مرة أخرى مع قاموس حماس.... الحسم

طلال محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مرة أخرى مع قاموس حماس، وسحر الكلمات في سياسة الشؤون، شؤون الأفراد والجماعات والأوطان. استوقفني هذه المرة مفردة "الحسم "، كلمة خفيفة على اللسان ثقيلة في ميزان الدلالة والجدان. لقد أدركت بعد أكثر من عامين على الانقلاب الحزيراني في غزة، آسف الحسم، الدلالات البالغة، والمقاصد العظيمة التي تقف من وراء إطلاق هذه المفردة. إنها فلسفة ومنهج عمل، إنها صيرورة ومسيرة فعل على الأرض.

لقد تبين لي أن الحسم هو مسيرة استرداد الحق من مغتصبيه، استرداد المؤسسة والوظيفة والسيارة والرتبة إلى أصحابها الأصليين، أصحابها الذين انتخبهم الشعب حتى يكونوا أمراء للبلاد وليس مجرد نواب، وفي خيراتها الكثيرة ينعمون، وليس على خيراتها يحرصون.

والحسم هو مسيرة بناء الإمارة على حطام الشعب وقضيته الوطنية، تلك الإمارة التي حلم بها حسن البنا منذ عشرينات القرن الماضي. صحيح أنها إمارة تحت الاحتلال، فهذا لا يضير، فمصر كانت دولة تحت احتلال الأصدقاء من الإنجليز زمن الملك صديق البنا وحبيبه.

الحسم هو رسالة بالغة للغير الفلسطيني، أن زمان أول حول، فلا سلاح إلا بالقدر الذي تسمح به مشيئة الوالي، ولا مقاومة إلا كما يراه حفظه الله ورعاه راشدة واعية فاهمة لقواعد اللعبة الجديدة!!!.

الحسم هو رسالة بالغة للجار اليهودي، أن ما كان في الماضي ذهب مع الماضي، فدعونا أن نتصرف كجيران جيدين بعيدا عن أعين الآخرين من الفلسطينيين، فلا بأس لأن تكون هدنة، ثم حربا تخطئنا وتصيب الأغيار، فهذه الدنيا خلقت كي يسودها من اختارهم الله من أمثالنا وأمثالكم، أما أولئك فلا نصيب لهم إلا ضنك العيش، وسوء المنقلب.

الحسم هو عملية مستمرة، فكل يوم يوجد حسم، حسم للأفراد، وحسم للجماعات، وحسم للتنظيمات، وحسم للمؤسسات، وحسم للجمعيات الخيرية، فكل يوم لدينا حسم.

والأهم من ذلك كله، حسم للأسعار، بمعنى إطلاقها من عقالها، وتركها ترتفع أكثر فأكثر، والمواطن يركض وراء لقمة العيش فلا يكاد يدركها، والمهم أنه لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة، فالحسم من أمامه والحسم من ورائه، فما عليه إلا السكوت، والسكوت حكمة كما يقولون.

والحسم هو حسم للمصالحة الوطنية، فلا مصالحة بعد اليوم، أسمعتم أيها المتشدقون بالمصالحة الوطنية، لقد قالت لكم حماس قولتها الممهورة بدماء الشعب الفلسطيني منذ يوم الحسم 14/6/2007، هذا اليوم يوم الحسم، ألا تعقلون.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل