أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منصور حكمت - تحت ستار القمع














المزيد.....

تحت ستار القمع


منصور حكمت
(Mansoor Hekmat)


الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 11:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشرت لاول مرة في جريدة ايسكرا ( لسان حال منظمة كردستان للحزب الشيوعي العمالي الايراني )، العدد 3، 4 نيسان، 1998

الطغيان والقمع اختارا بشكل لا يمكن تجاهله صورة معكوسة للوقائع السياسية للمجتمع. فسقوط الانظمة الدكتاتورية قد انتهى دائما بنتائج غير تلك التي توقعها المراقبون السياسيون وفقا لملاحظاتهم السابقة. من المفهوم جدا بانه في ظل مناخ قمعي فان الخصيصة الحقيقية وقدرة وبرامج الاحزاب او القوى السياسية، وتوازنات القوى الاجتماعية، واتجاه وايقاع التيارات السياسية ، والاهم من كل هذا وذاك، الميول الحقيقية السياسية والاجتماعية للجماهير، عند مختلف الطبقات الاجتماعية، يجب الا تلقى انعكاسا صحيحا.

ايران تحت النظام الاسلامي هي مثال حي للبيئة السياسية المقموعة بسمة سياسية مفبركة وتيارات صانعة التاريخ محتجبة. وحين نحكم على الاشياء من ظاهرها، فان الشخوص السياسية الحالية والمستقبلية لايران يجب ان يفتش عنها في اشباه خاتمي (*)، يزدي (^) وسوروش (^^). ظاهريا فان "العامل" و "الشيوعي" ليست قوى حاضرة في مركز المسرح السياسي. وظاهريا فان ما يقرر مصير ايران هو ابتسامة خاتمي وحالة خامنئي الصحية. وظاهريا فان الخطابات التي تقرر مستقبل ايران هي التكرار، مرة بعد مرة، باجزاء الثورة الايرانية الدستورية ( لاعوام 1905-1911، على العموم) ونسخ الملالي (اي احد مطالبهم الاثنين) لـ " بيت العدل" (او السلطة القضائية، على وجه التحديد)، الذي يغرق صفحات ما يبدو انه الصحافة "المؤثرة" التي خضخضتها اوساط ما يبدو انهم "مفكرون بدلاء" مقربون من النظام نفسه.

ان مراسلي الانباء ومفبركي الاخبار، وبرفسورات الدراسات الشرقية، وخبراء الحكومات الغربية، والاحزاب القومية، والعالم ثالثيين، والمجاميع المغرمة بالشرق والتجمعات التي ضربها منذ مدة طويلة اعراض مرض "الادعياء الشيوعيين" لاسباب خارجة عن سيطرتهم، هم الان جميعا وبشغف يحدقون بهذا المشهد المظطرب، بتلك الصورة المشوهة، ويستلمون مفاهيمهم، معتقداتهم، والهامهم منه. واذا ما صدقناهم، فان ايران تقف على عتبة خلاص اسلامي آخر !. الملالي المروضون، بصحبة اسلام معطر بماء ورد "الحداثة"، مع مفكري البديل المسلم بما يكفي ومسلمي التفكير بما يكفي بالبديل، مع القوانين النابعة من الاسلام والهيئة الدينية العليا المحترمة للقانون، هؤلاء هم الذين يفترض بهم ان يصطحبوا ايران، من خلال العملية التدريجية الخالية من اي ثورة او اظطراب، الى حقبة الجمهورية الاسلامية الثانية. (المفروض) ان هذا هو "المجتمع المدني" الذي، وحسب عقلية تاجر البازار المسلم الملتزم واولاده ذوي الثقافة الغربية، فان الجماهير الايرانية تتشوق له منذ قرن مضى، و يستحقونه بالفعل. من المفترض ان تسير ايران في هذا الاتجاه !

