أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة الحباشنة - هرطقة جاجز الموت














المزيد.....

هرطقة جاجز الموت


نعمة الحباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 2835 - 2009 / 11 / 20 - 01:25
المحور: الادب والفن
    


هرطقة حاجز الموت

في زمن الحرب وعندما لا يتبقي وقت للتفكير بالحب والسلام تصبح الحقيقة الوحيدة المتاحة هي الموت ذلك الزائر الوقح من لا ينتظر الإذن بالدخول ويقتحم الأبواب المغلقة بلا استئذان ليعلن أنه الأقوى والأقدر على الصمود رغم كل شيء ....
يساند ذلك المتطفل على الحياة في لحظات الحرب المفزعة خوف من المجهول تسانده كل لحظة تطول وتطول لتصبح دهرا من الذكريات
والفراغ الذهني المختبئ وسط عقول تحكي هشاشتها في تلك اللحظات ؛ عن زمن كان أو حلم سيأتي ...
علي أرض البارود والدم والدخان ..
ذلك التراب الأسود الذي أفنى عمره "الفريد نوبل" في صناعته ثم سجد بعدها لكل بني البشرية معلنا وبكل وقاحة أسفه لما حدث ، معلنا من على منابر
الموت المترفة بالسلام ، أن خذوا كل ما أملك ولكن أعيدوا لنفسي المترنحة بخطاياكم لحظة الحب والفرح التي فقدتها عندما قُتل أول بريء بنيران ترابي ،
وسُفك ذلك الدم الملوث بلون خطايا البشرية وفضائحها المعلنة وغير المعلنة والتي تجاوزت كرتنا الأرضية لتستقر على سطح القمر في كذبة مفتعلة جاء من يفضحها بعد أربعين عام مثيرا زوبعة من الدخان غطت على عقول المكذبين والمصدقين بلوثة عقلية تجتاح الجميع ولا تتركهم إلا وهم ضحايا "لاسفسكيا" الخناق يدل لونهم الأزرق على زرقة وظلام ليلهم الذي استطال ولم يصل لنهايته بعد .... تزمجر بين فكيه أصوات تلك المعدات الغارقة في الصدأ الروحي تستلهمه من أجساد لأرواح تحولت مع الزمن إلي قطران أسود يملأ الأرض جور وظلما ، ينقب عنه الباحثين عن الثراء ليحيلوه شريانا متدفقا بالحياة والآثام يسقي ألآت الموت بروحه القذرة أو ربما الطاهرة فلا أحد يدري كينونة تلك الروح التي سكنت ذلك الجسد المتحول إلي قطرات من زيت تسقي آلة من آلات الموت تلك ....
مسكينة روح ذلك الشيخ الطيب الذي أفنى حياته في نشر الحب والعدل والسلام لتستحيل قطرات من جسده لهب يحرق الأخضر واليابس كم تعاني ، ربما هي روح أفلاطون وهو ينادي تلاميذه من على منبره يأمرهم بنسيان آثامهم ليقع في بئر الآثام دون أن يدري ... في زمن الحرب وعندما تتوقف تلك الأرواح المستباحة
أمام تلك الحواجز ، يصبح الموت نصيرا لكل نفس متعبة بآثام البشرية وقاتلا لكل الأحلام التي تداعب النفوس الحالمة بزرقة البحر المختبئة وراء دخان الحرائق المشتعلة بأجساد تبحث عن النجاة من طوفان آثام البشرية فلا تجد إلا نار الحقد والغل والكراهية ، تختبئ خلف ظلال شجيرات الياسمين المختلط شذاها برائحة الدم والبارود لتصبح عرسا ملائكيا لأولئك من قرروا المغادرة دون أن تلوثهم هرطقة القتل ، وقرروا أن يقفوا على حواجز الموت لتقتلهم يد من صنعوا تلك الحواجز ؛
أو من قرروا الهروب والالتفاف حول تلك الحواجز لتقتلهم حواجز أخري وضعت على الطريق المعاكس ...
في زمن الموت ليس للحياة مكان وان وجد وليس للموت مكان أيضا لأنه احتل المكان كله وسكن نفوس المتعبين من مدوا أيديهم لملاقاته على حواجز صنعها الشيخ الجليل بذرات جسده الفاني التي ما زالت تصرخ أن اقتلوني قبل أن أقتلكم بعقلي وعلمي وإنسانيتي ولهذا كان القتل ....

من هرطقات زمن الهروب / عمان / الأردن / 21/4/ 2009 م





#نعمة_الحباشنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوشم
- إلى أصحاب السعادة والمعالي مع التحية
- هرطقة البحث عن وطن
- خطوط متوازية


المزيد.....




- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة الحباشنة - هرطقة جاجز الموت