أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايناس البدران - لافتة















المزيد.....

لافتة


ايناس البدران

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


المرأة لا الملوك مستقبل العالم ..( اراكون )


كل عام وانت بخير .. وترفلين ب..
صفير المايكروفون يعلو يطغي على همهمة الحضور ، تمتد كفها بعصبية جلية لتحريكه في كل اتجاه عله يصمت ، تقلب دون قصد قدح الماء ، تنظر بهلع الى حروف الحبر تستحيل خيوطا بائدة شائهة على الورق البارد ، تزدرد خيبتها محاولة احتواء الموقف امام عيون شاخصة ورؤوس مشرئبة بانتظار كلماتها التي تعلن فيها ابتداء الحفل السنوي لليوم العالمي للمرأة .. تبحث عن صوتها
أن عيدك هذا ... أن هذا اليوم لم يأت من فراغ أنما جاء ثمرة لكفاح سنين طوال خاضتها المرأة .....
الصفير يعلو من جديد وجدت نفسها تلتفت لتهمس :
عامر .. اصنع شيئا
الشاب النحيل يتحرك بنشاط لأنقاذ الموقف
سيدتي .. بإمكانك ان تبدأي الآن
تحدث نفسها ما بك ارتجلي هل اكلت القطة لسانك ؟
وكما تعلمون فإن لهذا اليوم دلائل غنية وخصبة فهو لم يأت من فراغ أنما جاء بعد مسيرة كفاح طويل خاضته المرأة من اجل اثبات حقها في التحرر من الأستعباد وفي العمل وطلب العلم وصنع الحياة .
نستهل حفلنا هذا بكلمة للأستاذ طيب كريم .
اعتدلت برأس افرغه الأضطراب فغدا كصندوق فارغ يرن بالصدى لأدنى خاطرة .. على الأقل ستمنحها كلمة الأستاذ بضع دقائق للملمة شتات افكارها واحصاء اوراقها التي طالها البلل .
يشد اهتمامها صوته اذ يقول :
التاريخ يصبح انسانيا عندما تصبح المرأة جزء اساسيا من حياته اليومية وعنصرا فاعلا ومتفاعلا داخل نسيجه الأجتماعي .. المرأة محملة بعسف مضاعف .. بنظرة دونية مخفية في النسيج القمعي للمجتمع وبصيغ متعددة .

تتنفس الصعداء اذ ترى ان بقية الأوراق لم ينل منها البلل تحمد الله في سرها .. الرجل الجليل ينهي كلمته قائلا :
تجاوزا لمبدأ مهم هو ان قضية الحرية لايمكن تجزأتها .. اذ ان تحرر المجتمع ككل يفضي الى تحرر الرجل والمرأة معا .
تدوي القاعة بالتصفيق
الآن مع كلمة الناشطة السيدة احسان .
تتقدم المرأة بخطى تعبى حتى لتبدو وكأن كل شيء فيها غير ناشط بما فيه صوتها الذي فشل في شد انتباه جمهرة الحاضرين .. تتحدث كأنها تحدث نفسها ليعلو صوتها فجأة فيما هي تهم بإلقاء آخر مافي جعبتها :
.. لا حياة لمن تنادي .. لا مزيل لبقع الخطايا .. لا شيء لإخماد هذا الوجع المزمن .. لا لون الا .. لاشيء غير الفتات .. لا عزاء للسيدات .
تترجل عن المنصة تشيعها نظرات محايدة فيما الأكف تصطفق بفتور .. تلمست حزنها فأنبثق صوت شهرزاد من ثنايا عقلها ، الأصوات من حولها لغط مبهم ممتد والعيون نوافذ مفتوحة على آخرها
( كان لابد ان تنحر كل القرابين كيما ينبجس السرد على لسانك معمدا بدم الأنوثة المهدور .. وهو ما انقذك من ذات المصير المأساوي ) .
صوت كافكا يتردد عذبا في ارجاء القاعة :
الأنوثة عقيدة حياة تتجاوز كينونة المرأة وتمتد وتتشعب لتكون هوية الوجود المثلى .
صوت اسماء ينثال كزخات مطر :
حلمت بك فارسا نبيلا احتمي بجفنيه من زخات المطر
ورأيت نفسي بعينيك اميرة سومرية تتمايل غنجا
في معبد القمر ..... ما زلت احلم .
الخيط ما بينها وبين الحاضرين بات موصولا متوهجا
( شهرزاد لم تتلفع بعباءة اليأس ابدا ولم تسقط في قبضة الخوف ، بل ظلت طيلة شمسها يتراءى لها قوس قزح )
للأستاذ فارس نبيل كلمة .. الرجل يتقدم بخطوات عريضة حذرة تسنده ذراع احد تلامذته ، تنهض من مجلسها تمد له يدا تساعده في ارتقاء
المنصة ، تقرب من فمه المايكروفون .. الرجل يخاطب الجمهور بصوت جهوري متقطع الأنفاس :
ايها السادة أن الأمر جلل .. ملايين النساء بلا معيل وكذا ملايين الأطفال .. أن هذا يستوجب تبني مشاريع تشريعية وبرامج مؤسساتية اضافة الى استراتيجيات طويلة الأمد .. أني احذر .
كان القائمون على الحفل قد بدأوا بتوزيع قطع الكاتوه والمرطبات ذات الحجم المتوسط على الحضور .. طغت طرقعات فتح علب المرطبات بشكل واضح على صوت الخطيب .. وانشغلت الأفواه بالتهام الكاتوه بنهم باد .. الخطيب يترك المنصة منتفخ الأوداج محمر الوجه ، يهرع تلميذه لمساعدته في الترجل عن المنصة ليغادرا القاعة على عجل .
الآن مع الشاعر الشاب المتألق دوما قاهر قلوب العذارى والعوانس اللائي تجاوز عددهن المليون .
صوت امرأة تسحب طفلها يعلو وهي تسأل بحياء عن الحمام .. يرد عليها شاب بأدب :
لا يوجد حمام للسيدات هنا .. انا آسف .
الشاعر الشاب يقفز الى المنصة تتراقص البسمة على شفتيه
يهمس للمايكروفون :
احبك .. كلمة اسكبها على شفاهك الضامئة رحيقا عذبا .. فتتفتح اكمام الحب .. وتتدلى ثماره على اطراف اغصان العشق الأبدية .. احبك وسأظل احبك .
يعلو الصفير والحماس والتصفيق

