أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم حبيب - هل إن رفض بناء المآذن رفض للإسلام في سويسرا؟














المزيد.....

هل إن رفض بناء المآذن رفض للإسلام في سويسرا؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2860 - 2009 / 12 / 16 - 17:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل فترة وجيزة صوت السويسريون ضد بناء المآذن في الجوامع الجديدة التي يراد إقامتها في المدن السويسرية. وهذا يعني أن القرار لا يمنع إقامة الجوامع بأي حال ولا يمنع المسلمين والمسلمات من تأدية فريضة الصلاة والعبادة, بل يرفض إقامة مآذن ترتفع في السماء حيث يرتقيها المؤذنون خمس مرات في اليوم ليعلنوا عن إقامة الصلاة أو ليؤذنوا من داخل الجوامع ويمتد الصوت إلى مسافات بعيدة من خلال مكبرات الصوت التي تنصب فوق المآذن لتوقظ المسلمات والمسلمين ناس للصلاة. ولكن هذه المآذن لا توقظ المسلمات والمسلمين فقط بل وتوقظ أتباع بقية الديانات الذين لا علاقة لهم بدين وصلاة المسلمين, بل يحترمون ذلك طبعاً. والمئذنة في الأصل ليست من أصل الدين ولم تبن الجوامع بمآذّن إلا في فترة متأخرة ولم يتحدث عنها النبي محمد ولم ترد في القرآن, فهي واحدة من إبداعات المسلمين في منافسة نواقيس المسيحيين علواً وارتفاع صوت. ولهذا فهي ليست ضرورية, إذ يمكن أن يتم الآذان في داخل الجوامع وبدون مكبرات صوت.
ومن جو هذه المنافسة كتب أبو العلاء المعري أبياته الشعرية الجميلة:
في اللاذقية ضجـة ما بيـن أحمد والمسيح
هذا بناقـوس يـدق وذا بمـأذنـة يصـيـح
كل يعـزز ديـنه يا ليت شعري ما الصحيح


إن هذا الإجراء الذي جاء بعد استفتاء شعبي فرض على الحكومة السويسرية إجراؤه بموجب الدستور السويسري يختلف في جوهره ومضمونه الديمقراطي عن السلوك الاستبدادي لجهتين أساسيتين في المجتمعات العربية والإسلامية نشير إليها فيما يلي:
1 . الموقف الحكومي لعدد من الدول العربية التي لا تسمح بإقامة الكنائس المسيحية في بلادها أو أن يسكن المسيحيين فيها, ومنها أولاً وقبل كل شيء الدولة السعودية التي لم يبق فيها من أتباع الديانات الأخرى أي فرد ولم ترتفع أي كنيسة على هذه الأرض. ونجد هذه الممارسة في عدد آخر من الدول حيث حولت الكنائس فيها إلى مساجد, كما في تركيا مثلاً.
2 . السلوك المتوحش للمتطرفين والإرهابيين من المسلمين والمسلمات الذين قتلوا أو هجروا أعداداً كبيرة من المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى من ديارهم ومنازلهم وشتتوهم في بلدان أخرى أكثر احتراماً للديانات, ومنها الإسلام. وأقرب مثال على ذلك قتل وتهجير المسيحيين من البصرة والموصل وبغداد أو الصابئة المندائيين من جنوب العراق وبغداد أو قتل الإيزيديين في أقضية الموصل ... وليس ما يجري في إيران ضد أتباع الديانات الأخرى بخاف على أحد, رغم الأسلوب الهادي الذي يمارس هناك لتهجير المسيحيين من موطنهم الأصلي إيران. علينا أن نتذكر حرق الكنائس في العراق وتركيا,
علينا أن نتذكر السلوك الوحشي للمتطرفين والإرهابيين والطائفيين المسلمين ضد المسلمين من طوائف أخرى في العراق أو في الهند أو باكستان أو أفغانستان أو إيران أو في السعودية واليمن. وما جرى ويجري في العراق حتى الآن يمنحنا الثقة العالية بأن الإجراء السويسري حضاري وديمقراطي إلى ابعد الجدود ما دام لا يمس الدين أبداً ولا أتباع هذا الدين, بل يمس بدعة من بدع المسلمين الكثيرة ومنها إقامة المآذن, مع ما يجري في بلدان العرب والمسلمين ليس إزاء أتباع ودور العبادة لأتباع الديانات الأخرى فحسب, بل وضد أتباع الدين الإسلامي أيضاً.
إن الدستور السويسري يمنح المسلمات والمسلمين إقامة الجوامع وإقامة الصلاة في أوقاتها المحددة وليس هناك من يحرمها ذلك. ومن حق الناس أن تبني ما تشاء من الجوامع أو المساجد شريطة أن لا تقيم المآذن, وهذا الإجراء غير متعارض مع حقوق الإنسان وحرية الفرد في أداء طقوس الدين والعبادة.
ولكن من المفيد أيضاً تقديم اقتراح إلى السويسريين في أن يمنعوا بناء منارات خاصة لكنائسهم الجديدة لكي لا تنصب فيها الأجراس الكبيرة ويمنع دق النواقيس في الكنائس التي أصبحت تمتلك ذات الرمزية المآذنية للمسلمين. وهو مقترح لا غير!
إن المتطرفين والإرهابيين وكذا المحافظين والمتزمتين من المسلمين والمسلمات سيثيرون ضجة كبيرة في سائر بلدان العالم ضد الإجراء السويسري بذريعة معاداة هذا الإجراء للإسلام والمسلمين والمسلمات, وهو موقف خاطئ وخطير في آن واحد وسيقود إلى عواقب سلبية, إذ يمكن أن يتجرأ البعض بممارسات إرهابية وقتل البشر بدون مبرر. وعلى شيوخ الدين ان يلعبوا دورهم في تهدئة الخواطر المتهيجة وليس في إثارة العاطفة المرضية والحماس البدائي لدى البعض من الناس الجهلة الذين لا يعرفون أن المنارة ليست من أصل الدين.
أتمنى أن ينتصر العقل لدى العرب المسلمين وغير العرب من المسلمين بحيث لا يجدوا في هذا الإجراء سوى ممارسة جماعة سكانية حقها المشروع وفق دستور بلادها وليس في جوهره عداً للمسلمات والمسلمين أو الإسلام.
10/12/2009 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتهى دور القاعدة والبعث ألصدَّامي في العراق؟
- هل النخبة الجائرة في إيران تزداد عدوانية وتشتد عزلتها عن الش ...
- الساعون إلى السلطة كثيرون, بعضهم على استعداد لحكم البلاد بلا ...
- ناس تأكل بالدجاج ... وناس تتلگه العجاج..!!
- ليس هناك سجناء فكر وسياسة, ولكن هناك قتلى فكر وسياسة وإعلام ...
- ما هي الأهداف التي يسعى كل حزب إلى تحقيقها من مشاركته في الا ...
- هل هناك من يريد خلط الأوراق في الموقف من قانون الانتخابات؟
- السيد أحمد أبو ريشة والقضية الكردية
- هل الرأسمالية هي نهاية التاريخ؟
- هل ستكون الانتخابات العامة القادمة في العراق نزيهة ونظيفة؟
- المضمون الفاشي لمجازر الأنفال وحلبچة في كُردستان العراق
- مسيرة الأحزاب السياسية ونتائج انتخابات الإقليم الأخيرة - الح ...
- مسيرة الأحزاب السياسية ونتائج انتخابات الإقليم الأخيرة- الحل ...
- مسيرة الأحزاب السياسية ونتائج انتخابات الإقليم الأخيرة - الح ...
- مجلس النواب يقاضي المدى والشعب في آن واحد!
- الخونة المجرمون يسعون لإشاعة الفوضى والموت في العراق
- التيار الديمقراطي وأزمة تحالفاته المستمرة!
- الفنان الكاريكاتير سلمان عبد والظواهر السلبية في المجتمع
- هل من مشروعية لتدخل الحكومة العراقية في شؤون النقابات العراق ...
- لم التشاؤم من إمكانية تشكيل جبهة وطنية أو تحالف سياسي انتخاب ...


المزيد.....




- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: لا م ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي: -الاسرائيليون- يتصور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم حبيب - هل إن رفض بناء المآذن رفض للإسلام في سويسرا؟