أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - إفتعال أزمة - الفكة - لن تُنقِذ - نهج التأزيم - بطهران من التفكك؟















المزيد.....


إفتعال أزمة - الفكة - لن تُنقِذ - نهج التأزيم - بطهران من التفكك؟


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 19:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إفتعال أزمة " الفكة " لن تُنقِذ " نهج التأزيم " بطهران من التفكك؟!
محمود حمد
الأزمة ..كما يصفها المختصون بعلم المخاطر( هي النقطة الحرجة، واللحظة الحاسمة التي يتحدَّد عندها مصير تطور ما، إما إلى الأفضل، أو إلى الأسوأ) وتؤدي إلى إذكاء درجة التهديد والإكراه..وغالبًا ما تمهد الأزمات الى الحروب، ولكن ليس كل الأزمات تؤدي بالضرورة إلى الحروب..إذ تسوّى الأزمات ـ غالباً ـ سلميًا أو تجمّد أو تهدأ لفترة ما!..وتعقب الازمات الكوارث عادة ..وهي وليدتها لكنها تمهد لكوارث أشد فتكاً..ومما يرجح تفاقم الأزمة بين بلدين وتحولها الى حرب بينهما هو:
مطالبة دولة ما بتغيير الوضع القائم بينهما بالإكراه ، مما يهدد مصالح أو سياسات البلد الآخر ، ويُجبره على مقاومة ذلك النهج الإبتزازي بالوسائل السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية!
ولأن العراق مازال يعيش تداعيات كارثة الاحتلال وهشاشة تجربة التعددية السياسية فإن البيئة ملائمة لتشَكُّل ، او إفتعال ، اوتَفَجُّر أزمات متنوعة..وتصعيدها ..ان لم يتصدى لها ـ العقلاء من الجانبين ـ لمعالجتها بالوسائل السلمية التي تحفظ دماء ومصالح طرفي الأزمة!
والحكومة العراقية مدعوة لاحتواء الأزمة وإدارتها بالإمكانيات المتاحة ، بإستخدام مزيج من أدوات المساومة – الضاغطة والتوفيقية – بما يحقق أهداف الدولة ويحافظ على مصالحها الوطنية ..لان إدارة الأزمة تعني: " العمل على تجنب تحوّل النزاع بين البلدين حول قضية ما إلى صراع شامل، بتكلفة مقبولة، لا تتضمن التضحية بمصلحة أو قيمة جوهرية "
والخطوة الاولى الضرورية في هذا الميدان هي وضوح ووحدة الموقف الوطني من الأزمة بالإستناد الى عدالة القضية ..
يقول الدكتور علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية:" نحن متأكدون مئة بالمئة بأن هذا الحقل النفطي ـ فكةـ والذي هو حقل منتج من ضمن مجموعة حقول يربو عددها على 10 حقول وإن الحقل رقم 4 هو جزء من هذه الحقول والتي تم حفرها بعد إتفاقية الجزائر عندما كانت هنالك علامات ترسيم الحدود وقد حدث ذلك بعلم الحكومة الإيرانية”
وردا على سؤال إعلامي:
ولكن الحكومة الإيرانية تقول بأن هذه المناطق في داخل أراضيها وإنها تعود لها؟
يجيب الدكتور الدباغ:
"إن المعتدي دائماً يبرر خرقه بهذه الطريقة وإن الحكومة العراقية لديها من الوثائق ، التي مفادها بأننا قد قمنا بحفر هذا البئر بعد ترسيم العلامات الحدودية..لقد قمنا بحفر البئر في أراضٍ داخل العراق وهذا ما يعرفه تماماً الجانب الايراني..!"
ويتساءل الجميع..
لماذا إفتعلت ايران أزمة " الفكة " في هذا الوقت؟!
لأن النظام الايراني يتعرض لضغوط داخلية واقليمية ودولية شديدة ومتواصلة ومتراكمة منذ سقوط الشاه عام 1979 ،وإشتركت وتشترك تلك الأطراف الضاغطة مع النظام الشمولي الحاكم في طهران بخنق المواطن الإيراني وإستلابه فرص الحياة المدنية التنموية الكريمة التي يستحقها!
وتختلف مصالح الانظمة والقوى الدولية والاقليمية والمحلية التي تستهدف الإطاحة بالنظام الايراني او إضعافه، فمنها:
ماهو ـ دولي ـ معادٍ لمصالح وتطلعات الشعب الايراني وشريك في الماضي الإستعبادي في زمن الشاه ..
وآخر ـ إقليمي ـ يتوجس خيفة من إمتداد شَرَرْ الحراك الشعبي التغييري الى أذيال ثوبه..
وثالث ـ محلي ـ ضحية الإقصاء الذي فرضته دولة ـ ولاية الفقيه ـ على قوى التحرر والديمقراطية التي ناضلت أكثر من نصف قرن للخلاص من نير دولة السافاك الشاهنشاهية!
واذ تمر ايران ـ اليوم ـ بمنعطف تأريخي ناجم عن تفاقم التناقض الموضوعي بين تنامي إحتياجات وتطلعات الشعب الايراني للحرية والتنمية والسلام ـ لنفسه وللعالم ـ وبين الدولة الشمولية الإستنزافية الإحترابية!
مع صعود جيل جديد من الحكام المتطرفين في طهران..المستأثرين بالسلطة..من محترفي صناعة الأزمات ، المحتمين بعباءة ولاية الفقيه ، الذين يتوهمون بأن ( سياسة حافة الهاوية ) كفيلة بإنتشال النظام من أزماته العميقة التي هي وليدة النظام ذاته!
وخشيتهم من نجاح تجربة التعددية والتداولية السياسية التي أعقبت غزو العراق وسقوط الدكتاتورية ـ رغم تعثرها ـ ، مما يهدد بتنامي الميل الديمقراطي داخل المجتمع الايراني نحو نبذ الدولة الشمولية المتأبدة!
الى جانب تدفق وحراك أجيال من دعاة التغيير الى حقول الحياة السياسية من:
1. الاصلاحيين المتدينين ـ المتمردين ـ تحت عباءة النظام.
2. التنمويين العلمانيين الخارجين عن طاعة النظام.
3. الديمقراطيين اليساريين المعارضين لوجود لنظام.
4. ضحايا الإقصاء والتهميش القومي والطائفي والديني الرافضين لتَفَرُّدْ قمة النظام بالسلطة المطلقة!
5. الشباب المتطلعين الى ماوراء جدران المواعظ الصلدة وأبجدية الموت لإطفاء توهج الحياة في نفوسهم!
6. أجيال النساء اللواتي أوهنهن الإرتصاف الى الخطوط الخلفية للحياة الهامشية!
7. "طبقات" المثقفين الذين ملؤوا الدنيا بإبداعهم وشغلوا الناس بفكرهم في كل زمان ومكان ، ويَُقبرهم الوعّاظ بدجلهم!
8. ملايين العمال والفلاحين الذين يديرون بِعَرَقهم عجلة التطور والرخاء ويحصدون العَوَزَ والفاقة!
9. ملايين الطلاب الذين أججوا شرارة الثورة في معهد العلوم التطبيقية قبل ثلاثين عاما ، وهم اليوم يلملمون حطب الموقد في قرارة السهل المتيبس!
لذلك يفتعل محترفو صناعة الأزمات ـ في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الصراع السياسي في ايران والعراق ـ بين الفينة والاخرى ويُنتجون فِخاخاً ( أزمات ) بهدف توريط الامريكان في مواجهات إستنزافية لـ:
• المتاجرة بها داخلياً بهدف توحيد قوى التطرف حولهم..لعرقلة قاطرة التغيير التي دارت عجلاتها في هيكل النظام ومفاصل المجتمع..
• ولإعاقة إندفاع المجرفة الحتمية لتفكيك النظام الشمولي ـ المُقتات على الأزمات منذ سقوط الشاه 1979 الى اليوم ـ والذي بدأ يعجز عن تبرير وجوده للشعوب الايرانية وللعالم .. بعد ان تفاقمت في احشائه التناقضات الداخلية الناجمة عن تعارض الطبيعة الحضارية المتنامية للفرد والمجتمع الايراني من جهة ، مع الكفن الفولاذي للنظام الشمولي الذي يُكَبِّل عقول ومصائر وتطلعات وطاقات المواطن والشعب الإيراني..
• ونتيجة تزايد إنزلاق الموقف الحكومي الايراني الرسمي بشأن الملف النووي الى منحدر التشدد بمواجهة العالم ..
• وتلبد غيوم الحرب الاقتصادية المُحكَمة ، المنذرة بصواعق عسكرية..
• ووعيد الدول المتنفذة بمزيد من خنق الاقتصاد الايراني الذي سيخسر فيه المواطن الايراني فرص حياته ومستقبل اطفاله..ونعمة الأمان التي افتقدها منذ اجيال..
مما سيعمق التناقض بين الشعب والسلطة ، وسيخلف مزيدا من التصدع في جدار الدولة الشمولية المُغَلَّفة بطلاء قُدْسي حال لونه بفعل ثلاثين عاما من وقوف الشعب الايراني وشعوب المنطقة على حافة الهاوية!
في ذات الوقت الذي تتسع فيه الهوة بين معظم كبار رجال الدين في قم والمدن الايرانية الاخرى ( كالراحل منتظري وصانعي ..وغيرهم ) المعارضين للسلطة المطلقة لـ ـ الولي الفقيه الإقصائيةـ لمخالفيه في الرأي..وبين الولي الفقيه وأركان حكمه المدججين بالتطرف والقسوة والسلاح..حيث يدعو معظم هؤلاء ـ الآيات ـ الى إعادة النظر بسلطة الولي الفقيه ، التي تتحمل مسؤولية الكوارث التي شهدتها وتشهدها ايران على مدى ثلاثة عقود!
وحيث تتفاقم المعارضة داخل قمة وسفح وقاعدة السلطة الدينية الحاكمة ، وخروج رموز أساسية منها على طاعة الحكومة المدعومة من الولي الفقيه..كالشيخ رفسنجاني الذي يُعْرَفْ بـ ـ عَرّاب ـ الرؤساء في ايران ، والذي كان بالأمس من وراء إعتلاء السيد خامنئي لأعلى سلطة في ايران..والرئيس محمد خاتمي والشيخ كروبي رئيس مجلس الشورى الأسبق والمهندس مير حسين موسوي رئيس الوزراء السابق والدكتور ابراهيم يزدي اول وزير خارجية بعد الإطاحة بنظام الشاه!
مع تعمق وتصاعد واتساع الأزمة السياسية في جميع أنحاء ايران حول شرعية الحكومة ( بعد الانتخابات الرئاسية )..وإنضمام قوى ورموز دينية وسياسية وفكرية وثقافية واقتصادية اليها تدعو للسلم الاهلي ، والتنمية المستدامة ، والتعايش الآمن مع الجيران والعالم، خلاف النهج الذي يندفع به السيد أحمدي نجاد وحلفائه من قارعي طبول الحرب!
فيما تتمادى حكومة السيد احمدي نجاد في قمع المخالفين لها بالرأي بوحشية ، وبشكل سافر ، والتشهير بهم ، وإقصائهم..رغم كونهم جزءاً من مؤسسة ـ دولة ولاية الفقيه ـ ويعارضون حكومته تحت خيمة عاشورا!.
وتشير تطورات التحرك الشعبي الواسع الى تجاوز المطالب الشعبية لشعارات المعارضة الخضراء الاصلاحية ( التي كانت تسعى لترميم النظام من داخله)..الى المطالبة بتغيير جوهر النظام (رفض سلطة ولاية الفقيه ) و(الطعن بشرعية ـ الانتخابات ـ التي جاءت بحكومة السيد احمدي نجاد)!
