قضية كركوك وكتاب د. شاكر خصباك الكرد والمسألة الكردية القسم الثاني

علي منهل

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 14:02
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

يعتبر كتاب د. شاكر خصباك وثيقة تأرخية ، صدر في عام 1959، الأ أنه من الكتب ذات المضامين المهمة التي نحتاج اليها اليوم ، حيث يقو ل د. شاكر خصباك ان العراق دولة يسكنها اغلبية من العرب حري أن لا ينسى العراق أنه ليس دولة عربية وحسب ، بل هو دولة عربية كردية وأنه لابد أن يكون مهتما بالمثل بالقومية الكردية ما دامت الشركة عادلة بين العرب والكرد في هذا الوطن . وأعترافنا نحن العرب بالقومية الكردية يثبت بالبرهان الدامغ أننا شركاء في الوطن وأننا عراقيون اولا وعرب وأكراد ثانيا والجمع بين العرب والأكراد في دولة واحدة ليس بدعة من البدع، فهنالك كثير أمثلة كثيرة من الدول الغربية التي تتألف من أكثر من قومية واحدة ، وقد جمعتها في دولة موحدة مصالحها المشتركة ، وقامت علاقاتها على أساس المساواة وضمان الحقوق كل منها كاملة وأحترام كل قومية للأخرى . هذا مايقوله د.شاكر خصباك في كانون الثاني 1959 (ص6) وهو يعكس الفكر الثوري والتقدمي لهذا الرجل الأكاديمي ، وأذا رجعنا الى قضية مهمة ملتهبة قضية كركوك ، وهي من مخلفات النظام السابق، الذي أجرى تغيرات أدارية في المحافظات العراقية ، نجد في كتاب د. خصباك الذي صدر في خمسينات القرن الماضي يقول فيه (ص50) يقول فيه : كردستان العراق تتألف من اربع ألوية هي لواء الموصل وأربيل وكركوك ، كما تمتد في لواء ديالى فتشمل منطقة خانقين ومندلي وهذه الألوية تحتل القسم الشمالي الشرقي من البلاد . وبما أن الأكراد قوم جبليون فأننا نجدهم يتخلون عن مكانهم للعرب حيثما تبدأ السهول .لذلك فسكان السهول من لواء الموصل كلهم عرب ، وكذلك الحال من القسم السهلي من كركوك حيث يكثر العرب والترك . والواقع أن السليمانية وأربيل هما اللواءان الوحيدان اللذان يشتملان على أغلبية كردية ساحقة كما يظهر ذلك في الجدول التالي :



جدول يبين نسب السكان في الألوية الكردية (ص51)حسب أحصائية 1952

اللواء النسبة
السليمانية 100%
أربيل 91%
كركوك 52.5%
الموصل 35%


وهكذا يلاحظ ان كركوك منطقة ذات أغلبية كردية وأن حل مسألة كركوك يجب أن تكون بشكل سلمي ، وبعد سقوط النظام السابق لم تجد الأحزاب السياسية العربية والكردية الا السيد رائد فهمي من الحزب الشيوعي العراقي والوزير الحالي وعضو قائمة أتحاد الشعب لحل ، قضية كركوك وتنفيذ المادة 140 حول قضية كركوك وقد نجحت اللجنة التي شكلت لهذا الغرض برئاسة السيد فهمي لحل بعض القضايا المتعلقة بقضية كركوك وتقديم التعويض المادي و المناسب للعوائل المشمولة الساكنة في كركوك وعليها مغادرتها وهي جلبها النظام السابق لتعريب منطقة كركوك أن قائمة أتحاد الشعب تدعوا الى حل قضية كركوك حلا سلميا وديمقراطيا وبما يضمن حقوق المكونات الأساسية لمنطقة كركوك ، وأن أنتخاب أعضاء هذه القائمة في البرلمان القادم من قبل أهالي كركوك وشعب كردستان سيضمن بلا شك حل هذه القضية بشكل عادل . وأن ضم كركوك الى منطقة كردستان العراق من الناحية الأدارية لايعني تغيرا جغرافيا خطيرا فالتغير فقط من الناحية الأسمية الأدارية ولكن العانصر المتطرفة من الطرفين تزيد الأمور تعقيدا ، كما يقول أستاذنا د.شاكر خصباك (ص91) فيكفي الأكراد فخرا أن يظهر بينهم صلاح الدين الآيوبي الذي اوقف تيار الصليبيين الذي كان يهدد الدولة الأسلامية في عقر دارها. ولقد ورثت الدولة الآيوبية عن صلاح الدين الآيوبي عبء الدفاع عن البلاد العربية ضد الصليبيين . كذلك بذل الأكراد جهودا عظيمة في صد غارات التتر عن البلاد العربية وخاصة عن العراق بقد أضاف الأكراد الى الثقافة الأسلامية - وبصورة خاصة الثقافة العربية- ثروات فكرية عظيمة في شتى الفنون من تأريخ وأدب وشعر ، ولعل أبرز مثال على ذلك المؤرخان المشهوران أبن خلدون وأبن الأثير . فكثير من الأسماء الامعة في عالم الشعر والأدب ، احمد شوقي وجميل صدقي الزهاوي ومحمود تيمور وعباس محمود العقاد ومعروف الرصافي يمتون الى أصل كردي(ص94). ولو رجعنا الى أستفتاء الذي قامت لجنة عصبة الأمم عام 1925 لتقرير مصر ولاية الموصل وهل تضم الى تركيا أم الى العراق فقد أعلنت الأغلبية الساحقة من السكان الأكراد رغبتهم في الأتحاد مع العراق بل بعض المناطق،كمنطقة السليمانية مثلا ، صوتت بكليتها الى جانب الأتحاد مع العراق (ص95) . وهكذا يلاحظ أن ضم كركوك لايغير من الأمور شيئأ وأن العلاقة التأريخية القائمة على أركان التآخي وتبادل المصالح هي الأقوى .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل