أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - الانحيازالى السينما














المزيد.....

الانحيازالى السينما


محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 11:29
المحور: الادب والفن
    


عندما تنحاز السينما لنا .. ننحاز لها ..

لأن السينما مخزن ذاكرتنا الثري ، وسجل تاريخنا بكل ما فيه من انتصارات وهزائم ، بكل ما فيه من نجاحات وإخفاقات ، ولأنها الفن السابع الذي يحتضن الفنون كأم حنون ، تقدمها بصورة ولا أجمل ، تصور بها واقعنا وتوضح لنا تاريخنا ، وترسم بها أحلامنا وأمانينا ، لهذا ننحاز أليها ... ننحاز أليها عندما تنحاز ألينا وتقف معنا تصفق لنا عند كل نجاح أو انتصار .. تربت على أكتافنا عند كل هزيمة .. تضحك عندما نضحك ولن يفوتها أن تبكي عندما نبكي ..

ننحاز أليها ..كتبت في العدد قبل الماضي عن تحطيم خط بارليف .. الفيلم والحكاية وعلاقتنا كجمهور متلقي وأمة تتلهف إلى لحظة نصر .. كانت لحظة تاريخية ؛ يوم أن رأينا الجندي العربي وهو يزرع العلم العربي فوق تلك التحصينات التي طالما تغنى بها العدو .. لحظة كانت في الواقع .. أبدتها السينما العربية بالصوت والصورة والحركة واللون والوجدان .

ننحاز إلى السينما .. اليوم ونحن نتذكر فيلم ( الطريق إلى ايلات ) الفيلم العربي الكبير .. الذي صفق له العرب كثيرا .. الفيلم .. الحقيقة و الحكاية والحبكة والسينما والدراما .. الفيلم الفن والسينما والإبداع .. الإبداع الذي تميز به على مستوى البناء الدرامي ونمو الحدث .. والموسيقى .. وفنيات التصوير بكل ما فيها التي تتطلب جهدا ووقتا ودقة وخبرة ، ليس من السهل ان نتصورها ونحن نجلس على أريكتنا في راحة بيتنا .

اليوم يجب أن ننحاز للحق وإلى المخرجة المصرية إنعام محمد علي، ولمن قام بكتابة السيناريو والحوار فايز غالي ، لفيلم الطريق إلى إيلات ، لأنهم انحازوا لنا يوم أن انحاز الحق إلى جانبنا .. وإلى قضايانا نحن البسطاء ، الذي تشكل وجداننا عبر التلقي المباشر أو غير المباشر ..

.. تدور أحداث الفيلم إبان حرب الاستنزاف عام 1969 قبل حرب أكتوبر المجيدة عام 1973التي تكلمنا عنها في العدد السابق . حيث نجحت القوة الفدائية في تدمير سفينتين حربيتين ( والرصيف الحربي ) واللتان كانتا تهاجمان القوات المصرية في البحر الأحمر بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على سيناء .

شاركت ثلة من أبناء مصر الحبيبة أم العرب والعروبة صانعة النصر في بناء أحداث الفيلم تخليدا لدور البطل العربي المصري الذي نفذ العملية باقتدار ونجاح : عمرو إبراهيم البتانوني مواليد عام 1943 ضابط بحري بلواء الوحدات الخاصة للقوات البحرية( الضفادع البشرية ) .

ولنسمع البطل قائد العملية الفعلي (عمرو إبراهيم البتانوني ) ماذا يقول : في الساعة الثامنة والثلث مساء 5 فبراير 1970 وصلنا في منتصف الليل تماما إلى ميناء إيلات بعد السباحة والغطس لنحو 5.5 ميل بحري..

