أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - زهير ماعزي - فاعلون في حقل الشباب















المزيد.....

فاعلون في حقل الشباب


زهير ماعزي

الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 14:00
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


1
أنت شاب، إذن أنت في برامجهم فئة مستهدفة.
أنت شاب، إذن الجميع في خطبهم يتكلم عنه.
لك احتياجات، إذن الجميع يخطط لتلبية حاجياتك (أو هكذا يزعمون) ابتداء من الأب والأسرة، وانتهاء بعباس الفاسي والحكومة. ومن يعرف، فقد يكون أسامة بن لادن هو الآخر يخطط لك، يخطط لاستهدافك واستقطابك وإعادة أسلمتك ثم أخيرا يرسلك لتلقى حتفك في العراق أو الصومال.
أما أنت أيها الشاب فقد تكون الوحيد الذي لا يعنيك الأمر "ما مسوقش"، أنت الوحيد التي لا يتم إشراكك في التخطيط لمستقبلك، رغم أن غاندي رحمه الله وأدخله فسيح جنانه لما قدمه للإنسانية من خير كثير قال (ما تفعله لأجلي،و تفعله بدوني، تفعله ضدي).
لكن من يخطط ليتدخل في حقل الشباب؟ نحن في حاجة ماسة لنعرف من هم، لذا سأحاول في هذه التدوينة أن أقوم بجردهم وتقديم بعض الملاحظات حولهم، وقد قسمتهم إلى فاعلين تقليديين وفاعلين جدد. ولنبدأ من المتدخلين التقليديين.
أول المتدخلين بطبيعة الحال هو الملك. فهو رئيس الدولة مدى الحياة، ولأن الملكية في المغرب تنفيذية فهو واضع الأهداف العامة لسياسات الدولة الكبرى وحتى المتوسطة والصغرى والصغيرة جدا. يساعده في هذا المسعى الطيب كتيبة المستشارين وباقي الأجهزة السامية صاحبة السلطة التقريرية الحقيقية في البلاد، غير الخاضعة في أغلبها لسلطة شعبية أو رقابة برلمانية.
الحكومة التي ننتخب بعض أعضائها ويضطلع بتسيير الأعمال فيها الوزير الأول، هي أيضا تتدخل بعض الشيء. ويقوم بهذا العمل الوزارة الوصية على قطاع الشباب، وكذلك المركز الوطني للشباب والديمقراطية، احد إبداعات المأسوف عليه محمد الكحص.
ولأن الشباب نوع اجتماعي خاص، فهو محط اهتمام طبيعي لباقي القطاعات الحكومية الأخرى. مثل الثقافة والتشغيل والتعليم والصحة.
المجتمع السياسي ممثلا في الأحزاب والشبيبة الحزبية أيضا يهتم بالشباب باعتباره مسؤولا دستوريا عن تأطير المواطنين. وهنا أفتح قوسا لأقول أنه في الدول الديمقراطية الحقة تضاف إلى وظيفة التأطير مهمة الوصول إلى السلطة، وهذا في المغرب غير موجود، تصوروا ضيق أفق الدستور ولنتفق على الحاجة الماسة لمراجعته. وكأن المخزن أراد للأحزاب أن تلعب دور الكومبارس في الساحة السياسية. وغالبيتها راض بهذا الدور، ويشكر جلالة الملك على هذا العطاء الجزيل. ويسألونك عن العزوف السياسي؟
في بلدنا العزيزة، الجميع متفق على أن الأحزاب لا تقوم بدورها كما يجب في تأطير واستقطاب وتعبئة الشباب. وفي زمن مضى ونتمنى أن يعود، كانت المنظمات الشبيبية والأحزاب والنقابات تقوم بهذا الدور، أيام الصراع المعروف بين المعارضة اليسارية ونظام الملك الراحل، خصوصا منظمة الشبيبة الاتحادية التي دخلت في سبات عميق وحالة "بلوكاج" غير مفهومة. صحيح أنها أفضل من العديد من المنظمات، لكن نظرا للدور الذي كانت تلعبه وللحجم الذي كانت تشغله فالوضع الحالي مخز بالمقارنة مع تاريخها النضالي في الجامعة والشارع، بل حتى خارج أرض الوطن في بعض المحافل التي لا مجال لذكرها الآن. ونتمنى صادقين أن تعود هذه المنظمة إلى سابق عهدها أو أن تظهر بدائل حقيقية في العمل السياسي الحزبي، من مختلف الاتجاهات، لأن هذا لا يمكن إلا أن يكون في صالح الشباب المغربي.
