أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر محمد القيسى - هل انتهى عصر الابداع















المزيد.....

هل انتهى عصر الابداع


منذر محمد القيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 20:39
المحور: الادب والفن
    


منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الانسان على وجه هذه الارض وهو فى سعى حثيث لاستخدام كل طاقاته وقدراته فى خلق مناخات ملائمة واسس تدفعه نحو الرقى.وعلى هذا الاساس تشكلت اولى المجتمعات البشرية المحمية .والتى وفرت اولى اسس الرقى وهو الشعور بالامن وطرد المخاوف المباشرة التى كانت تواجه الانسان .واتاح ذلك له القدرة على التفكيرواعمال العقل فى انشاء المدن وابتداع وسائل للزراعة لم تكن معروفه .واستغلال الموارد المتوفرة فى تدعيم وضعه الجديد ,وكل ذلك ينصب فى سياق التطور الفكرى للانسان وعلاقته باخيه الانسان وعلاقة الانسان نفسه بالعالم من حوله .كان الانسان يخشى الصواعق التى تنهال عليه فى ايام الشتاء .ويخاف من النار التى تنشا بسبب تلك الصواعق .حتى انه عبدها لتجنب غضبها واستمالتهاالى جانبه .لكنه حين اكتشف انه قادر على ابتداع وسائل الحصول عليها تجاوزها .وبدا فى البحث عن وسائل تمكنه من السيطرة عليها واستخدامها لشؤؤنه الخاصة .وهكذا بدات بالظهور وبشكل تدريجى ومتواصل امكانات الانسان الابداعية وتنوعت تلك تلك الامكانات ومجالاتها .وبعد ان توفرت له مقومات الاستمرار والحماية انطلق فكره نحو افاق جديدة فرضتها الحاجه اليها .فبدا بوضع القوانين والتشريعات التى تنظم العلاقات بين مختلف الجماعات البشرية .والتى تطورت الى اولى اشكال الدولة .وكان لتحقيق الوفرة الغذائية والتوسع الافقى فى انشاء التجمعات السكانية والمدن .وبحث الانسان المستمر عن وسائل جديدة تمكنه من السيطرة على الموارد .دافعا اخر الى ابتكار وابتداع حاجات جديدة ,فتطورت وسائل الدفاع لديه والتى لم تكن ممكنة دون التعدين .واصبحت المعرفة والتعليم جزء اساسى من قيم تلك المجتمعات .لتوفير كادر يستطيع توفير احتياجات تلك المجتمعات من وسائل الحماية .وتنوعت على اساس ذلك المنطلقات الاساسية نحو الفكر بصورته الاولية وما تبعها من نشوء الاراء والفلسفة .والبحث عن وسائل تقى افراد تلك المجتمعات من الامراض التى كانت تفتك بهم .وغيرها من العلوم الاولية والتى تعتبر جميعها نتاج لابداع الفكر الانسانى .ونشاءت الفنون بمختلف انواعها .والتىكانت ولازالت تعبر عن مدى رقى تلك المجتمعات .اى ان الحاجة الى اسس فكرية تدعم التطور المادى كانت ولازلت عماد الحضارة البشرية منذ نشوءها ودون الخوص فى العلاقات التى نشاءت لتنظيم التعاملات المادية بين الافراد والجماعات المختلفة كان للكتابة بشكلها الاولى ابداع بشرى سبقه اولى خطوات التدويين من رسومات على جدران الكهوف والبحث عن مكونات بيئية بسيطة تحاكى الالوان التى كانت عليها الموجودات فى رغبة كامنة نحو النزوع الى الكمال فى الصورة ومنح التعبير التصويرى قيمة حيوية تعبر عن بنيته وكان لهذا الابدع الانسانى رغم بدائيته اثره فى خلق اجواء من التخاطب والتعامل وبدايات نشوء اللغة التصويرية والتى سادت لقرون عدة وهى واضحة للعيان فى اللغة الهيروغلفية القديمة وغيرها من لغات نشاءت فى العالم القديم قبل الانتقال الى الرموزوالاشكال المختلفة للتعبير عن التخاطب مابين البشر.وهنا يتبادر الى الذهن سوال . هل ان الابداع بشتى صنوفه حاجة بشرية ؟وللاجابة على هذا السوال لابد من معرفة الظروف التى احاطت بهذا الكم الهائل من الابداع البشرى فى كافة المجالات.فلقد كانت جميع حضارات العالم القديم والتى هى نتاج مرحلة من التطور الاجتماعى نتج عنها توزيع العمل داخل تلك المجتمعات .ونشوء نظام المقايضات بين الافراد ومن ثم بين التجمعات .والتى كان يجمعها كلها الانتاج االزراعى والتىادت بدورها الى نوع من الازدهار الاقتصادى .وتطور التوزيع الاجتماعى للثروة والعمل .وانقسام المجتمعات الى طبقات اجتماعية مختلفة وظهور الدولة باشكالها البدائية .