• بعد ان عجزت السلطة الايرانية عن حل المشكلات القومية والثقافية والمعاشية مع مكونات الشعب الايراني من الكرد والعرب والبلوش والأذريين ، ومع الطوائف المذهبية والدينية كالسنة والبهائيين والزرادشتيين!
• وفشلت في معالجة الازمة المعاشية ، واخفقت في الحد من إنتشار البطالة وخاصة بين الشباب وبين سكان الأرياف ، مما ادى الى إختزان وتراكم أزمات معاشية تُنذر بإتساع الإنفجار المجتمعي ( إذا ما تسللت الى مكامن تلك الازمات المتيبسة شرارة الرفض التي إندلعت ـ ومازالت تتوهج ـ عقب الانتخابات الرئاسية الاخيرة )!
• مع مخاطر إنحسار مساحة الحياة المدنية ـ بمعناها الشامل ـ نتيجة سياسة عسكرة الوعي والحياة والإنتاج والسلوك، وإستنزاف الموارد والطاقات بمشاريع التأهب للحرب الأبدية المقدسة!..على حساب متطلبات الحياة اليومية اللائقة للفرد والمجتمع في عموم البلاد.
• وبروز تداعيات تسلط ـ وعّاظ السلاطين ـ على الحياة العلمية والاكاديمية والثقافية ، وتهميش دور المثقفين والاكاديميين والمفكرين ، مما خلق فجوة وجفوة بين السلطة من جهة وبين القوة البشرية المعرفية المبدعة للشعب ، المؤهلة ـ وبالتحالف مع عشرات ملايين الفقراء ـ لبناء الدولة المتمدنة وإذكاء طاقات الشعب الواعي المُنتج!
• وبعد ان فشلت فيه الحكومة في الحد من انتشارالاوبئة الاجتماعية ، كتعاطي وتداول المخدرات ، نتيجة لفشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية في تطبيق الخطط التنموية التي تستقطب الشباب الى طريق العمل المُنتِج ، بديلاً عن المواعظ التي تتوعد الجياع والحفاة بحساب القبر!
• مع تردي المستوى الحضري والخدمي في المدن الصغيرة والقرى ، وإتساع الفوارق بين سكان الاحياء الميسورة في المدن الكبيرة ،وبين أحزمة الفقر حول المدن وفي القرى البائسة ، مما يشكل أحد عوامل النزوح الى المدن الكبيرة ونشوء مجتمعات عشوائية معبأة بالضيم والكراهية والتخلف والتطرف ، والتي تُشَكِّلْ اليوم مصدرا للقوة الأساسية التي تدعم نهج المتطرفين ..لكنهم لايدركون إنها سريعة الإستدارة والتَنَكُّرلهم ، والإصطفاف مع خصومهم ( إذا نجح هؤلاء الخصوم في مخاطبة تلك القوى المُعدَمة بأبجدية المظلومية التاريخية ، ومرارة الحاجات اليومية..التي وحَّدَت الملايين خلف الامام الخميني من قبل)..
كما ان النظام في ايران إضافة لتك العوامل الداخلية الضاغطة ، متخبط بمحيط مأزوم شارك هو في إنتاج بيئته المضطربة وخَلْقِ أزماته، تلك الازمات التي توارث قسم منها من نظام الشاه ، في وقت كانت تتوفر فيه بعد سقوط الشاهنشاهية ، الشروط الموضوعية لقيام بيئة تعاون وتفاهم وتسامح وتنمية مشتركة ـ لم يستثمرها النظام ولا أنظمة المنطقة ـ بعيداً عن لغة الإحتراب ونهج الإبتزاز وسياسة الإستلاب والتوسع على حساب الغير!
فالعلاقات مع العراق مثخنة بالجراح ، ومليئة بالالغام الخفية والمكشوفة..ويكتنفها التدخل السافر بالمال والسلاح والدجل..ويتجلى التناقض في:
• معارضة المرجعية الشيعية العليا في النجف الاشرف لدولة ولاية الفقيه ودعوة ـ مرجعية السيد السيستاني ـ الراسخة للدولة المدنية التعددية التي تحترم حقوق الجميع ويشارك بها الجميع.
• تورط ايران في تسعير الخلافات بين القوى السياسية العراقية من خلال تقريب او إحتواء بعض السياسييين منهم ، وإبعاد وإقصاء الآخرين عن العملية ـ الدبلوماسية ـ الإيرانية ذات الوجوه واللغات المتعددة المتفشية في جسد الدولة العراقية!
• رفض معظم احزاب الاسلام السياسي ( الشيعية ) المنخرطة في العملية السياسية الدستورية لنمط ـ دولة ولاية الفقيه ـ ، ونأيها بنفسها عن سياسة حافة الهاوية التي يمتطيها النظام في ايران قبل وبعد سقوط الشاه.
• خشية معظم احزاب الاسلام السياسي ( السنية ) من التدخل السافر للنظام الايراني بالشأن الداخلي العراقي، وتبرير البعض منها لنهج الاستقواء بالجوار العربي الطائفي السني بتلك المخاوف.
• معاناة ملايين العراقيين في جنوب ووسط العراق ( وغالبيتهم من الشيعة ) من الضمأ وجفاف أراضيهم بسبب قرار حكومة طهران بقطع شرايين المياه القادمة من ايران عنهم.
• إستغلال ضعف الدولة العراقية ـ الطارئ ـ قبل وبعد الإحتلال لمزيد من إستلاب المياه واليابسة العراقية، وفرض الامر الواقع بالإكراه!
• الاعتداء المسلح المتكرر على القرى العراقية في كردستان العراق، وسقوط العديد من الشهداء من ابناء تلك القرى الآمنة ، وتخريب ممتلكاتهم ، مما اضطرهم للنزوح منها وترك قراهم ومصادر عيشهم خوفا على حياتهم !
• التجاوز المسلح المتكرر على سيادة الاراضي العراقية على إمتداد الحدود ، وليس أولها إحتلال البئر الرابع في حقل الفكة ولن يكون الأخير!
• الإعتداء على الصيادين العراقيين وتهديد مصادر رزقهم في شط العرب وشمال الخليج العربي، وهو نهج إتبعه نظام الشاه وواصله نظام ولاية الفقيه بعده ( في عام 1970 اختطف السافاك اثنا عشر صياداً من ابناء الفاو وأعدمهم بدعوى التسلل!!!؟) و(في عام 2008 أطلق افراد الحرس الثوري النار على مجموعة من الصيادين العراقيين في ذات المنطقة واستشهد عدد منهم ..وماتزال مناطق الصيد التقليدية لفقراء الصيادين العراقيين هناك مصائد للموت!).
• التدخل بالساحة السياسية العراقية تنظيمياً واقتصادياً وعقائدياً وسلوكياً..والسعي لفرض ـ النموذج الايراني للسلطة ـ على إرادة غالبية العراقيين.
• التورط في دعم الميليشيات الطائفية المتطرفة بالسلاح والمال والتدريب والتضليل!
• التعامل الانتقائي مع اتفاقية الجزائر 1975 الإذعانية التي وقعها صدام مع شاه ايران ، والتي تنازل بموجبها صدام عن سيادة العراق على مياهه وأرضه لقاء اغتيال الحركة القومية الكردية بقيادة المرحوم الملا مصطفى البارزاني!
• التستر على عمليات تسلل الإرهابيين من تنظيم القاعدة وغيرهم القادمين من افغانستان الى العراق لاشاعة الموت والخراب في حياة ووطن العراقيين ، والسكوت على تسلل الارهابيين الانتحاريين من وراء حدود حليفهم النظام السوري لتفجير الاسواق والشوارع والمدن العراقية!
وفي المحيط الاقليمي تَتَّقِد المجامر ويفور التنور على سعير الخطب الحربية للرئيس احمدي نجاد وأركان حكمه..فـ:
• تستجير الإمارات العربية المتحدة من إستخفاف السلطات الإيرانية بشرعية إنتماء الجزر الثلاث ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى ) الى البر الوطني الإماراتي .
• تتوجس السعودية خيفة من النوايا المضمرة لجارتها الممتدة على طول الساحل الشرقي للخليج ، وتلوذ بالصمت تارة وبالصخب تارة اخرى ، وثالثة تتوعد ـ المتطاولين عليهاـ..مما أفقد العلاقة بين البلدين الثقة والثبات والإستقرار ، وأفقد المنطقة الأمان والتنمية المستدامة!
• تصطخب الاصوات في قمة السلطة السياسية في طهران بين الفينة والاخرى تتوعد بابتلاع البحرين كـ(جزيرة ايرانية) فيلوذ النظام البحريني بالاسطول الخامس الامريكي رغم رفض غالبية الشعب البحريني للتهديد الايراني وللحماية الامريكية في ذات الوقت ، وتمسكهم بسيادة واستقلال وطنهم!
• تقف الكويت مذعورة من الألغام السياسية الطائفية التي تتفرقع تحت سطح الحياة العامة فيها،وتضطرب الأسواق السياسية والأقتصادية مع إصطخاب الشاطئ الايراني المقابل من الخليج الذي لم يشهد الهدوء منذ ثلاثة عقود!
• تتلظى سلطنة عمان على مجمرة التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز وقطع شريان البترول للعالم ، وتناور حكومتها بحكمة المُضْطَّر الى تنفيس الأزمات الواحدة تلو الاخرى ،وتدفع من مساحة إطمئنانها الوطني ثمناً لذلك التهديد القادم من خاصرة المضيق المقابلة!
• تلتبس على الافغان صورة الواقع وملامح المستقبل من جرائر أفعال الجار الغربي المسلم الذي سَهَّلَ الغزو الامريكي ويشتم الشيطان الاكبر!
• تصاب الدولة الباكستانية بالصداع من فرط جعجعة جارتها ـ الثورية ـ دون طحين يذكر!
• يئن اللبنانيون تحت وطئة ( روح الله ) التي تستريح حيث تُقصى الدولة الوطنية فوق الارض اللبنانية!
• يتململ النظام المصري من قسوة التدافع الايراني في الخليج والشرق الاوسط التي تسعى لتحجيمه وحشره والتخاشن معه داخل حدوده الاقليمية!
• يتكئ الترك على الناتو ويشدون قبضتهم مع الاوربيين ويحثون الخطى مع الاسرائيليين ويشاركون العرب بعض منافع التبادل التجاري القلق..ويلوحون بإستحياء للإيرانيين خشية من نواياهم لملئ الفراغ المتزايد الذي خلقته فوضى رامسفيلد الهدامة في المنطقة!
ويستحكم الحصار الدولي قبضته حول عنق النظام الايراني رغم إدعائه بوهن تلك القبضة على فرائصه..كما كان يدعي صدام !
• فالملف النووي يوشك ان يتحول الى مصيدة للنظام كما كانت ـ اسلحة الدمار الشامل ـ وَبالاً على نظام صدام!
• والحصار الاقتصادي منذ عام 1979 أفقد الشعب الايراني العاشق للمعرفة والعلوم والآداب والفنون فرصاً لاتعوض للمشاركة في صنع حضارة الإنسان..وهو الشعب الذي كان شريكا في نشوء حضارة الإنسان على الارض!
• والتورط بدعم المنظمات المتطرفة في أكثر من بلد يستنزف موارد الشعب الايراني ، ويستعدي قوى دولية وإقليمية كثيرة ، وجَرَّ البلاد الى مزالق المواجهة التي تُضَيِّقْ من الخناق على لقمة عيش المواطن ، وتُفقده قدرته على النفاذ من كابوس العزلة ، وتجعله طعما لإبتزاز السلطة في الداخل ، ونوايا المتربصين لمصالح المواطن والوطن الإيراني في الخارج.
• وأقحمت سياسة التدخل بالشؤون الداخلية للدول الاخرى المواطن والشعب الايراني الى دائرة الشك والنفور الشديد الوطئة على مختلف قطاعات الاقتصاد الايراني ، وعلى وتائر نمو رأس المال ، وقيًّدت حركة رجال الاعمال ، وأعاقت إنتقال العمالة البسيطة التي راحت دول المنطقة وبلدان العالم تتجنب التعامل معها خشية إرتباطها بمخابرات ونوايا النظام الايراني التوسعية المعلنة او المضمرة!
• ساهمت سياسة الخطب الرنّانة المجوفة لافتعال التوتر مع "اسرائيل" في تأليب قوى واسعة في العالم على الدولة والشعب الايراني ، دونما تحقيق لاي من مصالح الشعب الايراني او مكاسب للشعب الفلسطيني الذي تدعي تلك الخطب وخطباؤها دعمهم له!
وبناء على هذه العوامل وغيرها كان لابد للمجموعة الحاكمة في طهران ان تبحث عن مخرج من المأزق (الذي شاركت هي في صنعه ، والذي يهدد مصير ايران والمنطقة) تأوي اليه ليعصمها من الغرق!
فوجد محترفو صناعة وتصعيد الازمات في إفتعال أزمة التجاوز على حقل الفكة النفطي في محافظة ميسان( دون التفكير في مدى قدرتهم على إدارتها والتحكم بمفاجآتها وتداعياتها ونتائجها )..مراهنين على:
• استغلال التورط الامريكي في افغانستان وحاجتها لسحب قواتها من العراق للضغط عليها لحلحلة الملفات الضاغطة على النظام الايراني كالملف النووي الذي أوشك ان يلتف حول عنق النظام ، رغم استكباره بالقدرة على تركيع ( الشيطان الاكبر وحلفائه)،لانهم يعتقدون ككل الطغاة انهم منتصرون حتى على جماجم الملايين من الشعب طالما إستداموا على عرش السلطة!
• اختبار مدى جدية التزام امريكا في تنفيذ بنود الاتفاقية الامنية مع العراق التي تنص في احد بنودها على مايلي:(عند نشوء أي خطر خارجي أو داخلي ضد العراق أو وقوع عدوان ما عليه، من شأنه انتهاك سيادته أو أستقلاله السياسي أو وحدة أراضيه أو مياهه أو أجوائه، أو تهديد نظامه الديمقراطي أو مؤسساته المنتخبة، يقوم الطرفان، بناء على طلب من حكومة العراق، بالشروع فوراً في مداولات ستراتيجية، وفقاً لما قد يتفقان عليه فيما بينهما، وتتخذ الولايات المتحدة الاجراءات المناسبة، والتي تشمل الاجراءات الدبلوماسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو أي اجراء اخر، للتعامل مع مثل هذا التهديد.....). فان تدخلت الولايات المتحدة عسكريا فان النظام الايراني قد تخلص بالموت من صرير الخوف من الموت الذي طال امده!، وان لم تتدخل حصل على جائزة العصر الدعائية بعجز امريكا عن تنفيذ اتفاقيات الدفاع عن حلفائها أمام إرادة النظام في ايران وستنفتح الأبواب واسعة أمام النظام الايراني لإبتزاز جميع حلفاء أمريكا في المنطقة!!!
• مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية وإصرار النظام الايراني على التدخل بإرادة العراقيين الإنتخابية ـ لإحراج وإضعاف تيار رئيس الحكومة السيد نوري المالكي غير المرضي عنه من القيادة الايرانية! ـ بعد أن أوغل النظام الايراني في التدخل في أمنهم وإقتصادهم ومشاعرهم وإرادة بعض كبار السياسيين الموالين لإيران فيهم!
• استغلال ضعف القدرات العراقية الوطنية على مواجهة التهديدات الخارجية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق ، والتوهم بالقدرة على إبتزاز الحكومة العراقية وفرض إتفاقيات إستلابية عليها!
لكنهم أغفلوا منطق التاريخ الساطع والحتمي القاضي بفرض إرادة الشعوب العادلة على نهج الحكام الدكتاتوريين المغامرين:
• فالشعب الإيراني قد تجاوز حاجز الخوف من إستبداد وقسوة أجهزة القمع..وينتشر رسيس الحرية في هشيم الدكتاتورية في المدن الواحدة تلو الاخرى..وتتبدد يوما بعد آخر قداسة السلطة الشمولية..ويتزايد عدد دعاة التغيير في قمة وسفح وقاعدة السلطة..وينخرط ملايين الشباب والنساء في التيار السلمي لإعادة بناء وطن الرخاء التنموي الديمقراطي المستقل..على أنقاض دولة الأزمات والتفقير والنحيب!
• والشعب العراقي رغم وحشية وفوضى الإحتلال ، قد إستعاد إرادته ، وإختار نهج التعايش السلمي مع جيرانه، لكنه لن يفرط بذرة تراب او قطرة ماء من وطنه..
كما يجب الحذر من دعوات ونوايا قارعي طبول الحرب،لأن الشعبين قد تحملا أهوال الفواجع على مدى ثمان سنوات من الحرب العبثية المدمرة،التي راح ضحيتها ملايين الشباب بين قتيل وجريح ومعوق ومفقود وأسير، وتركت البلدين ـ الغنيان ـ يئنان تحت وطئة الخراب والإفلاس والإحباط!
فإن أعظم خطط حماية الوطن هي تلك التي تحقق أهدافها دون إراقة قطرة دم واحدة!..
وإن إفتعال أزمة " الفكة " لن تُنقِذ " نهج التأزيم " بطهران من التفكك؟!



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحفيون العراقيون ..ونواب - النَزَعْ الأخير-!؟
- في أربعينية ( شاعر الحرية والسلام ) علي جليل الوردي..
- حذار من.. -الناخب المتخلف- و -المرشح المتطرف-!؟
- -الإبتزاز- في قمة السلطة..نهج خطير أفضى ويفضي الى الكوارث!
- المتحاصصون يُجبَرون على إحتساء “الديمقراطية “ساخنة!؟
- لماذا تخشى -الأكثرية- المتحاصصة صوت -الأقلية- الديمقراطي؟!!
- صناعة - التخويف- من الآخر..إستراتيجية المتطرفين لتخريب الانس ...
- مأزق المتحاصصين أم أزمة انتخابات ؟!!!
- - المتحاصصون - يقتسمون الغنائم قبل نفيرالانتخابات!؟
- هل بإمكان - العملية السياسية - في العراق إنتاج برلمان- ديمقر ...
- لماذا تندثر النقابات في صخب الانتخابات؟!
- إنزعوا الألغام من عقولكم ..تخلوا الشوارع من المفخخات والدماء ...
- إنطفاء الشاعر علي جليل الوردي في غربة الوطن!
- لا..ل - مندوبي أمراء الطوائف -..نعم..ل - نواب الشعب -!!!؟؟؟
- إنحلال - دولة أمراء الطوائف - ..وعسر نشوء - دولة المواطنة - ...
- مشاريع الحركات والاحزاب -الطائفية-..نقيض-دولة الوطن والمواطن ...
- اسئلة ( تنموية ) الى رئاسة مجلس النواب ووسائل الاعلام
- عاجل..سقوط طائرة زعماء العراق في حادث مفجع!؟
- القائمة المفتوحة والنوايا المغلقة!؟
- الصحافة لاتكذب ..فلا توئدوها!؟


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - إفتعال أزمة - الفكة - لن تُنقِذ - نهج التأزيم - بطهران من التفكك؟