جلال نعيم
الحوار المتمدن-العدد: 869 - 2004 / 6 / 19 - 05:12
المحور:
الادب والفن
-- آلو .. آلو .. أم لينا ؟ ..
آه حبيبتي كيف أنت ؟ .. و" لينا" .. كبُرتْ ؟ ها.. نبتت لها ضفيرتان جميلتان .. أين هي ؟.. في المدرسة .. آه يا " لينتي" الحبيبة ! أما زالت تحب الدُمى ؟ .. اشتريت لها دبّاً صغيراً ، ها أنا أضمه الى صدري وكأنّه " بطل عرق " ..أتذكرين ؟!.. ماذا ؟.. والله أنا مشتاق اكثر .. منذ لحظات فقط أنزلوني هنا ، في ساحة الميدان ، وها أنذا أكّلمك من الهاتف العمومي .. نعم أطلقوا سراحي اليوم .. لم يكن ذلك شاقاً .. ناداني مدير المعتقل واعتذر لي بجملٍ طويلة مُنمّقة وطلب لي " إستكان " شاي دافيء.. لا لم يكن ساخناً !! إرتشفته بسرعة وقبل أن اخرج قلت له بخبث " الى الّلقاء " ولكنه ردّ علي بحزم " وداعاً " .. ماذا ..؟ بالطبع ، إنهم لا يمزحون ، أجلسوني على قنانٍ فارغة طويلة الأعناق .. لا .. لا أظافري نَمَتْ من جديد .. ولكن فقط .. أوه حبيبتي لا تذكّريني بذلك . أنني الآن فرحان جداً .. آه .. أتسمعين ؟ انه المطر بدأ يهطل .. كم أحب ذلك .. ها هو شارع الرشيد الذي تعشقينه يغتسل بالمطر .. والناس ما زالوا يتسكعون .. يتصافحون أويتشاتمون ، يصرخون أو يهمسون .. آه حبيبتي انني أهذي .. أنتظريني سأستقل تاكسياً وآتي حالآً . لن أتاخر .. إنتظ ..آآآ خ ..اللعنة ما هذا الألم .. آآ ..احشائي تتمزق .. لا . لا . لا أريد الموت .. لا أريد أن أموت اليوم .. آآخ .. معدتي .. آه ، الشاي .. السّم .. لينا .. حبيبتي .. ألأشياء تتساقط . العالم . الدمية . آآه .. انني أسقط ، أتهاوى ، إن ن .. ني .. أ .. مو وو .. ت .. ت ت ت ..
#جلال_نعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