هذه المراحل التى مرت بها المجتمعات البشرية .ادت الى اشباع جزء اساسى من الحاجات المادية لهذه المجتمعات (الماكل,الملبس,المسكن) والتىكانت ولازالت واكاد اقول انها ستبقى ضرورية لكى تستطيع المجتمعات المختلفة (فى مستوى الازدهار المادى) من تطويروعيها بالفن بشتى صوره كحالة ابداعية او السياسة او غيرها من المجالات ,وبذلك يصبح واضحا ان التطور الاقتصادى وما يجره من نمو وازهار واستقرار فى حياة الافراد والمجتمعات سيكون دافعا قويا نحو الانتقال الى جوانب اخرى هى جزء اساسى من الحياة الانسانية كالفنون والسياسة وغيرها .ذلك لان الانسان ومنذ ظهوره على هذه الارض ينزع نحو تامين حاجاته الروحية الى جانب حاجاته المادية .وما الفترات التى حققت بها الانسانية الاستقرار الا تلك التى استطاعت فيها تحقيق التوازن بين حاجاتها الجسدية والروحية .وتلك هى حالة النهوض للحضارت على مر العصور .وحاجة الانسان الى التعبير عن ذاته بشتى الصور والاشكال ستبقى مستمرة مثل حاجاته المادية .ولكن امكانيات التعبير عنها واشكال ذلك التعبير هى التى ستختلف من مكان لاخر ومن بيئة اجتماعية لاخرى .وحسب تنوع مصادر الاحساس الجمالى بالاشياء ومديات تلك المحسوسات فى اعطاء الفنان قدرات اضافية على التعامل معها.ومن هنا يرتكز الابداع على ان الانسان المبدع تنتابه احاسيس تجاه الاشياء من حوله تختلف عن تلك التى يراها الاخرون وهى ذاتها التى ستميزه عن الاخرين كونه انسان مبدع .يستطيع اضافة جمالية جديدة الى ماهو محيط بالاخرين .لاكما هى وبذلك يكون المبدع خارجا عن ماهو مالوف فى رويته للاشياء وتاثير الاشياء والاحداث من حوله فيه .فهو اساسا لايحاول ولايفكر فى ان يحاكى الموجودات الجمالية من حوله بقدر ما يستوعبها حسيا لينطلق فى عالم من الالهام والوعى لخلق حالة مغايرة .ورغم ان الاحساس بالاشياء يتفاوت من فرد لاخر.الا ان الانسان المبدع يستطيع بالحرية التىتعيش داخل نفسه ان يطبع الواقع بطابع جمالى لم يره الاخرون رغم فقره الجمالى احيانا او ثراءه.ويبقى تاثير العمل الابداعى لدى المتلقى وحتى الانسان المبدع نفسه عاملا موثرا فى النفس البشرية .فقد يعجب المبدع بما انجزه ويتفاعل معه بشدة وكانه يسمع به او يراه لاول مرة .كذلك المتلقى الذى يتفاعل مع العمل المبدع بانفعالية قد تغير الكثير من فهمه للعمل الفنى المطروح كموضوع يعيشه .وهنا تبرز مسالة مهمة وهى قدرة العمل الابداعى على المساعدة فى اعادة اكتشاف الذات الانسانية .وكلما كان العمل الابداعى على تماس مباشر من حيث الموضوع مع حالة المجتمع ومايدور فيه كلما كان تاثير المبدع كبيرا .فلقد كان للاعمال الابداعية بمختلف صنوفها تاثير عميق على توجهات المجتمعات البشرية وقدرتها على هضم الواقع والانطلاق نحو عوالم لم تكن يدركها من قبل .ولطالما ربما لهذا السبب كانت الاعمال الابداعية ملرادفة للجنون او الخروج عن المالوف .ولطالما عانى البدعون من انعزالية ذاتية مقلقة وصراعات نفسية عنيفة .لرقة احساسهم بما يدور من حولهم من احداث تاثروا واثروا فيها .وطالما كان الابداع الفنى ابنا لمجتمعه كان له الحظ الافر فى الاستمرار مادامت ادواته واساليبه متوفرة .ان الابداع الفنى كان ولايزال عملية مستمرة لهضم الواقع واعادة تشكيله على اسس جمالية وروحية جديدة .وهى لاتخدم المبدع نفسه بقدر ما هى محاوله لانتشال المجتمعات من الكساد الروحى والنفسى الذى تعانى منه والذى غالبا ما كان يقود الى شرور كثيرة .وكلما تقدم العصر كلما كان على المبدع وهو ابن بيئته ان يستخدم هذا التطور لمصلحته وتطويع ادواته لكى تكون قابلة على الاستمرار فى طرح كل ماهو جديد
منذر محمد القيسى
[email protected]



#منذر_محمد_القيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصب الحرية
- الوداع الاخير
- رجع بعيد
- هل يعبر الاعلام العربى عن العرب
- ذكرى امراءة
- صرخة تحت ضوء القمر
- النهر
- شوق
- ابا ثائر
- رحلة اخرى
- بقية اطلال
- بغداد


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر محمد القيسى - هل انتهى عصر الابداع