أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ئاشتي - ظلام الأمية...أمية الظلام














المزيد.....

ظلام الأمية...أمية الظلام


ئاشتي

الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 22:43
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تستفزُ ذاكرتك لحظة (فرحزن)،وأنت تستحضرُ أيام طفولتك ،يوم كان الصديد يغلق عينيك بفعل التراخوما،وكان البكاء متنفسك الأوفى لتبديد الوجع الناجم عن صعوبة فتح جفنيك،
تحملك أختك الكبرى إلى غرفتكم الوحيدة المظلمة،حيث لا نافذة بها سوى باب خشبي،ربما صنعه نجار كسول من قطعة خشبية واحدة،فانعدمت به الشقوق، التي يمكن أن تتسلل منها أحزمة الضوء،وقد طلبت منك أختك المحاولة في فتح عينيك،وحاولتَ ذلك بالفعل، فكانت جيوش الظلام تنهزم أمام رؤيتك للآجر الأحمر،المرصوفة به جدران غرفتكم المظلمة.
تستفزُ ذاكرتكَ لحظة (فرحزن)،يوم أمسك بيدك أخوك،وذهبت معه إلى المدرسة كي تستمع إلى معلم القراءة الخلدونية،وهو يطلب منكم جميعا أن تعيدوا ما كان يردده(د ا دا دادا)حينها كانت دادا لغزا ، لكنها أكثر انسيابا لحنيا من داده،التي كنتَ تنادي بها أختكَ ،وأمتد بروحك انبعاث الشوق، حين كنت تردد بعده سؤال اللامعنى، إلى متى يبقى البعير على التل؟؟ والجواب الأكثر لا معنى ، يبقى إلى المساء،فتحزن لبقائه إلى مشارف الظلام، وكأن البعيرَ هو كل ما تبقى من أرث أجدادك ، فتراودك مخاوف الظلام في عودة البعير من التل.
وجيوش الظلام لا ترحم،حين تزحف بجحافلها،لكي تمتص أول أصبوحة نهار ،من عيون طفل لا يملك في حقيقة الأمر،حتى الإجابة البسيطة على سؤال منْ طوى ردائي ؟ فترمي به بعيدا عن أحزمة الضوء،لا لكي يبصر الآجر الأحمر فقط، بل لكي يتنفس ضوء الشمس كاملة بعينيه.
كل هذا يتمرد ُ على ذاكرتك وأنت تطالع صحف الأمس،عناوينها تجعل كل جراحات ظلام الماضي،تقف شاخصة أمام عينيك وهي مملوءة بالصديد،حين تقرأ من أن ((العراق سيشهد أمية حقيقية في السنوات المقبلة))،تحاول أن تخدع نفسك في عدم تصديق ما تقرأ،ولكن الإحصاءات الرسمية أكبر من رغبتك في عدم التصديق،أكثر من خمسة ملايين أُمي في المستقبل القريب،
خمسة ملايين أُمي!!...خمسة ملايين!! يعني خمسة ملايين عراقي يتنفس في ظلام الأمية!،خمسة ملايين عراقي يستحم في فضاء الظلام!،خمسة ملايين عراقي تأكل جيوش ظلام الأمية حياتهم!!
تستفز ذاكرتك لحظة حزن مرير،أي دهر هذا الذي أبتلي به العراق،حتى أضحى بين ظلام الأمية وأمية الظلام
*الموضوع سوف ينشر في طريق الشعب ليوم 18 كانون الثاني 2010



#ئاشتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو سعيد ...صحفيٌ من طراز جديد
- انت لوحدك أبهى ...أنت لوحدك أجمل
- خواء الذاكرة ...خواء الروح
- بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيل الفنانة سهام علوان


المزيد.....




- -لا نعرف إلى أين سنذهب هذه المرة-.. الجيش الإسرائيلي يدعو إل ...
- طلاب مناصرون للفلسطينيين ينصبون الخيام في جامعة بولونيا في إ ...
- تسمم غذائي جماعي في مطعم برغر في السعودية.. مقتل شخص وإصابة ...
- مسؤولو حماس يكشفون تفاصيل الاتفاق.. وهجوم إسرائيلي يلقي بظلا ...
- حماس تعلن قبول اتفاق هدنة في غزة وغموض موقف إسرائيل
- ميقاتي: موافقة -حماس- على وقف إطلاق النار في غزة خطوة متقدمة ...
- جنوب إفريقيا.. إصابات في انهيار مبنى قيد الإنشاء
- توقف التحقيق في قضية الرفات البشري المتحلل في مخبأ نازي سابق ...
- العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مج ...
- شولتس: الاتحاد الأوروبي يوافق على استخدام فوائد الأصول الروس ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ئاشتي - ظلام الأمية...أمية الظلام