الفوز الجرائري سوداني الهوي مئه بالمئه

ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 09:22
المحور: عالم الرياضة
    

لم اكن في يوم من الايام اعرف في نفسي أي نوع من انواع الميول ف الحب او الحماسة الكروية و لو بدرجة قليلة او نسبية . فأنا لا اشجع كرة القدم علي الاطلاق ، لكن عندما يسألني بعضهم عن لوني الكروي أجيبهم بأنني هلالابي. هذا مع عدم قناعتي الشخصية بهلالابيتي او حتي كوني أحب الرياضية او اشجع فريقاً ما. فما عدا التشجيع و الحضورالكروي في المدارس اثناء الدورات المدرسية لا اذكر شيئاً . ففي بداية مرحلتي الثانوية بالقسم الداخلي ابتدرني استاذ الانشطة الرياضية بسؤال عن الرياضة التي امارسها .. فالتوزيع في عنابر الداخليات كان يتم بحسب الانشطة الرياضية و الهوايات الفنية او الادبية الاخري للطلبة .. و لانني لم اكن اميل كثيراً الي لعب كرة القدم اجبت استاذي بأنني لا أمارس اياً من الانشطةالرياضية .. ابتسم استاذي ابتسامة صفراء تعبر عن عدم الرضي و الاستغراب و التعجب وضحك المعلمين الاخرين .. لكنني فيما بعد لعبت كرة القدم بصورة غير منتظمة بينما أمارس رياضة المشي الاجباري يومياً شئت أم أبيت حتي الان ..
و علي النقيض مني تماماً فأبني الوحيد يحب لعب وتشجيع كرة القدم حباً جماً .. و هو و يمارس هواية رفع الاثقال و يعشق رياضات المصارعة الحرة عشق قيس لليلي .. و بذلك استطاع الابن الاكبر ان يقلب ساحة البيت الضيق رأساً علي عقب بالكور و الروافع الثقيلة و اشياء رياضية اخري .. بينما حوائط غرفته تتلون بصور مختلف الرياضيين العالميين من لاعبة كرة القدم و المصارعين و ابطال الملاكمه .. التلفاز في دارنا المتواضع و علي مدار الساعة مشغول بالبرامج الرياضية المختلفة .. وقد جعلني الوضع فيما بعد انفر وابطل مشاهدة التلفزيون نهائياً .. لكنني فوجئت في أحدي الايام برؤية بناتي الصغيرات و هن يشاهدهن المصارعة الحرة فطلبت منهن تغييره الي برامج الاطفال و اذ بثلاثتهن يصحن بصوت واحد انحنا يا بابا دايرين المصارعة ... !!!
حمي المنافسة الكروية الغير عادية بين مصر و الجزائر في الايام الماضية .. الحماسة الجزائرية المصرية الغير مسبوق للتأهل لكأس العالم في جنوب افريقيا عام 2010م .. بل قل الزخم و الشحن او الاستنفارالاعلامي الزائد عن اللزوم لدرجة الحدة و الاحتدام او التصادم الرياضي السياسي بين البلدين.. فبعد مبارة السبت باستاد القاهرة و الاعلان عن المبارة الثالثة بالخرطوم في يوم الاربعاء ارتفعت وتيرة شد الاعصاب في البلدين لتصاب الخرطوم بهلوسة الهستيريا الكروية ..
دخل السودان بثقله طرفاً ثالثاً في لعبة هذه المنافسة الرياضية السياسية بامتياز .. فالرئيس يستقبل اعضاء الفريقين و الخرطوم تستنفر كل طاقاتها و تجود بكل امكانياتها المادية و البشرية و الامنية لضيوفها الكرام .. الخرطوم تجند نحو خمسة عشر الف شرطياً لحفظ الامن
( وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير استقبل الثلاثاء اعضاء اتحادي كرة القدم المصري والجزائري, كما استقبل مسؤولين من البلدين عشية المباراة الفاصلة (.
و بهذا كان كل السودان الرسمي و الشعبي في قلب و لب المنافسة المصرية الجزائرية .. و انقسم السودانين كلهم بين جزائرين و مصرين و لكل اسبابه و مبرراته و دوافعه الرياضية و ايضاً السياسية ..
و بدون مقدمات وجدت نفسي لأول مرة في حياتي في المعمةالكروية رياضياً متحمساً و محباً لكرة القدم حتي النخاع .. و بقدر ما وجدت نفسي متعصباً الي حد ما ربما لدوافع كامنة وغير معلنة او ظاهرة أحببت الفريق الجزائري ..
فما رأيكم في صحوتي الكروية المتأخرة
وجدت نفسي كروياً جزائري العشق و الهوي
أردد و أهمس في دواخلي
جزائر .... جزائر.... جزائر
يا
منيتي وفرحتي
و يا لبهجتي و سعادتي
و عند الاعلان بانتهاء المبارة و فوز الجزائر
صحت من اعماقي و بأعلي صوتي صارخاً
الف الف مبروك للجزائر
التهنئة الخالصة للشعب الجزائري
التحية و التجلة بالنصر العظيم المأزر
فوق فوق ارض المليون شهيد
الامنيات الصادقة بتحقيق مزيداً من الانصارات
في جنوب افريقيا2010 م
برافو يا عنتر يحي
فقد اثلجت قلوبنا
ينصرك الله
هذه ردة فعلي
و قد كان حباً و عشقاً كروياً جزائرياً محضاً .. !!

#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل