أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - الدبلوماسية العراقية ...اشكالية الهوية وضبابية الاولويات (الجزء الاول)















المزيد.....

الدبلوماسية العراقية ...اشكالية الهوية وضبابية الاولويات (الجزء الاول)


عزيز الدفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اللغة الدبلوماسية يختلف الوضع وتصبح مجرد الاشارة ربما كافية واشد دلالة من الكلام الصريح الذي يتجنبه السياسيون الماكرون او الدبلوماسيون عادة والتي يقود احيانا الى حرج وربما ازمة سياسية بين دولتين.

مثلا عندما وصف اريل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق الرئيس الامريكي جورج بوش بأنه تشامبرلن وان اسرائيل لن تكون تشيكوسلوفاكيا الحرب العالمية , ردت الخارجية الامريكية على كلامه الصريح بأنه غير مقبول ولم تزد على ذلك رغم ان التشبيه اوجعها واكتفت بهذا التعبير الدبلوماسي المقتضب .
في ظل الجمهوريات الوراثية والعسكرتارية وانظمة الموز والنفط لايكون الرد في الغالب لبقا ودبلوماسيا بل قد يصل الجواب في احيان كثيرة عبر رسائل تحملها قذائف الصواريخ وازيز الدبابات والطائرات ....وتكون المقدمة بأطلاق العنان لابواق الاعلام لتكشف عورات الدولة الخصم حيث يخلي العقل والحكمة الدبلوماسية مكانها للطيش والجنون .
عادة مايشبه الشخص الدمث الاخلاق التي يمتاز بتحكيم العقل والروية ودقة الكلام واللطف والعبارة البليغة بأنه شخص دبلوماسي في تعامله وتعاطيه مع المواقف وافعال الاخرين اصدقاء وخصوم.
وفي كل حال لاتهمنا اللهجة بمقدار مايهمنا الاستجابة او الرفض للضغط او للدعوة في الافصاح عن رغبة دولة ما خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يصبح معها للدبلوماسي قدرة على صياغة محاولة استباقية وسريعة قد تحول احيانا دون وقوع كارئة او تقديم العون في ظروف معروفة بحيثياتها او عينها .
الدبلوماسية هي اداة لترجمة المصالح العليا للامم والشعوب من خلال ستراتيجيات ودوائر السياسة الخارجية في المحيط الاقليمي والدولي.
وهي تعني ايضا تلك التجربة الوطنية بأرائها وتصوراتها وطموحاتها ويمثل الدبلوماسي فيها وفق هذا التوصيف القناة بين بلاده والدول الاخرى سعيا وراء تحقيق اكبر قدر من المصالح القابلة للتغير تبعا لطبيعة العلاقات الثنائية والتحالفات ومايطرأ عليها من متغيرات اسهب في وصفها ووضع قواعدها سياسيون ووزراء خارجية مرموقين كان في مقدمتهم رئيس الوزراء البريطاني دزرائلي .
واستطاع المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية وفقا لاتفاقيات فينا وجنيف ان يضع القوانين التي تحكم العلاقات الدبلوماسية بين مختلف دول العالم. من هنا تبدوا مسؤلية الدبلوماسي معقدة متداخلة حساسة وصعبة وسامية وخطيرة بقدر ماهي ممتعة وجذابة .
ان اندري غروميكو اقدم وزير للخارجية في الاتحاد السوفيتي سابقا بعد الحرب العالمية الثانية حتى عام 1985 قاد خلال الحرب الباردة معارك لم تكن اقل خطورة وشراسة بالنسبة لمصالح بلاده عن معارك تحرير( ستالين غراد) ودحر قوات الرايخ الثالث بما جعل منه احد العمودين الرئيسسين للكرملن.
وشكل مجرد حضوره في المحافل الدولية سببا لاثارة فزع وخوف خصومه وارتباكهم من مفاجاة غير محسوبة وغير متوقعة غالبا مااثارت دهشة العالم , ونجح في تحويل وزارة الخارجية في موسكو الى مدرسة عليا لتخريج دبلوماسيين وفق مواصفات عالية وصارمة بحيث كان يحسب لهم الف حساب حتى في الحفلات البروتوكولية واشتهروا بالقدرة على انتزاع الاسرار وقراءة ابسط المؤشرات في الدول المعتمدين لديها.
وعندما تولى الخارجية السوفيتية الجورجي ادورد شفرناتزه حصلت الكارثة اذ يؤكد المؤرخون الروس انه عندما تسلم وزارة الخارجية بدأ العد التنازلي لاداء الدبلوماسية السوفيتية مما جعل (البرافدة والازفستية) تتندران بأن هذا الرجل سوف يجلب لبلاده هزيمة بلا قتال رغم ان تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية مدحته بعد استقالته عام 1991 بوصفه مهندس سياسة التسامح الدولي .
وربما غاب عن ذهن هؤلاء ان سياسة شفرنادزه الذي قبل من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل صكا مفتوحا مقابل تخلي بلاده عن مجرد معارضة ضرب العراق شتاء عام 1990 من قبل الولايات المتحدة وحلفائها كان تعبيرا عن سياسة غورباتشوف الذي كان مفتونا بالنظام الغربي واراد ان يحول اكبر دولة شيوعية من خلال الغلاسنوست والبيرسترويكا الى دولة رأسمالية
في اول لقاء جمع هنري كسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق برئيسة الوزراء الاسرائيلية غولدا مائير استفزها بعبارة اثارة دهشتها عندما حاولت الاستخفاف به وسألته من تكون انت ؟فاجابها :- انا النبي الذي لم يذكر اسمي في التوراة !
لقد اثبت كسنجر بأدائه الدبلوماسي في انهاء حرب فيتنام ورحلاته المكوكية في الشرق الاوسط واتفاقيات نزع الاسلحة مع السوفيت قدرة فائقة في رسم وتكريس نفوذ الولايات المتحدة والتمهيد لجعلها القطب الاوحد بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وخدمة المصالح العليا للدولة العبرية التي لم يكن بالامكان تحقيقها لو لم يكن موجودا.
ان جون كيلي سكرتير الدولة المساعد لشؤون الشرق الاوسط في عهد الرئيس جورج بوش الاب الذي زار العراق مطلع عام 1990 وهو دبلوماسي محترف وضع مع زميلته ايريل غلاسبي ذات الوجه الناعم والدقيق اهم محاور التعامل مع العراق .
لقد تخرجت غلاسبي من جامعة جون هوبكنز وتنقلت بين العديد من المناصب الدبلوماسية في تونس ودمشق قبل ان تتولى الشؤون الاردنية والسورية واللبنانية في وزارة الخارجية الامريكية وكانت تعيش وحيدة مع كلبها في بغداد. وقد صاغت مع جون كيلي جملة من الرسائل الطويلة والمبهمة والمتناقضة احيانا التي اوصلتها الى القيادة العراقية وساهمت في دفع صدام حسين الى كارثة احتلال الكويت ومن ثم نهايته .
لقد نجحت الدبلوماسية الامريكية في غضون عقد من الزمان سبق ذلك التأريخ في تحويل العراق من الحليف الاول لموسكو والعدو الاول للغرب واسرائيل ومشاريع السلام الى دولة لم يكن امامها خيار سوى الركون للارادة الغربية والتخلي عن الايديولوجية اليسارية والتطرف ودعم جبهة الصمود والرفض عندما اقنعت الرئيس العراقي بأن التصدي لايران بعد عام 1979 سيجعله زعيم العالم العربي والخليفة بلا منازع للرئيس جمال عبد الناصر.
عندما يكون هناك اهداف واضحة للمشروع الدبلوماسي واليات وبدائل لتحقيقها واشخاص مؤهلين لذلك ومخلصين لبلادهم فاننا نتوقع احيانا مايشبه المعجزات في عالم السياسة التي تبدوا للوهلة الاولى وكانها مصادفات قدرية في عالم لامحل فيه للعبة الاقدار الا في اساطير الشرق وعقلية شعوبه .
ولعل من المفارقات المحيرة والمحزنة ان العرب حتى حين يكسبون صراعا عسكريا بتضحيات ودماء غالية فأنهم غالبا مايخسرون المعارك الدبلوماسية لانهم لايمتلكون المؤهلات والاسلحة الضرورية لمواجهة الاعيبها ودسائسها المخبئة في تفاصيل الاتفاقيات والمعاهدات والقرارات الصادرة عن المنظمات الدولية .
لهذا خسر العرب الكثير من حقوقهم واراضيهم ومصالحهم لانهم في الغالب ما كانوا ينظروا الى العمل الدبلوماسي والقانون الدولي والمصالح واوراق الضغط في العلاقات مثلما فعل خصومهم واعدائهم حتى هذه اللحظة .
يتبع الجزء الثاني..
ملاحظه: نشر هذا الجزء في وقت سابق وقد ارتأينا استكماله في حلقات اخرى لالقاء مزيد من الضوء حول هذا الموضوع الهام .

