أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فاطمة الفلاحي - -الإيجاز قرين الموهبة- انطون تشيخوف .. الادب العالمي - (المكتبة الالكترونية)















المزيد.....

-الإيجاز قرين الموهبة- انطون تشيخوف .. الادب العالمي - (المكتبة الالكترونية)


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 13:02
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    




"لم أنعم بأي طفولة في طفولتي!"‏


"كان أسياد جدي يضربونه، وأحقر موظف كان يستطيع أن يصفعه على وجهه بكل قسوة، ولذا كان يضرب أبي الذي أخذ يضربنا بدوره. أي نوع من الأعصاب والدم هو الذي ورثناه؟"


مدينتي : "قذرة وممّلة، شوارعها مهجورة وسكانها جهلة كسالى".


"أشعر بالتيقظ والنشوة حين أدرك بأنني أمتلك مهنتين في كبري، فالطب هو زوجتي الشرعية، أما الأدب فهو عشيقتي. وحين أملّ إحداهما أتوجه إلى الأخرى لأقضي الليل معها".‏


"إن ما يحتاجه الإنسان هو العمل ليل نهار، واستمرارية القراءة والدراسة ، والسيطرة على الإرادة. فكل ساعة في الحياة ثمينة."رسالته لاخيه

"تتراكم خلفي جبالٌ من الأخطاء وأطنان من الورق المليء بالكتابة.. ونجاح مفاجئ.
ورغم ذلك ، أشعر بأنني لم أكتب سطراً واحداً له قيمة أدبية حقيقية، وإنني أتوق للاختباء في مكان ما لمدة خمس سنوات ، لأنجز عملاً ادبياً جاداً. عليّ أن أدرس وأتعلم كل شيء من بدايته، اذ أبدو ككاتب جاهل تماماً".‏

"يرتقي الإنسان حين نكشف له حقيقته بحيث يراها كما هي بالفعل أمام ناظريه."‏

"كان هدفي دائماً ، أن أقول للناس بكل صدق: انظروا أنفسكم، تأملوها كم هي حياتكم سيئة ومملة، وهذا ما يجب أن يدركه الناس.
وحينما يدركون ذلك، فإنهم بالتأكيد سيخلقون حياة جديدة أفضل."

"السبل التي فتحتها ستبقى سليمة وصامدة، وهنا تكمن كل قيمتي".‏

. "أنا مواطن، أحب وطني،وشعبي، وككاتب أشعر بواجبي ، وبضرورة تناولي لحياة الشعب ومستقبله والأمة ".



"تشيخوف هو بوشكين الأدب النثري".‏ تولستوي



"انطون تشيخوف "



* ضرب قبل ان يبلغ الخامسة من الاب الذي يجري بعروقه دم الاقنان ، وحين يصحو صباحا ، يسأل نفسه ، "هل سأضرب هذا اليوم؟" هكذا يبدأ يومه ، وماأقساه من يوم !

* رفض ارث ابيه من الدم الذي يجري بعروقه قائلا باحد رسائله : انه يعصر العبد ودمه الذي يسكنه ، ليصحو يوما بان ما يجري بعروقه دم الانسان الحقيقي وليس دم الاقنان .

• في عام 1860 في بلدة "تاجانروج"ولد أنطون تشيخوف لأسرة تنحدر من الأقنان. قبل تحرير الأقنان في روسيا عام 1861.

• عاش متناقضات الحياة من الكره والحب ، والتمرد والاستسلام كانت حياته كئيبة في مدينته الصماء ، بعدما كانت ميناء صاخب بالتجار.

• قال برسالة لاخيه وقد شارف على الثلاثين : "أود أن أذكّرك بأن الاستبداد والأكاذيب دمرت شباب أمك كما دمرت طفولتنا. اشعر بالرعب والغثيان حين أفكر بها في الوقت الحاضر. ان الاستبداد سلوك إجرامي إلى أبعد حد".‏ كان ذلك بسبب والده الذي علم نفسه العزف على الكمان ورسم الايقونات الدينية ، مما دفعه لتدريب ابنائه على الغناء في جوقة الكنيسة قبل دخولهم المدرسة ، بقي ذاك الالم خالدا في ذاكرة تشيخوف حين قال: كنا نحن صغارا نشعر وكأننا محكومين نؤدي عقوبة الأشغال الشاقة طويلة الأمد.

• كان عمره يسرق منه بجلوسه في حانوت ابيه ، وفي ذهنه احلام الرحيل ليجوب روسيا.‏

• وحين وصل موسكو لدراسة الطب فكر بكتابة القصص لينتشل عائلته رغم وجود والده واثنان من اشقائه اكبرمنه ، من الجوع والفقر وضنك المعيشة.

• عانت البلاد من مرارة الاخفاقات لاصلاحات القيصر الكسندر الثاني ، رسم بحروفه الفترة الحالكة التي طالت روسيا من المرارة والخيبة وظهور بوادر ثورة عارمة هي ولادة الروليتاريا وكان ذلك بين عامي 1880 و1900 حيث كانت فترة غزارة انتاجه القصصي .

• مقت وبشدة المجتمع الاستقراطي وطبقة النبلاء والحياة البرجوازية.. قال في مسرحية "الشقيقات الثلاث": "الناس هنا لا يفعلون شيئاً سوى الأكل والشرب والنوم. وليتجنبوا الملل، يهموا بادخال بعض التنوّع على حياتهم الا هو انغماسهم في النميمة التي تدعو للإشمئزاز، وشرب الفودكا والمقامرة. كل هذه الفضاضة والتفاهة تسحق الأطفال وتخمد أي جذوة لديهم، لذا سيتحولون إلى مخلوقات بائسة نصف ميتة، متماثلين بآبائهم وأمهاتهم."‏

• الغريب في شخصيته ،رغم قسوة الحياة ومرارة ماعاشه تجده مرحا متواضعا وذا سخرية لاذعة ، فنجد هناك رابط وثيق بين حياته وادبه ، ببساطة اسلوبه الشديد الخالي من البهرجة او الغموض في الاحداث ، متناولا لعمق الاحداث اليومية لجميع فئات المجتمع بمثقفيه وعماله واغنيائه في قصصه ومسرحياته ، موجزا لها ، لايدخل في تفاصيل مملة ، فهو يواجه المتلقي بالاحداث والشخصيات ، رغم بعض الغموض الذي يشوب النص لكن نجد حين نكمل قراءة القصة او المسرحية نجد انفسنا قد استوعبنا وبعمق الاحداث بشخصياتها

• فهو كاتب ديمقراطي، مواطن، اهتم بجميع قضايا الحياة التي أقلقته واقلقت معاصريه .

• حاول ان يبقى حرا بداخله لايقيده احد ، غير متكلف ، يعيش جمال الروح، وقمة البساطة في كل شيء، صادقا معتدلا ، وحتى مشاعر الحب كتبها باسلوب بسيط وجميل كما في انا كارنينا

• وعن المسرح الذي احدث به ثورة عارمة باسلوبه الجديد – الفن الدرامي – الكوميديا الغنائية في الكتابة ، جاء نتاجه في سبع مسرحيات وعشرة فودوفيل فقال عن مسرحياته : "يجب أن تكتب المسرحية بحيث يأتي فيها الناس ويذهبون، ويتناولون عشاءهم، يتحدثون عن الطقس ويلعبون الورق.. يجب أن يتم تصوير حياتهم كما هي, والناس كما هم في الواقع تماماً، وليس كأنهم يمشون فوق روافع خشبية تستطيل بها قاماتهم".‏

• فشل في "جيل بلا آباء" ثم "ايفانوف" و "شيطان الغابة" التي حولها إلى "الخال فانيا". رغم ذاك الفشل الا انها خلدته مسرحيا في "النورس"، "الخال فانيا"، الشقيقات الثلاث"، "بستان الكرز". وأثرت مسرحياته تأثيراً ملوساًً على التطور اللاحق للدراما والفن المسرحي.


• فيبقى الإنسان في الواقع هو الفكرة الروحية المهيمنة التي تتكرر في كل مسرحياته".‏

• قصة "الحبيبة لتشيخوف: "كانت مثل الدانتيلا التي تنتجها الفتيات العذروات العفيفات الطاهرات، حيث كن في الماضي ينسجن الدانتيلا، وكما ينسجن اعز أحلامهن طوال الوقت في داخل رسوم الدانتيلا، لتصبح تلك الدانتيلا مشبعة بتطلعاتهن الغامضة النقية عن الحب". . . تولستوي

• حيث إن أبطال تشيخوف داخليا غاية في التعقيد، تشده الدراما الداخلية في الانسان لا الخارجية الظاهرية.. ويكشف لنا عن جوهر طباعهم وسيكولوجية صفاتهم الاجتماعية في بناء الصور والشخصيات والخصائص المفردات اللفظية والتي من خلالها يفضح التشوه الروحي عند بعض الابطال تارة ويعرض الجمال الروحي لبعضهم تارة اخرى وعلى اساسها يبني شخصية ابطال مسرحياته .

• يرى الباحث السوفيتي أ.ي. ديفياكين المتخصص بتجربة تشيخوف الابداعية أن "الفن المسرحي الروسي المبني على المعاني السامية ، والقضايا الهامة، وحيوية وصدق الأحداث التي يصورها، والاهتمام الفائق بالطباع والصفات الاجتماعية، وليس بالمكائد، وتفرده الواضح لخصائص اللفظ للمفردة ، مرتبطة ارتباطا وثيقاً بحركة التجدد، ". فنجد ذلك في الشقيقات الثلاث يستسلمن مذعنات أمام مضايقات نتاشا الفظة ،المستبدة، المتوحشة. سوقية الالفاظ ، الآمرة القاسية، التافهة.

• فاصبح تشيخوف الكاتب المسرحي الأول في الفن الواقعي النقدي.

• اتهم بعض النقاد تشيخوف بغياب المفاهيم واللافكرية في كتاباته ، محصورة كتاباته نحو مشاعر القضايا الحياتية التافهة، جيروه ضمن عداد الكتاب السوداويين الذين لا أمل في شفائهم ، وعدوه فنان طبقة النبلاء ، و البرجوازين واصحاب الأعمال من امثال لوباخين في "بستان الكرز".

• في "النورس" قال الطبيب : "يجب أن تبصر الأعمال الفنية عن افكار عظيمة محددة. أن تكون فقط رائعة، جادة.. وأن يبنى العمل الفني على فكرة واضحة محددة.." .

• كان مبدأ تشيخوف المسرحي هو تأكيد وإثبات الجمال الروحي في الناس البسطاء، وتصوير واقعهم الاجتماعي في الظروف الطبيعية. مبتعدا عن الاحداث المبهمة ذات المواضيع المتشابكة فنجد ان العلامة المميزة في مواضيع مسرحياته مبنية على أساس لا بطل رئيسي في كتاباته. فيها يعرض التناقض بين الشخصيات والناس المسحوقين فكريا واجتماعيا ،فوينيتسكي في "الخال فانيا" بعد أن يتمرد يبقى خادما عند سيريبرياكوف الذي تمرد عليه الخال فانيا.

• إن الكاتب يبني صراعه في مسرحياته على أساس اجتماعي سيكولوجي بينوي وليس على أساس اجتماعي سياسي.

• قال ستانبسلافسكي أن "تشيخوف معين لا ينضب لأنه دائما يتحدث عما هو انساني تماما وليس كما هو عرضي خاص".

• والكاتب الانكليزي برناردشو يؤكد على الأهمية الانسانية لمسرح تشيخوف ويرى أن تشيخوف يصور في مسرحياته ما كان "يجري في كل ضياء أوروبا".

• مكسيم غوركي قال لتشيخوف "قبل أيام شاهدت عرض "الخال فانيا" بكيت مذهولا ،ومصعوقا لغاية وصولي لمنزلي.. فلقد أحسست وأنا أنظر إلى أبطال المسرحية: بأن هناك من يقطعني بمنشار مثلم".

• كان ذو سخرية لاذعة وهذا مانراه في كونه طبيب فيموت بمرض السل ومرحاً ذو دعابة وحتى قبيل وفاته كان يقص على زوجته القصص المضحكة: "إنني أموت، انني اموت ، فتناول كأسا من الشمبانيا، ثم التفت إلى زوجته، نجمة مسرح موسكو الوثير، ابتسم لها ابتسامة وصفتها فيما بعد بالمدهشة، ثم نطق بكلماته الأخيرة:
- "منذ زمن بعيد لم أشرب الشمبانيا".
شرب الكأس كلها، ثم استلقى بهدوء وبطء شديدين على جنبه الأيسر، وأغمض عينيه.


____________________________

الادب العالمي – المكتبة الالكترونية
عن الآداب الأجنبية
العدد 50 – شتاء 1987






#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة لديوان سِفرْ الكلمات
- الغربة في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
- -كل مبدع يخرب-. آلان بوسكيه- المكتبة الالكترونية
- الموت في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
- الرؤى
- أحزان عشتروت
- نحن لا نسرق بل نعيد توزيع الثروة -ألان سيليتو- ( المكتبة الا ...
- غادرني السلام
- تساعفني المساءات
- الغيرة والثقة في فكر يكتنزه الورق – قرات لهم
- احلام وئيدة
- المارون من الحوار
- غياب الوجود لعبدة الصفر.. ألان نادو- ( المكتبة الالكترونية ) ...
- الحجر السحري
- تهجد
- سعوط
- الفرح صنو الحزن في فكر يكتنزه الورق – قرأت لهم
- المرتد والمعتزل أرنستو ساباتو- ( المكتبة الالكترونية )
- الخَوْنُ
- نصبني على الهامش


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فاطمة الفلاحي - -الإيجاز قرين الموهبة- انطون تشيخوف .. الادب العالمي - (المكتبة الالكترونية)