أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بسام البغدادي - عندما يخجل الرجال أن يكونوا رجال - الجزء الثاني















المزيد.....

عندما يخجل الرجال أن يكونوا رجال - الجزء الثاني


بسام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 07:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كم مرة سمعت عن رجل قتل أبنته أو أخته و (غسل عاره) و أسترد (شرفه)؟ شخصياً قد سمعتها عدد من المرات كافياً كي يجعلني العن هذا الشرف الهزيل المُحاط بألف علامة إستفهام و سوآل دون أن يجرؤ أحدنا على التقرب منه او محاولة الاجابة على الاسئلة تلك, لأن الموضوع يتعلق بـ(شرف العائلة), أقولها هنا دون أن أعتذر عن هذا التعبير. أذا كان شفرك الشخصي يتعلق بأمك أو أختك أو أحد نساء العشيرة فتفووو الف مرة على مثل هكذا شرف.

متى و كيف تحول الشرف من علاقة الفرد بمن حوله الى علاقة الكل بأعضاء الفرد التناسلية. ليس هذا فحسب, بل أرتبط التعريف المخزي للشرف هذا أرتباطاً وثيقاً بحياة المرأة الجنسية. حيث أصبحت حياة المرأة هذه من حيث تدري ولا تدري مسئولية أحد الفحول في العائلة, أو ربما كلهم حتى ذلك اليوم الذي يقومون فيه بتسليمها الى فحل آخر من خارج العائلة ليتحمل هذا (الشرف) الثقيل. كيف شائت الاقدار ان يكون هذا المفهوم العقيم لهذه القيمة الانسانية العليا صفة ملازمة لجميع الشعوب العربية و الاسلامية؟ بل أصبح يحمل عنواناً معروفاً في المجتمعات التي أبتليت بمهاجرين من هذه الشعوب التي تعاني من عقدة العار هذهِ ليتم الاشارة الى هذه الجاليات بمجتمعات الشرف؟ عن أي شرف عار نتحدث هنا؟ ما شكل هذا الشرف الذي يدفع الاب ليذبح أبنته و يقتل الاخ أخته ؟

في بلد الحضارات المزيفة, العراق, يتناسب شرف الرجل طردياً مع جهل المجتمع بعادات نساء العائلة الجنسية. لا يهم أن يكون إرهابياً نشطاُ في تنظيم القاعدة يقوم بحز رقاب الشيعة و المسيحيين في بغداد, ولا يهم أن يكون جزئاً من جيش المهدي يقوم بقتل كل من لايعجبه من السنة و الحكومة في بغداد. المهم هو إننا لا نعرف شيئاً عن ممارسة الإناث في عائلته (أخته, أمه, زوجته, بنت عمته او خالته, الخ) للجنس. هل يوجد تشويه أكبر من هذا لمفهوم الشرف بشكل عام و أنحطاط بمفهوم العملية الجنسية بين البشر بشكل خاص؟ عندما يتعلق شرف عائلة أو عشيرة أو بلد كامل بأعضاء أفراده التناسلية فمن السهولة حينها أعطاء أسم للرذيلة فقد وصلنا قعرها هنا.

حاولت كثيراً معرفة سبب هذا الانحلال الضحل لمفهوم الشرف لدينا, وما هي علاقة الشرف بممارسة الجنس؟ هل هو ظهور المجتمع الذكوري الذي جيل بعد جيل قام بتطوير هذا المفهوم على مدى آلاف السنين للأرتقاء بمقام الرجل حتى اصبح الألهُ ذاتهُ رجلاً يحشر ذكرهُ في كل شؤون حياتنا؟ أم هل لأن جميع الابطال و الانبياء في تأريخنا المزور هم مجانين جنسياً تتناسب مقدار بطولتهم أو قداستهم طردياً مع مغامراتهم الجنسية؟ ما هو سبب هذا التشنج الغريب و التركيز الغير منطقي لمجتمعاتنا حول الجنس بالذات؟ لماذا كل تأريخنا و مقدساتنا تدور حول الجنس و مدى أستخدام أو عدم أستخدام أبطالنا لأعضائهم الجنسية؟

نزولاً من التراث المُتوهم بقصة آدم و حواء عندما أكتشفوا و بصورة لا منطقية بانهم (عراة), مروراً بمغامرات محمد الجنسية و حتى ذكور يومنا هذا. هذا التحقير الاعمى و الخوف الازرق من الجنس و كل ما له علاقة بالجنس, و هذا التمجيد الغير مبرر لجنسية الرجل و قدراته الجنسية الخارقة يملأ كل دفاتر التأريخ و الادب و الدين لدينا. الكثير من الشباب الاسلامي اليوم يفتخر بقدرات محمد الجنسية و المسيحيين يتخذون من مريم العذارء مثالاً في الحفاظ على البتولية و يقدسونها حتى اصبح اسمها مريم (العذارء). تصور معي لو تحدثنا بنفس المقدار من الفخر عن قدرات مريم (العذارء) الجنسية؟ عن مغامراتها مع المؤمنين الاوآئل و أنتقالها بين مختلف الذكور لتوحيد القلوب و نشر الايمان بأبنها المُخلص و توطيده؟ الم يستخدم الله جسدها (بأعتراف الانجيل) لنشر رسالته؟ ما الضرر من أستخدامه في أشياء أخرى لنفس الهدف؟ تصور معي لو تحدثنا بنفس الفخر عن حياة فاطمة الزهراء او زينب الجنسية في البدايات الاولى لظهور الاسلام و أستخدامهن الجنس (تماماً كأبيهن) لتوحيد القبائل العربية على الدين الجديد؟ تصور معي, و أكتشف بكل صراحة أذا كان الشرف الذي تؤمن به هو شرفٌ يستحق الدفاع عنه أم شرف يجب ان تخجل منه و تتركهُ لانه لا يليق بك كإنسان عقله فوق رقبته لا بين رجليه.

