|
من أحمد سليمان و ندى عبود : إلى أهلنا في ” الحاكمية السورية ” ، مزيج من فن وأدب وحرية
أحمد سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 02:26
المحور:
الادب والفن
في الثاني عشر من نوفمبر انتهت مرحلة علاج فنانة تشكيلية من ” الحاكمية السورية ”، خرجت ندى عبود من مشفى ” ألماني ” كان ذلك المشفى الرابع ، خلال عام 2009 ، حيث تعرضت لإنتكاسه ،( إذ لم يحنْ الوقت لكتابة مُفصلة ودقيقة حول مسببات الأذى الذي نتَجَ عنه متاعب صحية مُزمنة كانت ” ندى ” الإنسانة مسرحاً له في سوريتنا الحبيبة ، بالطبع يعود الفضل لإستهتار أطباء وإدارات و مشافٍ تُعْتََبَر من الُبدع ) أما بعد ، خضعت لعلاج مُركز قبل شهور عشرة الى لحظة خروجها قبل أيام . ومنيت بحياة تستحقها ، وقد صدر تقرير داعم من أجل اندماجها بالمحيط الألماني ، هذي مقتطفات من عمل مشترك مع الأخذ بالإعتبار أنه لم يكتمل ، كنوع من الإحتفاء بتجربة احتوت على مرارة قاسية ، حيث المكان الذي يجمع الإثنان أروقة المشافي في ” ميونخ ” الألمانية ، بعيداً عن مواساة ” أهل ” أو” أصدقاء ” ما زاد العبئ النفسي و” المادي” الهائل على كاتب هذه السطور . فكانت تجربة مشتركة بين شاعر وفنانة تم انقاذها مرات من موت أكيد . ،
- نبتـــــة فانكــــــوغ :يدعونها بالوثن البحري … تحط عادة عند آخر عقار يستقر بجسد حبيبتي .. هي عينها ،حدثتكم عنها قبل عقدين وشهر واحد …يذكرها قديس العاشقين كلما وصلته وردة . ما يهمني في هذه اللحظة …القول بأنني مثلكم في اليوم ذاك … حين أخطرتني الغيوم بخبر فراشتي ….فيما أجلس ، إلى حولي زهور مستبسلة ..بقرب شمعة يشعلها راهب يمر بي كلما دق بابي ريح وثن بحري ..مع انني لا أذكركم من زمن مضى . . لكنني بالمطلق أحمل نبتة أينعت مساءا … مثل شمس تأخرت عن ثالت يوم من اغسطس .. مثلكم أرتقب فراشة حطت على رأسي …. فيما أفكك مناما اعيشــــــــه .،
- رأيت صــورة للــوحة عذبتني لشـــدة ألــوانها ، مع اننا اتفقنا على أن يتم نسيان تلك اللـوحة ، كان ذلك في مطـلع العام و قــد اصبحنا على أبواب ديسمـبر ، وها انت تبدين امـام ذات اللـوحة ، وفي مكان اعتقد بأنه يخص الجنون الذين تحلقين فيه ، أليس كذلك ؟ ، ســأفضحك في جرائد العميان لا بل في اذاعة الطرشان . ،
- الشـرق ذلك الذي يغرم فيه من يعيش خارجه ،،،، على الرغم من إنك في الغرب ، المتأمل لرسومك يعتقد بأنك تعيشين في سجـن ، ماذا تركت للذين يكابدون تحت وطأة الليل .
- واضـح تشييع النهـار ، فقـد أزلــي له ، أما الليـل ، حـارسـك
- ايضا رســومك خلـف السـياج ، حسـبت نفسـي معها ، ما أقسـاكم ايهـا النبلاء .
- قفـا رأسك مدفون .. وجهك نحو الأعلى ، تماما حين التقيتك مهزومة في شارع العاصمة ، كعيني حين اصطادها قناص عن غير قصد … كذلك عينك ، كعيني حين تتأمل كون العالم ، هذا الكون بلا معنى إذ انك على رمل البحر ، ثم انني لست أفهم .. لمن تلك اليد فيما احدج بنفسي بلا خطو أو حتى جســـد نحيل .
- سـاتر أخر همه الأساس البحث عن نهار ، لكن المشهد قاتم ، هل اصابنا الليل ؟ .
- اعــلم ، مـرضـت هــكذا ، فقـــد جعـــلوا منـــك مــلهـاة لعيادة الدولة ، تبارزوا على انتاج ادوية لتمر بجســـدك ، تسعة حبـــوب كلما افقــت من نوم طـــويل .
- ستعودين الى بلادي التي هزمت منها بلا سبب يقنعني ، مثلك حين هزمت ولم تقنعني اسبابك ، سنعود معـا ، أنت تجلسين في مقعد الطائرة ، أما أنا ســأنام داخـــل حقيبـــة .
- على المرسم المهمل منذ سنين ،مَن رسمك وانت غائبة عن وعيي ؟ لم أكن من رأك لكنهم كانوا يتهامسون في فناء الصالة .. بأنك معبودة من ملاك ، فلـــو رأيته ، بالمطلق سأفرك إذنه بلا تردد ، .
