من أجل السلطة

رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 08:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

1. من أجل السلطة)
صورة رقم "3"
_ لحوم وأضحية _
رشيد كَرمـــة
من تداعيات موروث قديم "أيامٌ أربعْ" سُميَّت عيداً للأضحى تَيمُناً بابراهيم الخليل الذي أوشك أن يذبح إبنه اسماعيل تلبية لطلبْ(الله) والذي افتداه بكبشٍ ذُبِِحَ قرباناً له،وينص الموروث على أن تكون ألأضحية في مكان محدد يُسمى جبل عرفات في (السعودية الوهابية الآن*).تمشياً مع الحديث المُحَمَدِّي" الحجُ عرفة**" أي يجب أن يكون في نفس المكان، مهما إختلفت الحاكمية والملكية والأهلية ومن هنا أُعدم (الحلاج***)لا لكونه شيوعيا ًعراقياً ولكنهُ متوقد الذهن إجتهدَ وناصرَالفقراء الذين لايملكون سبيلاً للحجِ إلى جبل عرفات الحجاز الذي يحتاج إلى مقومات عديدة أهمها إقتصادية بالدرجة الأولى. وأجازَ( الحلاج) هذا المملوء حبا لـ(لله) لدرجة التصوف أن يكون الحج في متناول الجميع أي أن تكون ممارسة شعائرالحج في أي مكان لأن الله موجود في كل مكان وفي كل شئ ومنها أنه موجود في دواخل البشر !!سألوه مرة: أين الله ؟ قال إن الله في جُبَتي!!.ونجح تجار الموروث الشعبي من المنتفعين في تداول أن لايكون الحج (إلا) هناك. حيث ارسوا تبادل التهنئة بكذب إجتماعي فاضح بين الفقراء الأغلبية وألأغنياء ألأقلية (كل عام وأنت بخير) أو(سأراك السنة المقبلة على جبل عرفات)والحقيقة أن العام أي عدد أيام السنة ستكون بخيرفعلاً عندما يتمتع الجميع بالحرية والعدل والمساواة وبالأخص المرأة لأنها القياس ولأنها الرمز وسيكون العام مؤشر خير عندما يشبع الفقير وتؤمن حاجته , والعام المقبل ليس بالضرورة ان يكون اللقاء على جبل عرفات في سعودية آل عبد العزيز المُخزي، في كل المجالات,بدءً من الحجاب الوهابي والسلفي وما يمليه من ثقل على المرأة حد الجلد فيما إذا قبضت متلبسة بقيادة سيارة حتى وإن كانت مُسعفةً لروح بشرية !!وما شاهدناه من عار في جدةِ المملكة الوهابية لمنظومة المجاري وهزيمتها أمام والأمطار لهو عيب كبيرفي أخلاق السعودية الوهابية الموغلة في الرجعية ، والتي يطبل لها الكثيرون على انها مملكة الخير !!!؟؟؟؟؟العام الخير بلحظاته وساعاته وأيامه إنما يكون حقيقة عندما تتوفرفيه كرامة الإنسان الذي يحلم بعيش رغيد ,وهذه أمنية جميع فقراء العالم،،،،،.في بلد النفط والمياه "العراق" شاهدتُ ألأُمُ العراقية تلظم بالخيط الباميا والباذنجان وأنواع الخضار وتعرضها لشمس الصيف كي تعينها على شحتها في فصل الشتاء .كان ذلك في خمسينات القرن العشرين. ولكني لم اشاهدها كما المرأة الأم وألأخت والحبيبة الباكستانية في أخريات عقود القرن العشرين وحتى هذه اللحظة من القرن الواحد والعشرين حيث كنت شاهد عيان في (كراجي)المدينة الحبلى بالتناقضات ألإثنية والقومية والمذهبية المتعددة وهي متلهفة (لعيد الضحى)ليس تعبداً وإنما حاجةً مُلحةً للغذاءليس إلا. ولهذا السبب ينتظم الجميع أطفالاً وكهولاً، ذكوراً وإناثاً، في خلية نحل ٍكي ينشروا لحم الأضاحي التي يحصلوا عليها تحت أشعة الشمس اللاهبة على حبال ٍ ممتدة شمالا وجنوباً شرقاً وغرباًً،والمنظر يجذبك حيثما تكون إذ يتقافز الأطفال من الجنسين تحت وقع الموسيقى والأغاني الهندية المعروفة بحزنها وإيقاعها الراقص وسحرها الشرقي لغمر اللحوم في الملح،ومن ثم تأتي النسوة المتشحات بشئ أشبه بالحجاب وبألوان تزيد المنظر بهجة يغطي جزء قليلاً من الرأس ويترك الصدر المكتنز والمنتفض والجسم الرشيق الراقص يحاكي الطبيعة البشرية وهن ينشرن لحوم جازَ تسميتها قبل أكثر من 1400 عام لحوم أضحية الحجيج !!!!
الهوامش: * السعودية الوهابية :أهم وأغنى منطقة في الخليج العربي ،تقود ومنذ تأسيسها لفكر رجعي دموي غير أنه مدعوم من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي (تتزعم) حقوق الإنسان!؟!؟
**الحج عرفة : حديث نبوي أخرجه مستدرك الحاكم ( جـ2 ص278. وقال أصحاب السنن أيضا (أبو داود والنسائي والترمذي) أن (محمداً) قال: الحج يوم عرفة . التاج الجامع للأصول، ج2،
*** الحلاج: لأنه ناصر الفقراء وله وجهة نظر تقدمية ، أصدر الخليفة المقتدر بالله أمرًا بضربه ألف سوط ثم قطع يديه ورجليه ثم صلبه على جسر بغداد
السويد 1 كانون الأول 2009 رشيد كَرمة
:

#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات