أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - طقوس الكتابة 1














المزيد.....

طقوس الكتابة 1


محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 01:19
المحور: الادب والفن
    


طقوس الكتابة
1

تلك الحالة التي تشبه الغيبوبة الواعية المحكمة ، حالة الحلم اليقظ الواع ، المدرك ، حالة التلبس ، واقتراف فعلة الكتابة الابداعية ، تحت تأثيرات عصية على الفهم ، عصية على الادراك ، طقوس الكتابة .

كم كتبوا عن طقوس الكتابة ، وكم قرأت وسمعت ، فمن انديرا غاندي التي كانت تفضل القراءة في الحمام ، الى نزار قباني الذي كان يفضل الكتابة بعد أن يستحم ويلمس جانبا من الطيب ، ويكتب في جو موسيقي وعلى ورق اصفر بحبر أحمر سائل ، الى مبدعنا العربي الكبير نجيب محفوظ الذي كان المقهى اثيره المفضل بزحمة القااهرة وفوضى المقهى .
حيث كانت الاصوات تشكل موسيقى خلفية تحضر الملائكة والشياطين ليخرج من زحام عقله تلك الابداعات الفذة .

اليوم ومع حركة التطور التي صاحبت الكتابة والتأليف والإبداع عموما ، ومع تطور وسائل التعبير ، وفضاءات النشر الورقي والالكتروني ، وتعدد وسائل الكتابة ، هل طرا تغير على طقوس الكتابة ، واثيرها وجوها واسلوبها ، هل لا زالت حالة الحلم تطارد المبدع في نومه ويقظته ، هل لا زالت الشياطين تلاحقه ، تتلبسه توحي اليه بما يكون عصي على الأخرين فعله ، فينحو المبدع منحى مغايرا مختلفا ، فيوصم بالغرابة والابداع والفرادة والتميز .

فبعد ان كنا نشاهد الكاتب يطرز جيب سترته بدزينة من الأقلام الملونة وغير الملونة ذوات الحبر السائل والجاف ربما يحرص على الأحتفاظ بدواة الحبر في جيبه او في مكتبه او في حقيبته التي يحملها .. نجد اليوم الكاتب وقد حمل منهم الكمبيوتر الدفتري ( او كما يسمى عندنا في الاردن ( LAP TOP ) أو الكمبيوتر المحمول ألخ ...

لم تعد فكرة الكتابة يحضر لها على ورق خاص او عام ، او تختار مجلسا دون غيره ، فقط ما عليك الأ أن تستحضر شيطان شعرك أو ملائكته وتسنزل الالهام ،وتجلس خلف شاشة الكميوتر وتعمل أصابعك على لوحة المفاتيح ، وكأنك تعزف على البيانو ..

تكتب ما تشاء ، وتمسح ما تشاء وتحتفظ بما تشاء ، وتتوقف متى تشاء ولك ان تكمل ما بدات وقتما تشاء فقط بضغطة مفتاح على ( الكي بورد ) ، ليس هذا فحسب بل ستجد ان هذا الكمبيوتر صديق صودق يساعدك حلما تحتاج المساعدة ، واحيانا يعرض خدماته عليك دون أن تطلبها ، فتراه يضع لك الخطوط الحمراء تحت كلماتك التي أخطات فيها املائيا ، وخطا اخضرا تحت الكلمات التي اخطأت فيها نحويا ، وبكبسة على زر تراه يقدم لك مجموعة من الخيارات التي تتيح لك الاختيار من ضمنها ، فتصحح ما كتبت دون الحاجة إلى تدوين اسم احدهم على كتابتك كمصحح لغوي .
وكل ذلك مجانا بل في جو من الخدمة الراقية فربما يتح لك هذا الصديق أن تكتب وأنت تستمتع بسماع الموسيقى العالمية أو المحلية أو ربما تسمع اغنية محلية شعبية أو طربية تشحذ من همتك اثناء الكتابة اذا كنت من هواة الموسيقى ، بل ربما يتيح لك فرصة الاستراحة قليلا اثناء الكتابة فتذهب الى قائمة من الالعاب الشيقة الممتعة ، فتلعب معه دون ان يخبر احدا عن هفواتك وخساراتك وسذاجتك امام براعته وسرعته .
فيغدو هذا الجهاز صديقا حميما تجده حالما تطلبه ، لايمل ولا يكل ولا يقطب جبينه في وجهك اذا طلت الجلوس اليه ، ويتحمل غضبك ولا يتاثر اذا ما غضبت وضربت لوحة المفاتح أو عصى التحكم لامر ما .



#محمود_المصلح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس الكتابة
- الفرجة....
- الانحيازالى السينما
- القدس
- عندما تنحاز السينما لنا .. ننحاز لها ..
- همسات في شارع السينما
- ماوراء الصورة
- منح الجنسية .. سحب الجنسية
- الاتحاد الاوروبي ... تركيا
- سلمدوغ مليونير
- في مقامات المديح للجلاد..
- الى عذاباتي...
- السائق الغريب
- جرائم الشرف
- عرب يا رسول الله ...
- فيصل القاسم والاتجاه المعاكس
- أيام في بيروت ... 2/5
- ايام في بيروت ..3/5
- ايام في بيروت 4/5
- السقوط في فخ النجاح


المزيد.....




- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - طقوس الكتابة 1