- هذا الذي يدير ظهره فيما يضع خطوطا لرسمك على الحائط ، هذا الواقف المتشبه بالهيب هوب ، طلبت منه الكتابة عن فضائح الأهل في الشرق ...، فقد رمونا بأكثر من صخرة كوننا نعيش بمكان حُــر ، ولكنهم تناسوا بأن ثمن حـريتنا كان ارخص من الإرث الذي سيجنونه بغيابنا عنهم ، ليذهبا الى الجحيم .. ما رأيكم ؟ بأحلامهم التي تشبه فردة حذاء رديء ، وأيضا طلبت منه الكتابة لوجه العالم بأنني لم أُقتل في ذلك المكان ذاك ، حيثما سُحِقَت وردتي،كماانني اعيش هنا بالقرب من أرق المخلوقات و نحن سعداء لأننا نتقاسم المرض والخوف والحرية .،
- الجسر المهمل الذي أكل من قدمي ، طاف عقلي وجفت روحي حين رأيت الجسر قبالة وجه يخرج من الطوفان ، وجه ألفته منذ سنين … وجـــــه حبيبتي رغما عنكم . - في كتاب لا افهم لغتـــه قرأت خبرا يؤكد بأنك ستكونين سيدة مجتمع وأنا ألهث خلفك ، أما كتابي الذي أحبه يجب أن يكون بلا حروف ، مجرد صفحات عليها صـــورك وأنا اقلبه ـ حقا لماذا تغمضين عينيك ،
- قالت لي صـــوري بأنها رأتك تتجولين تحت البناء الذي وزعوا عليه الملصقات ، انتظري ســـأرميك بصورة .
- يـــد مرتعشـــة وضعـــتُ آخـر الصـــور ، فكيــف عـــدت على ســــحاب ، قــد أمطـــرت صــورك تلو الصـــــور ، أمطـــرت … إذ ان يـــدي ســــتزهر في زحــــل ، علميني كيف أقـــول عــــن وجـــد ابتليتـــه ، و فينـي قــــول من صــــــور .
- و أنتِ مـائلـــة بُعَيدَ الصحـــــو ، رأيتهـــم يلصقـــــون صــــور ، كيـــف مـــالت روحــــك أنتِ ، وأنا مضــرجٌ بوحـــــل .، - مـررتُ و أنـتِ في زحـام ،ككُلـهم أنـتِ فـي دهشــتي ، يـا أنـتِ مـؤكسدة بمـاء ،فكـيف أحـكمتِ الصـراخ في مـدن كل ركـن فيها كتاب . -----------------------------------------------------------------------------------
- النص الوارد أعلاه يخاطب صور ولوحات تشكليلية للفنانة السورية المقيمة بألمانيا ندى عبود فقد قامت بإعدادها تماهيا مع نصوص أحمدسليمان.. لمتابعة النصوص بشكل كامل يرجى زيارة هذا الرابط http://art.nadaa.info/
#أحمد_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسيل كقطيع تذيبة صفوة الإناث : عن حفيدي - أورهان - عن أحمدسل
...
-
أسئلة الحرب والسلم في لبنان … أسئلة المنعطف : د. هيثم مناع :
...
-
ملف مفتوح : صيف عربي لاهب وحزين / لبنان بمهب إعتداءت إسرائيل
...
-
زهور النار: فهمنا بأن السريالية تقتل بشاعة العالم، ثم أدركنا
...
-
مات الشاعر عقيل علي: سنقرأ له على قارعة الرصيف
-
قبعـــة المنـــام... غبار وبايب وخسائر
-
طـــلال معـــلا في غوتنغن / ملـــــــــــف: ترجمة حسية لعالم
...
-
ملـهاة القنــدريس : إذ طالما ابتعدناعن سيدة تلون أعيننا
-
إغتيال بابا نويل :عذرا لن أعايدكم....لأن هذه السنة ستكون بلا
...
-
أتـحــــــــــــــــــــرر/ غرمت ببنت سريانية وبعدها بمستشرق
...
-
حوار مع النائب في البرلمان الألماني جمال قارصلي /ودعوة لحضور
...
-
البحرين : بإعتقالها عبد الهادي الخواجة تعيش ماضيها، كإمارة م
...
-
حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي
...
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
-
ائتلاف السلم والحرية: كي لا تكون البلاد بؤرة للشاذين واللصوص
...
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
-
أبدأ محرقة أهندسها على ذوقي ، كمزاج نبيذ معطل أو فعل منبه يص
...
-
بمثابة دعوة للمشاركة ... من بلادالرين ...من بيروت مجددا /الا
...
-
السعودية:ارفعوا أيديكم عن المدنية التي يحتاجها مواطنيكم : نط
...
المزيد.....
-
بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي
...
-
رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم
...
-
إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا
...
-
أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202
...
-
الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا
...
-
متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا
...
-
فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد
...
-
رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر
...
-
تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ
...
-
مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|