لن أستثني نفسي الآن وسط هذه المعمعة المرضية لهذا العار الذي ندعوه شرفاً, فأنا أيضاً أحد ضحايا الثقافة الذكورية التي تسمح لي و لغيري من الرجال بأعطاء أبعاد خيالية و مرحة لجنسيتنا و نمارس التعتيم و القمع و حتى التعجيز و الخرافة فيما لو مس الحوار جنسية المرأة. الجنس في حد ذاته أصبح ظاهرة غير طبيعية في مجتمعاتنا محاطة بالكثير من الخرافة و المعتقدات و الغرائب. في مجتمعات تعاني من الكبت الجنسي حد الانفجار أصبحت كلمات مثل (ليلة الدخلة, فض البكارة, العجز الجنسي) كلمات مُرعبة لذكورها قبل إناثها لدرجة أنتشار مجلدات كاملة و مواقع و احاديث تتناولها بالشرح و التفصيل الدقيق و العجيب في نفس الوقت. لن ننسى كذلك وصفات الفياجرا التي لم أسمع بها قبل أن أدخل احد البلاد العربية و المئات من الخلطات السحرية الأخرى, و كأنما أصبح الجنس صعوداً الى الفضاء أو أختراع من نوع جديد و خاص جداً و ليس لقاء عادي جداً بين شخصين عاديين جداً بإرادتهما الحرة و أستجابة لنداء الغريزة (الطبيعية جداً) التي ستتناول مسألة كيف و أخواتها.

السوآل الذي يطرح نفسهُ الآن و بشدة علينا نحن (ذكور القبيلة حصراً) هو عن كيفية تخلصنا من هذه العقدة المريرة و المخزية المدعوة الشرف التي تسلبنا أدنى حد من حدود إنسانيتنا و راحة البال الكامنة في تعاملنا مع كل النساء حولنا. كيف نتخلص من هذا الشعور المرير بالدماء المتوهجة في عروقنا كلما رأينا او لمحنا او حتى سمعنا على أقتراب فحل ما لأحد إناث (قبيلتنا). كيف سنسكت دوامات الافكار و الشكوك و نتوقف عن محاولة لعب دور حامي الحمى و فارس الفرسان.

كي لا نعقد المسائل أكثر مما هي, تذكر أولاً إنها (أمك, أختك, بنت عمك, خالتك, الخ) إنسانة ناضجة و حرة مسؤولة عن نفسها تماماً كما أنك أنت مسؤول عن نفسك. تذكر كذلك البهجة الناصعة التي تملأ قلبك لحضات لقائك لحبيب قلبك, و تمنى نفس السعادة و البهجة لكل إنسان حولك و من ضمنهم (أمك, أختك, بنت عمك, خالتك, الخ). تذكر أن أمك أو أختك لسن أبقار مقدسة تملكها العشيرة. بل هن بشر مساويات لك بالقيمة و يمتلكن نفس المشاعر و الاحاسيس و الاحلام بحياة يملأها الحب و السعادة. سيقول لك الكثير من الفحول حولك, هل ترضى لأختك أن..... (نفس الاسطوانة القديمة). أجابتي هي أن أختي ليست دابة قاصرة العقل أقودها من الحضيرة الى المعلف كل يوم, بل هي إنسانة أثق بها و أحترم آرائها و أختياراتها و سأكون سعيداً لسعادتها من كل قلبي.

يا رجل أغسل عارك الفكري و تذوق روعة أن تكون صديقاً حميماً و صادقاً لأختك التي تستطيع ان تضع ثقتها بك عن حاجتها اليك. أدفن سيفك و أعلن السلم بينك و بين النساء من حولك و القي عن ظهرك هذا الحمل الثقيل الذي تتصور انك تحمله و أترك فسحة للاحترام و الثقة بينك و بين كل من حولك. هل أنت معنا؟ أذن مرحباً بك في عالمك الجديد, عالم البشر الاسوياء الاحرار.

بالتوفيق



#بسام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشتار و أبن القبيلة
- هل الله موجود الجزء الخامس و الاخير
- يا أولاد ال... من أجل كرة القدم؟
- هل الله موجود؟ الجزء الرابع
- هل الله موجود؟ الجزء الثالث
- هل الله موجود؟ الجزء الثاني
- هل الله موجود؟ الجزء الاول
- الالحاد تحت المجهر
- الى شقرآء تدور في فلكي
- الحجة الغائية في أثبات وجود الله
- هل الالحاد دين جديد؟
- الكتاب الذي هز عرش الرحمن بل قلبه
- التاسع من نيسان يوم تحرير ام سقوط؟
- لا يوجد شئ اسمه ثمن الحرية
- وطني كوكب الارض, وديني سعادة الانسان
- هل أنت مخلوق لا يتطور ام على قمة سلم التطور؟
- هل نستطيع أخذ نظرية الخلق على محمل الجد فعلا؟
- هل نستطيع أخذ نظرية الخلق على محمل الجد؟
- الشعرة التي ستقصم ظهر نظرية التطور
- الرجل الذي أخرج الانسان من كهوف الاديان , الجزء الثاني


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بسام البغدادي - عندما يخجل الرجال أن يكونوا رجال - الجزء الثاني