خلف كواليس الاستعراض الصاخب، على اية حال، يسير التاريخ الواقعي باتجاه مختلف. على المرء ان ينظر الى ماهو ابعد، ان يضع اذنه على الارض ليشعر بارتجاجات اسس النظام الرجعي. ان المعركة الحالية في ايران ليست بين اسلام صلب واخر رخو، او بين ثيوقراطية تحت حكم هيئة رجال الدين العليا وثيوقراطية تحت حكم القانون، ولكن بين الحرية والطغيان، بين الرجعية والاسلام في كل اشكالهما. في التطورات القادمة سرعان ما ستصبح شخوص المقدمة غير مناسبة وتختفي. وفي المعسكر المعادي للرجعية الاسلامية لن نجد حينها اصلاحيو اليوم الصغار ولكن صفوف الشيوعية، الديمقراطية الدؤوبة، التحررية العمالية، الدؤوبة، اي، المعادية للدين، العلمانية، الحداثة، والتحرر الشامل للنساء. تلك هي الميول الحقيقية للغالبية العظمى من الجماهير الايرانية التي تقف اليوم مختفية تحت ستار الطغيان، وتعمل لاجل بناء المستقبل السياسي للبلد.

-------------------------------------------
ترجمها الى الانكليزية جمشيد هدايان.

(*) من يدعى بال"ملله المبتسم"، رئيس الدولة المهزلة الذي صنع "الحركة الاصلاحية" و اصبح رئيسا لفترتين ما بين 1997 و 2001 – المترجم.

(^) الامين العام لحركة الحرية في ايران، المنظمة الاسلامية القومية غير التابعة للمؤسسة الدينية والذي كان يشغل منصب امينها العام، مهدي بزركان، تم تكليفها من قبل خميني لتشكيل اول حكومة في الجمهورية الاسلامية. ابراهيم يزدي كان وزير الخارجية في الكابينة الوزارية لبزركان. دفعت المنظمة الى المعارضة رغم ارادتها، فقط لتبقى بخدمة النظام، عقب سقوط حكومتها بعيد الهجوم على السفارة الامريكية في صيف 1979 – المترجم.

(^^) عبد الحكيم سوروش، استاذ فلسفة اسلامي متطرف يميني، احد مهندسي ما يسمى ب"الثورة الثقافية" لربيع 1980 والتي هدفت الى الاجهاز على اليسار في الجامعات في كل انحاء البلاد والتي قتل واختفى فيها العشرات من قبل اوباش النظام وجرح العديد. شارك مع العديد ممن شكلوا المنظمة الامنية القمعية الناشئة للنظام، واجهزتها العسكرية وشبه العسكرية، والذين التحقوا فيما بعد بما يسمى "ألحركة الاصلاحية" لعام 1997-2001. – المترجم.
--------------------------------------------
ترجمها عن الانكليزية عصام شكـري





#منصور_حكمت (هاشتاغ)       Mansoor_Hekmat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد مكافحة الادمان على المخدرات
- الحزب والمجتمع من جماعة ضغط الى حزب سياسي
- ماذا يقول العمال الشيوعيون؟
- الأسس والمبادئ التنظيمية للحزب الشيوعي العمالي
- الفيدرالية شعار رجعي
- الشيوعية العمالية وحقوق المرأة
- ينبغي ان تكون القومية امراً شخصياً ! - بحث قصير بخصوص الفيدر ...
- دروس من تعامل لينين مع الحركة الفلاحية الثورية
- الحزب والسلطة السياسية
- الشيوعية العمالية في العراق
- -الديمقراطية بين الادعاءات والوقائع
- -الماركسية والعالم المعاصر
- مرة أخرى حول المجالس
- بصدد القضايا المحورية في بحث المجالس و النقابات
- الحزب والمجتمع من جماعة ضغط الى حزب سياسي - الجزء الاول
- تحديات الشيوعية الراهنة*
- أسطورة: -البرجوازية الوطنية والتقدمية- الجزء الثالث
- أسطورة: البرجوازية الوطنية والتقدمية - الجزء الثاني
- حول كوبا
- الديمقراطية الغربية في روسيا


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منصور حكمت - تحت ستار القمع