وفي الساعة 12.20 مررنا من تحت الشباك، وهجم الملازم أول رامي عبد العزيز بمفرده على السفينة العملاقة "بات يم" بينما هجمت أنا والرقيب علي أبو ريشة على الناقلة "بيت شيفع" وقمنا بتلغيمهما وضبطنا توقيت الانفجار على ساعتين فقط بدلا من أربع ساعات كما كانت الأوامر تنص ، ففرد القوات الخاصة له أن يقوم بالتعديل في الخطة الموضوعة حسب مقتضيات الظروف..

وفي الساعة الثانية من صباح يوم 6 فبراير بدأت الانفجارات تدوي في إيلات وخرجت الدوريات الإسرائيلية للبحث عن منفذي الهجوم لكن إرادة الله فوق كل شئ وكما يقول تعالى ("فأغشيناهم فهم لا يبصرون") .

وكان للأبطال فرصة أن ينظروا خلفهم ليشاهدوا الجحيم الملتهب وهو يحرق الغاصب المحتل ، ويدمر غطرسته الكاذبة وقوته الوهمية . وربما ليسمعوا العويل والصراخ وربما ليشاهدوا حالة الرعب والفزع بين صفوف العدو المتمترس خلف الجدران العالية .
عزت العلايلي ، نبيل الحلفاوي ، صلاح ذو الفقار( وكان هذا آخر فيلم له . محمد الدفراوي ، طارق النهري يسري مصطفي ، مادلين طبر : وطبعا أخراج المخرجة المصرية إنعام محمد علي ، أبطال السينما الجادة التي خلدت الحدث على الشاشة بجدارة واقتدار .. ليعد فيلما من الناحية السينمائية من الطراز الأول على صعيد أفلام الاكشن . بالإضافة إلى تميزه بالقدرة على التصوير تحت الماء : باحتراف المبدع مدير التصوير : سعيد شيمي والذي أبدع في العديد من الأعمال المميزة .
نسجل الفيلم كواحد من الأفلام العربية الخالدة ، وكواحد من الأفلام السينمائية البارزة في السينما العالمية ، لما تميز به من جوانب عدة من الناحية السينمائية الفنية ومن الناحية التاريخية ، إلى جانب تميز القدرات الفنية لإبطاله في العمل السينمائي المتميز عموما .. فلا نزال نتذكر وجه المبدع ( نبيل الحلفاوي ) وهو يعالج اللغم البحري الذي سيزرعه في الناقلة الإسرائيلية .. ولا تزال نتذكر قوة التعابير لحركة الوجه .. ودقة التصوير وهو يركز على تعبير وجه الحلفاوي وقطرات العرق تلمع على ضوء القمر في الصحراء .. وحالة الترقب التي عبر عنها الفريق المنتظر على بعد وهو يتوقع أن يسمع صوت الانفجار.. ليشاهد بعد قليل ( الحلفاوي ) يهز قبضة يده ملوحا بها في الفضاء علامة النجاح والانتصار ..
كم نتوق اليوم إلى حالة عربية مشابهة لحالة الطريق إلى ايلات .. الحكاية والفيلم .. وكم نتوق إلى سينما ترتقي بأذواقنا وعقولنا ، تنحاز إلينا والى قضايانا .. للنحاز إليها .
[email protected]





#محمود_المصلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس
- عندما تنحاز السينما لنا .. ننحاز لها ..
- همسات في شارع السينما
- ماوراء الصورة
- منح الجنسية .. سحب الجنسية
- الاتحاد الاوروبي ... تركيا
- سلمدوغ مليونير
- في مقامات المديح للجلاد..
- الى عذاباتي...
- السائق الغريب
- جرائم الشرف
- عرب يا رسول الله ...
- فيصل القاسم والاتجاه المعاكس
- أيام في بيروت ... 2/5
- ايام في بيروت ..3/5
- ايام في بيروت 4/5
- السقوط في فخ النجاح
- ايام في بيروت 1/5
- صديقي العزيز راسم فلاح بامتياز
- أمي.. معلمة .. ومرشدة ....


المزيد.....




- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - الانحيازالى السينما