أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الدوائر المتداخلة














المزيد.....

الدوائر المتداخلة


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 14:26
المحور: الادب والفن
    


على حافاتِ الدوائر المتداخلة يحتسي كأسَ النهاياتِ،
يتدلّى مصدوعاً من حبالِ الهواءِ الممتزج برائحة البخور،

أنفاسُ الزاوية تُطبقُ أنيابَها،

الشموعُ البيض النابضة بالنور الشاحب قربَ الكيبورد
تتراقصُ في عينيه،
مثل شعاع بعيدِ وسط طريق موحلٍ
بين مستنقعاتِ الرغبة،

يلمحُ من خلال النافذة عبر الشارع الطويل قطةً
تقفز داخل الأيكة على الرصيف المقابل
هاربةً
من عجلات السياراتِ والدراجاتِ المارقةِ
مثلَ البرق،
بهديرٍ يتصدّعُ منه الأسفلت،

صراخٌ،
هديرُ العجلات في ثنايا الكيبورد،
رؤوسُ الكلماتِ تدوخُ بين أنامله،

كم رأسٍ تتدحرجُ داخلَ اللعبة؟

القطةُ الجميلةُ في الشقة الأعلى
تقفُ على حافة الشرفةِ
كلما خرج من العمارةِ،
تُحدّقُ في وجههِ بإمعانٍ ،
تُخرج عينيها من محجريهما،
تلقيهما في سواد عينيه بتضرع،
هي وحيدة مثلهُ،
ربما شعرتْ بطقطقات الكيبورد المتقطعة
كلّما استيقظتْ في الفجر،

ماذا يجولُ في رأسِها؟

الضجيجُ بركانٌ لا ينتهي .....

أذرعٌ تندفعُ من خلال الكيبورد،
دوائر متداخلةٌ
تجرُّ في دورانها ذاكرتَـهُ،
لتسيلَ في الوادي المُقدّسِ
نهراً.....
من دخان،

القهوةُ ممزوجة بالحليب،
أبيض يختلط بالأسود،
لم يكنْ يحبّ القهوةَ من قبلُ،
ومنْ بعدُ
أمسى زبوناً دائماً
في مهرجان أكواب السواد،

سوادٌ في كلِّ نواحي المدينة،
الحارات،
المحلات،
البيوت،
الغرف،
الملابس،
الأسرَّة،
الوجوه،
العيون،
الأفواه،
الأقدام،
الصحف اليومية،
المائدة المستديرة
الشارع الطويل،
حتى الأرغفة في التنور الصدئ،

السدرةُ وسطَ الدار دائرةٌ تدور كالمرجلِ
في القلبِ
من ايام طفولة الأناملِ والأوراق والأقلامِ
والليل الوفيّ
وسبعين عاماً،

يسألني عابرُ سبيل:
منْ أين أتيتَ؟
وإلى أينَ المسير؟

انقطعَ لساني في منتصف الطريق،

عيناكَ غابتان من النخيل
أم كوبان من القهوة المرّة؟

توقّف الكيبورد عن النطق،
بينما القلمُ لم يتوقفْ عن تخطيطاتِ دوائر الروح
ووجهِ أمهِ وكرةِ الكونِ المتأرجحةِ
بينَ قرني الثورِ في الأيام الخوالي،

السرُّ كلُّ السرِّ في الدوائر المتداخلةِ على الكرة الأرضية،

إجابة سريعة رجاءاً:
يقول الكيبورد،

الزمنُ يمضي والكراسي ثابتة في مكانها
بمسامير التاريخ المتحجّرِ، والمتقلّبِ
بينَ الفصولِ وحِمل الأكتاف،

اللسان آلةٌ من المطاط،
العينانِ قطعتانِ من الأثاث الرثِّ،
الرأسُ هي الذاكرةُ الضعيفةُ للكومبيوتر القديم
المرميّ تحت الكنبة المكسورة لتستندَ عليه،
الأصابعُ جليدٌ،
والرأسُ غابةٌ شاسعةُ الأنحاءِ،
موحشةُ الأرجاءِ،
مظلمةُ الأجواء،

لم يقلْ لهُ اللابتوب القابعُ بين أناملهِ
ماذا عليهِ أن يفعلَ الآن
في هذا الفجرِ
وليالي الحشرِ
في هذا العمرِ ،

توقّفْ!!
انتهى الشحن !


عبد الستار نورعلي
فجر الأثنين 17 أغسطس 2009



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الحوار المتمدن- وثماني شمعات محترقات!
- باراك اوباما وجائزة نوبل للسلام*
- القهقرى
- العرش والصولجان
- ياأيُّها الفردُ المحلِّقُ في المدى
- المسرح
- الشاعر العراقي جعفر المهاجر والالتصاق بالوطن
- ماذا تقولُ هوليرُ لنا؟
- وداعاً أبا وائل، ياس ناصر حسين!
- انفلونزا البشر
- المتطرِّف!
- العراق، ديمقراطية أم فوضىاقراطية؟
- تونسُ الحمّامات
- العراقيون شكّاؤون بكّاؤون. لماذا؟
- الدكتور عبد الخالق حسين ومعجزة القرن العشرين
- شُغفْتُ بما تقولُ هوىً مُراقا
- لا ثقة في السياسة الأمريكية، الاتصالات مثالاً
- الشاعر جبار عودة الخطاط و قصيدة (اليها)
- قالوا: تدلّلَ!
- الشاعرة نعيمة فنو وتشكيلية الشعر


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الدوائر المتداخلة