جمعيات المجتمع المدني هي الأخرى تعمل على النوع الاجتماعي الشبابي، بعضها ذو طابع محلي (جمعية الشباب من اجل الشباب بتيفلت مثلا)، وبعضها الأخر ذو طابع وطني (الشعلة ولاميج ولامجيد ومنتدى المواطنة ومنتديات الشباب المغربي والحركة الشبابية التابعة للمنتدى الاجتماعي المغربي.. ومؤخرا حركة الأفق الجديد وهي جمعية واعدة تأسست مؤخرا في الرباط ويرأسها الصحفي الشاب منتصر الساخي).
وهذه الجمعيات تستفيد من تمويلات وشراكات وطنية ودولية. وممكن أن تكون مجرد ببغاء يعيد علينا الأسطوانة الرسمية أو مجرد غطاء لاتجاه سياسي معين مثلما تتهم به حركة لكل الديمقراطيين وابنتها دائرة الشباب الديمقراطي، هذه الأخيرة حاولت تمرير خطابات سياسية في منتدى المجتمع المدني والذي نظمته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "اليوسايد" لفائدة الشباب في رمضان الماضي بالرباط لولا يقظة بعض المشاركين من حملة الفكر التقدمي والمستقلين الديمقراطيين (انظر تغطية جريدة ليبراسيون للحدث).
المؤسسات التربوية والجامعات تستقبل الشباب، لذا من الطبيعي أن يحاول الطلبة تنظيم أنفسهم في اتحادات وفصائل ونواد، والمشاركة في مجالس المؤسسة. ومن الطبيعي هنا أن نأتي على ذكر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الفاعل التاريخي داخل الحركة الطلابية المغربية، والذي قدم مناضلوه الكثير وصولا إلى الدم في سبيل تحقيق مطالبهم، رغم ما يثار من جدل حول قانونيته، ومن ملاحظات حول انزلاق بعض الفصائل داخله إلى العنف كوسيلة لحسم الصراع، فأحيانا يعلنون الجهاد من داخل الجامعة وأحيانا أخرى يقولون عنه أنه عنف ثوري، في غياب أو ربما تغييب للفصائل الإصلاحية والوطنية.
2
هذا عن الفاعلين التقليدين في الحقل الشبابي في مملكتنا العزيزة. لكن يجب الانتباه إلى وجود فاعلين جدد في الساحة، أفرزتهم حركية المجتمع وتطوره، وانفتاحه على الثقافات الغربية والشرقية، وموجة العولمة التي زعزعت بعض القيم وأفرزت في بعض الأحيان موجة مضادة لحفظ القيم المحلية والوطنية.
وهؤلاء الفاعلون الجدد في نظرنا هم:
أولا
كانت حركات الإسلام السياسي نشطة جدا في خلال حقبة ما عرف بالمد الأخضر، والتي زامنت الثورة الخمينية في إيران، وسطوع نجم الإخوان المسلمين في مصر، لكن انحسارها الأخير جعل قدرتها على تعبئة الشباب محدودا، رغم انه يبقى موجود ولا يمكن إغفاله. والمخزن في المغرب حاول تدجين الظاهرة، ومن جهة أخرى الدفع بما أسماه الهمة "الإسلام المغربي" وتشجيع التصوف على استقطاب الشباب عبر الإغداق عليه بالمنح السامية للشرفاء والزوايا. فكان تنظيم الملتقى الأول لشباب الطريقة البودشيشية العام الفائت يصب في نظرنا في هذا الاتجاه. وإشارة أخرى تستحق الانتباه وهو محاولة خلق فصيل طلابي يمثل "الإسلام المتصوف المغربي" وتابع لإحدى الزوايا في كلية العلوم السملالية بمراكش.
ثانيا
حركة نايضة، وهي حركة غير مؤطرة ولا منظمة، لكنها موجودة في الواقع وتعبر عن نفسها وعن تأثيرها الكبير في الشباب المغربي. وهي غير مؤدلجة، بل تروج للامبالاة "أونتي كولشي". وظهرت كموجة موسيقية واكبت تطور المجموعات المعروفة حاليا ومهرجان "البولفار" الذي يمكن اعتباره مؤتمرا سنويا لشباب نايضة في المغرب. وتحاول الدولة مغازلتها لأنها تقي الشباب من الانخراط في الحركات المتطرفة والاتجاهات الممانعة.
ويمكن اعتبار حضور توفيق الحازب "بيك" في لقاءات أصدقاء عالي الهمة إشارات في هذا الشأن، وكذا تحول مجموعة غنائية معروفة من غناء كلمات من قبيل "علاش ما بغيتش تجي يا لمشيشة، جبت ليك كل ما حبيتي الشراب والشيشة" إلى مواضيع تتغنى بمدونة الأسرة وبحب البلاد وتؤكد على مغربية الصحراء وعلى التعلق بالعرش العلوي. وهو تحول إيجابي، لكن الملاحظ أنه خطاب متماهي مع الخطاب الرسمي للدولة إلى أبعد الحدود، وكلمات أغانيهم بعيدة عن ملامسة هموم الشباب الحقيقية ومطالب الشعب في التغيير والإصلاح والعدالة الإجتماعية. وكيف نفسر حرمان بعض المجموعات والتجارب التي لا تقل قيمة من المهرجانات الكبيرة ومن الإعلام العمومي مثل (أونتي سيستام) ومجموعة (هوسة) التي قد تعيد تجربة (بزيز) مع الإعلام العمومي. ومن كلمات أغانيها " أحضيو راسكم بزاف هاد ليامات، راه كترو فينا بزاف لعصابات، ومختصين ف الانتخابات..واش تايقولو؟ غادي تغرسو ليكم البنان، وتاكلوا لاكاميل، كلشي يمشي فرحان ونهورو لاكميل، نكسيو العريان ونوكلو الجيعان.. بلادي بلاد الحق، واللي بغا الحق كيتدعق".
ولا شك أن واضعي كلمات الأغاني قد فهموا الرسالة، أي المواضيع التي لا يجب أن تتكلم فيها حتى لا تحاصر، والمواضيع التي يجب أن تطبل لها حتى يتم استدعائك في المهرجانات والتلفزة.
ثالثا
ظاهرة "الإلترا" ULTRAالرياضية. وقد نجحت بشكل باهر في تأطير الشباب داخل الملاعب وتنظيم الجماهير المشجعة للفرق داخل الملاعب الرياضية، وذلك بأساليب مبتكرة كالأغاني التي تجدد كل عام والشعارات والرموز والحركات الجماعية داخل الملعب. بل أحيانا حتى القيام باحتجاجات حضارية على سوء التسيير أو ضعف النتائج مثلما حدث في القنيطرة حيت غادر الجمهور "حلالة" إلى خارج الملعب أثناء المبارة لمدة ثلاثين دقيقة للاحتجاج.
النقطة الايجابية في هذه الظاهرة هي طرق اشتغالها القانونية، فهي تنتظم داخل جمعيات معروفة. أما الملاحظة السلبية فهي أنها أحيانا تقع في الترويج لأشياء غير رياضية مثل سب الخصم وكراهية الفرق المنافسة.
صحيح أن حركة "الالترا" غير مسيسة، لكن هذا لا ينفي أنها لا تتأثر بالمجال السياسي أو تأثر فيه بشكل أو بآخر. وهنا لا يفوتنا أن نذكر مثالا في نفس السياق وهو خاص بالشبيبة الاتحادية. فبعض نشطاء هذه الأخيرة حاولوا محاكاة أساليب اشتغالها وأبدعوا أشكال تعبيرية وأناشيد حماسية ذات مضمون سياسي منددة بالمخزن وتعاهد شهيد الشبيبة الاتحادية الشاب محمد كرينة على الوفاء وتطالب بكشف حقيقة إغتيال المهدي بنبركة.
أخيرا،
وضمن ما أسميته الفاعلون الجدد في الحقل الشبابي، بدأت تبرز مؤخرا حركية ما، مشاغبة، ممانعة، لا يمكن التحكم فيها، ولا يمكن توقع ردود أفعالها، تأثيرها في الرأي العام واضح ويحظى باهتمام أجهزة المخابرات العالمية حسب بعض التقارير الدولية، والمعلومات التي تأتي بها دقيقة وموثقة بالصور والفيديو، قد تبدأ من فضيحة أخلاقية في ليلة حمراء إلى دليل جنائي ضد دركي يأخذ الرشوة. إنهم الثوار الجدد، جيل الانترنت الذي لا يخاف أحدا، وحزب المدونين ومستخدمي الانترنت الشباب الذي تتشكل معالمه يوما بعد يوم، وتبنى معالمه لبنة لبنة.
إنهم زملاء المدون محمد الراجي ومستعملو الفايس بوك أمثال فؤاد مرتضى ومستعملو اليوتوب مثل قناص تاجيست.
عن هؤلاء الثوار سنتحدث، لكن في تدوينة قادمة. انتظرونا.

بقلم زهير ماعزي
ناشط حمعوي ومدون
عضو الشبيبة الاتحادية
www.barkassa.tk



#زهير_ماعزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يمكن للسياسي أن يستعمل الإنترنت؟
- كيف تعاملت الأحزاب السياسية المغربية مع الانتخابات المحلية 2 ...
- الشباب ووحدة اليسار
- المهدي بنبركة هو المسؤول عن تفشي أنفلونزا الخنازير!


المزيد.....




- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - زهير ماعزي - فاعلون في حقل الشباب