أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد كليبي - بين جدارين














المزيد.....

بين جدارين


محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 19:18
المحور: حقوق الانسان
    


درج الانسان , منذ أقدم العصور , على استخدام شتى الاساليب الدفاعية , لحماية نفسه , سواء على مستوى الفرد أم على مستوى الجماعة / الشعب .
ومن تلك الأساليب التي برع الانسان فيها , انشاء الأسوار و القلاع و الحصون و الجدران , بجميع الأشكال و الأحجام و المقاسات , لتحفظه و تحميه من هجمات الأعداء الخارجيين .
فمن سور الصين العظيم , مرورا بالحصون و القلاع و الأسوار العديدة , حول العالم , وعبر التاريخ , وفي مختلف الأمم والحضارات , الى جدار برلين الشهير , الذي تم هدمه قبل عشرين عاما ( 1989 ) , بعد حوالي ثلاثة عقود من تقسيمه لمدينة برلين , ولألمانيا عموما , الى المانيا الغربية و المانيا الشرقية , عقب الحرب العالمية الثانية , وأثناء الحرب الباردة بين المعسكرين , الرأسمالي و الشيوعي . وانتهاء بالجدار الاسرائيلي مع الضفة الغربية / يهودا والسامرة , والجدار الفولاذي المصري مع قطاع غزة .
وهنا , مع الجدارين الأخيرين , سوف يكون لنا وقفة , نوضح فيها طبيعة الجدارين و الأسباب و العوامل التي أدت الى وجودهما , وردود الأفعال , المحلية والاقليمية والدولية , حيالهما :
أولا : الجدار العازل الاسرائيلي , الذي بدء في بنائه في ابريل عام 2002 , بارتفاع 8 أمتار مع عدد من الممرات . و هو أحد نتائج الانتفاضة الفلسطينية الثانية ,التي بدأت في 28 سبتمبر عام 2000 , والمعروفة بانتفاضة الأقصى , و التي ارتبطت بالعديد والعديد من العمليات الارهابية ضد الشعب الاسرائيلي , سواء من الضفة الغربية , على هيئة قذائف و صواريخ , أو داخل الدولة الاسرائيلية ذاتها , انطلاقا من الضفة الغربية , على هيئة انتحاريين و قنابل موقوته . وهي العمليات التي أدت الى قتل العديد من المدنيين الاسرائيليين الأبرياء , و الى ترويع الأطفال و النساء و الشيوخ في عموم المجتمع الاسرائيلي , اضافة الى تدمير و اتلاف العديد من المنشآت و المرافق , والاضرار بالبنية التحتية الاسرائيلية .
وهذا الوضع الأمني الخطير و المستفحل هو الذي دفع بالحكومة الاسرائيلية الى تبني قرار بناء الجدار العازل مع الضفة الغربية , حماية لأمنها و أمن مواطنيها من الارهاب الفلسطيني .
ثانيا : الجدار الفولاذي المصري مع قطاع غزة , والذي بدء في انشائه مؤخرا , ولم يكتمل بعد , والذي يبلغ 8 أمتار تحت الأرض وعدة أمتار فوق الأرض . فقد جاء نتيجة لتهديد الأمن القومي المصري - بحسب المصادر المصرية الرسمية - من قبل الحركات الأصولية الفلسطينية في القطاع , وعلى رأسها حركة حماس , التي تستخدم الأنفاق بين الجانبين لتهريب الأسلحة و المعدات القتالية , اضافة الى المخدرات و المواد الممنوعة , وبالتعاون مع البلدان المعادية مثل ايران وسوريا , والتنظيمات الارهابية مثل حزب الله الايراني / فرع لبنان , والذي لاتزال خلاياه الارهابية تحاكم في مصر حاليا بتهمة التآمر على الأمن القومي المصري , وبالتعاون مع التنظيمات الفلسطينية الغزاوية .
انني هنا أؤكد على حق البلدين , اسرائيل و مصر , في استخدام الوسائل التي تريانها مناسبة لحماية الأمن القومي للبلدين ضد التهديدات المحدقة بهما , من قبل الجماعات الارهابية الفلسطينية و العربية و الايرانية . الاّ أنني , في ذات الوقت , أستغرب و أستنكر ردود الأفعال العالية و المتشنجة حيال اسرائيل , فلسطينيا وعربيا واقليميا ودوليا , حتى وصل الأمر الى وصف الجدار بالجدار العنصري , واتهام اسرائيل بالعنصرية ,غير مدركين أو متغافلين أن الأسباب التي دفعت اسرائيل الى هذا الاجراء المكلّف ماليا هو الهجمات الفلسطينية الارهابية ضد الشعب الاسرائيلي , والتي استهدفت قتل و ترهيب المدنيين بالدرجة الاولى .
بينما لم نسمع - حتى الآن - أي ادانات ضد مصر و ضد جدارها الفولاذي , الذي يحوّط قطاع غزة من جهة الغرب بالكامل , مما يسهم في حصار الفلسطينيين الغزاويين و يمنعهم من التنفس عبر الانفاق التي كانت تؤدي دورا حيويا لهم , ماعدا تلك الادانات المتوقعة من حركة حماس و حزب الله الايراني / فرع لبنان و الارهابي اليمني عبد المجيد الزنداني .
فأين الصوت العربي ؟
أين الجامعة العربية ؟
أين الأمين العام للجامعة العربية , عمرو موسى , ذلك العروبي الكبير ؟
أين أؤلئك المتشدقون , في الطالع والنازل , بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية ؟
أم أن هذا حرام عليهم ( اليهود ) , حلال علينا ( العرب ) ؟



#محمد_كليبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهولوكوست ... والنازيون الجدد
- معاهدة كامب ديفيد ... ثمن السلام
- الازدواجية السورية في التعامل مع الجماعات الاسلاموية
- الديمقراطية الاسرائيلية والدكتاتورية العربية ( سوريا انموذجا ...
- عين على الديمقراطية
- ايران الفضائية .. الدور الروسي
- أردوغان ومعاداة السامية
- خيار الدولتين الفلسطينيتين
- عندما يصبح الارهاب وسيلة للهجرة الى الغرب !!!
- الانتصار الكارثي !!!
- بوش - أوباما : اللحظة الحضارية
- الكرة في ملعب حماس
- مسرحية غزّة
- حماسيات
- المرحلة الحاسمة
- السيناريو الايراني في غزّة
- معبر رفح .. والعقلية القبلية
- السفارة في العمارة !!!
- حظر التكنولوجيا النووية عن الانظمة المشبوهة : سوريا انموذجا
- الضفة والقطاع ... رسالة السلام وصواريخ القسّام


المزيد.....




- اعتقال 87 عميلاً للكيان الصهيوني في محافظة لرستان غرب ايران ...
- منظمة المحامين الأوروبيين: إسرائيل ترتكب جرائم حرب بغزة وتمن ...
- -حصيلة كبيرة- للقتلى والنازحين جراء الاشتباكات في السويداء
- اليونيسف: الوضع في غزة كارثي وغير مسبوق... والأطفال يموتون ج ...
- صحفيون أجانب بأميركا يتخذون احتياطات واسعة خشية الاعتقال وال ...
- الأمم المتحدة: تقليص الدول المانحة للمساعدات يهدد نحو 12 ملي ...
- أحدث دراسة عن المهاجرين في تونس : مالذي تكشفه؟
- في لحظة واحدة .. أصبحت وحيدًا بلا أبناء ولا زوجة
- الأمم المتحدة تستنكر ترحيل ألمانيا القسري لعشرات الأفغان
- الجنائية الدولية: اعتقال ليبي متهم بارتكاب جرائم ضد الإنساني ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد كليبي - بين جدارين