-( شهرازاد استخدمت حكاياها العذبة ، رحلاتها الخلابة في بطون التاريخ والأساطير كيما تكشف عن الداء وتطهر روح شهريار المسكونة بوساوس الثأر والدم لتنقذ نفسها وبنات جنسها من سيف السياف ) .





صوت الشاعرة الشابة يجوب الآفاق
اضرب الجدران فتسقط قبضتي ..
صوت ساخر ينبثق من وسط القاعة
لو انها استخدمت المطرقة
وشطآني تبكي .. الحمائم تبكي
امرأة تعلق بصوت مسموع :
نحمد الله على نعمة المناديل
تصفيق وآهات نسوية تند من اكثر من موضع تتجمع تعلو كموجة لتهبط في بئر بلا قرار
الكلمة الأخيرة للسيدة صبرية كدمات
صوت احد الحضور يعلو متململا
داخ رأسنا متى يبدأ الحفل ؟ صوت يرد عليه :
لقد قارب على الأنتهاء
ماذا ؟ قيل لي انهم سوف يأتون بمطربة ريفية .. على هذا الأساس حضرت .
صوت رجل مميز انبثق من وسط الحضور ليخطب بالجمع بحماس :
شكرا والف شكر لكل الأنجازات التي ....
صوت الناشطة يعلو :
شكرا على ماذا ؟ ! على الخلع الذي لا يتم الا بعد ابتزاز ( الزوج ) وموافقته ، ام على القانون الذي يبيح الضرب . ؟!
الرجل لا يلتفت لها ويكمل بحماس اشد :
اني ادعو ان تكون كل الأيام ايام احتفاء بالمرأة ... تصفيق حاد
ابتسمت ولكن لغير السبب الذي اشاع البسمة بين الحضور ، ذلك بانها تعرف الخطيب جيدا وتعرف زوجته .
السيدة صبرية كدمات تحيي الحضور بصوت واهن موجهة خطابها الى الخطيب المفوه :
انني ادعو الى تأسيس قوة للتدخل السريع ودائرة متخصصة تعمل على مدار اليوم مثل الدفاع المدني وهواتف ساخنة معروفة كيما


تتصل بها النسوة اللائي يتعرضن الى شتى انواع الأساءة والطرد في الليل من بيوتهن مع اطفالهن ...
( بالحب انقذت شهرزاد العالم وشهريار من الغرق في طوفان الدم ، كان الموت سببا في تدفق شلال الروي عندها والكلمة سلاحها بمواجهة السيف والموت المتربص .. هكذا نجحت في الأنتصار للحياة فامتلكت السر العصي على الغير .. وحدها عرفت انه على شدة بطشه كان يبحث عن عقل يحاوره وند للسانه لا عن توابع هزيلة تدور في فلكه )
ايها الحفل الكريم بهذا نأتي على ختام حفلنا السنوي ...
الحضور يتشكل اسرابا كل بانتظار دوره للخروج ، تقترب منها رجاء لتقول بحرج :
اللافتة لم تصلنا الا الآن .. ماذا افعل بها ؟
وجدت نفسها تبتسم رغما عنها لترد فيما اصابعها تلملم الأوراق المبعثرة :
- اتركيها على طيتها للعام المقبل .




#ايناس_البدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة القصيرة جدا وغواية الومضة
- حديقة الاقنعة
- حديقة الأقنعة
- غيبوبة
- في الادب والنقد الادبي النسوي
- شمعة العسل
- الصدع
- شعاع الشمس في بحيرة باردة
- في ذكرى رحيل الشاعرة الرائدة نازك الملائكة
- قنطرة الشوك
- لازوردي
- ألق الثريات جمر تحت الرماد
- دوريس لسنغ مناضلة بلا شعار
- وجها القمر
- الليلة الاولى بعد الالف
- غثيان
- مقابلة صحفية اجريت من قبل احدى المجلات العربية
- فجر منقوش على لوح الروح
- مناديل العنبر
- كاردينيا


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايناس البدران - لافتة