أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - كابوس















المزيد.....

كابوس


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 11:42
المحور: كتابات ساخرة
    


أملى الغلبان الصعيدي ( أبو عيان التوحيدي )على تلاميذه ومريديه من القراء الأعزاء كتابه ( الإملاء في فن الاستدعاء) لكي يعتبروا بما فيه ،ويحفظوه في شقوق التاريخ ربما يجد فيه النساخون، والرواة اللابسون منهم والحفاة.. موعظة مهداة.. من الأولين إلى الآخرين ملوكا وسلاطين او فقراء ومساكين..........
قال الشيخ فيما قال:

((في يوم ما من العقد الماضي كنت مفتوح العينين واعيا تماما لما يدور حولي عندما حط علي كابوس بطعم الحنظل لن أنساه ما حييت ولن أغفر لأبطاله ما فعلوا ..!! ليس لشخصي فانا عبد فقير..!! قابل في أي وقت للطرق والثني . والتقشير (وهذا للإنصاف لم يحدث) وإنما لكبر سني ومكانتي الاعتبارية كمربي أجيال.. أولا ،وكشاعر وكاتب.. ثانيا.!!

كانت البداية في لحظة رومانسية مفعمة بالتسامح والمصالحة مع أم العيال على كبايتين شاي ليبتون بعد غدا (المجدرة )..!!
وعبد الحليم يرقق القلب بنواحه تعالا...تعالا..
همست المدام بدلال :..يابن الحلال.. أنا خايفة عليك تروح ع ال(...... )من و را مقالاتك..!!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. تفي من بقك..!!
ايش جاب على بالك يامرة ...؟!! الا هؤلاء الناس بيخافوا الله ...مايعملوهاش..!!
كتمت الراديو....تشاءمت جدا..،فالمدام لديها قرون استشعار لرصد المصائب عن بعد ،ولا أجهزة رصد الزلازل ..
يا رب يا ساتر..!!
دقائق ..ويدخل علينا ابني الأصغر ليقدم بأدب غير مسبوق مظروفا غريبا
ما غريب إلا الشيطان..
صرخت كمن لدغه عقرب صحراوي.. : ولك ايش هذا..؟!!
قلب شفتيه وخرج ...
فتحت المظروف وإذا به استدعاء ..!!
لمين..؟
مش عايزة سؤال..!!
يا الهي...ماذا افعل بهذه المخلوقة..؟!!
أهون علي لو حلفت بالطلاق و قلعتني من البيت ..لو انقلبت علي الشرعية وانقسمت مع أولادها بكل البيت ،وتركت لي غرفة الجلوس أمارس عليها رئاستي..!!
لاحظت تغير وجهي بألوان الطيف ، وقبل أن تبادر بالسؤال.. باغتها بإجابة ملؤها الغيظ ..: تفضلي يا ست هاي أول بركاتك..!!
لم اشعر بالخوف وإنما بحزن شديد..
قلت في نفسي : الدست ما بيركب إلا على ثلاثة.....!! الله يرحمك يما
أرجعتني الذاكرة إلى الوراء..
داهمتني صور ضباط التحقيق في مخابرات جيش الاحتلال بداية ب(ابو جاد) و(ابو لطيف) وانتهاء ب(ابورامي) ومعهم كلابهم من (الجواسيس)..!!
،ثم تلتها بعد التحرير صور ضباط الوقائي وأمن المؤسسات ،وقد استدعوني مرات بتوصيات من (المناديب ) المعروفين وغير المعروفين ..وذلك بحجج الاستمزاج السياسي..!!
فقد كنت وقتها اكتب مقالات ساخرة لاذعة في صحيفة القدس.

ما يلفت النطر وبحاجة فعلا الى دراسة ان كل ضباط التحقيق ( ابوات) على اختلاف العصور..!!

تنبهت لصوت المدام وهي تنادي الأولاد ..الحقوا.. الظاهر ابوكو فقد..!!
شخطت فيها ،فابتسمت ،وقالت: الحمدلله أنت بخير
جاولت ان أنسى الموضوع وذهبت إلى عزاء كاتب صديق عزيز علي جدا لازلت متأكدا انه مات وهو يمارس عادته الصباحية في الضحك على الحال..بكيته بحرارة لان ابتسامته مازالت تعتصم أمام عيني..!!
أااااااه لو تدري يا عثمان الجحجوح..!! صاحبك مطلوب للعسس ومسطوح .
أحسست به ينخزني في خاصرتي ويهمس بشماتته المحببة ما قلتلك ابعد عن (الجورة)..!!
مضغت حبة التمر وشربت القهوة المرة وغادرت مع صديق أخر ما أن عرف سري حتى نصحني بالذهاب إلى زميل له اتصالاته ومن الممكن أن يحل الأمر بدون امتثالي أمام من لا يرحم..!!
وبعد سلسلة اتصالات فرك صاحبنا يديه محرجا كطبيب يائس من شفاء مريضه معلنا بأدب أن الأمر جد خطير..!!
لم انم ليلتها لندمي على استجابتي للنصيحة غير المريحة ولشعوري المؤلم بان ما حدث لي في بلاد الشعر يحدث لي في بلاد البعر..!!
حلمت.... اللهم ما جعله خير.. اني معلق بالمقلوب كذبيحة ،و مقنعين نازلين في ببرابيش جولاني هاتك ..جيتك
استبقظت مفزوعا وريقي ناشف وأم العيال في سابع نومة
همست لنفسي ..: وايش عليها ...؟
أما أنت يا صعلوك ايش دخلك بين الملوك..؟.. اتلقى وعدك..!!

أبلغت دائرتي ،فتوجه من طرفها من استطلع الأمر ،وطمأنني أن الأمر مجرد نقاش حضاري فيما أكتب..!!
ذهبت ..أخذت نفسا عميقا من هواء البحر قبل ان اسلم نفسي للحارس الذي بادر إلى أخذ الجوال والهوية ثم أدخلني إلى مكان ما ،وأغلق الباب الحديدي
تأملت ما حولي..غرفة موحشة شبه مظلمة فيها أثار بناء ،وقطع من البرابيش وفي السقف (كلاليب) كأنها كانت من قبل مسلخا..!!
تنبهت لوجود ثلاثة أشخاص معي ورمقتهم بريبة من أدراني أنهم عصافير أو متعاطي كوك أو ربما غلابا مثلي..؟!!
مرت دبابة الوقت بطيئة من فوقي مر على بالي فيها الحلاج ،وابن المقفع وبشار بن برد، ود. أبراش ،ود. عبد الستار قاسم ..!!
زعقت بالأخير:شاطر تحكي عن (ناكر) الضفة طيب احكي عن (نكير) غزة..!!
ياشماتة الكتبة المرتزقة.. وخصوصا ذلك (الحرباء )الذي تلون بالاحمر فالاصفر فالاخضر....!!
بعد أربعين دقيقة فتح الباب ونادى الشرط على اسمي مجردا.. بلا أستاذ بلا غيره..!!
نعم..أجبت بصوت خافت وبأدب طالب في الصف الأول
قادني إلى مكتب متطرف ،فجلست ،وبعد دقائق دخل شاب في سن أولادي ،وخلع معطفه بشكل مسرحي وهو ينفخ مما يوحي بأنه معتكر المزاح..يالطيف..!!
بدأ الرجل ساخنا ولما تصاعد النقاش بين وجهتي نظر مختلفتين تدخل رئيسه لينقذ الحوار الحضاري..!!
باسلوب أكثر هدوءا ومهنية فاخبرني انه من تلاميذي
وبالتالي فانه يعتب على مدرس يحترمه أن يتدنى إلى أسلوب التهكم على (الرموز ) وأخذ يحلل كلمات ومعان لمقال حديث لي منشور على النت..!!
أوضحت بقدر ما تستطيع الكلمة أمام الهراوة أن لا احد فوق النقد ونقدي الساخر مع الاحترام للجميع ينصب على الممارسات لا الأشخاص..!!واكدت اني حزين لاستدعائي بهذه الطريقة ، وأي تأخير في الضيافة يجعلني بطلا شهيدا ..!!
ولا رغبة لي البتة أن اظهر كذلك لأني ببساطة لا استحق هذا الوسام ..!!
فهم محدثي المعنى ،وقدم الشاي مشكورا ،لاكتشف انه بلا سكر ،فتساءلت لأضفي على الجو قليلا من المرح.. أين السكر ..؟!! هل هو ممنوع..؟!!
ضحك الجميع...لتختفي الألوان والأهواء لحظة..!!
أعادوا لي جوالي وبطاقة الهوية
كان اللقاء في المجمل وللإنصاف حضاريا برغم ما شابه أحيانا من تلويح وتلميح..!!
ربما اعتبروه (قرصة ودن) عيار 125مللم..!!
أو مجرد تعارف..
لكن من المؤكد أن هذه الفرصة النادرة بالنظر إلى ما سمعت من حكايا وقصص كانت من حسن طالعي ،أو تقديرا لكبر سني ،وقد لا تتاح لغيري بالضرورة..!!
غادرت المكان بعد ساعتين وروحي تتمتم في صلاة الحمد لله ..أخذت نفسا عميقا من هواء البحر مرة ثانية،وعدت إلى منزلي ،وأول ما شاهدت أم العيال قلت لها : في عرضك...أبوس ايديكي ..بلاش تحكي في الغيب مرة ثانية..هالمرة ربنا ستر.. ومش كل مرة تسلم الجرة..!!))

انهى الشيخ الكلام بعبارة هي مسك الختام تصلح للصالحين منا ،و اولاد الحرام (الدول تدول ،والممالك تزول لكن الكلمة باذن الله لها البقاء ،والهراوة الى فناء )..!!






#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محلك سر..!!
- أرجوكم..لست مجنونا..!!
- يا ااااااا.. أسفي..!!
- وجهة نظر..!!
- زوربيحة..!!
- عال..يازمن ترامال..!!
- احا..احا..لا تتنحى..!!
- تحيا حماس.. يحيا عباس..!!
- وليكن ما يكون..!!
- يعيش نتنياهوووووو.!!
- ليس دفاعا عن عباس..!!
- محمد وطوني وشلومو..!!
- راجع الى نبع المواجع
- صائم..في حرب العمائم..!!
- بين السخسخة والمشيخة..!!
- لله..يا مسلمين..!!
- عشماوي ممنوع..والعتب مرفوع..!!
- جنوب أم قرص..!!
- قرفان ..في حزيران..!!
- انفلونزا البطيخ..!!


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - كابوس