أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحميدة عياشي - إيليا أبو ماضي














المزيد.....

إيليا أبو ماضي


أحميدة عياشي

الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 08:13
المحور: الادب والفن
    


البارحة، قمت على الساعة الثانية ونصف صباحا، وقضيت ذلك في إعادة قراءة شاعر أحببته عندما كنت مراهقا، وهو الشاعر إيليا أبو ماضي•• إنه شاعر المهجر ومجدد اللغة العربية والشعر العربي الحديث••
ولد إيليا أبو ماضي في قرية المحيدنة بلبنان عام 1890 وتوفي بنيويورك في ,1957 قال عنه جبران خليل جبران تجد في شعر أبي ماضي كؤوسا تملأه بتلك الخمرة التي إن لم ترشفها تظل ظمأنا •• ودواوين إيليا أبي ماضي المعروفة هي تذكار الماضي و ديوان إيليا أبي ماضي و الجداول و الخمائل و تبر وتراب •
كنت في المتوسطة ابن زيدون عندما تعرفت على شعر إيليا أبي ماضي، وكانت متوسطة ابن زيدون تقع غير بعيدة عن وسط مدينة سيدي بلعباس، طبعا كانت القصيدة التي هزتني وفتحت لي أبواب هذا الشاعر العظيم الطلاسم كان عمري آنذاك لا يتجاوز سن 15 سنة•• ولم أكن وحدي من كان يتذوق إيليا أبي ماضي في تلك السن، بل معظم زملائي في القسم•• والآن لو تسأل نفس الجيل تجد الكثير منهم يحفظون عن ظهر قلب بعض قصائد هذا الشاعر، أو بعض أبياته، لكن في نفس الوقت لا تكتشف عند الجيل الحالي نفس الحب لشاعر مثل أبي ماضي•• بل نجد الكثيرين من طلبة الجامعة وقد يكونون من طلبة الأدب واللغة العربية لا يعرفون عنه شيئا•• وهذا دليل على أزمة التعليم وأزمة القراءة وأزمة الذوق الذي قضينا عليه في نفوس الناشئة وذلك عن طريق هذه المدرسة المريضة•
- 2 -
فاجأتني صورة داخل ديوان الخمائل هي صورة لي، كان شعري لا يزال ثابتا، كانت لي شوارب، وكانت لي نظارات كبيرة•• كنت أبدو صامتا ومتأملا، وخلفي كانت الأشجار تبدو كالأشباح•• وفي الخلف تبدو ملامح امرأة يكاد يلتهمها البياض الداكن••• كانت الصورة في منتصف الثمانينيات التقطها لي زميلي في الدراسة مصطفى بن سعادة•• وكان ذلك في بحيرة محمد سيدي بن علي غير البعيدة عن مسقط رأسي قومبيطا••• اكتشف مصطفى بن سعادة بعد هذه الصورة التي التقطها لي موهبته في التصوير الفني•• كان يحلم أن يكون صحفيا، وكنت قد تعرفت على مصطفى عندما كنت أقوم بالكاستينغ لتكوين فرقة مسرحية بالحي الجامعي بابن عكنون عام ,.1982 وبالفعل كان مصطفى الذي كان وسيما ويشبه المغني ألفيس أحد الاكتشافات في مجال المسرح•• مثل أدوارا رائعة في المسرحيات التي أعددتها في ذلك الحين، مثل مسرحيات شمس الطوفان و مامية بشكل خاص••• أصبح مصطفى من أعمق الأصدقاء وأشدهم حميمية بالنسبة إلي•• جاء معي أثناء العطلة الصيفية إلى سيدي بلعباس•• وأعجب بالمدينة وبحيرة سيدي محمد بن علي•• ثم لم نعد نلتقي كثيرا عندما تحصل على منحة دراسية بفرنسا ليدرس الاتصال، لكن سرعان ما تحول مصطفى إلى فنان رائع في الصورة الفنية•• كان يراسلني، وكان يحبني بشكل كبير•• دعاني عدة مرات لأعرض مونولوغ قدور البلاندي في غرونوبل•• لكنني كنت فوضويا ومهملا ولا أرد على رسائله•• جرحه ذلك كثيرا وتوقف عن مراسلتي••• ثم اختفى مصطفى من حياتي، علمت فيما بعد أنه أصبح يعرض صوره في عواصم العالم•• وأنه تزوج بمكسيكية، ثم اختفت حتى تلك الأخبار الشبيهة بالأشباح••• لم يعد لي من مصطفى سوى بعض رسائله التي كان يبعث بها إلي أيام العطل عندما كان يذهب إلى مسقط رأسه بقصر البخاري•• وهذه الصورة الفنية التي اكتشفتها بعد ضياع طويل ربما أعثر عليه ذات يوم، مثلما عثرت على الصورة الشبيهة عالمها بعالم الأشباح•••
أحميدة عياشي
مدير عام صحيفة الجزائزنيوز





#أحميدة_عياشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايليا ابو ماضي
- عيون في العتمة
- واحد مقابل صفر
- كلنا مريم مهدي
- فرانسواز جيرو
- كارثة سعدان وروراوة
- ما الثورة الدينية
- بن بلة وبومدين-فتنة الضوء وسلطة الظل-


المزيد.....




- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحميدة عياشي - إيليا أبو ماضي