضعة بالقرب من موقد التدفئة مذكرة اياها وضع الحطب قي الموقد لانه كما تعرفون الجو بارد جدا!!
استهواني منظر الكرسي و الموقد و قررت بعد ان شكرت الوالدة على هديتها الجميلة ان اخذ حمام لكوني متعب من عمل المكتب
لم انسى طبعا بعد ان نشفت جسمي ان ارتدي الروب...
والجميع ينصت الى حسن
استمر حسن بروايته..
اتجهت مباشرة الى الكرسي و معي كتاب و كذلك نظارات القراءة....قبل ان اجلس تذكرت مكتبتي الخاصة التي تحوي في احدى زواياها مختلف المشروبات ..مشروبي المفضل كما تعرفون هو الكونياك..
كان المنظر بالخارج ساحر اذ قطرات من الثلج تتساقط على النافذة و انا اهتز على الكرسي و الموقد مشتعل بنار هادئة و كاس الكونياك بقربي و لكن الذي ازعجني كثرة الاتصالات من صديقاتي مما اضطرني الى رفع السماعة و التمتع بليلتي..( احد الحضور الذي يستمع لحسن لاول مرة شعر انه امام اديب له خيال ساحر)
تصوروا بعد الكاس الثاني شعرت ان معدتي خاوية...لم اوقظ والدتي (كون الخادمة قد غادرت الى بيتها مبكرا) كوني اعرف انها اليوم بذلت جهود كبيرة بسقي المزروعات و كذلك ذهابها الى شارع الاميرات في المنصور للتسوق و هديتها الرائعة لي
لم يسالني احد لماذا جلبت لك امك هذه الهدية
و كعادتة لم ينتظر ، فهو اعتاد ان يسال و يجيب
كون امس صادف عيد ميلادي و تقليد في العائلة ان نحتفل باعياد الميلاد
بادر احد الحضور و لكن ماذا عن الطعام
حسنا ذكرتني
اتصلت تلفونيا بنجم ابو التكة و طلبت منه ان يجلب لي المشاوي التي اعتدت على تناولها
ساله احدهم ( يعني شنوا مشاوي)
تكة، كباب، معلاك ( طبعا معلاك نص استاو)
بدأ اللعاب يسيل من الحاضرين ( فزوادتهم كل ما تحمله هو الباذنجان و البطاطا و في احسن الاحوال الفلافل)
و بحركة سريعة غير متوقعة ضرب حسن على فخذه بقوة صارخا( ماذا لو كانت هذه حقيقة)
ضحك الحضور بعد ان كانوا شبة منومين مغناطيسيا
و لكن الحكاية لم تنتهي الى هذا الحد
اذ بدأت الاسئلة تنهال على حسن
الكرسي الهزاز ، الموقد ، عيد الميلاد ، المشاوي ، الكتاب.....
الكل يسال بوقت واحد و حسن يطالبهم بالهدوء لكي يستطيع الاجابة
كأي مؤتمر صحفي...انصت حسن الى الاسئلة و بدا بالاجابة
اولا : لا كرسي هزاز و لا بطيخ انتم تعرفون باني مع عائلتي المكونة من ستة و الوالدة نسكن في غرفة واحدة و لانملك اي كرسي للجلوس
ثانيا : بخصوص الموقد فاحب ان اقول لكم بان امي قبل اسبوع اشترت مدفأة صغيرة (جولة) و هي تستخدم للطبخ و التدفئة و حتى لحمي الماء الذي نستحم به و كادت ان تقتلتنا جميعا نتيجة دخانها السام
ثالثا : اما المشاوي فأمس بينما كنت اتابع الفلم الهندي في مقهى( ابو حمرة) رائحة المشاوي المنبعثة من منقلة نجم ابو التكة ازكمت انفي الى درجة شعرت بصداع شديد لخواء معدتي اولا و لضعفي امام الرائحة ثانيا لذا حالما انتهى الفلم اسرعت الى البيت و كان حظي ان الخبزة الوحيدة التي حفظتها امي لي قد اخذتها جارتنا ام عطا المخبل...
رابعا : الطف سؤال سمعته من احد الحضور هو مناسبة عيد الميلاد ( كاي مسؤول كبير في الدولة و حفاظا على اسرارها اعتذر حسن عن الاجابة على هذا السؤال مكتفيا بالابتسامة!!
اخيرا سالني احد الاخوة البطرانيين كيف تسنى لي ان اسرد كل هذه الحكاية و ماذا كنت اقرا...
لكي لا اتعبكم اخوتي هذه الحكاية هي حكاية البطل في فلم الامس الذي شاهدته في مقهى ( ابو حمرة) و كم تمنيت ان اكون البطل اما القراءة يا عزيزي ، فانا امي لا اعرف القراءة ولا الكتابة..تعالت القهقهة بين الحضور اما حسن فقد اسرع على صوت التاجر لنقل البالة الى مكان اخر.......

رياض مثنى



#رياض_مثنى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشاعر حسين جلعاد يوقّع كتابه الجديد -شرفة آدم- في معرض الدو ...
- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض مثنى - قصة قصيرة