بخارست



#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحتضار ألأحزاب ألايدولوجيه في العراق ..و عوده (الامير)!!(2)
- أحتضار ألأحزاب ألايدولوجيه في العراق ..و عوده (الامير)!! (1)
- شبح (الصحاف) في ستوديوهات( العراقيه )!!!
- مهرجون ..في بلاط السلطة( الخامسة )!!!
- وطن على صليب السياسة
- تماسيح الاسفلت!!!
- رسالة مفتوحة الى الرئيس مسعود البرزاني
- صهيل البطل المستبد!!! (2)
- صهيل البطل المستبد (3)
- صهيل البطل المستبد!!! (1)
- هل تفاهم المالكي مع بايدن حول مستقبل( جمهورية مهاباد) الثاني ...
- الدبلوماسية العراقية ...اشكالية الهوية وضبابية الاولويات
- كركوك وديعة. ...أم خديعة؟! الجزء الخامس
- كركوك وديعه... ام خديعه؟! الجزء الرابع
- كركوك وديعة....... ام خديعه؟!
- كركوك وديعة.... ام خديعة ؟!
- كركوك وديعة ....ام خديعة؟! الجزء الاول
- اعتذار تيودور جيفكوف ومسدس خضير الخزاعي !
- اغتيال( قمر) شيراز!!!
- المالكي......في مواجهة المالكي !!!


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - الدبلوماسية العراقية ...اشكالية الهوية وضبابية الاولويات (الجزء الاول)